الجمعة، 10 مارس 2017

الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا - الجزء الرابع

الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا
الجزء الرابع


شعلة الأمل- استكشاف ألمانيا

    برسالة الأمل، "إن الإسلام جزء من ألمانيا"، افتتح منظور جديد للعلاقات الاجتماعية في ألمانيا. كانت هذه الرسالة، دعامة للإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، لتجسيد مشروعها "شعلة الأمل" في جمهورية ألمانيا الاتحادية، و إعادة اكتشاف تاريخها وشعبها، و بدت بذلك بشائر أمل، و فرصة تعزيز مجتمع أفضل، ولا سيما من خلال مشاركة الشباب.

    عملت "شعلة الأمل" على مساعدة الشباب، حتى يفهموا بشكل أفضل التاريخ الألماني، و يدركون المسؤولية الإجتماعية المرتبطة بالتعايش السلمي. و كذلك استبعاد الأحكام المسبقة و العقبات، و ترك المجال لصالح، مجتمع يحدوه أمل أكبر، كي يجد مكانه في ثقافة السلام.

 تسليم شعلة الأمل من الفرنسيين إلى الألمان بباريس.

    جابت في الفترة الممتدة بين 23 09 2012 و 03 10 2013، حافلة مرفقة بشعلة الأمل، مختلف أرجاء ألمانيا، و حطت بعدة مدن. تسلمت الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، المشعل الأولمبي، من أيدي الكشافة الإسلامية الفرنسية، يوم ختمت هذه الأخيرة، رحلة "شعلة الأمل المواطنة"، و ذلك بتاريخ 24 09 2011، بباريس.

    انطلقت شعلة الأمل، في جولتها الأولى، يوم 23 09 2012 من مدينة (سست)، الواقعة غرب ألمانيا، و القريبة من مدينة (دورتموند)، و قدمت خلالها برنامج ثري، و تشرفت باستقبالات رسمية، ففتحت دار لها البلدية أبوابها، و كان في استقبالهم رئيس البلدية. ثم غادرت إلى المدينة الموالية و دخلتها يوم 29 سبتمبر.

        توقفت الحافلة في عشر مدن ألمانية، و حظيت في كل محطة باستقبالات رسمية، ففتحت لها دور البلديات، و نظمت معارض و أقيمت ورشات، و برامج ترفيهية، كعرض للفرق الموسيقية و التمثيليات المسرحية، و غيرها، قام بها المساهمين في الإحتفالية، من الجمعيات المحلية و المنظمات الشبابية. جرت الأمور ضمن برنامج مفصل مقدما، حرص فيه المنظمين و سهروا، على السير الحسن للعملية.

   خلال سنتي 2012 و 2013، جابت قافلة "شعلة الأمل– استكشاف ألمانيا"، مختلف ربوع ألمانيا، فمن (روزلسهايم)، و (فيسبادن)، و عبور (همبورغ) و (فرانكفورت)، و مدن أخرى، قام كشافو ألمانيا المسلمين بالدور المنوط بهم. فلِما يمثله الشباب من قوة، و أنه الأجدى نفعا، لبناء مستقبل أفضل، و الأقرب لتحقيق ثراء التنوع الثقافي، ألقيت على عاتقه مسؤولية إجتماعية، مرتبطة بثقافة العيش معا. و أيضا من أجل تعزيز إندماج الشباب من أصول مهاجرة، من خلال رسالة من الأمل، و تدعيم وعيهم المدني. ففي كل محطة، دخل شباب الكشافة في حوارات مع مختلف الطبقات الشعبية، و جرت نقاشات،  و خلالها تم إعداد مقترحات من أجل مجتمع أفضل، جمعت في ميثاق، سلم بالعاصمة الألمانية، للجهات الرسمية.

              مسيرة الكشافة بشعلة الأمل في شوارع فرانكفورت.

    بعنوان "روح من الطراز العالمي"، غطت الصحيفة الفرانكفورتية الحدث، فجاء فيها "قام يوم 03 09 2013، أكثر من 200 عضو من الكشافة الإسلامية و المسيحية، بحمل شعلة الأمل إلى فرانكفورت. هي لفتة رمزية مهمة، تذكرنا بدايات الكشفية الإسلامية بفرنسا، التي تجمع اليوم أتباع الحركة في جميع أنحاء العالم. في وسط المدينة، تعلو الهامة، روح أولمبية تهب، مثل (حكيم)، الحامل للشعلة الأولمبية، من كنيسة سانت كاترين، البادي في المشهد. كشافة من مختلف الجمعيات و الأديان يسيرون بجنبه، و يضعون معه، أيديهم على المشعل. قال (حكيم) بحماسة 'هي مجرد لحظة عظيمة و جليلة'. بعدئذ غنت الكشافة الإسلامية أمداح نبوية و ألوهية... رغم اختلاف البلدان الأصلية و المعتقدات لأكثر من 200 كشاف، لم يلفت إنتباه بعض المارة، تُهم التفريق، و لكن شدّهم الذي يوحدهم... قالت (سونيا ويرل)، مسؤولة بالكشافة المسيحية (الزنابق الثلاث) 'هو عمل عظيم، أدركنا على الفور، أننا نلتقي هنا. يمكن أن يكون أفضل وقاية، لمشكلة معاداة الأجانب'... و يفسر (توفيق حرتيت)، الرئيس المؤسس للإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا 'نحن نشاطر مبدأ تعليم الأطفال، بطريقة لعوبة، تجعل منهم مسؤولين".(4).

الشيخ خالد بن تونس بوشاح الكشافة.
      و هي في أوج مغامرتها، بدأت تهطل عليها التهاني و التشريفات، فهاهي تُمنح جائزة (أنجليكا تيل)، التي يجازي بها، برلمان الشباب لـ (فيسبادن)، تقديرا لجمعية إسلامية، و هي جائزة تمنح تقديرا لنشاطات الشباب، قدمها برلمان الشباب للولاية الإتحادية (هسن)، على المجهودات المبذولة من طرف الشبيبة المسلمة، و أعجبهم في القافلة، دورها في تعليم تاريخ ألمانيا. كما قدمت جهات ألمانية أخرى، منح تحفيزية للكشافة الإسلامية الألمانية، عرفانا بدورها الفعال، في تمتين الأسس الوطنية، و بث روح الأخوة و التضامن، بين أفراد الشعب الألماني.

    فقد جاء في إحدى الجرائد الألمانية "بالنسبة لبرنامج 'شعلة الأمل'، فإن حافلة، حاملة معها مواد إعلامية، متوفرة عبر جميع ألمانيا، حتى شهر أكتوبر. هذه الحافلة مرفقة بالمشعل الأولمبي الرسمي. يوم 6 أكتوبر توقفت بـ (فيسبادن). منحت لها جائزة (أنجليكا تيل)، من طرف برلمان الشبيبة، على ما قدموه لشبيبة (فيسبادن)."(5)
  
    كانت المحطة الختامية لشعلة الأمل، برلين، العاصمة، رمز الوحدة الألمانية. أنهت قافلة "شعلة الأمل- استكشاف ألمانيا"، دورتها الألمانية، بعدما زارت عشر مدن و خمس ولايات إتحادية. مست العملية حوالي 15000 شخص، معظمهم من الشباب. جرت لقاءات بصدق، مع سياسيين و جمعيات شبانية و مواطنين، حسبما عبر عنه المنظمين. عمل في المشروع، حوالي 200 شاب، شاركوا في الحوارات، و خاضوا نقاشات مع الشبيبة، في المدن التي زاروها، و جمعوا منه ميثاق، عرف باسم "ميثاق العيش معا بشكل أفضل".

    يوم 04 أكتوبر، دخلت الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، مرفقة بشعلة الأمل، مبنى وزارة الداخلية الفيديرالية، و استقبلت بالوزارة الفيديرالية للأسرة و كبار السن و المرأة و الشباب، و مكتب رئيس الجمهورية. عند هذه الإستقبالات الرسمية، قدمت الكشافة، للمؤسسات الفيديرالية، نسخة من "ميثاق العيش معا بشكل أفضل"، و الذي يحوي في المجموع، على أحد عشر بند.

حافلة "شعلة الامل- استكشاف ألمانيا"، التي جابت ربوع البلاد.
    يوم 05 أكتوبر، حظيت شعلة الأمل باستقبال رسمي، من طرف رئيس بلدية برلين، السيد (كريستيان هانكي)، بساحة (ماتيلد-جاكوب)، و حضر اللقاء مجموعة من الشخصيات الألمانية، و كان الشيخ خالد بن تونس، من ضمن الحاضرين، بصفته الرئيس الشرفي للإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا. أما فيما يتعلق ببنود الميثاق، قال (جيرولد رايشنباخ)، أحد البرلمانيين و السياسيين الألمان "أغلب النقاط الواردة في الميثاق هي حقوق أساسية، و عندما يطلب الشباب حقوق على شكل أطروحة، في إطار مناقشات، هذا يدل، على أن ما قمنا به، لم يحقق على أرض الواقع بعد، و مازال لدينا الكثير من العمل معهم".

    شهد البرنامج مشهدا متنوعا، بألوان الموسيقى و رقصات و معارض، و قيام بألعاب، و مشاركة جمعيات، و ضيوف من كشافة فرنسا و هولندا، و كشافة سان جورج، و غيرهم...

    "من خلال عملها، تريد الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، تغيير الصورة السلبية للمسلمين، التي يواجه بها الناسُ، أصحاب العقيدة الإسلامية، في ألمانيا وأوروبا ككل. يتجلى هذا الهدف، بشكل خاص في مشروع "شعلة الأمل". تبنت الاتحادية الفكرة، من الكشافة الإسلامية الفرنسية. يشرح لنا (فؤاد حرتيت) من الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، سياق العملية بقوله 'في مرسيليا في عام 2006، وقع اعتداء على حافلة، نتج عنه حريق. تورّط في الحادثة، شباب منحدر من عائلات مهاجرة، و جاء الناس و نظروا إلى الشباب المسلم، نظرة سيئة. من هنا تساءل أصحاب الكشافة الإسلامية الفرنسية، كيف نتسخدم رمزي 'الحافلة' و 'النار'، لخلق صورة معاكسة".(6) في السنة الموالية، بتكليف من الشيخ خالد بن تونس، إنطلقت شعلة الأمل الأولى، و جابت التراب الفرنسي، حاملة معها الشعلة الأولمبية الأصلية، رمزا للأمل.

                            استقبال شعلة الأمل ببرلين.

    نوّه رئيس ألمانيا الإتحادية، السيد (يواخيم غاوك)، بعمل الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، و جولة "شعلة الأمل– استكشاف ألمانيا"، في رسالة هنأ فيها مسلمي ألمانيا، بمناسبة نهاية شهر رمضان المعظم، وجهها يوم 07 أغسطس 2013، من مسجد ببرلين، قال فيها بخصوص الكشافة "يوجد معنا حتى الكشافة الإسلامية. في الخريف، سوف يحملون شعلة الأمل، في مدن مختلفة من ألمانيا. وهو ما يعني امتلاك الرغبة في التسامح والاحترام، الناشئين من التعايش السلمي بين أناس، ذوي أصول مختلفة.

    إن العيش معا في التنوع، لا يحدث من تلقاء نفسه. يبنيه الالتزام والثقة، و يحتاج إلى حسن النية، وإرادة كل فرد. اعتبارا للنزاعات والعنف والسرقة،  الكائنة في أجزاء أخرى من العالم، نحن ممتنون بالتعايش الناجح في بلدنا". و عندها صرح أحد قادة الكشافة المسلمة، و هو توفيق حرتيت "هذا يدل على أن العمل بلغ عمق المجتمع".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(4). الجريدة اليومية، Frankfurter Neue Presse (FNP)، في 03 09 2013.
(5). الجريدة اليومية الألمانية، FrankfurterRundschau، في 28 01 2013.
(6) معهد غوتيه، شهرأوت 2014.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق