الأربعاء، 3 يناير 2018

لقاءات شيخ الطريقة العلاوية

لقاءات شيخ الطريقة العلاوية

   خص الشيخ خالد بن تونس، في الآونة الأخيرة، بعض الإصدارات، بمقابلات حوارية، مبرزا فيها، حيثيات و منافع إنجازه الأخير، و مساعي تعزيز ثقافة السلام، و موضحا ما يتعلق بآخر المواليد، اعتماد اليوم الدول للعيش معا في سلام.
    اجتمعت به "أصوات مغاربية"، وصحفية TSA عربي، و قدما لنا المقالتين التاليتين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

شيخ الطريقة العلاوية بالجزائر:
هكذا نواجه التشدد

الأربعاء 20 ديسمبر 2017.

    اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال شهر ديسمبر الجاري، يوم 16 من ماي من كل سنة "يوما دوليا للعيش معا بسلام"، وهي مبادرة تقدّم بها خالد بن تونس، شيخ الطريقة العلاوية الصوفية في الجزائر.
    "أصوات مغاربية" حاورت بن تونس حول خلفيات هذا الحدث، وما تحويه هذه المبادرة، كما دار الحديث حول المنهج الصوفي في الجزائر، وكيفية تصدّيه للفكر المتشدد.

    الشيخ خالد بن تونس، يحمل بيديه، إشهارية، الندوة الدولية لدعم اليوم الدولي للعيش معا، التي انعقدت يومي 30 و 31 ديسمبر 2017، في مدينة كان، و حملت عنوان "العيش معا و مصالحة العائلة الإنسانية".


نص المقابلة:
    هذه الفكرة قديمة، وهي لوالدي الشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي، الذي كتب في جريدة "البلاغ الجزائري"، سنة 1920 مقالا، تحدث فيه عن رؤيته للإنسانية جمعاء.
    يقول والدي "إن الإنسانية عبارة عن ذاتٍ واحدة، وكل الأمم الموجودة على هذه الأرض تمثل أعضاء، في هذه الذات الإنسانية"، هذه الكلمات بقيت تحفر في وجداني، منذ كنت صغيرا، وقد عملت على تحقيقها.
    والحمد لله، ففي 8 ديسمبر الجاري، والذي صادف أسبوع المولد النبوي الشريف، وافقت 193 دولة في الأمم المتحدة، على هذا المقترح، الذي هو في صالح البشرية.
حدّثنا عن فحوى مبادرتكم؟
    هذه المبادرة تُلحّ على كل دول العالم، بضرورة إدراج برامج دراسية في كل الأطوار التعليمية، تحث على ثقافة السلام والتعايش والتسامح بين جميع الأديان والأعراق، وهذا لتكريس هذه المبادئ الإنسانية بين الجميع مهما اختلفوا.
    لقد مر العالم بلحظات ظلم وعنف دامت سنوات طوال، ولا نريد أن تعيش الأجيال القادمة بأفكار وثقافة تدعو إلى الدّمار وإقصاء الآخر.
    مبادرتنا تدعو المسلمين والمسيحيين واليهود وكل الأعراق والطوائف، إلى التقارب أكثر والتحاور، من أجل أن يزول العنف والظلم، وكل هذا تحت المبدأ القرآني "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".
لا يزال الفكر المتشدد يهدد السلم في الجزائر وغيرها من الدول، ما موقف الصوفية من هذا الفكر؟
    نحن أبناء المدرسة الصوفية، نعتقد أنه من واجبنا مساعدة مجتمعاتنا المسلمة، على مواجهة الفكر المتشدّد والأزمات العقَديّة، التي أوصلتنا إلى معاداة وكراهية بعضنا، أوّلا كمسلمين.
    نحن لا نفرض فكرنا على الآخر، ولم يحدث أن دعا المنهج المتصوف، معتنقي المناهج الإسلامية الأخرى إلى تبني منهجه، لكننا نسعى معهم إلى طريق وسط، يجمعنا على مبدأ قبول الآخر، وعلى تبنّي ثقافة السلام والتسامح وكل ما ينفعنا كمجتمع.
انطلاقا من تجربتكم، كيف يمكنكم مواجهة الفكر المتشدّد؟
    كمسلمين، نعتبر أنفسنا "أهل السنة والجماعة"، وكلمة جماعة هنا تعني الاختلاف والتعدّد في الرأي والمنهج وغيرها، وعليه فنحن نقبل بعضنا أوّلا، بعيدا عن الإقصاء.
    انطلاقا من هذا المبدأ، فإننا نعمل على دعوة هؤلاء المتشدّدين وغيرهم، إلى الابتعاد عن منطق الإقصاء، والاعتقاد بأنهم وحدهم على صواب، وغيرهم ضال، وحوارنا معهم يكون تحت مبدأ "وجادلهم بالتي هي أحسن".
    نحن نواجه هؤلاء من خلال العمل مع الشباب، فمثلا نتواصل مع المنظمات الكشفية، في العديد من دول العالم؛ في تونس والمغرب وتركيا ودول عربية وأوروبية كثيرة، من أجل إشاعة ثقافة التعايش والتحذير من الأفكار التي تدعو إلى التشدد والعنف وإقصاء الآخر.
كيف تتعاملون مع معتنقي الأديان الأخرى؟
    نتعامل معهم حسب مبادئنا، كبني آدم وكمسلمين، وبوصايا القرآن والسنة التي تحث كلها على الحوار والقبول بالاختلاف.
​    نعتقد أن كل الأديان تعمل على تكريس مبدأ السلام والخير للإنسانية، وتجمعنا الكثير من القيم كبشر، نحب الخير ونكره الشرّ، ويبقى الحوار هو ما يجمع، بيننا، أما الاختلافات فهي طبيعة فينا، علينا أن نقبلها من الآخر.
    كل من يرفض العيش وفق هذه المبادئ، سواء كان مسلما أو من الأديان الأخرى، فهو حرّ ولا نفرض عليه شيئا، وسنتركه هو وما يعتقده، المهم أن يبقى بسلام، ولا يلجأ إلى كل فعل عنيف أو متشدّد.
المصدر: أصوات مغاربية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شيخ الطريقة العلاوية خالد بن تونس لـ "TSAعربي":

هكذا تبنت الأمم المتحدة مقترحنا
و هدفنا توحيد الانسانية و ليس الاديان

 بقلمخيرة بوعمرة، 25 ديسمبر 2017.
    ينفى شيخ الطريقة العلاوية خالد عدلان بن تونس، في حواره مع  tsaعربي، تدخل الزوايا في الأمور السياسية والحزبية للبلاد، مؤكدا بان دور الزوايا: يرتكز على الجانب الروحي التربوي، الرامي الى توحيد الكلمة والنهوض بالبلاد. في المقابل لا ينفي شيخ العلاوية استعمال الطرق الصوفية من طرف الأنظمة، لمحاربة السلفية، مشيرا إلى انه لا يمكنه اثبات او نفي الموضوع من باب انه ليس هناك أدلة عليه.
صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على لائحة تجعل من 16 ماي من كل سنة، يوما للعيش سويا في سلام وفقا للقيم الصوفية الاسلامية وهو مقترح الجمعية الدولية للطريقة التي تترأسونها. كيف كانت إجراءات إيداع المقترح لدى الأمم المتحدة؟
    تعدّ هذه البادرة نتاج عدة ملتقيات، نُظمت من طرف مؤسسات الطريقة. كانت البداية مع احتفالية المئوية للطريقة العلاوية، ثم تبلورت خلال المؤتمر الدولي للأنوثة المنعقد بوهران سنة 2014، والذي نتج عنه "إعلان وهران"، حيث أوصى المشاركون بالملتقى والذين فاق عددهم 3200 مندوب من 25 دولة، بترسيم الاحتفال بهذا اليوم. ومنذ ذلك الحين، قمنا عبر الجمعية الدولية الصوفية العلاوية -المنظمة غير الحكومية- الحائزة على صفة الاستشاري الخاص بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، بتقديم طلب رسمي لاعتماد يوم دولي للعيش معا، يهدف إلى ترسيخ قيم التسامح والمصالحة بين العائلة الإنسانية، وهي قيم راسخة في المنهج التربوي الروحي الإسلامي. ولقد سعت منذ البداية، عديد المنظمات والدول إلى تبني ورعاية هذا المشروع، خلال عرضه في مختلف الندوات الدولية، كالقمة العالمية الأولى للعمل الإنساني، المنعقدة في إسطنبول في ماي 2016، والندوة المنعقدة بمقرّ اليونسكو بباريس في ماي 2017، والتي توِّجت بـ "إعلان باريس".  ثم بعد ذلك قدِّم المشروع رسميا، من طرف الجزائر كدولة عضو بالامم المتحدة، واعتمد يوم الجمعة 8 ديسمبر، بتوافق أكثر من 172 دولة، وسُجّل هذا اليوم في رزنامة الاحتفالات الوطنية لهذه الدول.
    إنّ هذا الحدث الهام هو انتصار للمدرسة الصوفية عموما وللجزائر خصوصا، وهو انتصار أيضا للمبادئ السامية للإسلام التي تدعو إلى الرحمة والتآخي والتسامح والتعاون بين بني الإنسان مهما كانت ألوانهم وأجناسهم وعقائدهم وثقافاتهم. وهو يقدّم صورة إيجابية عن الإسلام الحقّ بعيدة كلّ البعد عن صور العنف والقتل والتشريد التي تمارسها جماعات متطرّفة.
كيف سيكون التحضير لإطلاق الحدث في أول احتفالية باليوم العالمي للعيش في سلام؟
    ننسق مع العديد من الدول عبر الأمين العام للأمم المتحدة، ومع المسؤولين بالجزائر لتنظيم حفل في 16 ماي القادم، بداية شهر رمضان المعظم، يشارك فيه شخصيات عدة من دبلوماسيين وشخصيات سياسية ونواب من مجلس الأمة، وربما ستشارك معنا المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، مع مشاركة الشباب ممثلين في الكشافة الإسلامية الجزائرية، وستكون لدينا معلومات أكثر في أواخر شهر جانفي.
يندرج مطلبكم هذا في إطار مبادئ الطريقة العلاوية الرامية الى توحيد الأديان وهو واحد الأمور التي تنتقد عليها الطريقة العلاوية، ما تعليقك؟
    نعود إلى الأصل، حيث يقول الله تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" ويقول عليه الصلاة والسلام "أفشوا السلام، وصِلوا الأرحام وأطعموا الطعام وصلّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام"، ويقول أيضا "كلكم لآدم وآدم من تراب"، كما يذكر الشيخ العلاوي، في المبحث الثامن من الأبحاث العلاوية في الفلسفة الإسلامية ما نصه "إن الإنسان متّحد الحقيقة وإن تعددت أفراده، فهي لا تعمل إلا لما به قوام الإنسان، وعليه فالإنسان إذن ليس بمتعدد، قال جل ذكره 'مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ'، وبهذا يتضح كون الفرد في المجتمع الإنساني هو بمنزلة العضو في البدن، والأعضاء البدنية تختلف باختلاف منافعها، وكيفما كان العضو لا يستغنى عنه بعدمه أو بوجود ما هو أشرف منه ".
    نحن نسعى إلى توحيد الإنسانية وليس توحيد الأديان، إلى جمع الكلمة لبناء مستقبل، الواحد مع الآخر وليس الواحد ضد الآخر.
ما حقيقة الصراع بين العلاوية والسلفية أو ما يعرف بالإسلام الاصولي، وهل حقيقة ان الولايات المتحدة الامريكية بمعية الأنظمة العربية استعملت الطرق الصوفية لمحاربة السلفية؟
    الصراع بين التصوف وبين الأصولية، ليس وليد اليوم، بل هو موجود منذ زمن طويل، ونحن كطريق روحي تربوي أساسُه السنة والجماعة، وكلمة جماعة تعني الاختلاف والتعدد في الرأي والمنهج، فالصراع الفكري مُرَحَّبٌ به ولكن بلا عنف ولا إكراه.
    أما عن حقيقة استعمال الطرق الصوفية من طرف الأنظمة، فنحن لا ننفي ولا نثبت لأنه ليس هناك دليل على هذا الكلام.
اثار ظهور "الكركرية" في مستغانم موجة غضب كبيرة في الأوساط الجزائرية، وهناك من قال انها جاءت لضرب الطريقة العلاوية في عقر دارها مستغانم ما تعليقك؟
    لقد أعطيت أهمية أكثر من اللازم لهذه الطريقة، فهم زاروا مدينة مستغانم كغيرهم من الزوار، وليس لدينا أي صراع مع هؤلاء. أما أنّهم جاؤوا لضرب الطريقة العلاوية فهذا غير صحيح.
ما هو سر الصراع بين الجزائر و المغرب حول الطريقة الصوفية العلاوية؟
    الطريقة العلاوية موجودة بالمغرب منذ أكثر من قرن من الزمان، وزواياها لازالت مفتوحة وعامرة بالصلاة والذكر، ولحد الآن لم تمس هذه الزوايا، بما يضر بها وبمكانتها. كما أننا نحتفل كل سنة بموسم مولاي عبد السلام بن مشيش بالمغرب، بمشاركة ضيوف ومدعوين من دول أخرى، ولا يعكر صفو اجتماعاتنا أحد.
ما هو موقفكم من الوضع السياسي الراهن في البلاد؟
    نحن كطريقة تربوية، لنا أعمالنا ونشاطاتنا وليس لدينا أي دخل في الحياة السياسية، نتواصى على الخير والمسؤولية، لنعمل معا ولنوحد الكلمة، كلمة المجتمع، وكل من يسعى في بناء مستقبل الجزائر وأبنائها.
هناك من يقول بان النظام الحالي عزز مكانة الزوايا حتى صارت محل عقد وربط في الجزائر ما تعليقك؟
    سؤالك يظهر وكأن الزوايا لديها مكانة كبيرة. الزوايا هي همزة وصل فيما بين الجميع، وهي أماكن ذكر وتربية، فيما يعود بالنفع على المصلحة العامة، وليس لها أي دخل في الأمور السياسية أو الحزبية.
هل من الممكن ان تبارك العلاوية ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة؟
    الكلمة للأمة الجزائرية، وليس لفئة من الفئات،.والتاريخ يشهد لسيادة الرئيس، بأنه أخرج البلاد من الفتنة و الدمار.
ما تعليقك على من اتهم اتباع الطريقة العلاوية بالتطبيع؟ وما هو موقفكم من قرار ترامب بخصوص القدس؟
    لنا إخوان وأتباع للطريقة العلاوية بغزة وغيرها من المدن، وذلك منذ زيارة الشيخ العلاوي لفلسطين سنة 1930، ونحن كدعاة للسلام نسعى أن ندافع على أن يكون الشرق الأوسط في سلم وأمان. وهذه الزوبعة التي ألمت ودمرت العديد من الدول سوريا، العراق، اليمن، وحتى دول الجوار مثل ليبيا، وما ترتب عن ذلك، من تشريد وهجرة الآلاف من الأشخاص، نحن نحاول اليوم كيف نداوي الجراح.
    فموقفنا أن يعيش إخواننا الفلسطينيون بكرامة وسلام ، وأن يتمتعوا بكل حقوقهم المشروعة في وطنهم. "الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دِفَاعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق