الخميس، 20 ديسمبر 2018

تصالحية الشيخ خالد بن تونس

تصالحية الشيخ خالد بن تونس


   قدّم الشيخ خالد بن تونس، يوم 09 12 2018، محاضرة قيمة، بمقر مركز البحث في الأنتروبولجية الإجتماعية والثقافية، بحضور أساتذة متخصين وصحافيين وطلبة وجمهور متعطش لأفكار الشيخ المحدثة، وكذلك استضافة القنصل الفرنسي العام بمدينة وهران، وغيرهم من الرسميين والمعتمدين.

     في مستهل اللقاء قدم مدير مركز البحث في الأنتروبولجية الإجتماعية والثقافية بوهران كلمة ترحيب، وأشاد بالإتفاق الموقع بين مركزه ومؤسسة جنة العارف، وقال "سنشتغل على الموضوع، من خلال دراستنا الإجتماعية والأنتروبولجية، وسنعمل خاصة من خلال علاقتنا مع المؤسسات المعنية، وعلى الخصوص مؤسسات التعليم العالي والتربية الوطنية، لنحاول أن نقدم موضوع العيش المشترك، كي يصبح موضوعا في برامج أطفالنا، وبرامج الأجيال القادمة".

    بعد إلقاء الشيخ خالد بن تونس كلمته، فتح المجال للنقاش، وطرح الأسئلة، وعاشت القاعة على ضوء وصدى اليومين السابقين، اللذين شهدا سابقة في العالم الإسلامي بمدينة وهران، وهي تطويب رهبان مسيحيين، بحضور وفد رسمي يمثل الكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان.

    في رده على أسئلة الطلبة والأساتذة، قال الشيخ خالد بن تونس "يبدأ العيش معا في النفس، وهنا تكمن الصعوبة وكل الصعوبة، لقوله تعالى 'وفي أنفسكم أفلا تبصرون'. سورة الذاريات، الآية 21. وذكّر بأصل إسم السلام، الذي هو إسم من أسمائه الحسنى تعالى، وكان من أدعيته صلى الله عليه وسلم دبر كل صلاة قوله 'اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يعود السلام'، اللهم سلمني في ديني ودنياي وآخرتي. منك يجيئ السلام وإليك يعود. وأشار في رده بوجود "مفهوم قائم، بين المنبع والشخص، ذهابا وإيابا، حول نسبة نوعية هذا السلام، الكامنة في أعماق الضمير الإنساني". وحذر من التعاطي مع "أسماء الله، أنها من أسمائه تعالى الحسنى فقط، وأقصيناها من محيطنا، وفي علاقتنا مع بعضنا البعض". وأضاف "لم تعد طاقات، بل فقط أسماء حسنى".

    وساق مثالا، "عندما أشرب الماء، أعلم أني أشرب لأستجيب لحاجة، وهي العطش. إذن توجد علاقة بيني وبين الماء، بدون فلسفة في الأمر، توجد علاقة، لأني مكون من 86 % ماء، وهي النسبة الموجودة في ذاتي. إذا تخليت عن الماء، ماذا يحدث لي؟ هلاك حتمي، وسيجف جسمي". وبعدها أكد "إذا تواجد عندنا مفهوم السلام، كإسم من أسماء الله الحسنى، وإذا استعملناه كقوة وطاقة مغذية لضميرنا، فعندها الأمور تتبدل وتتغير".

    "ويدعوننا الله سبحانه وتعالى في كل مرة فيقول 'الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك'. سورة آل عمران، الآية 191. يعمل هذا التفكر والتفكير والذكر على ضمائرنا، بالنظر، أن نكون نحن واعين، أن لهذه الأسماء حقيقة، وتجسد طاقات، لعلها تغذي ضمائرنا. وهنا تكمن الصعوبة. ولهذا ففي مجال التربية.. أريد أن نفرق بين التربية والتعليم. التعليم شيئ والتربية شيئ آخر... أنتم في مكان تفرقون فيه بين ربّى وعلّم... إن التربية هي تحلي بالوعي"، وبسلوك منهجيتها نعرف "كيف نعمل وكيف نتوصل إلى جعل  الكائن واعيا، شخصا يسمو ضميره بالتفكير والملاحظة والمعارف المكتسبة. كلما كان الكائن يتلقى ويغذي ضميره، كلما انشرحت إنسانيته وشخصيته".

      "يجب أن نعرف أن الإنساني ليس هو الإنسان. الإنسان في سلسلة الحياة، ومن جهة البدن والبيولوجية، نتج من سلسلة الخلق، وكل ما في الأمر، أنه حيوان عاقل. إن الذي يميز الإنسان هو الضمير. إذا نزعنا من الإنسان ضميره، فماذا يصبح؟ يصبح حيوانا أكثر من الحيوان نفسه، وشرسا أكثر من الشرِس. وهذا مهم. إن تعليم السلام والتربية على السلام، هو تربية للنفس وتغذية لضميرنا، حتى نتحول إلى مستهلكي السلام ومنتجي السلام، في أفعالنا وكلامنا"، وفي تعاملاتنا وفي حديثنا يكون باستطاعتنا أن "نختار بين الكلام الجارح والكلام الشافي، وبين إيماءة قد تكون عنيفة، وإيماءة إصلاحية، وعلاوة على ذلك، في التربية النبوية، عندما طُلب من النبي صلى الله عليه وسلم، من هو المسلم؟ قال 'المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه'، وعندما يقول 'افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلون الجنة بسلام'. لم يقل اقطعوا رؤوس الناس. فالحقفيقة شيئ آخر، وهي افشوا السلام، ولا نفشي إلا ما نملك، ولا يمكننا أن نعطي إلا ما نملك. إن الرجوع إلى النفس أمر أساسي".

    بالمناسبة، أعيد عليه أيضا هذه المرة، نفس السؤال، حول تصادفْ إحياء اليوم الدولي للعيش معا، بتاريخ 16 مايو، الذي هو اليوم الذي سقطت فيه زمالة الأميرعبد القادر سنة 1843، وصدر من بعض ممثلي مؤسسة الأمير عبد القادر، فما كان من الشيخ إلا أن ذكر، أن هذا التاريخ لم تختره الجزائر، بل جاء نتيجة حوار واتفاق بين مختلف ممثلي دول الأمم المتحدة، والذين أكدوا عليه، هم ممثلي النصف الجنوبي للكرة الأرضية، خصوصا دول أمريكا اللاتنية، الذين طالبوا بتاريخ تناسب فيه الأجواء المناخية، الشطرين الشمالي والجنوبي الأرضي، نهار طويل وسماء صافية، لأن الإحتفالية تقام أيضا خارج القاعات. وأضاف الشيخ "علينا أن نكون سعداء، على كل حال، ففكر الأمير عبد القادر مندرج في هذا التاريخ، الذي كان هزيمة في عصر سابق، فهو اليوم انتصار للإنسانية، وليس فقط لبلاده. فله دور بارز فيه". مثلا "إن الإحتفال بعيد الإستقلال يصادف يوم 05 جويلية، ويوم 05 جويلية 1830، ماذا كان"؟ هذا التاريخ هو يوم سقوط مدينة الجزائر في يد الفرنسيين، وأرّخ لبداية إستعمار الجزائر، وهو نفسه، يوم 05 جويلية 1962 تاريخ إستقلال الجزائر". و أبرز "تفاعلوا كي تجعلوا الأشياء إيجابية. يستخرج من السلبي الإيجابي". وختم في المسألة مؤكدا "كيف نترجم تاريخنا المؤلم إل شيئ" مفيد "لأبنائنا، لأنه لا ينبغي التفكير فقط في أنفسنا، بل نفكر في الأجيال المقبلة، ونترك لهم إن أمكن أشياء إيجابية، يستطيعون البناء حولها حقيقة كينونتهم".   

     وتساءل بعض الصحفيين،عن المراحل التي وصلت إليها تسوية ثقافة العيش معا في بلادنا، وهل ستصل إلى أبنائنا في مدارسهم، فقال الشيخ مخبرا "إلتقيت بوزيرة التربية الوطنية، وقمنا بأول عمل في شهر جويلية، وفيه إستقبلنا 108 مفتش عام، يمثلون 48 ولاية، جاءوا إلى مستغانم لحضور المؤتمر الدولي للرياضيات والعيش معا". خاضوا تجربة إلى جانب أساتذة دوليين من جامعات عالمية كبيرة في العالم. وأفاد الشيخ أن "دول أخرى، تقوم بهذا العمل. عدتُ من ألمانيا، فالألمان يعملون حول بيداغوجية نوعية تعني العيش معا وثقافة السلام. توجد دول بدأت فعلا في العمل، وظهرت فرق عمل، وحتى جامعات مثل جامعة تيبنغن الألمانية، سباقات في القضية، وهناك جامعة مرموقة بكندا، تعمل حول نفس  الموضوع. بدأت الأمور تتحرك ويجري تنفيذها".

    تساءل أحد الحضور عن "كل هذه الأهداف وأصلها، وتدور كلها حول قيم إنسانية، فكيف نستطيع تحقيقها في بلادنا مع بعضنا البعض كجزائريين، وماهي أبعاد هذا الشيئ مستقبلا لأولادنا، إن شاء الله"؟ وطلب آخر "إن هذا الخطاب الذي تحمله المثير للإعجاب، وبمهارة وإتقان، أريد أن تحمله إلى الآخرين".

     دعى الشيخ خالد بن تونس في حواره، مجيبا على مجمل التساؤلات، إلى الحفاظ على الأماكن التاريخية، مذكرا "لقد حطمنا تاريخنا بأيدينا، وتحولت اليوم حتى إلى استراتيجية وسياسة وثقافة. ندمر الماضي، ونقيم مكانه شيئ أخر. انظروا إلى الذي يحدث في سوريا والعراق وليبيا وأماكن أخرى وفي الساحل الأفريقي. فقط في مالي، أزيل 350 محل. احترقت مكتبات بأكملها ومخطوطات لا تقدر بثمن، انقذ بالكاد جزء منها، أما الباقي ذهب مهب الريح". وأضاف "ومتاحف نهبت، وأماكن الصالحين دنست. تتواجد أول مدرسة قرآنية في شمال أفريقيا بمصراتة بليبيا، فقد دمرت وفجرت وأصبحت حطام". "لدينا مثال الأمير عبد القادر". وساقه إجابة على تساؤل، يرى صاحبه تأثر الشخصية الجزائرية، وانخفاضها بمراسيم إستعمارية مضت، وأنها عائق للتواصل وتبني العيش معا، مع الآخرين. يضيف الشيخ "فهو طرد من بلاده، وتمت خيانته، فبدل أن يحمل إلى الإسكندرية"، عقب توقيع وثيقة إنهاء الحرب، واستسلامه، وكان البند ينص على أن يحمل إلى الإسكندرية، "سيق إلى سجن تولون، ثم بو، وأمبواز، قبل أن يحرره نابليون، عندما أصبح ملكا". وقال الشيخ "إن النفس الجزائرية لا تذعن إلا عن محبة. هذا كل شيئ وفقط. إن المحبة هي ضعفنا وهي قوتنا. والدليل هو دبلوماسية بلادنا، لا تتدخل في شؤون الآخرين، وتمتنع من الدخول في مشاكل الآخرين، وأدعو الله أن تستمر في هذا الإتجاه دائما".

    ذكّر الشيخ خالد بن تونس بالوساطة، وما لها من مزايا في إصلاح ذات البين، فقد ذكرالله سبحانه وتعالى هذه الأمة في كتابه وخصها بالوساطة، فقال "وكذلك جعلناكم أمة وسطا". سورة البقرة، الآية 143. ووضح الشيخ "إن دور الوسيط وقائي، قبل أن تتأزم الأمور، وإذا ساءت الأمور، يقوم بالتصالح". وأضاف "علينا تطبيقها في عائلاتنا، الأمر الذي نسيناه. تتواجد الوساطة في أيامنا هذه فقط في مكان واحد ومؤكد وبشكل قوي، عند إخواننا الإباضيين. مازالت فعالة، وتحل الكثير من المشاكل عند إخواننا المزابيين(1)، ولها بقية قليلة في منطقة القبائل، بمفهوم الجماعة، أما في الغرب الجزائري، فتقريبا انقرضت، كان دور الزوايا، دور وساطة، حتى لا يقع نزاع. في أيامنا، أقصينا المسنين في الأحياء، الذين كانوا يلعبون دور الوسيط، وفي المسجد، كان أصحابه يقومون بدور الوسيط، مثل الإمام والمفتي والخطيب وغيرهم، كانوا يمثلون عوامل الإستقرار وصمام أمان، يساعدون في إدارة المجتمع".

    "إذن لنعود إلى احترام أماكن عبادة كل المعتقدات، مهما كانت". وفي خضم حديثه أشار إلى اكتشاف حديث بالجزائر، فقال "إن الكثير من الكهوف بها ذكرى. اتركوا العلم يتدخل هناك، وربما يكتشفون أنها بقايا إنسانية، تعود إلى ملايين السنين، وهذا ما اكتشف مؤخرا بسطيف"(2). وطرح تساؤلا "لماذا يذهب الناس إلى هذا المكان ويضعون الحناء ويشعلون الشموع؟ قالوا عنه أنه ولي أو كذا. هو مكان ذاكرة، قوموا باحترامه، ودعوا الإدعاء أنها شعوذة وكفر، فهذا  تقييد وجهل". ونوّه الشيخ باكتشاف آخر سبق أن أخبر به، فقال "قلت لمدير المركز قبل قليل، وجدنا مخطوطا في تلمسان، يعود إلى القرن 13، كنا نُدرّس في المسجد الكبير لتلمسان 17 مذهبا. من منكم يذكر هذه المذاهب 17، وواحد منها نسائي. أنا مع علميين وباحثين، من منكم سمع بهذا؟ ويكلمني عن مذهب نسائي في الشريعة الإسلامية، هل تعرفونه؟

    "إن ما يتطلبه العيش معا، هو رؤية متقاسَمة، ثم تأتي المهام. مهمة الكراسك مهمة، ولكلِ مهمة. وفي هذه المهام، توجد إجراءات ذات أولوية. أولا تتوحد الرؤية، وعندما تتوحد عندنا، فذلك واحد من انتصاراتنا على أنفسنا، وليس على الآخرين". وعرج في ردوده على ذكر لقاءين مرتقبين بباريس، يوم 12 ديسمبر، حيث سيلقي محاضرة، متبوعة بمناقشة، في بيت الأبرشية في يوندي، في الضواحي الباريسية، ومشاركة ثانية، يوم 14 ديسمبر، في معهد الدراسات السياسية لباريس، وهو جامعة متخصصة، تُكون نُخب مفكرة، يحضره أساتذة مختصون، وكان موضوع اللقاء "الأمير عبد القادر: نموذج التقارب بين الشرق والغرب". وأكد مبتسما "إن ما أقوله للآخرين، ربما لا أقوله لكم، ولا أجرأ أن  أستحثكم، فهم أستحثهم أكثر، أنا لطيف جدا معكم".

    ثم جاء تدخل ناظر الشؤون الدينية لولاية وهران، الذي قدم عرضا وافيا، عن تبعات دخول وفود المسيحيين إلى المسجد القطب، والنظرات الرافضة له، وغير المتقبِلة، فقال "أقدم مثالا عن دخول وفد الفاتيكان إلى المسجد، وهو نابع من ديننا، لو تقرأ مواقع التواصل الإجتماعي، وللأسف وللأسف" ما يصدر من "دكاترة في الجامعة والشريعة". وأردف "هذا الشيئ مازال له عمل كبير". وقدم الناظر مقارنة بين ما ورد منه صلى الله عليه وسلم، لما زار وفد نجران المسيحي المدينة المنورة، وأقام في المسجد النبوي لمدة أسبوع، وأقاموا قداسهم (صلاتهم)، ولم ينكر عليهم، بل قال "دعوهم"(3). واستثاره "ما ورد منهم من سب وشتم". وأضاف "نحن بحاجة أولا" إلى هذه القيم التي ينبغي أن تكون متخلقة فينا "ومع بعضنا البعض كمسلمين، ونحن مسالمين، كما قلت، قوله صلى الله عليه وسلم 'المسلم من سلم الناس من يده ولسانه'"، وختم "يتبقى لنا عمل كبير نقوم به، حتى نتعايش مع بعضنا البعض، وهي رسالة موجهة للمسلمين، وإلى غيرهم من مختلف الديانات"، وقدم دعوة "لإخواننا دارسي الشريعة، أن يعاونوا، وغيرهم من الأساتذة المحاضرين جميعا، من أجل بناء ثقافة العيش في سلام مع بعضنا البعض".

    وقبل أن يختم الشيخ الجلسة قام بتوجيه تشكراته قائلا "شكري لمسؤولي الكراسك، وخاصة السيد المدير وجماعته، والعمل القائمين به. وأرجو أن يكون هذا المكان نوارة علمية روحية أخلاقية للجميع، وينفع الوطن والمواطنين بلا تخصيص، فالبعلم تحيى النفوس، كما يقول الشيخ الحاج عدة بن تونس. أعلم أنه ليس سهلا. نعم حقيقة ليس من السهل، أن يتحقق العيش معا، على وجه الأرض. كانت هذه أمانة لدى الأنبياء والمرسلين، ولم يأتوا إلا لسبب، أن يرحموا بني آدم. يقول الله سبحانه وتعالى في حق الرسول صلى الله عليه وسلم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". سورة الأنبياء، الآية 107. والنبوة والرسالة قائمة في كل زمان ومكان. لدينا المسامحة في الثقافة الإسلامية، ولكنها مكمونة في روح الإسلام. إذن كيف للمرء أن يستعملها، أي يستنبطها ويخرجها للعمل بها في المجتمع... وعلى المجتمع أن يتيقظ على هذا، فمستقبلنا على المحك، مستقبل أبنائنا". وأبدى سعادته لما علم أن 60 % من باحثي المركز نساء، ووجه إليهن النصيحة، كما وجهها للنساء في 'المؤتمر الدولي للأنوثة، الكلمة للنساء'، الذي جرى بوهران شهر أكتوبر سنة 2014، و كان بذرة اليوم الدولي للعيش معا في سلام، وقال "لكن من فضلكن، أنتن المدرسة الأولى، ترجموا هذا لأبنائنا، احملن هذه الرسالة، احملن هذه البذرة، احملنها إلى عمق ضمائر أبنائنا".

شكرا جزيلا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). المزابيون نسبة إلى منطقة وادى ميزاب، وبها تتواجد الطائفة الإباضية، بالجنوب الجزائري.

(2). اكشف فريق من الباحثين الأثريين الدوليين، من الجزائر ودول أخرى، أدوات وأحجار مصقولة وبقايا عظام حيوانات، تعود إلى 2.4 مليون سنة، في الموقع الأثري القريب من منطقة عين بوشريط في ولاية سطيف، الواقعة في شمال شرق الجزائر. هذه الإكتشافات الحديثة والفريدة في شمال أفريقيا، تغير النظريات بشأن مهد البشرية.

     جاء في تغريدة لوزير الثقافة الجزائري، بتاريخ 29 نوفمبر 2018، السيد عزالدين ميهوبي أن هذا "إنجاز علمي تاريخي، حققه فريق بحث جزائري، معزز بباحثين من إسبانيا وفرنسا وأستراليا، تم الإعلان عنه اليوم، حيث أثبتت الحفريات التي أجريت بموقع عين بوشريط (سطيف)، أن الوجود البشري في شمال إفريقيا، يعود إلى 2.4 مليون سنة، بعد موقع غونا الاثيوبي الذي يعود إلى 2.6".

(3). فصل في قدوم وفد نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن إسحاق‏:‏ وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفدُ نصارى نجران بالمدينة، فحدَّثنى محمد بن جعفر بن الزبير، قال‏:‏ لما قدم وفد نجـرانَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخلُوا عليه مسجدَه بعد صلاة العصر، فحانت صلاتُهم، فقاموا يُصَلُّون في مسجده، فأراد الناسُ منعهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏دَعُوهُم‏)‏ فاسْتَقْبَلُوا المَشْرِقَ، فَصَلَّوا صَلاَتَهُمْ‏.‏

    ففي الأثر تفصيل طويل، لما جرى بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم، ومجادلتهم له، وما نزل من القرآن نتيجة أسئلتهم، طرحها أساقفتهم حتى أن التسعين الآية أو أكثر من سورة آل عمران، نزلت بعد أسئلة وجهوها للنبي صلى الله عليه وسلم. واعترف بعضهم بنبوته صلى الله عليه وسلم، ولم يدخلوا الإسلام.

     
     رأى بعض العلماء، في فقه قصة وفد نجران، جوازُ دُخولِ أهلِ الكتاب مساجدَ المسلمين‏، وفيها‏،‏ تمكينُ أهلِ الكتاب من صلاتهم بحضرة المسلمين وفى مساجدهم أيضاً، إذا كان ذلك عارضاً، ولا يُمكَّنون من اعتياد ذلك‏. 
ومنهم أي العلماء، من رأى أنها من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم، فقاموا يحدون الحدود في ذلك. اشترط القسم الأول في ولوج أهل الكتاب المساجد للصلاة وجود عارض، ولا تكون عادة. هذا عن الصلاة في المساجد لغير المسلمين يصلون صلاتهم، أما دخوله لوجود حكمة فجائز لاجتماع المهمة، لقوله تعالى "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" .سورة آل عمران، الآية 64.

    وفي الأثر، في قصة وفد نجران "‏إنَّ الأسقف أبا الحارث أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه السَّيد والعاقِب ووجوهُ قومه، وأقامُوا عنده يستمعون ما ينزل اللهُ عليه، فكتب للأسقف هذا الكتاب وللأساقفة بنجران بعده‏:‏ ‏(‏بسْم اللهِ الرَّحْمَن الرَّحيم، منْ مُحَمَّدٍ النَّبىِّ إلى الأسقُفُ أبى الحارث وأسَاقِفَةِ نَجْرانَ وكَهَنَتِهِم، ورُهْبَانِهِمْ، وأهْلِ بِيَعِهم، ورَقيقِهم، ومِلَّتِهم، وسَوَقِتِهِم، وعَلى كُلِّ مَا تَحْتَ أَيْدِيهِم مِنْ قَلِيلٍ وَكثِيرٍ، جِوارُ اللهِ ورَسُولِه، لا يُغَيَّرُ أُسْقُفٌ مِنْ أُسْقُفَتِهِ ولا رَاهِبٌ مِنْ رَهْبَانِيَّتِهِ، ولا كَاهِنٌ مِنْ كَـهَانَتِه، ولا يُغَيَّرُ حَقٌ مِنْ حُقُوقِهِم، ولا سُلْطَانهم، ولا مِمَّا كَانُوا عَلَيْهِ، عَلى ذلِكَ جِوَارُ اللهِ ورَسُولِه أبَداً ما نَصحوا وأَصْلَحوا عَلَيْهِم، غَيْرَ منقَلِبِين بِظَالِمٍ، ولا ظَالِمِينَ‏)‏‏.‏ وكتب المغيرةُ بن شعبة، فلما قبض الأسقفُ الكتاب، استأذن في الانصراف إلى قومه ومَن معه، فأذن لهم، فانصرفوا‏".‏

الأحد، 16 ديسمبر 2018

العيش معا في سلام تحديات وآفاق

العيش معا في سلام
تحديات وآفاق

    ألقى الشيخ خالد بن تونس، يوم 09 ديسمبر 2018، محاضرة، عنوانها "العيش معا في سلام، تحديات وآفاق"، بمقر المركز الوطني للبحث في الأنتربولوجية الإجتماعية والثقافية، الذي نظمها بالتعاون مع مكتب مدينة وهران، للمؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة "جنة العارف". فيما يلي كلمة الشيخ خالد بن تونس في اللقاء. للعلم تبع مداخلته مناقشة مفيدة، نسرد لها مقالا لاحقا، بحول الله. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    السلام عليكم

    بعد بسم الله الرحمن الرحيم

    إني فخور بهذا اللقاء الكريم، ومقابلة الحضور. أتمنى إن شاء الله، أن نحقق هدفنا، وأن يكون العيش معا فيما بيننا، حسا ومعنى. وأن يتحقق في أخلاقنا وتفكيرنا، ومعاملتنا مع بعضنا البعض، ومع كل بني آدم. يقول عليه الصلاة والسلام "كلكم من آدم وآدم من تراب". يذكرنا العيش معا، بتكريم الله سبحانه وتعالى للعائلة أو الأسرة الإنسانية، لقوله عز وجل "ولقد كرمنا بني آدم". سورة الإسراء، الآية 70.

    في البداية، أرحب بكم. ويثير إعجابي جموع الأشخاص والأخصائيين، وخصوصا مختصي التاريخ، الحاضرين في هذا المحل الذي زرته، وأنا سعيد اليوم، لما أراه أنه توسع وازداد حجما، وكل ما يقدمه لهذا الإرث المشترك العزيز علينا.

    كيف نغذي الضمائر، حتى يتمكن الناس من إعادة قراءة التاريخ بطريقة مختلفة؟ عندما أقول بطريقة مختلفة، كما لو أنه يوجد تاريخ موازٍ مخفي، وفقط البحث وإصرار الباحثين والعلميين قد يكشفه لنا. لقد امتاز بلدنا، والدليل اليومين السابقين، في مدينة وهران، اللذين قدما لنا القناعة الأكيدة، أن بلدنا نضج، وهذا النضج بلغه، عبر تجربة مريرة خاضها، كادت تدمره، وخرج منها أكثر قوة، بما أنه قدم اقترحا، من خلال القرار الذي رفعه حتى النهاية، على مستوى الأمم المتحدة. اقترح فكرة أو مفهوما، يسمى العيش معا في سلام، ابثق منه يوما، الذي لم يتعرض فقط للتحليل، وتم قبوله واعترف به، من طرف 193 بلد أو دولة، التي تشكل مجموع منخرطي الأمم المتحدة؛ بل يتعدى الأمر ذلك، مادام أن اليومين اللذين عشناهما بوهران، كان مفهوم العيش معا، هو داعي الناس، بأن يضعوا حجر الأساس، حتى يصلوا إلى تطويب هؤلاء 19 شهيد مسيحي، الذين وهبوا حياتهم في العشرية السوداء. وسميناها العشرية السوداء. إذن سمح لنا العيش معا بتجسيد المبدأ واقعيا، وتحويله إلى حقيقة، حقيقة إنسانية واجتماعية وسياسية، وأتمنى أن يكون أكثر من ذلك.

    لدينا على سبيل المثال، بلد مثل أثيوبيا، منذ حوالي شهرين، قررت حكومة هذا البلد، خلق وزارة السلام والعيش معا(1). إذن هو أمر يشرفنا. يوجد بلد أفريقي، والأول في العالم، قام بفتح الفجوة، بطريقة ما، واخترق طابو. إن العيش معا والسلام، يستحقان أن نمنحهما مؤسسة، يستحقان أن نمنحهما فعليا كراسي، على مستوى جامعاتنا، ويستحقان بأن يدرّسا في أكاديميات، ويستحقان بأن يندرجا لأطفالنا، في البرامج التربوية لمدارسنا. وهذا في كل مكان في العالم. إن هذا المفهوم مفيد على عدة مستويات، الفلسفية والروحية والإجتماعية والإقتصادية، ويسمح بخلق صِلات، ويسمح بالذهاب إلى ما وراء الجدران، التي بناها الناس بينهم، وخلق جسور تبادل، وجسور تسمح بمساعدة كل شخص، للإستفادة من الآخر. فالحياة دوما مبادلة متكاملة. تبادل دائم، ينال كل شخص ما له وما يحتاجه، ومعطيا للآخر، بالمقابل.

    لعل هذا المفهوم يرشدنا، إلى رؤية عن أنفسنا، ورؤية أخرى لإدارة العالم. لحد اليوم لا تتم إدارة العالم، إلا من خلال نظام هرمي. في النظام الهرمي، توجد للهرم قاعدة وقمة. والقمة محتلة من طرف من؟ من طرف اللذين يملكون السلطات والأصول ويوزعون الخيرات، والقاعدة موجودة، إما لتتحمل ما يجيئ من الفوق، أو تتفاعل للصعود إلى الأعلى. في وضعية نزاع دائم، وتسبب حراك المجتمع باستمرار، فلأنها ترتكز على مفهوم، هو قسرا مفهوم منافسة، ونسميه حقا التسلسل الهرمي، وننعت الناس نسبة إلى الدرجة التي يتواجدون فيها. كلما تواجدتَ في الفوق في التصاعدات، كلما كنتَ تملك الأصول والتشريفات والسلطات وغيرها، في حين، أن نظام العيش معا في سلام، هو نظام دائري، فهي الدائرة، وما يعنيه، أنك عندما تضع إصبعك على المحيط الدائري، سواء أخذت النقطة المتواجدة في الأعلى، أو التي تواجدت في الأسفل، فعليك أن تبدأ من مكان ما، وهذا المكان الذي شكلته هو الواحد، وعندما تدورون حول الدائرة وتعودون إليها، ستجدون أنه في الآن نفسه، هو الأول والآخر. يدعوننا مفهوم الدائرة إلى رؤية أخرى، وفي هذه الرؤية، يكون الأول فينا، هو أيضا الآخِر (بكسر الخاء). نحن من أجل الجود والقيم، وما ننتجه وما نجلبه، يكون لمجموع ما يشكل الدائرة. نحن أيضا يطرأ علينا الضعف، وتعترينا سلوكات تكون أحيانا سلبية، وتركبنا المخاوف. كل واحد فينا، يحوي في نفسه، في الآن نفسه، السالب والموجب، في الآن نفسه الأول والآخر. على كل واحد منا أن يعمل في الجانب الإيجابي الذي ينشطه، وجميعنا سواسية، بصفتنا آدميين، على نفس المبدأ. سواء كنا دينيين أو لا دينيين، مؤمنين أو غير مؤمنين، بيض أو سود، نبقى آدميين، مع الحقيقة التي تسكننا. وهنا تقودنا الدائرة، إلى النظر إلى أنفسنا بشكل مختلف، لأن النقطة المتواجدة في الأعلى، كالحضارة والمجتمع، اللذان يسيطران اليوم، فحتما سيأتي يوم بفعل حركة الدائرة، وتنقلب الأمور. فالشخص لن يبقى للأبد في أعلى الدائرة، فحتما سيأتي اليوم ويصبح في الأسفل. وهل الذي يتواجد في الأسفل، هو أقل شأنا من الذي يتواجد في الأعلى؟ بالطبع لا. إن المتواجِد في الأسفل يحمل كل البقية، والنقطة التي ترتكز عليها الدائرة، نقطة الأسفل، تكون المكان الذي سيحمل مجموع هذه الحقيقة الوحدوية، التي نسميها الإنسانية. تسمح لنا الدائرة بإضفاء الطابع الشخصي وتعريف هذه الإنسانية، كجسد، كل عضو فيه خلية، وكل شعب وكل حضارة فيه طرف، وكل ثقافة عضو. نَصِف جسد وُلد بصحة جيدة، بقدر ما يعمل كل طرف وكل عضو، الذين يشكلونه، يعملون معا، من أجل رفاه الجسد، وإذا وجد أن جزء من الجسد قرر، أن يعمل لوحده، فما الذي سيحدث للجسد؟ سيمرض، وإذا جرح طرف من الجسد، سيتداعى الجسد كله بالحمى. إذن فمن صالحنا أن ننظر إلى الإنسانية كجسد وكحقيقة واحدة. علينا أن نمنحها وضعا، وضعٌ قانوني، ووضعٌ يجعلها مرئية في عيوننا، وعلى الخصوص لأطفالنا، والأجيال القادمة، حتى يتمكنون من بناء حول هذه الفكرة مستقبلهم معا، الواحد مع الآخر، وليس الواحد ضد الآخر. أكثر من أي وقت مضى، تدعوننا فكرة العيش معا، إلى أن نضع موضع الشك، رؤيتنا الخاصة لذواتنا، ومجموع هذا الجسد، الذي نسميه الإنسانية. أتذكر أننا في تركيا، في قمة العمل الإنساني الأولى في اسطمبول، من 24 إلى 26 ماي 2016، قمنا بطرح هذا الإقتراح، وكان يتواجد مع الأمين العام للأمم المتحدة، عدة رؤساء دول، وبعض الملوك، وبالفعل ممثلي جميع الدول، و 4000 منظمة غير حكومية. وبرفع الأيدي، عندما قدمنا الإقتراح للأمانة العامة، قائلين حان الوقت، كي تتخذ الأمم المتحدة القرار، وتغير المفهوم، فللإنسانية اليوم بالنسبة لنا، مفهوم فلسفي، وينبغي إعطائها جسد، وجعلها حسية، ومنحها جسد قانوني واجتماعي وسياسي. لماذا؟ حتى لا يعتدى عليها أبدا. حتى يكون للإنسانية لسان تنطق به، وأناس يدافعون عنها، وحتى تدافع الإنسانية عن نفسها من اللاإنسانية والعدوانية، أينما كانت وأينما تواجدت، سواء كانت سياسية أو دينية، وإذا ما استعمل أحد الزعماء الدين وجعل منه ايديولوجية، للإعتداء على الإنسانية، يجد أمامه إنسانية تستطيع أن تدافع عن نفسها وتتكلم. ليست دول، بل إنسانية لها لسان وكلمة، ولها قانونيا وضعا. إني أذكر لكم الإمكانيات الموجودة وراء العيش معا. لا نريد هذا العيش معا حدثا، ويوما يندرج ضمن الأيام الموجودة في العالم، في رزنامة الأمم المتحدة، ولكن نجعل من هذا الحدث حادِثة وبداية، وليست نهاية، بداية لإدراك جديد، تتحلى به الأجيال القادمة.

    أعلم أنه يبدو اليوم بعيد المنال، وكما قلنا، في أكتوبر 2014، ولدت هذه الفكرة، هنا في وهران، وكانت تلك الدفعة الأولى، وطرح هذا الإقتراح لدى الأمم المتحدة. في الحقيقة، وقّع 3600 شخص على العريضة، والحق أنه لم يكونوا يعلمون متى سيتحقق ذلك، بما فيهم أنا شخصيا، ورغم ذلك أربع سنوات من بعد، نرى أنها أصبح حقيقة، وحقيقة معترف بها من طرف الجميع. وكيف إذا بقينا بالإستنتاج أننا نجحنا في تأسيس يوم، بدون إعطائه حركية والمعنى الذي هو بحاجة إليه، معنى من أجل الإستمرار في الحياة والتطور، وبدون ترجمته في الحياة اليومية، وفي تربية أبنائنا، من الحضانة إلى الإبتدائية والثانوية وحتى الجامعة؟

    أقول لماذا لا توجد أكاديمية للسلام، مادام توجد أكاديمية البيلياردو، وأكاديمية ما لا أعلم، ومربي الحمام، وكل الأنواع، ولا تجدون في أي مكان واحدة للسلام. نعم يتكلمون عنها، فمثلا كوستاريكا، لما زرتها، فرئيسها السابق "سانشيز"، كان البادر لهذه الفكرة، لفكرة أكاديمية السلام، ولكنها لم تتحقق أبدا. كيف يمكن أن ليس للسلام أي محل، ولا أي مؤسسة جديرة بهذا الإسم، تمثله وتحمله؟ في كل بلد توجد وزارة الدفاع، في السابق لم نكن نخفي الأمر، كنا نسميها وزارة الحرب. في أيامنا غُيّر الإسم، ونقول أنها وزارة الدفاع أو وزارة الإستراتيجيات، والحقيقة أن للحرب مؤسساتها. والحرب شيئ ما يتم تدريسه، كتكتيك وتطبيق وكل ما تريدون. في أي مكان لا توجد دبلوماسية السلام. نعم توجد في الأمم المتحدة، ولكن في الحقيقة، لا توجد في أي بلد. في كندا قامت حكومة هذا البلد مؤخرا، بإنشاء خلية تعمل على الدبلوماسية والعيش معا، وهي حديثة، ولدينا في كندا المرصد الدولي لرؤساء بلديات العيش معا.

    إذن أنتم ترون العمل، الذي ينبغي القيام به، وأنا أتكلم مع المدينة التي انطلقت منها هذه الفكرة.  انظروا كيف تمت تعبئة هذا الحدث، الذي جرى منذ يومين، و نقش العيش معا هذا، بحروف من ذهب، تحول إلى واقع، وكسر طابو، فتطويب رهبان وأشخاص وأسقف وهران، مع وجود مبعوث خاص للفاتيكان وممثلي كل الأديرة، التي ينتمي إليها الرهبان والراهبات، فهذا حدث رئيسي، يحدث لأول مرة في بلد عربي وإسلامي وأفريقي، عواقبه هائلة على صورة البلد، وعلى صورة مدينة وهران، وهو ما يبرز أن هذا البلد منفتح ومرحب. غادر الناس من هنا وهم باكين، وأهالي العائلات الذين رافقونا طيلة هذه الأيام في وهران، تأثروا بحسن الضيافة والإستقبال، والسلك الدبلوماسي الذي كان حاضرا. هي شهادة تعطي نظرة أخرى عن بلدنا، ونظرة أخرى عن مدينتكم. يجب عليكم أن تدركوا ذلك، وعلى الخصوص الباحثين والجامعيين والأساتذة، حتى نبلغه لأبنائنا، ونذكر لهم أهمية العيش معا، وعواقبه على واقع مبادلات بلدنا، مع أوروبا، وأيضا مع أعماق القارة الأفريقية، حيث تواجد كذلك مسيحيي أفريقيا، احتفلوا معنا وغنوا. تمثل الجزائر شيئا ما في القارة الأفريقية، فهي ذات زعامة، وهذا الإنفتاح البيديني، وهذا القبول للآخر، يسمح بوضع بلدنا في الحوار. لا أقول لكم هذا فخرا، أنتم تفهمون هذا. أقول لكم هذا، حتى يكون هذا البلد جاهزا، لتقديم أحسن ما عنده، ويتبادل مع العالم بأسره، حول مبدأ العيش معا، والإقتصاد التضامني الدائري، فالمصالح تختلف. كما في الجسد، لا يمكننا أن نفضل اليد اليمنى عن الشمالية، أو العين اليمنى عن الشمالية، أو القدم اليمنى عن الشمالية. هذا غير معقول. في الجسد الأعضاء متضامنة. لنتشارك في فعل الخير، مع العمل من أجل خير الصالح العام، وكل واحد ينال حقه من خير الصالح العام. إحترام الآخر وكرامته. حرمة الغير وسلامة الغير. فمن المهم أن نرسخ في ذهن أبنائنا مبكرا فكرة الغيرية.

    يعتبر الآخر جزء من أنفسنا، في الإتجاه الذي ننتقل فيه من ثقافة الأنا إلى ثقافة النحن، من ثقافة الذاتية إلى ثقافة الجميع، نحو القيم العالمية (الشاملة). ما هي ثقافة الأنا؟ إنها ثقافة الأفقية، أي أننا نتطور ونخلق إقتصادا ناميا. مثلا عندما نتكلم عن الدول التي تتطور، نتكلم عن بلدان ذات رمز برقمين. هذه أفقية الأشياء، ويوجد أيضا مفهوم العمودية. أي إذا قمنا بتطوير بلد أو أمة فقط على الأفقية، فإننا نقتل هذه الإنسانية. إذا لم يحتسب العمودية والقيم، وإذا لم يدرّس القيم لمجتمعه، وحوّله فقط إلى مستهلك، وفتح لاستهلاكية جامحة، إنتاج من أجل الإستهلاك، فسنفقد معنى الإنساني الكامن فينا، ونتحول إلى معدة. نحرص على ملئ شيئ يفرغ في الحال. لتحفيز القيم، ينبغي العودة إلى الأفقية. من أجل قيومية الإثنين معا، نحن بحاجة إلى تطور إقتصادي. اتجهت بعض الدول أبعد من ذلك، ولسوء الحظ، إنها دول صغيرة، ومن يستمع إليها. في نيبال وبوتان، لا يتكلمون عن الناتج القومي الإجمالي، بل عن السعادة القومية الإجمالية(2). ماذا ننتج من سعادة لمواطنيينا؟ ليس الناتج القومي، بل السعادة القومية، هي التي تحتسب عندهم. وهمية على الإطلاق. نعم ربما هي فكرة ينبغي الرجوع إليها. سعادة المواطنين، وكل واحد منا ينال نصيبه. نصيبه من الكرامة، نصيبه من الإنسانية، ونصيبه الإقتصادي. كل هذه الكلمات هي طوباوية خيالية. نعم هي كذلك، وإنه الحلم. حلم يتقاسمه العديد من الناس يتحقق. إذا حلمنا بعالم يتغير، وإذا أعطينا، ونبدأ بكم، أنتم هنا، إذا أردتم أن تعطوا لمدينتكم هذا الواقع، ينبغي العمل له. إذا أردنا أن نعطي هذه الحقيقة، لهذا البلد، ينبغي العمل لها. والعمل هو التربية. والعمل في المدارس وأيضا في المساجد وكنائسنا، فلا يوجد كنس، لسوء الحظ، ويكون أيضا في تطورنا الإقتصادي وزراعتنا، ليست الزراعة الصناعية، فهي زراعة محترمة للأرض. يكون العيش معا حتى مع المماليك الأخرى، فالأرض حية، ومعدن حي، لا نستطيع أن نعيش مع الأرض، ونسممها، فهي سترد إلينا ما وضعنا فيها، وتوجد بقية المماليك، الحيوانية والنباتية. هل تعلمون أن 90 %من الطحالب الجافة تختفي، وهذه كارثة على المستوى الإنساني. ماذا تعني حشرة؟ خذوا نحلة، لا تزن شيئا، ولكن في اقتصاد العالم، وتلقيح الحي، لها دور أساسي، بدونها لا نحصل على فاكهة.  عندما تمتص رحيق نحلة، تقوم بالتلقيح، وبفضل النحلة أو أي حشرة نحصل على فاكهة. انظروا إلى أهمية النحلة، وتأثيراتها المباشرة علينا. يمكنكم أخذ كل شيئ، فدودة الأرض تجعل الأرض حية، والتراب الذي ترده، يمثل عمل الملايين من الجرارات. إن العمل الذي تقوم الحشرات، لا يستطيع الإنسان أن يقوم بمثله، رغم تقنياته العالية. لا يستطيع القيام به، والعمل بمثله. ويستعيد العيش معا تكامله مع بيئتنا. يدعوننا هذا التقارب إلى العيش في الدائرة، ما معناه، في أقصى معاني الإنفتاح، وليس بالنظر إلى جزء من الدائرة، ولكن العيش في الدائرة، وفي الحقيقة الشاملة. نعيش في سلام مع أنفسنا وأقراننا، وأيضا مع المماليك الأخرى، المعدنية والنباتية والحيوانية، حتى تستديم الحياة، ونتركها لأحفادنا. المسألة البيئيىة، مسألة الإحتباس الحراري، وذوبان الجليد والقطبين. سيؤدي كل هذا إلى مشاكل لا تصدق لنا جميعا. انقلاب كلي، يتحمل الإنسان بعض جوانبه. كيف ستتصرف هذه الأجيال، إذا لم نعي من الآن، ونبدأ في إرشادهم إلى مناهج، يمكنهم التوجه إليها غذا، ونترك لهم رأسمال، يسمى العيش معا في سلام.

  أشكركم.

ــــــــــــــــــــــــ
 (1). أنشأت شهر أكتوبرالماضي أثيوبيا، أول وزارة في العالم، أطلقت عليها إسم وزارة السلام. قال رئيس وزراء البلد السيد أحمد  لنواب البرلمان "المشكلة الرئيسية في هذا البلد هي الافتقار للسلام. هذه الوزارة (وزارة السلام) ستعمل جاهدة على أن يسود السلام".
    جاءت هذه الوزارة بعدما مر هذا البلد، بموجة من العنف في الداخل ومع الجيران، فيما مضى، ويحاول الإستقرار بقوة ثابتة. لم تتوضح بعد خصوصيات هذه الوزارة، وقالت الحكومة، إن وزارة السلام الجديدة ستشرف على أجهزة المخابرات والأمن.

(2). السعادة القومية الإجمالية، هو مصطلح صاغه ملك دولة بوتان، السيد جيغمي سينغي وانغشوك، في سنة 1972، يتضمن دليلاً لمقياس الرفاهية الفعلية لمواطني البلد، بدلاً من الاستهلاك، وهو ما يعبر بشكل أكثر ملاءمة عن الحقائق الاجتماعية والإنسانية والبيئية. فرضيته هي أن السعادة الأساسية يمكن قياسها، لأنها تنتمي إلى نوعية التغذية والمسكن والتعليم والرعاية الصحية والحياة المجتمعية. على عكس ذلك، فإن مفهوم التقليدي للناتج القومي الإجمالي، يقيس فقط مجموع الإنتاج المادي الصرف في البلد.
    وُضعت السعادة الوطنية الإجمالية، كهدف لحكومة بوتان في دستور الدولة، الذي صدر في 18 07 2008، وجاءت قصة انشاء المصطلح، عندما أجرى صحفي بريطاني في صحيفة فاينانشيال تايمز، مقابلة في مطار بومباي، مع ملك بوتان الشاب، السيد جيغمي سينغي وانغشوك، و قال حينها "إن السعادة الوطنية الإجمالية أكثر أهمية من الناتج القومي الإجمال".
    في عام 2011، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة  قرار "السعادة: نحو نهج شامل للتنمية"، حث الدول الأعضاء على اتباع مثال بوتان، وقياس السعادة والرفاهية، إجمالي الناتج المحلي، من خلال تقييم السعادة الجماعية كهدف للحكومة، من خلال التأكيد على الانسجام مع الطبيعة والقيم التقليدية، كما هو موضح في مجالات السعادة القومية الإجمالية التسعة وأركانها الأربعة. وتتكثل الأركان الأربعة في: التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة والعادلة، الحفاظ على البيئة، الحفاظ على الثقافة والترويج لها، والحكم الراشد.
    تصنف دراسة أجراها باحثون أميركيون لصالح الأمم المتحدة، يحدد ترتيب 156 دولة، وفقًا لمستوى السعادة، وهو أسلوب مماثل لـ تصنيف يخص للناتج القومي الإجمالي، في صدارة الترتيب من تصنيف يعود 2013، الدنمارك (7693)، ثم تليها النرويج (7655)، فسويسرا (7650). لا تظهر بوتان في القائمة. واحتلت النرويج المرتبة الأولى في إجراء نفس الدراسة، سنة 2017.
    المصدر: ويكيبيديا.


الخميس، 13 ديسمبر 2018

الشيخ خالد بن تونس بكراسك وهران

   الشيخ خالد بن تونس بكراسك وهران


الشيخ خالد بن تونس يتسلم درع الكراسك

    خص الشيخ خالد بن تونس، يوم 09 12 2018، المركز الوطني للبحث في الأنتروبولوجية الإجتماعية والثقافية (كراسك)، بمحاضرة عنوانها "ثقافة العيش معا في سلام، تحديات وأفاق"، حضرها جمع غفير، حيث ملئ المدرج عن آخره، وكان ملفتا عدد الحضور، والإهتمام المتزايد، الذي بات يوليه، عددا أكبر من الناس، بمشاريع الشيخ خالد بن تونس.

    قبل أن يبدأ محاضرته، قُلد الشيخ خالد بن تونس، بدرع الكراسك، وهو هدية رمزية، سلمها إياه مدير المركز، السيد جيلالي المستاري، وتوبع بتوقيع إتفاق شراكة، جمع بين مركز الوطني للبحث في الانتروبولوجية الإجتماعية والثقافية، في شخضية مديره، من جهة، والشيخ خالد بن تونس، من الجهة الأخرى، ممثلا عن المؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة (جنةالعارف)، بصفته رئيسها الشرفي. تواصل اللقاء بنقاش واسع، نشطه الحضور، من أخصائيين و شباب ودبلوماسيين، الذين خصبوا الموضوع بأفكار واراء، أثرت معايير ثقافة السلام.

    وتم عرض في فناء المركز، معرض "الجزائر المحمية بالله"، الذي يحكي تاريخ مدينة الجزائر، منذ العهد الفينيقي، وبيعت بعض كتب الشيخ خالد بن تونس، الذي خصص مجلسا، ليوقع عليها لمقتنيها.

فيما يلي مقالين لجريدتي النصر والجمهورية، يبرزان بعض جوانب اللقاء. 
ــــــــــــــــــــــــــ


الشيخ خالد بن تونس يدعو إلى التصالح
مع الذات والطبيعة بكراسك وهران



توقيع اتفاقية لإدراج موضوع "العيش معا بسلام" في برامج الجامعة


جريدة الجمهورية، في 10 12 2018 . بقلم. حيزية ت 

    دعا شيخ الطريقة العلاوية، خالد بن تونس أمس، إلى التصالح مع الذات والطبيعة و الكائنات، من خلال إرساء ثقافة العيش معا في سلام، مؤكدا على ضرورة إدراج هذا المفهوم الفلسفي و الاجتماعي والإقتصادي، في الجامعات و في برامج التعليم في المؤسسات التربوية.

    وقد جاء هذا ضمن محاضرته التي نشطها بعد ظهر أمس، على مستوى مركز البحث في العلوم الاجتماعية و الانتروبولوجية، كراسك وهران، حيث فصّل في أبعاد ثقافة السلم، انطلاقا من مفهوم العيش معا في سلام، وسط حضور قوي للأساتذة الجامعيين و الباحثين و ممثلي المجتمع المدني، إلى جانب حضور القنصل العام الفرنسي ورئيسة معهد سارفنتس. اللقاء نظم من قبل المؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة جنة العارف، مكتب وهران، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لإعلان هيئة الأمم المتحد 16 ماي، يوما دوليا للعيش معا في سلام، هذا و تم على هامش الفعالية، توقيع اتفاقية شراكة بين مركز كراسك و مؤسسة جنة العارف، التي يعتبر الشيخ خالد بن تونس رئيسها الشرفي، و تنص الاتفاقية على العمل حول إدراج  موضوع العيش معا في سلام، في مجال الدراسات الاجتماعية و الثقافية، ومع الجامعات وعرض الموضوع في البرامج التعليمية.
    وتم بالمناسبة تكريم الشيخ خالد بن تونس، صاحب مبادرة مشروع اليوم الدولي للعيش معا في سلام، من قبل مركز كراسك، بتقديمه ذرع الكراسك، كما تم أيضا في سياق اللقاء، بيع بالتوقيع لأخر أعمال الشيخ خالد بن تونس كتاب "الإسلام و الغرب، الدعوة للعيش معا في سلام". و يحتضن بهو الكراسك أيضا معرض الجزائر المحمية من الله، التي تحكي تاريخ مدينة الجزائر، من قبل المسيح إلى غاية 1830.

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــ



بن تونس يكشف عن مشروع لتدريس "العيش معا في سلام" ويؤكد


    الجزائر بلد ناضج رغم التجارب المؤلمة التي مر بها

    جريدة النصر، في 11 12 2018. بقلم. خيرة بن ودان 

    كشف شيخ الزاوية العلاوية، خالد بن تونس  أول أمس، أن العمل متواصل مع وزارة التربية الوطنية، من أجل إيجاد طرق بيداغوجية، تسمح بإدراج مفهوم العيش معا في سلام، في المنظومة التربوية، كي تتشبع الأجيال القادمة بهذه الثقافة من الآن، حيث أشار الشيخ أنه التقى بوزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، على هامش ملتقى "الرياضيات والعيش معا"، الذي إحتضنته مستغانم  في جويلية الماضي، وتم التطرق لمشروع يسمح بتضمن البرامج المدرسية لمفهوم العيش معا، وهو ذات المفهوم الذي كان أساس اتفاقية أبرمت بين مؤسسة "جنة العارف"، التي أسسها الشيخ بن تونس  ومركز البحث "كراسك وهران"، لبلورة معايير تدريس هذه القيم الإنسانية في الأطوار التعليمية.

    وقال الشيخ خالد بن تونس، خلال تنشيطه لمحاضرة تمحورت حول "العيش معا في سلام: تحديات وآفاق"، والتي إحتضنها مساء أول أمس، مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، كراسك وهران، أن إقرار "العيش معا في سلام"، مبادرة لتعبيد طريق السلام للأجيال القادمة، مضيفا أن الاحتفال به يجب أن يكون بنشاطات في فضاءات مفتوحة، حتى تنقل تلك القيم من جيل إلى جيل، محذرا في هذا السياق من خطر التلاعب بمصير هذه الأجيال، عن طريق زرع مفاهيم مغلوطة عن الإسلام وعن تقاليد الجزائر في التعامل بقيم السلام والعيش معا، مضيفا أن ترسيم 16 ماي يوما "للعيش معا في سلام"، يعكس جليا أن  الجزائربلد التسامح والإنسانية العالمية، وهذا على مر العصور، حيث مازالت بعض المواقع الأثرية شاهدة على هذه القيم المتوارثة في المجتمع، مطالبا بضرورة الحفاظ على الأماكن التاريخية و الأثرية، التي من خلالها تنقل القيم التي تركها الأجداد، متأسفا أيضا على تدمير المواقع الأثرية والمكتبات القديمة وحرق الكتب وغيرها من الأعمال غير الإنسانية التي تعيشها عدة دول منها سوريا وليبيا واليمن وحتى بلدان قبلها مثل  العراقحيث حرمت البشرية من الإستلهام من تلك الآثار، لغرس قيم السلام والعيش معا، التي لطالما تجسدت في سلوكات ويوميات الحضارات القديمة، ومنها الحضارة الإسلامية مثلما أضاف الشيخ، مستذكرا في ذات الصدد عدة مواقع في الجزائر تشهد على تلك القيم، وحتى أرشيف ديني يضم بين طياته حقائق تاريخية، لا زالت مجهولة لدى الكثيرين.
و إعتبر الشيخ بن تونس أن إحتفالية تطويب الرهبان التي شهدتهاوهران ، كشفت أن الجزائر بلد ناضج رغم التجارب المؤلمة التي مر بها. مبرزا على صعيد آخر، أن العيش معا، يبدأ بالتصالح مع الذات وهنا تكمن الصعوبة، و أنه من الأفضل استعمال السلام الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، في تغذية العقول وتحريك الضمائر، لإنتاج تربية ترتكز على السلام بعيدا عن كل أنواع العنف.