السبت، 19 مايو 2018

تشريف الشيخ خالد بن تونس

تشريف الشيخ خالد بن تونس

    كما كان منتظرا، وبدار اليونسكو في باريس، بتاريخ 16 مايو 2018، ومما جاء على لسان العديد من النشريات الجزائرية، ما نصه:
  

    "قلّد الرئيس بوتفليقة، مؤسس الجمعية الدولية الصوفية العلوية ورئيسها الشرفي، خالد بن تونس، وسام الإستحقاق الوطني من مصف 'عهيد'.

    وقد تم منح الوسام، لهذا القائد الروحي للطريقة الصوفية العلوية، بمقر منظمة يونيسكو، خلال إحياء اليوم الدولي للعيش معا في سلام، الذي احتفل به، اليوم الأربعاء، لأول مرة، وهو حدث تم تكريسه عالميا، بفضل جهود الجزائر.
    وتم تقليد بن تونس بهذا الوسام، نظير مجهوداته وأعماله عبر العالم، من طرف ممثل رئاسة الجمهورية، بحضور المديرة العامة لليونيسكو، السيدة أودري أزولاي، وسفير الجزائر، الممثل الدائم للجزائر باليونيسكو، السيد عبد القادر مسدودة".
     وكان رد الشيخ خالد بن تونس، "أشكره جزيل الشكر، لتشريفه إيّاي، ليس بصفتي فردا، وإنما هو شرف، يعني مدرسة فكر، مدرسة التصوف، وما تركه أسلافنا، وهذا طريق السلام، وهنا يترك قول الرسول صلى الله عليه وسلم أثره الفعال، الذي نص "أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".(1)

    بعد تسلمه الوسام، ألقى الشيخ خالد بن تونس، كلمة موجزة، جاء فيها، بعد أن امتن على رئيس الجمهورية الجزائرية "يجب أن نجرؤ المستحيل، هذا ما قلته في البداية. مَن نحن حتى ندعي أننا سنورد يوما، قرارا لدى الأمم المتحدة". ثم أكد على أهمية الإنجاز "الذي يمكن أن يحمل أملا جديدا لأطفالنا". وحذّر للمرة الألف، من واقع "إنسانية لم تفهم بعدُ، أنها كتلة واحدة، مع ما تحويه من بلدان وشعوب، وما تمثله من أجزاء، أجزاء الجسد الواحد". ثم أخذ يشرح في كيفية اندراج الإنسانية في كتلتها، اندراج الأعضاء في الجسد، حتى تبلغ التناغم في علاقاتها، تناغم الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. وأضاف "هذا هو تحدي المستحيل.... والإنتقال من ثقافة الأنا، إلى ثقافة النحن. هذا هو تحدي القرن الواحد والعشرين. إذا اعتقدنا أن العنف يحل مشاكلنا، فهذا يعني، أننا لم نفهم شيئ، من التاريخ إلى حد اليوم".

    ثم وضح الشيخ خالد بن تونس، العراقيل والصعاب، التي واجهتهم، أثناء اللقاءات والمناقشات، لإقناع ممثلي الدول، ومحاولة لفِّهم حول هذا القرار، إذ لخّصها، بقوله "صادفتنا ثلاث مراحل:

    "في المرحلة الأولى، كان فيها عدم التصديق. أنتم لطفاء ولديكم أفكار. اذهبوا والعبوا في ساحة الصغار، هذا المكان مخصص للكبار. في المرحلة الثانية،  خصصنا بنوع من الضيافة. كنا عنيدين، ولا نفهم  كيف تسير الأمور الحسنة، إذن علينا أن نفهم أن مكانكم ليس هنا... ثم جاءت المرحلة الثالثة، وفجأة أصبح العيش معا، أمر بديهي، ولم يمتنع أي بلد، في اليوم المعلوم، يوم 8 ديسمبر، عند منتصف النهار، جاء إقرار هذا اليوم، باتفاق جميع الدول، بدون إستثناء، وبدون تصويت، وهذا أمر لا يحدث إلا ناذرا".

    وختم الشيخ "أمنحه لكم جميعا، بالرسالة التي يحويها. إقرأوها، توجد ست فقرات، وأتمنى أن يقرؤها أطفالنا في المدارس، مع أساتذتهم ومربيهم ومعلماتهم، ويكونون حاملي هذه الرسالة، وإلا فإنكم تكونون عاجزين على تحقيقه. غدا، نعم غدا، يستطيعون تحقيقه".

    كما امتن الشيخ للدور الفعال، الذي قام الدبلوماسيين الجزائريين، بنيويورك، فقال "أريد على الخصوص، شكر فريق دبلوماسيتنا بنيويورك، الذي قام بعمل جبار، وإنكم لا تستطيعون تخيل، العمل الذي جرى، وأدى إلى الإجماع و الإتفاق، ولم يجري حتى تصويت".

    كما لا يسعنا إلا أن ننوه، بتجربة رئيس الجمهورية المحلية، عندما أخذ زمام أمور البلد، بعد سنوات التسعينات، التي عرفت بالعشرية السوداء، و كذا المأساة الوطنية، ذهب ضحيتها، أكثر من مائتي ألف جزائري، سعى وقتها بإدراج قانون الوئام المدني، ثم تلاه ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، حيث قال الرئيس بوتفليقة، في خضم حملة الإستقاء عليه، سنة 2005 "إن حلمنا للجميع، يعتمد على قدرتنا على فهم الآخر، وقبوله بكل تنوعه، تنوع بعيداً من أن يشكل عائقا، ربما، إذا تم استخدامه بذكاء، في خدمة الجنس البشري؛ يمكن أن يكون، مصدر تقدم للبشرية".
    نورد نص القرار الأمي، ويمكنكم قراءة البنود الستة، التي وردت، بعد البند الأول، الذي يعلن يوم 16 مايو، يوما دوليا للعيش معا في سلام:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 (1). عن أبي يوسف عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قِـبَـله، وقيل: قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم -ثلاثا-، فجئت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال "يا أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام". رواه أحمد والترمذي والحاكم، وصححه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي.
الراوي هو الصحابي عبد الله بن سلام رضي الله عنه، الذي كان حبرًا من أحبار اليهود في يثرب، وكان أهلها على اختلاف مللهم ونحلهم، يُجلُّونه ويعظِّمونه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق