الخميس، 14 ديسمبر 2017

خطاب الشيخ خالد بن تونس في الجمعية العامة للأمم المتحدة

   خطاب الشيخ خالد بن تونس
في الجمعية العامة للأمم المتحدة

هذا هو خطاب الشيخ خالد بن تونس، في الجمعية العامة للأمم المتحدة. خطاب قام بتسليمه، و احتفظ به و دسّ، في محفوظات المنظمة الدولية، دعما للقرار المعنون "اليوم الدولي للعيش معا في سلام"، الذي اعتمدته جميع الدول الحاضرة، الـمقدر عددها بـ 193 دولة، في يوم 8 ديسمبر 2017. في الأخير وعدت 172 دولة، بالعمل بمضمونه و تحقيق مراميه.

    كان الشيخ خالد بن تونس حاضرا ضمن الوفد الجزائري، في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 8 ديسمبر 2017، وعايش لحظة تشريع اليوم الدولي للعيش معا في سلام، و تحديد يوم الـ 16 ماي، يوما له.

    نيويورك، في 6 ديسمبر 2017.

    السيد الأمين العام، سيادة الرئيس، سيداتي وسادتي ممثلي الدول، سعادة سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة، الجمْع الكريم.

    نحن دائما بحاجة إلى الأصغر فينا. لا أحد يستطيع أن يدَّعي أنه يملك كلَّ شيء، فلكلٌ منا نصيب. لنقف وقفة تآزر، ونواصل استخدام معرفتنا ومكاسِبنا وإرادتِنا، في خدمة السلام لصالح الجميع. وسنتثمر أكثر، في ثقافة السلام، لإخماد نيران الكراهية، بتحفيز خصلة الإيثار، الذي تنضخ بها االمحبة. 

    في عام 2015، تعهد المجتمع الدولي، بتحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، مع مطالبة الجميع، وخاصة المجتمع المدني، الذي نحن جزء منه، بالمساهمة في الجهود العالمية. في هذا اليوم المبارك من يوم الجمعة 8 ديسمبر من عام 2017، تضع، بين أيدي هذه الجمعية النبيلة، شبكتُنا الدولية "تآزر 17ODD "، التي أُنشِئت باليونسكو يوم 19 مايو 2017، وأُدرِجت في "إعلان باريس"؛ مساهمة متواضعة، لأجل بعْثِ فرصة جديدة للسلام والحوار والصداقة، بين الشعوب والحضارات.

    إن قراركم، يمثل استجابة لما يحتاجُه العالمُ اليوم، كما يُعطى صدى للذكرى السنوية، التي سنحتفل بها في غضون يومين، إني أحدثكم عن ذكرى، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ولا يخفى على أحد، أن هذا الإعلان الهام، أُنشئ بعد ويلات الحرب، وفظائع لا توصف، وسلطة الرُّعب.

    كوني رئيس شرفي للمنظمة الدولية الصوفية العلاوية – المنظمة غير الحكومية -، والتي تشغل صفة عضو استشاري خاص، بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، عملنا على جعل فكرتنا حقيقة، بفضل التعاون الوثيق مع الجزائر، وبفضل القبول الحسن، للعديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. في هذا، أتقدم إليكم، بالشكر الجزيل.

    اليوم، وبعد تفكير طويل ودقيق، ها نحن نقف أمام هذه الجمعية النبيلة. لقد جئتكم بصفتي رسول طريقة صوفية كبيرة، أناشد كرَم ضمائركم، كصُنّاعٍ لقرار الحاضر والمستقبل. فبفضل حِكمتكم، يمكننا بناء مجتمعٍ العيش معا والعمل معا، حتى يتمكن أبناؤنا، من بناء مستقبلهم الواحد مع الآخر، وليس الواحد ضد الآخر.

    إن السلام ليس مجرد غياب الحرب أو الصراع. السلام هو قبل كل شيء، حالة كينونة، يشعر بها كلُّ واحد منا في أعماق نفسه، مع الرغبةٍ في المشاركة، والاتحاد مع جميع من هم حوله، بِغَضّ النظر عن لونه أو دينه أو حتى عن جنسيته.

    فالإنسان هو في المقام الأول ضمير، تزيد يقظته أو تنقص، وفقا لارتباطه، بالقيم الأخلاقية والعدالة والتضامن والسلام.

    إن الإنسانية الملازمة لنا، تُعبِّر عن نفسها أكثر، عندما يقرر كل واحد منا، أن يجعل من حياتَه ثراءا، لنفسه ولغيره.

    إنني أتوجه إلى هذه الإنسانية، التي يحملها كل واحد منكم، وأطلب منكم بكل تواضع، أن تجعلوا من "اليوم العالمي للعيش معا في سلام"، نداءًا لتلك المصالحة الثمينة والغالية؛ مصالحة العائلة البشرية، ودعوة للأمل، وعرضا سخي، لجميع من يؤمنون بالأخوة البشرية ويطمحون إليها.

    شكرا.

الشيخ خالد بن تونس

السبت، 9 ديسمبر 2017

اليوم الدولي للعيش معا في سلام حقيقة واقعة

                                     
اليوم الدولي للعيش معا في سلام
حقيقة واقعة


    في خضم رحلته الأممية المضنية، زف إلينا الشيخ خالد بن تونس، من نيويورك، خبر تأسيس اليوم الدولي للعيش معا في سلام. فقال في رسالته "أصدقائي صديقاتي الأعزاء، يسعدني أن أبلغكم، أنه اعتمدت الجمعية العامة، لمجموع الدول الـ 193 العضوة في الأمم المتحدة الجمعية، بتوافق الأراء، القرار الذي ينشئ اليوم الدولي للعيش معا في سلام (JIVEP)".(1

    حيث أقدمت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وثيقة رسمية، مؤرخة في يوم 05 12 2017، من خلال  اجتماعاتها في الدورة الثانية و السبعين، وبما جاء في البند 15 من جدول أعمالها، وبعد مشروع قرار تقدمت به الجزائر؛ إلى إعلان تأسيس "اليوم الدولي للعيش معا في سلام"، و اختير يوم 16 مايو من كل سنة، يوم الإحتفال به في كل أرجاء العالم. انظر الرابط :
  

    وخرج قرار الأمم المتحدة إلى العلن، يوم 8 ديسمبر، بعد الجلسة العلنية للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمقر الأمم المتحدة بنيو يورك، في اجتماعها في نفس اليوم. جاء في نشرة الأمم المتحدة، تحت عنوان  "قرارات تشجيع الاعتدال، وإقامة يوم دولي للعيش معا في سلام، اعتمدته الجمعية العامة" : 

    "اعتمدت الجمعية العامة، قرارا بتوافق الآراء اليوم، أعلن فيه، أن يوم 16 أيار/ مايو، هو "اليوم الدولي للعيش معا في سلام"، في حين اعتمد نص ثان بعنوان "الاعتدال" بتصويت مسجل، حيث أعرب العديد من المندوبين عن قلقهم بشأن مضمونه.

    وعرض ممثل الجزائر، مشروع القرار المعنون "اليوم الدولي للعيش معا في سلام" (الوثيقة A / 72 / L.26) - الذي اعتمد بدون تصويت - في الجلسة. وقال إن هدفه، هو تعزيز السلام من خلال إقامة متناغمة، دون تمييز بين الجنسية أو الجنس أو اللغة أو الدين، وأنه يدعو الدول الأعضاء إلى تعزيز المصالحة، وضمان السلام والتنمية المستدامة. وستحدد الجمعية أيضا، بموجب شروطها، يوم 16 أيار/ مايو، اليوم الدولي السنوي للعيش معا في سلام."(2)

    ويضيف الشيخ خالد بن تونس في رسالته:

    "ولقد تبنته 172 دولة و قررت أن تحتضنه و ترعاه في بلدانها تباعا.
لقد كان يوما مشهودا، عشناه في مقر الأمم المتحدة، وهو أيضا تتويجا لفكرة ولدت، في عام 2014، خلال مؤتمر الأنوثة، ولكنها تعود إلى زمن الشيخ العلاوي، و حملها من بعده خلفائه.
تحياتي الأخوية و تشكراتي الحارة، لكن ولكم جميعا، فلأنكم أخذتم الشعلة، وأنجحتم هذا المشروع العظيم.
إني أدرك أنه من يومنا هذا، السابع من ذكرى المولد النبوي الشريف، ستبدأ الأمور الجدية، لأن الأمر يتعلق بتجسيد هذه الفكرة على أرض الواقع، بغية التقريب بين البشر، الساعين إلى السلام." (1)

  بعد تعذر اعتماد يوم 21 سبتمبر كيوم دولي للسلام و العيش معا، اختبر يوم 16 مايو يوما دوليا للعيش معا في سلام، أضيفت لفظة السلام، لتحقيق المقصود. إن يوم 21 يوم سبتمبر هو في الأصل يوما دوليا للسلام، و تم تقريره سنة 2001. بمأن عرض قرار يوم دولي من شأن الدول، تكفلت الدولة الجزائرية، نيابة عن الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية، عيسى، بهذه المهمة.

    وتضيف نشرة الأمم المتحدة، عند تقديم مشروع القرار:
    "عرض السيد صبري بوقادوم (سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة)، مشروع قرار بعنوان 'اليوم الدولي للعيش معا في سلام' (الوثيقة A / 72 / L.26)، قائلا إن المداولات بشأن النص، قد أجريت بطريقة بناءة وشفافة. وأشار أيضا إلى أن الجزائر، تقع على مفترق الطرق بين الأديان والتقاليد واللغات العديدة. وقال إن مشروع القرار يتضمن 13 ديباجة و 7 فقرات تنفيذية. وكان هدفها تعزيز العيش في سلام، من خلال السكن المتناغم دون تمييز بين الجنسية أو الجنس أو اللغة أو الدين. ودعا القرار الدول الأعضاء، إلى تعزيز المصالحة للمساعدة على ضمان السلام والتنمية المستدامة، من خلال العمل مع زعماء الإيمان المجتمعي والمجتمع المدني والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة. وقال إن النص نموذج للتعاون بين الدول الأعضاء. وأعرب عن أمله في أن يعتمد مشروع القرار بتوافق الآراء."(2)

    وأضاف "وبموجب أحكام النص، تقرر الجمعية إعلان يوم 16 أيار / مايو اليوم الدولي للعيش معا في سلام، وستؤكد أن اليوم، يشكل وسيلة لتعبئة جهود المجتمع الدولي بانتظام، لتعزيز السلام والتسامح والإدماج والتفاهم والتضامن. وستدعو أيضا جميع الدول الأعضاء، ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة والمجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية، إلى الاحتفال باليوم الدولي. كما ستطلب من الأمين العام، أن يوجه انتباه جميع الدول الأعضاء، والأمم المتحدة، والمجتمع المدني إلى هذا القرار. ويؤكد أيضا أن تكلفة جميع الأنشطة التي قد تنشأ عن تنفيذ هذا القرار، ينبغي أن تغطى من التبرعات." (2)

    وللذكر، فخلال مداخلته، في جلسة الجمعية العامة للأمم النتحدة، نوّه السيد صبري بوقادوم، بالشيخ خالد بن تونس، مع جمعيته عيسى، و دوره الفعال، في تأسيس اليوم الدولي للعيش معا فس سلام. 

    يوم 7 ديسمبر، قام الشيخ خالد بن تونس ومرافقيه بتنظيم  حدث جانبي، قال عنه "لأشكر وفود الأمم المتحدة، من البلدان التي دعمتنا، لصياغة القرار المتعلق بـاليوم الدولي للعيش معا في سلام".(3) وفيه نوّه بدور الجزائر الحاسم، فقال "وأشكر الجزائر وأهنئها، على تمكنها من جمع جميع الدول، بتوافق الآراء، بشأن هذا القرار، لأن تعاون دولة والمجتمع المدني، هو، بلا أدنى شك، سابقة". وختم "كما أتقدم بالشكر والتهنئة، لجميع الذين قدموا لنا دعمهم الثابت، منذ أن ظهرت الفكرة في مؤتمر الأنوثة، في عام 2014، في وهران".(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). الصفحة الرسمية للشيخ خالد بن تونس بشبكة التواصل الإجنماعي، الفايسبوك، يوم 08 12 2017.
(3). الصفحة الرسمية للشيخ خالد بن تونس بشبكة التواصل الإجنماعي، الفايسبوك، يوم 07 12 2017.

الخميس، 30 نوفمبر 2017

الإسلام الروحي يعتدى عليه بمصر

الإسلام الروحي
 يعتدى عليه بمصر

    تعرض يوم 24 نوفمبر 2017 مسجدا بالروضة، القرية الواقعة في منطقة بئر العبد، بمحافظة شمال سيناء، أثناء اجتماع المصلين لتأدية صلاة الجمعة؛ إلى عمل إجرامي بشع، تقشعر منه النفوس، فقد هاجم مسلحون المسجد، بتفجير عبوة ناسفة وسط المصلين، ثم فتحوا النار عليهم، و حتى سيارات الإسعاف، التي جاءت للنجدة، لم تسلم، مخلفين وراءهم عدد مهول من القتلى و الجرحى. فاقت الحصيلة 300 شهيد و 128 جريح.

    تناقلت وكالات الأنباء المختلفة، أن المسجد يرتاده صوفيين وبه زاوية. "الشيخ الذي فضل عدم ذكر اسمه يقول، إن ما حدث 'كان استهدافا للطريقة الصوفية، لأنها من أكبر الطرق الموجودة في سيناء'، مشيرا إلى أن استهداف المسلحين المتشددين للصوفيين، بدأ منذ أشهر عديدة."(1). و من جهة يوضح "الشيخ السيناوي ويقول لـ موقع الحرة 'الجامع كان يصلي فيه صوفيين وغير صوفيين، وتم استهداف الجميع ... هذا موضع سؤال".(1)

إدانة الشيخ خالد بن تونس


    بدافع أخوته الإسلامية الفياضة التي تنبع منه، و يلاحظها القريب و البعيد، ذكر موقع (Algerie1) أنه "بعث الشيخ خالد عدلان بن تونس، باسم الطريقة العلاوية الدرقاوية الشاذلية، يوم الأحد، برقية تعزية إلى الرئيس المصري، يعرب فيها عن تعازيه، إثر 'هذا العمل الهمجي الذي يتنافى مع مبادئ الإسلام."(2)

    "ويضيف الشيخ بن تونس 'بلغنا وقلوبنا تندمل دما، وفاة إخواننا في العروبة والإسلام، في بئر العبد، في أعقاب هجوم إرهابي، والأمة الإسلامية على أهبة الإحتفال بالمولد النبوي الشريف. وقد ارتكب هذا الفعل الشنيع، من قبل مجموعة إرهابية متطرفة، بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام، دين التسامح والمغفرة، ويهدف إلى قطع الصِلات بين أطياف الأمة، ملصقا بالإسلام، صورة دين عنف، متعطش للدماء".(2)

    "يواصل الشيخ بن تونس 'يعترف الإسلام بحرية العقيدة، و يتوعد كل من يتعدى على هذا الحق'. وأشار أيضا في رسالته إلى التضامن و الدعم الموصول، من أبناء الطريقة العلاوية.."(2)

    وأشارت النشرية إلى "أن ما لا يقل عن 80 مريد مصري من الطريقة العلاوية، التي يوجد مقرها في مستغانم، هم من بين ضحايا هذه المجزرة، التي لم تعلن مسؤوليتها لحد الآن أي جهة، حتى لو تحولت كل العيون إلى داعش، الذي ارتكب العديد من أعمال العنف، في هذه المنطقة من الأراضي المصرية."(2)

    وينسب المسجد المطال، إلى الشيح عيد أبو جرير (1910 - 1971)، و هو صاحب نهضة في سيناء، ومجاهد قاوم يشدة الإحتلال الإسرائيلي، وإلى الشيخ عيد أبو جرير تنسب الطريقة الجريرية الأحمدية، التي رعاها بعد وفاته ولده الشيخ أحمد الأمين. و دأب مريديه على الإجتماع في هذا المسجد. أخذ الشيخ عيد أبو جرير الطريقة عن الشيخ أبي أحمد القالوجي، المتوفي سنة 1967. الذي اغترف من نهل سيدي الشيخ، المكنى بأبي سردانة، و هو الذي اجتمع بالشيح أحمد ابن مصطفى العلاوي، لما زار الشام في  سنة 1930، وبايعه.

بيــان صحفي
 الإعتداء على مسجد في مصر، عدوان على الإسلام الروحي!

    ببالغ الألم والحزن، تلقّت الطريقة العلاوية والجمعية الدولية الصوفية العلاوية - المنظمة غير الحكومية - نبأ المجزرة التي ارتكبت بمسجد الروضة، في بئر العبد في مصر، والتي أدت إلى سقوط ما لا يقل عن 305 شهيد، ينتسب عدد كبير منهم إلى طريقتنا الصوفية.

    لقد أُصِبنا في صميم قلوبنا، إثر هذه الفاجعة الأليمة، التي ألّمت بالأخوة والمُحِبّين، ممن نُشاطر معهم، رؤية إسلام المحبة، والأخوة والسلام.

    ندعوا اليوم، بالرحمة والسكينة، لهؤلاء النساء والرجال والأطفال الأبرياء، الذين قتلوا بغير سبب، سوى أنهم يعيشون إيمانهم. ونعرب عن تعازينا الخالصة، ودعمنا الأخوي، لعائلاتهم وأحبّائهم، الذين فقدوا فردا من ذويهم، والذين يؤمنون مثلما نؤمن، أن الإسلام هو رسالة سلام، وينبغي أن يبقى رسالة سلام، رغم أنف من يستغلونه، ويتخذون العنف سلاحا ضد أهله.

    تناشد الطريقة الصوفية العلاوية، جميع المواطنين في جميع أنحاء العالم، أن يرفضوا جميع أشكال العنف، وعدم احترام الفرد، مهما كانت انتماءاته الدينية ومعتقداته أوجنسه و بلده.

    كما ندعو جميع الطرق الصوفية الصديقة في العالم، وجميع المسلمين المُخلِصين، وكذا جميع سكان المعمورة، في لحظة الألم والحداد؛ إلى جمع كل الطاقات، من أجل تجسيد ثقافة سلام حقيقية، وبناء مجتمع عالمي، حيث الإرادة من أجل العيش معا، وبناء مستقبل الواحد مع الآخر، وليس الواحد ضد الآخر، تكون مندرجة، بشكل ملموس، في الحياة اليومية، لجميع سكان هذه الأرض.

    فعلى الرغم، من هذا الهجوم المروّع على الأبرياء، فإن رغبتنا في السلام تشتد، وأملنا يبقى كبيرا.

مستغانم، في 25 نوفمبر 2017.

الشيخ خالد بن تونس، الرئيس الشرفي للجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية.

دعوة الشيخ العلاوي


       لا يسعنا بهذه المناسبة الأليمة، إلا أن نروي سردا موجزا عن هذا الفيض الروحي، و نبعه و وسبيل بلوغه أرض سيناء. ننقل لكم من صفحة أحباب الشيخ خلف(3)، ترجمة موجزة عن أعمال مولانا الشيخ أحمد ابن مصطفى العلاوي (18691934)، صاحب الطريقة التي ذاع صيتها في المشرق و المغرب، و كذا كيفية وصولها إلى سيناء بمصر. الشيخ خلف الخلفات المتوفي سنة 2009، له زاوية علاوية، محتفظة باسم مؤسسها، بقرية الجورة، بمحافظة شمال سيناء.

    تأسست الطريقة العلاوية سنة 1909م. وسميت بهذا الاسم، نسبة الى مؤسسها، سيدى العارف بالله الشيخ أبى العباس أحمد ابن مصطفى بن عليوة، المعروف بـ ( العلاوي ) الحسني الجزائري المستغانمي، مولدا 1869م، ونشأة وحياة…. وأخيرا وفاة، فى الرابع عشر من شهر يوليو/ تموز 1934م.

    لقد جرت عادة القوم، أهل الله رضى الله عنهم، أنه ما من مرشد تكاملت أنواره، وعمت منافعه، وكثرت أتباعه، الا وسميت الطريقة باسمه تنويها بشأنه، ورفعة لذكره، وهى وراثة نبوية حيث قال الحق جل شأنه فى حق نبيه صلى الله عليه وسلم "ورفعنا لك ذكرك". سورة الشرح، الآية 4

    وللشيخ أحمد العلاوي، أوفر نصيب من هذه الوراثة ومن غيرها، فقد كان رضى الله عنه، القطب الجامع الداعى، الى الله بإذن من الرسول صلى الله عليه وسلم، وسنده محقق الاتصال بالحضرة النبوية، فذكر وبشر وأجرى الله على يديه، من الفتوحات الربانية والمواهب اللدنية، ما شهد له به أثره الخالد في القريب والبعيد. 

    والطريقة العلاوية، فرع من الطريقة الشاذلية، المنسوبة الى قطب التصوف الشهير الشيخ أبى الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي، الذي ولد سنة 571 هجرية، وتوفى في أوائل ذي القعدة سنة 656 هجرية.

    لقد اضطلع العارف بالله سيدي الشيخ أحمد العلاوي، بشئون الطريق وبما تفرض عليه من مسئوليات تجاه ربه وأمته والانسانية، فكان جهاده متعدد الجوانب، هدفه تجديد ما اندثر من تعاليم الدين وقيمه العليا، وإصلاح ما أفسدته عصور التخلف والجمود والبعد عن تعاليم الاسلام، فاتخذ الكلمة سلاحا، والصحافة منبرا، للتبليغ والتربية والارشاد، والدعوة الى الله تعالى.

    لقد جاهد جهادا كبيرا، فى نشر طريقته، والتى تتبنى قضية توضيح سماحة الإسلام واعتداله وشموليته، ولاقى معاناة شديدة فى ذلك، من فرنسا كمستعمر للجزائر- أنذاك-، ومن أعداء النجاحات فى بلاده، إلا أن الله تعالى نصره على أعدائه، ووفقه فى توجهاته ونجح- برغم المعاناة الشديدة- نجاحا كبيرا، في تحقيق الأهداف التى رسمها وحددها، منهاجا له فى جهاده، وأسلم على يديه وأيدي أتباعه الآلاف، وهدى الله على يديه وعلى أيادي أتباعه ومريديه، الملايين وانتشرت زواياه فى أنحاء المعمورة، فى أوروبا وآسيا وأفريقيا و أمريكا و أستراليا، وكانت تلك الزوايا، منارات إشعاع فكري وحضاري وديني، فى كثير من بلدان العالم مثل: بريطانيا وفرنسا والحبشة وبلاد الحجاز وفلسطين والشام والمغرب الأقصى واليمن ومصر والعراق وماليزيا وأندونيسيا وألمانيا وسويسرا واليابان وتركيا وجنوب افريقيا، ومازالت قائمة الى اليوم، تؤدي دورها، باشراف أولياء علماء نجباء تربويين خبراء بعلم السلوك.

وصول الطريقة العلاوية إلى سيناء
    قلنا آنفا، إن زوايا سيدي الشيخ أحمد العلاوي، قد انتشرت فى كل مكان، وأن أتباعه ومحبيه، ملأوا الدنيا بإسرها، ولاسيما بلاد المغرب العربى والشام وفلسطين، وأثناء زيارته رضى الله عنه، للقدس الشريف فى فلسطين، زار المسجد الأقصى وقبة الصخرة بالقدس، وزارمدينة الخليل وعدة بلدان ومدن في فلسطين ومنها: يافا وغزة والفالوجا، وفي كل منطقة يحل بها، يعطي الإذن والبيعة، لرجل ممن رأى فيه الصدق والإخلاص وسلامة الصدر، وقوة الإيمان وتحمل الأمانة.

    ومن هؤلاء حضرة الأستاذ الشيخ حسين بن محمد بن سليمان المكنى بـ (أبى سردانه)، من أهل الفالوجا، وهى بلدة من بلدان فلسطين، تقع فى الشمال الشرقى لمدينة غزة .. وتوفي أثناء الحصار الطويل لقرية الفالوجا سنة 1948، بعد أن عهد بأمر الطريقة، الى تلميذه النجيب، سيدى محمد بن أحمد بن حسن بن عبد الله السعافين، الشهير بأبى أحمد الفالوجى. حملته ظروف الحرب إلى حمل السلاح، و ما تخلف عنها، إلى اضطرار الهجرة إلى غزة، و انتشرت حينها الطريقة العلاوية بمدن وقرى القطاع.

    تم تطلع الشيخ أبي أحمد الفلوجي الى الجنوب، حيث صحراء سيناء، تحكمها البداوة بأوحش صورها، حيث القبائل تتصارع مع بعضها البعض، غزوا وسلبا ونهبا، مجتمع يسيطر عليه الجهل..

    استقر في سيناء أربع سنوات، ثم عاد إلى غزة. فى أوائل 1957م وبفضل الله تعالى بذر البذرة، وماهى الا فترة قصيرة، حتى ظهر نبت أخضر، فى وسط هذا الهشيم، يرعاه سيدى أبى أحمد الفالوجي، بالدعوة الى الله، والحث على طاعته، واتباع منهج رسوله صلى الله عليه ويسلم، ومالبث هذا النبت، حتى تحول الى شجرة وارقة الظلال، يستظل بها كل الباحثين، عن طريق الله، فى سيناء وقطاع غزة، وهي الطريقة العلاوية.

    وقد انضم إليه فى هذه الدعوة العامة، الشيخ عيد أبو جرير من أهل سيناء، صاحب الزاوية المعتدى عليها بالروضة، من مراكز بئر العبد، محافظة شمال سيناء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). نشرية الحرة، في 24 11 2017.
(2). موقع Algerie1.com، في 27 11 2017.