الثلاثاء، 8 مايو 2018

في وهران الشيخ خالد بن تونس يناشد من أجل العيش معا


 في وهران الشيخ خالد بن تونس
 يناشد من أجل العيش معا


    من المتوقع أن تصبح مدينة وهران عاصمة، على الأقل إقليمية، للعيش معاً، وذلك بفضل إرادة المجتمع المدني، الذي انتظم لكسح الفضاء العام، وجعله أكثر ترحيباً بالزوار، وكذلك بمختلف المجتمعات، بعيدا عن الطائفية والعرقية.
    ويبدو أن تسلق، الأول من مايو إلى سانتا كروز، الذي نظمته جمعية "الأفق الجميل"، وبدعم من المجتمع المدني، هو المقياس الجيد، حيث تجاوز عدد المشاركين ثلاثة آلاف متجول هذا العام. وقد تميز هذا الحدث السنوي، هذه المرة بحضور الطائفة المسيحية في وهران، ممثلة في أسقف وهران، وأيضا الجمعية الدولية الصوفية العلاوية "عيسى"، وأعضاء من مجتمع مهاجري شبه الصحراء في وهران.

    لقد كانت المناسبة بالنسبة للرئيس الشرفي لـ"عيسى"، الشيخ خالد بن تونس، بأن يدعو الوهرانيين، أن يجعلوا من الباهية، عاصمة العيش معاً، تحسبًا لـ 16 مايو، تاريخ اليوم الدولي للعيش معا، الذي اعتمدته منظمة الأمم المتحدة، بناءا على اقتراح قدمته الجزائر. وقال الشيخ بن تونس "لقد أطلقنا هذا المشروع، بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي للأنوثة، في شهر أكتوبر 2014 في وهران. كل شيء بدأ بفكرة ونية حسنة. في 8 ديسمبر 2017، تم تبني هذا اليوم، الذي اقترحته الجزائر، بالإجماع، من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، البالغ عددها 193 دولة". وقد رحب بجهود جمعية "الأفق الجميل"، والمثال الذي يقدمه الوهرانيون، الذين يعيشون في وئام مع المهاجرين، على الرغم من عمليات الترحيل الأخيرة لمهاجري جنوب الصحراء. وقال خلال لقاء، خصص لليوم الدولي للعيش معا "ينبغي أن نواصل التخلق بقيم التسامح، رغم كل ما يحدث". وأضاف "يجب أن ننظم أنفسنا، في 16 مايو، وأن نجعل من هذا اليوم ظاهرة، وليس مجرد حدث وقتي"، مشيرا إلى أن مكافحة التطرف، يجب أن تتم عن طريق، غرس القيم الإنسانية والعالمية، في الأطقال في المدارس.

    من جهته، رحب أسقف وهران "جان بول فيسكو" بالجهود والنتيجة التي تحصل عليها خالد بن تونس، وعبّر "أجد أنه أمر لا يصدق. لقد بدأ من فكرة بسيطة، ولكنه تطلب الكثير من الجهد. سافر الشيخ بن تونس في كل مكان، وكان قادرا على إقناع الجميع. واعتمد على دراية الدبلوماسية الجزائرية، وهاهو قد تمّ تبني هذا اليوم الدولي. ينبغي أن نحترم كل هذا وأن نجعل مدينتنا، وبلدنا ، مثالاً يحتذى به في العيش معاً ". وفي الأخير، عبّر المشاركون في هذا الاجتماع، عن ارتياحهم لمصادفة 16 مايو، مع افتتاح مبنيين دينيين يقعان في جبل مارجاجو في وهران، وهما المسجد الجديد والكنيسة المرممة.(1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). شيدت في أعلى قمة جبل مرجاجو المطل على وهران قلعة سانتا كروز إبان الإحتلال الإسباني للمدينة الذي بدأ سنة 1508، و لم تتخلص وهران منه بشكل نهائي إلا سنة 1792، بفتح مشهود، وكان الإنتهاء من بناء هذه القلعة سنة 1604. أما الكنيسة المعروفة باسم السيدة العذراء، فقد بنيت سنة 1850، إبان الحقبة الفرنسية. بالمحاذاة من جبل مرجاجو، الذي أخذ هذا الإسم إبان الإحتلال الإسباني، أما من قبل فكان يسمى جبل سيدي هيدور، وبالمحاذاة يوجد جبل المائدة، وعرف بهذا الإسم، لكون قمته مسطحة وذات مساحة معتبرة، و على أرضيتها بني المسجد الجديد.

ر. بن شيخ
 جريدة el watan ، في 06 05 2018.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق