الخميس، 10 مايو 2018

اضطلعوا بطريق السلام

اضطلعوا بطريق السلام

    قام في الآونة الأخيرة الشيخ خالد بن تونس، بزيارة عمل لبلده الجزائر، بدأها بمدينة وهران، التي كانت انطلقت منها، فكرة طلب تقرير يوم دولي للعيش معا، أثناء المؤتمر الدولي للأنوثة –الكلمة للنساء، الذي جرى في شهر أكتوبر 2014.


    في الفاتح من شهر مايو، قامت كما من عادتها، كل سنة من مثل هذا اليوم، جمعية "الأفق الجميل"، بمسيرة، تنطلق من ساحة أول نوفمبر 1954، متوجهة إلى جبل المائدة، مرورا بجبل مرجاجو، هذه المرة دعوا إليها الشيخ خالد بن تونس، الذي لبى الدعوة، وسار رفقة آلاف المشاة صاعدين الجبل، زاروا خلالها كنيسة السيدة العذراء، التي انتهت بها أشغال الترميم، ويعود تأسيس هذه الكنيسة إلى سنة 1850، ثم تابعوا سيرهم إلى قمة سطح المائدة، عند قبة سيدي عبدالقادر، و بمحاذاتها، بني المسجد الجديد، الذي يعلو المدينة الباهية.

    قال الشيخ خالد بن تونس "تواجدي في وهران، يستحضرني ذكرى مؤتمر 2014، عندما قرر 3600 مندوب، من 25 دولة، قرروا جميمعاً، الترويج لليوم الدولي للعيش معاً. كان هناك أمل طفيف، في أن تتحقق هذه الرغبة. تحقق حلمي أخيراً بفضل الله. هدفنا هو توفيق حصول مصالحة الأسرة البشرية... يجب أن نمرر رسالة السلام لأطفالنا، لتعليمهم بناء مستقبلهم مع الآخر، وليس الواحد ضد الآخر".(1)  

    استطرد الشيخ خالد بن تونس، في مداخلته أمام الصحفيين والحضور، في فندق ليبرتي في وهران، موضحا فلسفة وتعاليم العيش معا، مستوضحا بآيات من الذكر الحكيم، منبها إلى ما يعنيه لفظ "أهل الكتاب"، لقد سماهم المولى عز وجل، أهل، مشيرا إلى أنهم أقرباء، وأكد "إنما أوص على المعرفة وتقارب جميع الشعوب، سواء كانوا مؤمنين أو غير مؤمنين"(2)، ومن أجل استمرارية سياسة "العيش معا بشكل أفضل"، قال شيخ الطريقة العلاوية "يؤدي الجهل إلى القتل، أما الظلم، فيقودنا إلى النتيجة التي وصلنا إليها اليوم"، وأضاف مخاطبا باللغتين الفرنسية والعربية "إنه طريق مسدود، لا يوجد أي مستقبل للبشرية جمعاء، ينبغي علينا جميعا، اختيار طريق السلام".(2)

    وقال بنبرة قوية "ينبغي علينا اختيار طريق السلام، وغدا يجب أن نتحمل مسؤولاياتنا. لم يعد بإمكاننا الادعاء، بأن الله أمرنا بقتل القريب، ولا يمكن لأيّ كان، أن يدعي ذلك"(2). وقال محدثا، قبل أن يفسح المجال لأسئلة الصحفيين "العلاقة بالآخر تنبني بالسلام، وليس بالحرب، أو بالإكراه، أو باستخدام القوة". وعندما طرح عليه السؤال، هل تستطيع أن تحمل نفس الرسالة إلى غزة؟"، أجاب "أستطيع الذهاب إلى الذين هم إليها أشد الحاجة".(2)

    أشار الشيخ خالد بن تونس أن مبادرة الأمم المتحدة، التي أسست اليوم الدولي للعيش معا في سلام، وتم الإجماع على تقريره يوم 08 ديسمبر 2018؛ جاءت أيام قلائل، بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب، بنقل سفارة بلاده، من تل أبيب إلى القدس الشريف، وأوضح من المفارقات في هذا الإجماع، أن نرى توحّد صوتَي الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وخصوصا تنامت وقتها بلبلة بين البلدين، وتصعيد التخوف إلى خطر نشوب حرب نووية.

    يحرص الشيخ خالد بن تونس، على التأكيد على أن الرسالة توجه على الخصوص إلى الشباب، فبهم يحدث التغيير. يوم 02 05 2018، نزل ضيفا على منتدى المجاهد، وهي جريدة ناطقة باللغة فرنسية، يعود تأسيسها إلى فترة الثورة الجزائرية، وكان في انتظاره مجموعة من الصحفيين، ألقى في اللقاء مداخلة شافية، قبل أن يرد على أسئلة الصحفيين. ويوم 04 05 2018، كان قد حل بفرنسا، ومنها جاد علينا بلقاء قصير مثمر، تساءلته إحدى الإذاعات. تنشر مجريات اللقاءين بعد هذا الموضوع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 (1). جريدة Le quotidien d’oran، في 03 05 2018.
(2). صحيفة Liberté، في 03 05 2018.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق