الأحد، 23 أبريل 2017

الكشافة الدائرة

الكشافة الدائرة
الجزء السادس 


    الكشافة الدائرة، هي الكشافة الإسلامية بهولندا، تأسست رسميا يوم 04 نوفمبر 2012، و تعتبر إحدى الجمعيات الكشفية، التي أسسها الشيخ خالد بن تونس بأوروبا.

    عندما نتصفح موقعها الإلكتروني، نجد أنها مثل أي كشافة في العالم، شأنها إقامة المعسكرات في الغابات، و تدريب الكشافة الصغار على المهمات الكشفية، و الترسيخ فيهم المبادئ السامية، لما تمثله أمنا الطبيعة، و تعويدهم على التجوال، و جعلهم نساء و رجال الغد، قادرين على مواجهة زمنهم، و تحدي أي مصاعب، و إيجاد مخرج لكل عائق.


                              الكشافة الدائرة في أحد مخيماتهم.

    سنة 2016 استحدثوا مبادرة جريئة، و هي إقامة "دار السلام"، و هو مبنى أراده الشيخ خالد بن تونس، أن يكون ملتقى كل التيارات و المشارب و الأجناس و الفئات العمُرية و الإجتماعية، يجعلونه مقرا لحل المعضلات العالقة، و الكلام عن الإنشغلات، و كل ما يهم الفرد.

    حقا صمموا دار السلام، ووهبتهم بلدية ألميرة قطعة أرضية لتحقيق حلمهم، و جعلِه واقعا معاشا. اشتركت في المشروع، مع الفرع الهولندي للجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية –عيسى-.

    استخلصت هذه الكشافة إسمهما من دائرة الفضائل و الجود، التي أقرها الشيخ العلاوي (1869-1934)، و تحاول أن تكون، على نهج الدائرة، التي يحث على مبادئها الشيخ خالد بن تونس كثيرا في لقاءاته.(1)

    "تعتبر كشفية الدائرة، أنه من المهم، أن يلتحق الأطفال المنحدرين من أوساط ثقافية مختلفة بالكشافة، ويتواصلون مع بعضهم البعض. الكشافة هي نشاط، يقضي فيه الأطفال أوقاتا ممتعة، مع اكتساب الخبرة التي من شأنها أن تكون مفيدة حقا لهم، في المجال البيئي. تمنح الكشافة المعرفة للأطفال في مجالات السلامة، والطبيعة، والتعبير، والتنظيم، والرياضة والألعاب والخدمة.

    فوج الكشافة، يتكون من مجموعة مختلفة من الأعضاء. أطفال ينحدرون من أندونيسا و المغرب، هم من مواليد هولندا، و من أصول فارسية و أسيوية، هم أفراد من أشبال الكشافة.

    تبذل الكشافة الهولندية منذ عقود، مجهودات من أجل بناء جمعية كشفية متعددة. و أدلت الدائرة بسهمها، و خطت خطوة إلى الأمام. و اعترافا بأن التركيز على الجماعات الثقافية المختلفة، و الإتصاف بالفاعلية في الأحياء ذات التعددية، فإن الدائرة تعرف كيفية التعامل مع الناس و تضفي عليهم حماسا".(2)

    قال علاء الدين توهامي "وُجدت القيم الأساسية للمنظمة غير الحكومية عيسى، في جمعية الكشافة، و بالتالي تأسيس أول فرقة كشفية لـ (ستايدفايك)، و هي الدائرة. مع هذا، نحن نوفر لشباب (ستايدفايك)، حيث يوجد العديد من الناس، من مختلف الأجناس العرقية، نوفر لهم نشاطات كشفية، للأطفال و للشباب. أما بالنسبة للشباب البالغ، و كبار السن، تنظم نقاشات، و دورات تكوينية و اجتماعات بدار السلام. و تشمل المناقشات بين الثقافات، و الحوارات و الدراسات، التي تثير القضايا الإجتماعية، على ضوء الحكمة العالمية."(3).

    يوم 04 يونيو 2016، تحقق الحلم المنتظر و جاء موعد افتتاح، أول دار السلام في العالم، و مبنى تم إنجازه في وقت قياسي. دعوا إليه السلطات المحلية، من المجتمع المدني و الكشفية الهولندية، و شرفهم مجيئ الشيخ خالد بن تونس، و تدشينه بنفسه دار السلام(4). شارك أعضاء الكشافة الفتية في أعمال البناء، و أشركوا الأطفال في مهمة التشجير، لكي يكون لهم دور، و يشعرون بالعطاء.

    خلال الإحتفالية جرت مسيرة طافت بأرجاء مدينة ألميرة، شهدتها وفود من دول عدة، حاملين أعلام بلدانهم، من أوروبا و شمال أفريقيا، انطلقت من أمام دار البلدية، و صولا إلى دار السلام، رددوا خلالها شعارات، و حملوا لافتات، مبرزين خصوصية المناسبة، و عزتها عند أصحابها.

                           مسيرة السلام بمدينة ألميرة.


                           مشاركة الكشافة الدائرة، في احتفالية تدشين دار السلام.
   
   شرّف المناسبة وفود من مختلف بقاع العالم، فقد  ذكرت جريدة الريف المغربية "شاركت الكشفية الحسنية المغربية، فرع الحسيمة، في الأنشطة المقامة بالديار الهولندية، أيام 2 و 3 و4 و 5، من شهر يونيو 2016، بمناسبة افتتاح مقر كشافة دائرة الفضائل والجود الهولندية، بمدينة ألميرة. وذلك في إطار تنمية العلاقات الدولية، وقد حضرت عدة شخصيات وازنة، منهم نائبة عامل المدينة (فراوكي دي يونغ)، ورئيس الكشافة الهولندية، السيد (جاك بوت)، وأفراد من المكتب الوطني، وأعضاء من الكشافة الإسلامية الألمانية والإسبانية".(5).

    و كتبت (UnitedReligions)، تحت عنوان "اليوم العالمي للعيش معا".

    "بصفتنا اللجنة التوجيهية، لـ "مبادرة الأديان المتحدة"، حضرنا يوم السبت 04 يونيو 2016، بألميرة فعاليات الإحتفال باليوم العالمي للعيش معا، من ابتدار الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، عيسى، و افتتاح دار السلام".(6)

                        مشاركة وفد مبادرة الأديان المتحدة في افتتاح دار السلام.

   و تضيف "بالمشاركة مع الشيخ خالد بن تونس، الزعيم الروحي، للجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية، نحن نسير على الأقدام، من دار بلدية ألميرة في موكب احتفالي دولي، عبر شوارع المدينة. هل هو الحج؟ سلميا، هتفنا 'الأمل - السلام - العيش معا".(6)

   وتعد مبادرة الأديان المتحدة، التي تأسست في أبريل 2003، مجتمعا عالميا متناميا، وتهدف إلى حفز التعاون بين الأديان على نحو مستدام، و إنهاء العنف ذي الدوافع الدينية، وتحقيق ثقافة السلام والعدالة، وبعث جديد للأرض وجميع الكائنات الحية.
   
    خلال الإحتفالية، توافد على المنصة، عدة شخصيات، ألقوا كلمات تعبر عن ابتهاجهم ببناء الدار، و الأهداف المرجوة من وراءها، و كذا طلب كبت أسباب الخلاف و التمييز، و تشجيع اللقاءات و التعارف. بدوره، أفصح الشيخ خالد بن تونس عن كلمات عميقة، إذ قال "سيداتي سادتي، أصدقائي الأعزاء. فبفرح كبير أشارككم هذا اليوم و هذا الحدث، إرادة بناء دار السلام. عندما انطلق المشروع، و زُرعت بذور، لم نكن نعلم، أن في مدينتكم، في هولندا، بالأراضي المنخفظة، بألميرة، ستنبت هذه البذرة، و تعطي هذه الثمرة. و أتمنى أن تمنح هذه الثمرة أملا لأطفالنا، و تسمح لهم ببناء المستقبل، الواحد مع الآخر، و ليس الواحد ضد الآخر. شكرا جزيلا". بعدها غرست شجرة السلام، تحت صدى أناشيد الفرق الكشفية الحاضرة، و ساهم بعض الضيوف في عملية ردم الشجرة من أهالي هولندا.

                                        غرس شجرة السلام في ساحة دار السلام.

    يعود وجود الطريقة العلاوية في هولندا إلى عشرات السنين، فلم يبخلها الشيخ بالزيارة، منذ توليه الخلافة و حمل رايتها. أما عن رسالته السلامية، فعلى سبيل الذكر، لا الحصر، قام يوم 07 09 2013، بالمشاركة في منتدى العيش معا، الذي نظم بقرية (إغموند بينن). ألقى خلاله خطبة قصيرة، نورد منها،مايلي " في كل واحد منا، يوجد الخير و الشر. في كل واحد منا، يوجد الموجب و السالب. كيف يمكن أن نقِيم الأشياء في تآزر، بالعبادة و الدعاء و العمل؟

    إن الذي أعرفه أبلغه. إذا كنت أملك السلام، فسأنقل السلام، و إذا كنت أملك المحبة، فإني أنقل المحبة. و إذا ما كان لدي معارف، فإني أبث هذه المعارف، و أبلغ العلوم، وأتبادل مع الآخر، بإعطائه ما أملك، و آخذ منه ما أفتقد. هذه هي الدائرة".

     للعلم، تكونت أول جمعية كشفية إسلامية بهولندا، منذ أكثر من 25 سنة، و هي كشافة ابن بطوطة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)   "الإنتقال من ثقافة أنا إلى ثقافة نحن" : رابط لمحاضرة ألقاها الشيخ خالد بن تونس بألمانيا، يشرح فيها بإسهاب، فلسفة الدائرة.
(2)  موقع دار السلام بألميرة http://huisvanvredealmere.nl/scouting/
(3)  صحيفة almeredezeweek، في 31 05 2106.
(6)  http://unitedreligions.nl، في 04 06 2016.









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق