السبت، 27 سبتمبر 2014

وقفة من أجل ثقافة السلام


وقفة من أجل ثقافة السلام

   
 
  

    صرح الشيخ خالد بن تونس "علينا أن ننهي الرعب و الهمجية". و في نفس السياق قال "هذه فورة القتل لا علاقة لها بتعاليم الإسلام الذي يدّعون به. إنهم يستغلون الإسلام لخدمة إيديولوجية سياسية تسعى لاحتلال أراضي و استعمار العقول بالإرهاب. مهما يقولون، كان الإسلام و سيضل دائما، دين السلام و المحبة. يجب أن نعمل، كل واحد منا، لكي تحل محل ثقافة الخوف و الكراهية، ثقافة سلام حقيقية".


 وقفة باريس، نداء للتضامن
    بعد اغتيال الرعية الفرنسية الأسبوع الماضي بالجزائر، و تبني جماعة مسلحة نسبت نفسها للتطرف العملية، و ما أفرزه الحدث بفرنسا، نادت جماعات مسلمة إلى مظاهرة يوم الجمعة بباريس في جامعها الأعظم، لشجب ما ألصق بالإسلام من جرائم فضيعة، تهب رياحها على المجتمعات الإسلامية و الإنسانية. اشترك الشيخ خالد بن تونس، شيخ الطريقة العلاوية و الرئيس الفخري للمنظمة غير الحكومية "عيسى الدولية" في الوقفة مع جماعة من مريديه و الجالية المسلمة، و اقتربت منه الصحافة و سجلت لنا بعض أقواله.

    بالمكان، دعا الشيخ خالد بن تونس جميع المسلمين إلى الوحدة و العمل على خلق ثقافة السلام، التي هي الآن، حاجة ملحة للبشرية كافة. و قال "إنه يتحتم علينا أن ينتصر الإنسان الذي فينا على المسخ اللإنساني الذي يسكن البعض منا. نحن مع الحياة، و هم مع الموت. نحن مع السلام، و هم مع الحرب. نحن مع حياة، لعيش أفضل معا، و هم مع نهاية العالم. نحن مع الأخوة، و هم مع الكراهية". و أضاف "رجالا و نساءا، من كل الديانات و الثقافات، انهضوا من أجل تأسيس مجتمع منصف و أخوي، تنتصر فيه الإنسانية على الوحشية". 

    يُلح الشيخ في كلامه "مع كل هذه الجرائم في العراق و سوريا و ليبيا، و هذه الجريمة البشعة بالجزائر أيضا، ناهيك عن الصراع اللامتناهي الإسرائيلي الفلسطيني، الذي هو بحق سرطان حقيقي بالشرق الأوسط، فإن ردُّنا هو، تعبئتنا من أجل أن ينتصر السلام و المحبة على الخوف و الكراهية. يجب علينا أن لا نستسلم للإيديولوجيات القاتلة و غير الإنسانية. نحن من أجل عالم موحِّد. انظموا إلينا. البشرية تحتاج إلى كل واحد منا لخلق ثقافة سلام حقيقية".

المؤتمر الدولي للأنوثة من أجل ثقافة السلام
    أكد الشيخ خالد بن تونس إنعقاد مؤتمر الأنوثة من أجل ثقافة السلام في تاريخه المحدد، من 27 أكتوبر إلى 02 نوفمبر بوهران بالجزائر، على الرغم من الأحداث الأخيرة القاتمة. و قال "هذا المؤتمر، هو أكثر أهمية الآن بعد وقوع الجريمة. إخترنا عقد العرض العالمي الأول في الجزائر، البلد المسلم الذي عانى كثيرا من التعنت الديني. اليوم، يمكنه أن يكون في قلب ثقافة أكثر عدلا و إنصافا للجميع. الأحداث الأخيرة، تبين لنا أنه يجب علينا بذل كل جهد ممكن لنضمن، أن القيم التي تدفع ثقافة السلام، يمكن أن تشغل حيز حقيقي في وعينا و مجتمعاتنا. هذه القيم التي غالبا ما ترتبط مع الأنوثة، يجب حتما أن تدرّس داخل عائلاتنا و مدارسنا، حتى لا يعاد نشر الرعب المعاش اليوم". 

    في الأخير، دعا الشيخ خالد بن تونس لكل الإنسانية، و مما جاء في دعاءه "إلهي أدعوك من خلال كل القلوب و الضمائر الكائنة في كل واحد و واحدة من مخلوقاتك، أن تخلصنا من العجب و العذاب و القتل الجنوني الذي يترصدنا. اجعل دعائي كوسيلة للذين يأملون فيك و يستغيثون، بدون أن يضعفوا، و يريدون، حسب إرادتك، أن يعيشوا و يقتسموا في أخوة و سلام، هذه الهبة المقدسة التي منحتنا إيّاها، و هي الحياة". (1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). النص مترجم عن الفرنسية.