الخميس، 10 مايو 2018

لقاء إذاعي

لقاء إذاعي

    كان الشيخ خالد بن تونس يوم 04 05 2018، في ضيافة إعتيادية على إذاعة "RCF Radio"، بإقليم كوت دازير، بالجنوب الفرنسي، حيث قامت معه المذيعة بدردشة خفيفة، سألته عن الطريق المسلوك، لتقرير اليوم الدولي للعيش معا في سلام، الذي حدد له تاريخ 16 مايو، من كل عام، والأهداف المرجوة من ورائه.


الصحفية: ما الذي دفع بك إلى هذه الفكرة، فكرة اليوم الدولي للعيش معا، التي كانت حقيقة رحلة ماراطونية بالنسبة لك؟

الشيخ بن تونس: تاريخيا، بدأت يوم 28 أكتوبر 2014، أثناء المؤتمر الدولي للأنوثة بوهران، أثناء هذا اللقاء، قدمنا هذا المشروع لجميع الحاضرين، الذين كانوا ثلاثة آلاف مندوب، من عدة دول، على ما أعتقد 25 بلدا كان حاضرا، وبالإجماع تمنى المشاركين في هذا المؤتمر الدولي، أن يصل هذا الإقتراح إلى الأمم المتحدة، من أجل الإحتفال، بيوم دولي للعيش معا في سلام.

الصحفية: هنا قمت بجمع لجنة مشكلة من حولك، وعلى الخصوص أعضاء منظمة عيسى، وقد اندهشتَ لسرعة تبنيه، من طرف الأمم المتحدة، لأن من 2014 إلى 08 ديسمبر 2017، لم تكن المدة سوى ثلاث سنين.

الشيخ بن تونس: ثلاث سنوات، و لكنها مليئة بالقدر الكافي، لأنه كان ينبغي القيام بعدة رحلات، ذهابا وإيابا نحو نيويوك، وقد أصبحنا إنسانية واحدة وليس إنسانيات، لأقنع على الخصوص الأمانة العامة للأمم المتحدة، ثم كانت اللقاءات الأولى، كانت أقل فاعلية، رأوا فيه أمرا خياليا، ودول أخرى  كانت أكثر قابلية. فقمنا بالعمل الضغطاوي. كان ينبغي حمل عصا الترحال، ودق جميع الأبواب، والحصول على ضمانات على مدى عدة لقاءات، على مستوى ممثلي الدول الـ 193، وعلى الأخص، إقناع الدول الخمسة، الدائمة في مجلس الأمن. اعلموا، أنه ليس من السهل، جمع صوت الولايات المتحدة مع صوت كوريا الشمالية. مع التقدم في الطريق، بدأت الأمور تتضح، وتتقدم شيئا فشيئا، وبدأنا نرى إمكانية الإستجابة لهذا المطلب، ونظرا للأحداث التي يعيشها العالم اليوم، والذي يجري في الشرق الأوسط، وأماكن أخرى في العالم، أصبح هذا العيش معا في سلام، ضرورة.

الصحفية: ماهي الأهداف المرجوة من هذا اليوم؟

الشيخ بن تونس: هو الحصول على مصالحة العائلة الإنسانية. نحن، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة أن نرى أنفسنا، أعضاءا لنفس الجسد. الإنسانية مثل الجسد، وكل الأوطان وكل المواطنين، هم بشكل ما أجزاء. لا يوجد جزء في الجسد الإنساني أنبل من جزء آخر. توجد مرسومة تقول، إذا مرض جزء من الجسد، أو عانى من الظلم أوالمجاعة أو الفقر، فقسرا كل الجسد يشعر بالألم و يتداعى له بالحمى... أظن أنه يوم راسخ في تاريخ الإنسانية... واستفادة من هذا التحلي بالوعي، أصبحنا إنسانية واحدة وليس إنسانيات.

الصحفية: تقول أنه ليس حدث، بل ظهور ومجيئ شيئ جديد.

الشيخ بن تونس: بطريقة ما، هذا أتمناه. لا نحتفل فقط بحدث، بل ظهور يهز الضمائر، و بشكل ما نتوجه لبعضنا البعض، وعلى الخصوص تشييد ثقافة السلام، فهذا باب فُتح لنا، فينبغي تحصينه وتعزيزه، ونلقي خطوة إلى الأمام أبعد... فكيف ندرّس ثقافة السلام لأبنائنا، حتى يؤسسوا مستقبلهم الواحد مع الآخر وليس الواحد ضد الآخر؟

RCF Radio، في 04 05 2018.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق