الأربعاء، 8 مارس 2017

الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا - الجزء الثالث

الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا
الجزء الثالث

     بعد النجاح الذي حققته قافلة شعلة الأمل، سنة 2007، التي جابت فيها أنحاء فرنسا، زارت خلالها عدة مدن، و إلتحقت بها مختلف الجمعيات الكشفية الفرنسية، طالبت دول أخرى مرور هذه القافلة، مما دفع بالشيخ خالد بن تونس، إلى دعم مشروع إنشاء الكشافة الإسلامية الأوروبية. تّم بالفعل التوقيع، على معاهدة باريس، التي أعلنت ميلاد، الكشافة الإسلامية الأوروبية، بحضور الشيخ خالد بن تونس، و الدكتور زهير غنيم، رئيس الإتحاد العالمي للكشاف المسلم.

    برزت بعدها إلى الوجود، العديد من الكشفيات المسلمة الأوروبية، يكفلها الشيخ خالد بن تونس، و أخذت تشق طريقها لتثبت وجودها، و لكن لقلة الإمكانيات، و نفور بعض الجاليات و الحساسيات المسلمة من الإنضمام إلى الكشافة، بقي المشروع في بعض الدول يراوح مكانه، إلا قليلا، و في دول أخرى، استطاع أفراد أن يرفعوا الراية و يتقدموا، و يجعلون من الحلم حقيقة. من هذا المنطلق، تأسست سنة 2010، الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا.   

    قبل أن نخوض في تفصيل الطبعة السادسة لشعلة الأمل، التي قادتها الجمعية الفتية، الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، لا بأس أن أن نلقي نظرة، على أعمال و نشاط هذه الجماعة، قبل و بعد، مشروع "شعلة الأمل– استكشاف ألمانيا"، الذي جرى داخل سنتي 2012 و 2013.

الشيخ خالد بن تونس مع الدكتور زهير غنيم، يوقعان معاهدة باريس، التي أعلنت ميلاد الكشافة الإسلامية الأوروبية.

التعريف بالكشافة

    جاء في نشرية معهد (جوته)، المعنونة "الكشافة الإسلامية تنفتح للدُرْجات الجديدة"، مايلي، "في إطار الحركة الدولية للشبيبة، يريد أعضاء من الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، ضمان السلام و التفاهم. ظهرت الجمعية سنة 2010... لا تتقاسم الإتحادية فقط، الرموز الظاهرية للحركة الكشفية العالمية، و لكن أيضا أفكارها و مصالحها.

    في حين تأسست الكشافة الإسلامية الفرنسية، سنة 1991، فقد جاء تكوين، الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، سنة 2010، و تعد في صفوفها، حوالي 150 عضو، غالبيتهم من أصل مغربي... الجمعية الكاثوليكية الألمانية الكشفية لسان جورج، الأكبر في ألمانيا، تدعم نظرائها المسلمين، على قدم المساواة، و تشاطرها الرأي. في هذا يشمل، تكوين قادة المجموعات، من أجل العمل مع الشباب.

     من ناحية أخرى، تريد الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، أن تبقى مستقلة عن الهيئات المركزية، ولكنها تعتبر نفسها، ذات دوافع دينية. توجيهاتها الروحية، هي تعاليم القرآن الكريم و سنة النبي محمد صلى الله عليه و سلم. على هذا الأساس، توفر الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، تعليما مشتركا للفتيات والفتيان والشباب البالغين، الذين تتراوح أعمارهم بين سبع و واحد وعشرين سنة. وبالإضافة إلى ذلك، سيعتاد الشباب المسلم على تاريخ وطنه ألمانيا، و ينخرط في التعايش السلمي. في هذا، فهم قد تلقوا دعما، على الخصوص، طبقا لما جاء في خطاب الرئيس الإتحادي (كريستيان فولف)، بمناسبة الذكرى الـ 20، للوحدة الألمانية. قال (فولف) في سنة 2010 'إن الإسلام اليوم، يمثل جزء من ألمانيا".(1)

    إستنادا على تعاليم القرآن الكريم، تعترف الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، باللقاءات الحوارية، مع أتباع الديانات الأخرى، و بقية الأجناس، مهما اختلف لون البشرة، أو تعددت اللغات، و القوميات، فهي تعتبرهم شركاء، على قدم المساواة.

    كما أنها تلتزم، بالدستور الديمقراطي الحر للجمهورية الألمانية الإتحادية الديمقراطية، و بالمراسيم، كما هي منصوص عليها في الولايات الإتحادية.

نشاطاتها و إسهاماتها
    استفتحت الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، نشاطها بإقامة مخيمات و تنظيم لقاءات. ففي الفترة الممتدة بين 31 03 2012 و 08 04 2012، جرى تخييمهم مساهمة، بـ (هملبورغ) بالولاية الإتحادية (بـفاريا)، تحت شعار "مرحبا أمنا الأرض".

       الكشافة الإسلامية رفقة الكشافة الكاثوليكية في أحد مخيماتهم.
  
    في شهر مايو من نفس السنة، تلقوا دعوة للإنضمام إلى المخيم الكبير، بـ (ويسترنوهي)، الواقعة غرب ألمانيا، الذي نظمته الجمعية الألمانية الكشفية لسان جورج، الكاثوليكية التوجه، و تعد الأكبر في البلد. تعتبر هذه الدعوة هي الأولى، التي تخص بها، الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، للمشاركة في مخيم. ساد في المخيم جو من الفرح و المرح، و تلقت الكشفية المسلمة، ترحيبا حارا، من طرف كشافة سان جورج. و في شهر يوليو، انضموا إلى مخيم صيفي، تحت شعار "الماء و أكثر"، و جرى اللقاء بالمخيم الشبابي بـ (أغارتلسبير)، و هو سد مائي، يقع بالولاية الإتحادية (شمال الراين وستفاليا)، و كانت المناسبة فرصة للإحتكاك، بمختلف الفرق الكشفية الألمانية الحاضرة.

    يوم 16 08 2013، شاركوا ببرلين، في مشروع "الإرشاد و الكشافة من أجل بناء أوروبا"، و هو لقاء حضره العديد من الفرق الكشفية الأوروبية. ما يميز الحدث، هو أن الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، تلقت دعوة رسمية، من طرف حلقة الجمعيات الكشفية الألمانية، و هي على شكل تنسيقية، تضم أربع جمعيات كشفية ألمانية كبيرة.

      كان لهم الفرصة للمشاركة في الندوة الثالثة للكشفية، التي أقيمت سنة 2013، تحت رعاية الرئيس الألماني السابق، (هورست كولر). و ميز المناسبة انضمام الشيخ خالد بن تونس، مؤسس الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، و رئيسها الشرفي، الذي ألقى محاضرة عنوانها "الكشافة الإسلامية و تحد خلق أفكار كشفية".
   

    بمناسبة إجراء المؤتمر الدولي للأنوثة سنة 2014 بمدينتي وهران و مستغانم بالجزائر، كان للإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، حضورا مميزا، شاهده العام و الخاص، بمعرضهم الملفت للإنتباه، يُزينه فخرهم، مشروع شعلة الأمل، و تفاصيل رحلته.    

    يوم 03 مايو 2015، أطلقوا مشروعهم "الحديقة الفائقة"، بـ (انغينفيلد)، الواقعة شمال (شمال الراين وستفاليا)، أين حفروا و زرعوا، و كوّنوا حديقتهم، و كان ذلك باستخدام أنماط زراعية حديثة. كان لهم فعاليات، في مخيم عيد العنصرة، الذي تنظمه الجمعية الألمانية الكشفية لسان جورج، و جرت فعالياته من 22 إلى 25 مايو 2015، و عرف مشاركة فرق كشفية من دول أوروبية، من بولندا وفرنسا وأوكرانيا، وحتى من المملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا، كانوا ضمن الضيوف. قدمت الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، برنامج سخي، و دعوا فيه إلى صلاة الصبح، بشعار "اطلبوا الإمام"، حتى يشاهد المشاركين الصلاة، و يتعرفون على الإسلام بشكل عام.

    تُشكر الجمعية الألمانية الكشفية لسان جورج، كل الشكر لما قدمته من دعامة للإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، بدعوتها لحضور احتفالياتها، و الترحيب التي تخصه بها عند أي مناسبة، و على قيامها بتكوين القادة المرشدين للكشافة الإسلامية.

    يقوم أعضاء الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، بمرافقة الشيخ خالد بن تونس في جولاته في ألمانيا، لتبليغ رسالة الإسلام، و كثيرا ما يقومون بتنظيم اللقاءات و يخصصون من يقوم بالترجمة، و نذكر على الخصوص، توفيق حرتيت. ألقى الشيخ خالد بن تونس عدة محاضرات بألمانيا، منها، محاضرة متميزة، هي "الإنتقال من ثقافة أنا إلى ثقافة نحن".

     نوّه الشيخ خالد بن تونس، في صفحته الرسمية، بشبكة التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، بإحدى السفريات إلى ألمانيا، فقال "دعيت إلى مؤتمر السينودس للكنيسة البروتستانية الألمانية، بصفتي شيخ الطريقة العلاوية، و الرئيس الشرفي للإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، للقيام بدراسة للكتاب المقدس، على نص العذارى الحكيمات، من وجهة نظر إسلامية، يوم 05 يونيو بـ (ستوتغارت)... أثناء فترة إقامتي، إلتقيت بالعديد من الشخصيات، على غرار وزيري الشؤون الخارجية، و الداخلية الألمانيين". (2)

    بنفس المدينة تنقل الشيخ خالد بن تونس، إلى قاعة (كارل بينز أرينا)، و كانت المناسبة، إقامة إحتفالية، في إطار سلسلة "المسيحيون و المسلمون"، الـ 35 للكنيسة الإنجيلية الألمانية، و كانت تلك فرصة الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، عند نهاية المحاضرات، بعرض مرافعتهم، التي تطالَب فيها الأمم المتحدة، بتشريع يوم عالمي للعيش معا، و تم تلاوة ميثاقها أمام الجمهور. 95 % من الحضور صوتوا لصالح القرار، و كان عددهم 1100.

                              الشيخ خالد بن تونس بسستوتغارت سنة 2015.

    عملت الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا بجد، للترويج بميزات اليوم العالمي للعيش معا، فدعت مختلف الجمعيات الكشفية، و الجمعيات الغير حكومية، و أصحاب النوايا الحسنة، لمساندته و التوقيع على العريضة، لجمع أكبر عدد من الأصوات. بالمناسبة، صرح الرئيس المؤسس للإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، الشيخ خالد بن تونس، قائلا "لقد أظهرت الأحداث الأخيرة، أننا في حاجة إلى ثقافة السلام، وأننا يجب أن نتعلم أن نعيش معا بشكل أفضل. إن يوما عالميا للعيش معا، لن يحل كل شئ، ولكننا نعتقد أنه خطوة مفيدة وهامة، حتى نتمكن من أن نتعارف، و نتواجد في دائرة الأخوة الإنسانية، من خلال العمل معا، و عدم التعارض. لا أنت ولا أنا، يعلم، كم لنا من الوقت لنعيش، على هذه الأرض الجميلة، على هذا الكوكب، واحة الحياة، على متن هذه السفينة الصغيرة، في الكون اللانهائي.

    أنا لا أعرف، ما إذا كنت، سوف أرى هذا المشروع يتحقق. و لكن أضع ثقتي فيكم، كبذرة ينبغي لها أن تنقل إلى الإنسان، حتى تتمكن ممن الإنبات في ذهنه".

     خلال شهر رمضان المعظم من نفس السنة، قاموا بمبادرة حميدة، حيث دعوا مجموعة من اللاجئين إلى مائدة الإفطار، لبى الدعوة عائلات، و أطفال قصر غير مصحوبين، و جرت الإفطارية بالتعاون مع مجموعة من الجمعيات، الكشفية و الخيرية و الشبابية.

 في لقاء تعريفي بالإسلام، مع مختلف الجمعيات الكشفية، شعاره "إسئلوا الإمام".

   عاش الكشافة المسلمون حدثا تاريخيا بألمانيا، فلأول مرة يجتمع مسلمون و مسيحيون، تحت شعار "العيش معا"، في مخيم صيفي أعدوا له معا، و خيموا فيه طيلة أسبوع، تحت الهواء الطلق. تحت عنوان "كشفيون مسيحيون و مسلمون، نظموا معسكرهم معا، بعيدا عن الحواجز الدينية"، كتبت نشرية "domradio"، "نظم الكشفيون الكاثوليك لسان جورج، و المرشدين المسلمين، أول معسكرهم المشترك بـ (رينس)، على ضفاف الراين. كان يتضمن البرنامج، ألعابا و تمرينات لتعلم الدين الآخر... 'العيش معا' هو شعار معسكر الكشافة المسلمة و المسيحية، الذي يدوم ثمانية أيام، و ينتهي يوم السبت. سيتعلم الـ 150 طفل و شاب، الممتدة أعمارهم من سبعة إلى 21 سنة، الإنفتاح و المسامحة و إرادة الحوار في مخيم الشباب، شمال الراين... و شملت المناسبة الإحتفالات القربانية و إقامة صلاة الجمعة". و تضيف الصفحة "قال توفيق حرتيت من (روزلسهايم)، و هو أحد المبادرين لإقامة هذا المخيم الخصوصي 'هنا تبنى الجسور و تنسج صداقات، بعيدا عن الحواجز الدينية'. و لـ (سوزان إيلرت)، من الكشفية الكاثوليكية الألمانية لسان جورج، نفس النظرة، حيث قالت 'بالنسبة لنا، من الواضح أننا، نعيش القيم، التي تسمح بالعيش معا". و تختم النشرية "و هكذا يشارك الكشافة المسيحيون في صلاة الصبح الإسلامية، و يحضر الشباب المسلم قداس كاثوليكي. و صلاة الجمعة بإمام، هي جزء من البرنامج. هي نقاط اتصال لإجراء محادثات، و طرح العديد من الأسئلة. قالت (إيلرت) 'إن الأطفال هم أكثر فضولا، حول هذا الموضوع، و لا يبدون أي تحيز'. قال (حرتيت) 'نحن نتعلم أنه توجد العديد من أوجه التشابه بين المسيحية و الإسلام... إبراهيم هو مهم بالنسبة لنا، نحن المسلمين ومريم وعيسى أيضا."(3

    للكشافة الإسلامية من الأنشطة ما يدخل السرور إلى القلوب، في عملهم البيديني، أو بعبارة أخرى، العمل على المصالحة الإنسانية، و الحفاظ على توجيهات الشيخ خالد بن تونس، و تمثيله أحسن تمثيل، أي تمثيل المحجة البيضاء، و خصوصا أنهم يحملون تمثيلية الطائفة الإسلامية، في بلد بدأت تطاله أيادي غاشمة، و ما يؤلم، أنها تنسب إلى الإسلام، أعمالها، يتصبب منها المسلمين العرق البارد، عندما يكونون أقلية، و غالبية الناس لا تقوم بالتفريق بين متطرف و مسلم.

 
       الشيخ خالد بن تونس، رفقة براعم من الكشافة الإسلامية الألمانية.
   
    يترأسها حاليا، السيدة نعيمة حرتيت، و مرشدها الفيديرالي هو السيد قدور الكروش، و الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، ليست لها العضوية بعد، في التشكيلات الكشفية الألمانية الثلاث.

     أثناء اللقاء الكشفي الأوروبي ببرلين سنة 2013، و الكشافة المسلمين، معروفين ببدلتهم الخضراء.
ــــــــــــــــــ
(1). معهد جوتيه (Goethe)، هو المعهد الثقافي لجمهورية ألمانيا الاتحادية، وينشط في جميع أنحاء العالم. و يقوم بتشجيع دراسة اللغة الألمانية في الخارج وتشجيع التبادل الثقافي الدولي. صدرت النشرية في شهر أوت 2014.
(2). الصفحة الرسمية للشيخ خالد بن تونس، بشبكة التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، في 16 06 2015.

(3). موقع www.domradio.de، في 01 08 2015.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق