الأربعاء، 27 مارس 2013

الشيخ الحاج خالد بن تونس في الندوة الفكرية لجريدة الجمهورية




 الشيخ الحاج خالد بن تونس في الندوة
  الفكرية لجريدة الجمهورية


    نزل الشيخ خالد بن توس ضيفا على جريدة الجمهورية، مشاركا في ندوتها الفكرية، فاجتمع به صحفييها، حيث دار بينهم نقاش، و طرحت عليه أسئلة تخص مختلف قضايا الساعة و اهتمامات المجتمع، فرد الشيخ على تساؤلاتهم، و جادت قريحة بعض كتاب الصحيفة بهذه المقالات عن اللقاء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


العدالة و التربية والرحمة ثلاثية تماسك المجتمع


لما تنحط الأخلاق يتحول الإنسان إلى الحيوانية.
إختطاف الأطفال ظاهرة غريبة عن المجتمع الجزائري.

     كان اللقاء شيّقا و فضوليا مع الشيخ الحاج خالد عدلان بن تونس، شيخ الطريقة العلوية عبر أنحاء العالم، الذي نشط ندوة "الجمهورية" أمس، حول التصوّف و أسباب تخلّف العالم الإسلامي و عوامل النهضة من جديد، وعدد من المحاور الهامة و الحساسة التي تهم الأمة الإسلامية قاطبة.

    و استهلّ الشيخ الحاج خالد عدلان تدخّله، بدور الصحافة في تكوين الفكر الإنساني وصناعة الرأي العام بإعتبارها أداة بناء، إذا ما أعتمدت التفسيرات الإيجابية للأشياء، و أداة هدم، إذا ما فسّرت الأمور بسلبية أكثر، و استدلّ بالمجتمع الفرنسي الذي يرى 68 بالمائة من مواطنيه الإسلام، بنظرة سلبية، و دين إكراه، لأنّ الإعلام الغربي صوّره بهذه الوحشية و الغموض...

     و ربط الشيخ خالد عدلان إستقرار الجزائر، بما يقدمّه الإعلام المسموع و المكتوب و المرئي، في إشارة، إلى ما حدث بعدد من الدول الجارة و الصديقة و الشقيقة في السنتين المنصرمتين، و إنتفاضات ما أطلق عليه بـ "الربيع العربي"، الذي هزّ، و شتّت أمن و إستقرار هذه الدول.

     و توغّل ضيف الجمهورية، في عمق الدول الإسلامية، التي تعيش شعوبها حالة تيهان بالنظر إلى الكمال و المثالية التي يضمنها ديننا الحنيف، مؤكدا أنّ قيام أيّ دولة لن يكون إلاّ بالعقيدة الصحيحة و الوطنية الصحيحة، و بدون هذه الركائز يقع الإنفلات كما يحدث في مجتمعاتنا حاليا التي غلبت فيها الماديات على الروحيات، و طرح سؤالا مهمّا، يشمل مأساة المجتمعات الإسلامية و يشخّصها، ألا وهو، أين نحن من العقيدة والوطنية والأخلاق؟ أمّا الإجابات فأكّد فيها الشيخ  خالد عدلان، على دور العدالة في المرتبة الأولى ثم التعليم و التربية، و خاصة دور الآباء في تربية النشئ، إمتثالا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلّم "لاعبوهم سبعا، و أدّبوهم سبعا وصاحبوهم  سبعاً".

    و أكّد شيخ الطريقة العلوية، على التربية المحمدية المبنية على الإسلام و الإيمان و الإحسان و مفهومها في الإسلام الموروث، و ربط ذلك بدور المساجد في تنمية الفكر الإسلامي، و هو الشيء المقصّر فيه إلى حدّ اليوم.
و في إجابته على أسئلة الصحافيين أشاد ضيف الجمهورية بدور الزوايا في تدريس القرآن و الشريعة الإسلامية، و تنوير فكر الإنسان المسلم على وجه الخصوص، و فكر الإنسانية جمعاء عموماً. و في ذات السياق تألّم شيخ الجزائر من الدّمار و التحطيم الذي تتعرّض إليه المعالم و الموروث و الآثار والمخطوطات الإسلامية بطمبوكتو و ليبيا و تونس و سوريا و العراق و حتى بالبقاع المقدّسة...

     و شدّد في المقابل، على ضرورة أن تتبوّأ المرأة المراكز العلمية الراقية كعالمة دين، مستبشرا بالمستقبل الزاهر للجزائر، كلّما زادت المرأة في ثقافتها و علمها و أستزادت من التحصيل المعرفي. كما ركّز المتدخل على أن تكون الجودة سيّدة الموقف، في كلّ المجالات و يقصد الجودة المقرونة بالرحمة : فالبناء لا بدّ أن يبني، رحمة بالعباد، حتى لا تقع الكوارث، و الطبيب يعالج بالرحمة، حتى ينقذ حياة الآخرين، و المرأة تربي في بيتها بالرحمة و الحنان، حتّى تعد جيلا رحيما عطوفا بالناس، فالرسالة المحمدية الغرّاء أساسها الرحمة بالعباد كافة "و ما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين".

     أما عن الجزائر، فقد قال الدكتور خالد أنّها  منبع الخيرات، و لابد أن تتحصّن بمسيّرين أكفاء، تملأ قلوبهم الرحمة بالعباد، أمّا عن ظاهرة اختطاف الأطفال، فتأسف عن هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا، و قال حينما تنحطّ القيم الأخلاقية يتحوّل الإنسان إلى الحيوانية.

    للإشارة حضر الندوة الفكرية التي نشطها الشيخ خالد بن تونس، كلّ من الدكتور حسين منصور، رئيس مكتب وهران لجمعية الشيخ العلوي و هو طبيب مختص في أمراض النساء، و السيد بن تونس حاج مراد، رئيس مؤسسة "جنة العارف"، و السيد بن تونس عبد المجيد، أمين مكتب جمعية الشيخ العلوي بوهران، و للعلم فالشيخ خالد عدلان، رئيس شرفي لجمعية الشيخ العلوي، و مؤسس الكشافة الإسلامية بفرنسا، و حاليا بأوروبا، وصاحب عدة كتب، و مؤلفات في التصوف و الشريعة الإسلامية.

 ليلى زرقيط




 المسلمون ملزمون بالمساهمة في الثورة العلمية العالمية


    أكد الدكتور الشيخ خالد بن تونس، من منطلق المختص المتفتح على الثقافات الأخرى، أن المسلمون ملزمون بالمساهمة العلمية و التكنولوجية الحاصلة في العالم اليوم، لأن الغد يرتكز على العلم و المعرفة و إثبات الذات، بالإختراعات التي أصبحت تذهل العالم في كل المجالات، و لم يخف أيضا تأسفه من تأخر المسلمين في الأخذ بناصية العلوم و الثقافة، و شتى صنوف المناهج العلمية الحديثة، مما ينعكس كما أكد على المستوى التنموي للعالم الإسلامي، الذي دعاه بالمناسبة إلى الإتكال على مقدرات أبنائه و بناته الموجودين، سواء داخل أوطانهم أو خارجها، ليبرز أن عودة العلماء المسلمين إلى ديارهم من بلدان المهجر، مرهونة بما يشترطه هؤلاء من ضرورة توفير الأجواء المريحة و الهادئة و المشجعة للبحث العلمي، إذ كما قال، تنقلت كثيرا في أوروبا و أمريكا، و التقيت بعلماء جزائريين، في كل الإختصاصات، و دعوتهم للعودة إلى بلدهم، للإستفادة من علمهم، فوجدت رغبة ملحة عندهم، شريطة أن يوفر لهم التكفل الصحي الجيد لأبنائهم، و المردود المادي المحترم، و الكرامة الواجبة لشخصهم، فهذه الشروط، كما قال الدكتور خالد، ضرورية في كل المجتمعات، و ليس فقط في الجزائر، لأن الإنسان كرمه ربه، منذ أن خلق البشرية، و هو يركز على دور العلم و العلماء في نهضة الأمم.

    تطرق أيضا إلى تفاؤله بمستقبل طيب للجزائر، التي كما يقال، لها دور تلعبه في الحضارة العالمية. تطرق إلى دور المرأة في تغيير أوضاع المجتمع، لاسيما و هي الخلية الأساسية، خصوصا إذا كانت متعلمة و متحصنة بالقيم الروحية و الوطنية الأصيلة لتعد لنا، كما قال شعب طيب الأعراق. و عن حديثه الذي تشعب و تنوع لعدة مواضيع مرتبطة بالحياة العصرية و تحدياتها، قال الدكتور خالد أن استقالة البابا بنديكت 16 تعد سابقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، مؤكدا أن الكنيسة أصبحت تعيش تحولات عميقة، و عن البابا الجديد، قال، أنه يؤمن بقيم سامية كنصرة المظلومين و مساعدة الفقراء و التضامن الإنساني.

     هذا و رجع إلى موضوع النهضة الإقتصادية و العلمية التي تشهدها آسيا ، ليبرهن بالتحليل التاريخي تراجع القارة الأوروبية، و تضعضعها خصوصا من الناحية الروحية، و تراجع القيم الدينية فيها، خاصة المسيحية، في حين أن أمريكا، التي خرج منها البابا الأرجنتيني الجديد، أصبحت متماسكة أكثر، من أي وقت مضى. و ختم الدكتور خالد قوله، بان الإسلام، شريعة دين و دنيا، و هي مصدر خير و رفاهية لكل البشرية، لما يحويه هذا الدين الحنيف من ميادئ تزرع الراحة و الإطمئنان و الإستقرار في نفوس الناس.

م.بن علال



بن تونس يدافع عن جقوق حواء الفكرية
يتغير أمر المسلمين بولوج المرأة عالم الفقه

      
    أولى الدكتور خالد عدلان بن تونس، شيخ الطريقة العلاوية، إهتماما كبيرا، خلال ندوة أول أمس، بمقر الجمهورية، للمراة المسلمة، الذي أكد، أن العالم الذي يعرف ديمومة و حركية التطور، هو يخص بالدرجة الأولى، المرأة التي عرفت نجاحات كثيرة في العالم الإسلامي، في شتى التخصصات الجامعية و العلمية، فهي موجودة بعدد متساوي أو يفوق الرجل، و الشيئ الخفي الذي لم يتم الإطلاع عليه، هو الريادة للمراة المسلمة في شتى الروافد العلمية و الفكرية، فبحكم تحرك العالم بسرعة، فإن المرأة التي تحمل الحياة، و التي تعتبر نصف المجتمع، و هي الحقيقة التي يعرفها العقل و يؤيدها الواقع، و حينما نرجع إلى القرآن الكريم، نجد أنه رسم لها شخصية متميزة قائمة على احترام الذات و كرامة النفس و أصالة الخلق، و هذه المرأة حسب الشيخ بن تونس، إذا كانت لها المسؤولية، فهي تهتم أكثر بكل شيئ، يوجه لها من هذه الناحية، حتى في المجال الإيماني، فإيمان المراة، له خاصية ثابتة، حيث انها تربي المجتمع، فالإنسان، حسب تصريحه يبذل مجهود، و  يتجه نحو السلالة الأولى، التي تربي المجتمع، و أكد قائلا: أنا أظن أن المرأة المسلمة إذا تتوجت أو تتوجه بالدراسة المعمقة للفقه الإسلامي، فلربما لو تخصصت في هذا المجال تعطينا نظرة جديدة للفقه الإسلامي. عندنا، المجتمع الرجالي، هم الذين يقومون بإعطاء التوجيه، و كانت المرأة مجتنبة هذه الأمور، أو المجتمع أبعدها عن العلوم الدينية، و لازالت أسيرة من هذه الناحية، و اليوم الذي يكون فيه نساء في الفقه الإسلامي، سيتغير أمرنا تماما.
   
    لقد أكد الشيخ خالد بن تونس على محور المرأة، لأن منذ حضورها في المجتمع، منذ اللحظة الأولى، لظهور الإسلام، كانت ملاذ و حصنا منيعا للدعوة الإسلامية، و لم يقتصر دورها على الإنجاب و التربية، التي تعتبر النواة الأولى لتأسيس مجتمع متكامل بكل خصائصه، و إنما إمتد إلى العطاء العلمي و الفكري، و تولت مناصب مهمة، و يطمح أن تدخل الدائرة الفكرية في هذا العصر الحديث، لتعطي أجوبة و اجتهادات، يمكن أن تنفع الأمة الإسلامية، لأن عقلها متطور علميا و فكريا، و ثابتة بحصنها الإسلامي.

    و المرأة إذا عدنا إلى العصور الماضية، لم تقتصر فقط على العلوم النقلية، بل كانت مؤهلة للعمل بالعلوم الفقهية، التي تتطلب قدرات تحليلية و دراية واسعة، و بأنه كان هناك فقيهات أتقن الأحكام الشرعية في العبادات و المعاملات، التي طريقها الإجتهاد. فإن الشيخ بن تونس يرى أن إجتهاد المرأة المسلمة في هذا العصر هو سهم، و يمكن أن يغير خريطة العالم الإسلامي.

زهرة برياح
  

مواجهة التشييع تبدأ بالحفاظ على التراث


     أبرز شيخ الزاوية العلوية، الأستاذ خالد بن تونس، الدو الكبير المناط بالزاوية في مجابهة كل أنواع التطرف الفكري، سواء من طرف الأفراد أو المؤسسات المهيئة لذلك، مع اللتركيز على دور المسجد في الإشعاع  و تصحيح المفاهيم الخاطئة حول  الدين.

       و عن سؤال "الجمهورية" حول دور الزاوية في محاربة أو مواجهة المد التشيعي، الذي صار يتوغل بطريقة خفية في المجتمع، و بدءًا  بالتركيز على الدور العبادة، قال محدثنا أن مسألة كهذه، ينبغي لنا أن نحافظ أولا على تراثنا الروحي و الفكري، و تلقينه إلى الناشئة، و بالتالي زرع فيها بدور التربية الحسنة، التي تكوّن منها شخصيتها الإسلامية المتوازنة، و المتزنة بمكارم الأخلاق، باعتبار الإسلام دين الوسطية، و ليس دين التطرف، و بالتالي، عندما يكون النشئ محصنا بهذه المقومات لايمكن أن تصله أي مؤثرات مهما كان نوعها أو المصدر الذي يستمد منه قوّته.
 
     و أضاف المتحدث أن الإسلام الذي تميّزت به الجزائر، كان دوما دينا يدعو إلى الوسطية و الرحمة تماما مثل ماجاء به الفاتحون، و تعلمه سكان شمال إفريقيا و زادت في نشره زوايانا بعلمائها و مصلحيها.

فاطمة شمنتل    


جريدة الجمهورية، يوم الأربعاء 14 جمادى الأولى 1434 هـ الموافق لـ 27 03 2013 م.