الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

يوم عالمي للعيش معا


يوم عالمي للعيش معا


    "لقد أظهرت لنا الأحداث الأخيرة، أننا بحاجة لخلق ثقافة السلام هذه. يجب أن نتعلم أن نعيش معا بشكل أفضل. إن يوما للعيش معا، لا يمكنه تسوية كل شيئ، بل هو حسب إعتقادنا معلم ضروري، و مهم، من أجل أن نكتشف أنفسنا، و نعترف ببعضنا البعض، داخل دائرة الأخوة الإنسانية، متآزرين، الواحد منا مع الآخر، و ليس ضد الآخر.

    لا أنت و لا أنا، يعرف كم من الوقت تبقى لنا، أن نعيش، على هذه الأرض الجميلة، الكوكب، واحة حياة، السفينة الصغيرة، في الفضاء الرحب.

    أنا لا أعرف، إذا ما كنت سأرى بأم عيني هذا المشروع يتحقق. أعهده إليكم، بمثابة بذرة أمل، أنقلوها و أنبتوها في عقول البشر."
الشيخ خالد بن تونس.


    اليوم العالمي للعيش معا، هو مشروع مستقبلي، يهدف إلى، أن نجتمع من دون أن نتشابه، نجتمع من أجل أن نجمع.

    المرحلة الأولى من هذا المشروع، هو جعل الأمم المتحدة تعلن رسميا عن اليوم العالمي للعيش معا. سوف يكون هذا اليوم فرصة لتنظيم فعاليات، في جميع أنحاء العالم، لدعوة، إلى إنشاء ثقافة السلام، من خلال تطوير قدراتنا، على العيش معا، بشكل أفضل.

    في هذا السياق، تعتزم الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية، إشراك المنظمات غير الحكومية، أعضاء المجلس الإقتصادي و الإجتماعي، حتى يتسنى لهم، دعم في مجتمعاتهم، توزيع عريضة عالمية كبيرة. هذه العريضة يمكن أن تجلب الملايين من الموقعين، الذين يرغبون، في إضافة أصواتهم، إلى إنشاء مثل هذا اليوم، الذي يرمز لمجتمع، يُحرِك فيه، السلام و التعايش معا، العلاقات الإجتماعية.

     يمكن لإخواننا، قراء المدونة، المساهمة في هذه المبادرة، بترك توقيعهم، مبدين بذلك تأييدهم، لفكرة تأسيس يوم عالمي للعيش معا، عبر الموقع الإلكتروني، أو بملئ الإستمارة، و إرسالها إلى المعنيين بمؤسسة جنة العارف، و جزاكم الله حسنا.


ما بعد المؤتمر الدولي للأنوثة


ما بعد المؤتمر الدولي للأنوثة

"إن الحلم قد تحقق، لأنه لأمر أحمله منذ سنة 2009، و هو قرار اتخذ سنة 2009، تحقق سنة 2014، و قد سُمع النداء رغم العراقيل و الشكوك".
 الشيخ خالد بن تونس.

المؤتمر الدولي للأنوثة
    اختتم بمدينة وهران، بالحزائر، المؤتمر الدولي للأنوثة، بحضور أكثر من ثلاثة مشارك، جاءوا من 25 دولة (1)، ليشهدوا بأنفسهم "بأن، في هذا البلد، مازالت توجد مبادرات و أصوات و طاقات حاملة للأمل" (2). صعد على منصة الخطابة أكثر خمسين محاضرا، و مفكرا عالميا، أبدوا عصارة فكرهم فيما يخص الأنوثة و الطاقة التي تفرزها في عالم اليوم، الذي يمر بهزات كبيرة، أفرزت عددا من المتغيرات و الصعوبات، دفعت بالإنسانية إلى السؤال عن المخرج و الخلاص من هذه المعضلة. و في المساء من كل يوم، أقيمت ورش للدراسة و البحث و المناقشة، جذبت اهتمام الحضور، و قد خرجنا بانطباعات حسنة و أمل لقاءات أخرى، تثري المواضيع المطروحة، و رافق اللقاء معرض دائم (3) يعني مختلف مظاهر المرأة و يظهر بعض حيثيات مسألة الأنوثة. في اليوم الرابع و الأخير، تنقلت الوفود المشاركة إلى مدينة مستغانم، في رحلة روحية، زارت فيها الزاوية العلاوية، و أضرحة مشائخ الطريقة العلاوية، ثم تنقل الجمع إلى مقر جنة العارف، بأرض دبدابة، أين أقيم جمع روحي مشهود، حضرته طرق صوفية أخرى، و خصوصا الشيخة نور أرتيران من تركية، مع بعض من مريديها المولاويين، الذين أمتعوا الجمهور برقصاتهم الدورانية.

    ألقى الشيخ خالد بن تونس مذاكرة روحية هزت المشاعر و رفرفت لها القلوب، إذ أعرب ، أن الحجر الأساسي قد وضع، و هذه ليست سوى البداية، في تأسيس بنيان ثقافة السلام، و لن نستطيع عليه لوحدنا، لابد أن ترافقنا فيه دولا و شعوبا و أمما، ليعلا بناؤه. تكلم في مذاكرته و بإسهاب عن جماعة المسلمين و قدم النصيحة لهم، و ذكر بالدور المشؤوم الذي يقوم به المتطرفين، و ما يجرونه على الدين و المسلمين من وبال. في الأخير، طلب منا أن نحمل رسالة السلام و ثقافة السلام، إلى أهالينا، و يقدم كل فردا، قدر المستطاع، مساهمته في بناء بيت السلام.

بناء ثقافة السلام
    ردا على سؤال فحواه، إنك تقول إن يوما عالميا لا يمكنه تسوية كل المشاكل، قال الشيخ خالد بن تونس "أنا مقتنع. لأنه لا يجب التنازل، و ترك الأهوال تعصف بنا، بهذا التشاؤم، الذي يسود العالم، و يشل أي مبادرة. يجب مواجهة العنف، و خلق ثقافة سلام، مواجهة التلاعب، سواءا كان صُحفيا أو إعلاميا أو دينيا. علينا اليوم جمع النوايا الحسنة، و هي موجودة في كل العالم، و الإثبات لباقي العالم، أنه يوجد من يفكر في إقتصاد و سلام، و العلاقات الإنسانية و سلام، و التربية و السلام.

    عند نهاية المؤتمر الدولي للأنوثة، أعرب الشيخ عن مناه في بلوغ الأهداف المسطرة، إذ قال "إني أشعر، كما لم يسبق من قبل، أنّ علي أن أستمر. لم نقم سوى بخطوة، لم نضع سوى لبنة،. جميع الصُرح، تبقى قيد البناء. ينبغي أن تكون دار السلام، بالنسبة لنا حقيقة، يجب أن تبنى من طرف الجميع، بدون إستثناء. الدينيون و غير الدينيون، و كل الناس، عليهم حمل لبناتهم، إلى هذا الصرح. إذن لتزال الطريق طويلة.

    هي ليست مهمة رجل أو شعب أو ثقافة، بل هي مهمة الجميع. إذا تمنينا أن يتغير العالم، لنبدأ بأنفسنا، بالإيمان به. لأنه مشروع مستقبلي من أجل عالم مقبل. حقا، هذا العالم غير موجود. كل شيئ يبدأ بفكرة، كل شيئ يبدأ بمبادرة. لنكون متفائلين. لنحلم بعالم أفضل لنا كلنا، لأبنائنا و للأجيال المقبلة. لنوقف نهب العالم، و الضرر بالأرض. لنتخيل جامعات سلام، أكاديميات سلام، لنتخيل بنك عالمي للسلام. كل شيئ ممكن. تمويل للسلام، لما لا. لنتجرأ المستحيل".

    رسالتنا الأمل، طريقنا السلام، و اختيارنا العيش معا.

    في ختام المؤتمر صدر بيان، عرف باسم، بيان وهران، أشار إلى الأهداف الرئيسية المقترحة خلال المؤتمر، و قد عبر الشيخ خالد بن تونس، عن سعادته بهذا البيان، بقوله "يبرهن بيان وهران، مدى اهتمام و التزام المشاركين، للمساهمة لخلق عالم أكثر عدلا و مساواة و احتراما، للقيم الإنسانية الأساسية". و عندها أعلن الشيخ عن مبادرة، و هي اقتراح يقدم للأمم المتحدة، على شكل عريضة، لتأسيس يوما للعيش معا، و طلب من جميع الناس، المساهمة فيه بتحصيل توقيعات، يرجى أن تبلغ المليون توقيع، تقدم في اجتماع سبتمبر 2015 إلى الأمم المتحدة، و قد بدئ في جمع التوقيعات، مباشرة، في بهو مركز المؤتمرات بوهران.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). تم تسجيل 3198 مشارك، قدموا من 25 دولة، و قد كان في الخدمة 450 متطوع، قدموا خدماتهم طيلة أيام المؤتمر.
(2). من كلام الشيخ خالد بن تونس.
(3). سيستمر عرض رواق "كشف و تلبيس" في عدة مدن جزائرية و في فرنسا و غير ذلك، و فيه تكتشقون، أن الملك الأشوري توكولتي ابيل اشارا الأول، هو أول من سن قانون الحجاب في التاريخ، سبعة عشر قرنا، قبل الإسلام.