السبت، 27 أكتوبر 2018

الشيخ خالد بن تونس يعرض كتابه الجديد ببجاية 1

الشيخ خالد بن تونس
يعرض كتابه الجديد ببجاية 1

    قام الشيخ خالد بن تونس يوم 23 أكتوبر 2018، بعرض كتابه الجديد "الإسلام والغرب: رافعوا عن العيش معا"، وهي المرة الأولى التي يعرض فيها الكتاب بالجزائر، ونظم اللقاء بالمسرح الجهوي ببجاية، المدينة الساحلية، التي تبعد بـ 250 كم، شرق العاصمة.

    شكل الحدث، التقديم الرسمي لكتاب الشيخ خالد بن تونس، الذي ارتأى أن يعرضه بادئا ببجاية، وقدم خلال العرض مداخلة قيمة، توبعت بمناقشة، وأقيم معرضا، شارك فيه الجهات المنظمة للتظاهرة، بمن فيها المكتب المحلي لمؤسسة جنة العارف.

    فلما رأينا أن بعض وسائل الإعلام، ركزت على مقطع من مداخلته، رغم أن الشيخ ألقى كلمته باللغة الفرنسية، وجاء التعليق عنه بالعربية، فيما يتعلق بمسألة الحجاب، رأينا أن نورد فيما يلي كلمته، وما حدّث به، إيفاءا للغرض، وعملا بالمقصود.  

    ... لا ألقي أي محاضرة، بدون أن يطرح علي، السؤال حول الحجاب. هل الحجاب جائز أم لا؟ لماذا حطينا أنفسنا، في وضعية الشلل هذه؟ وماذا يعني زي، ولماذا نعطيه هذا الكم من الأهمية؟ وننسى الأساسيات. هل كانت مهمة الرسول عليه الصلاة والسلام، جعل الرجال والنساء، يرتدين الحجاب أو لا يرتدينه؟ هل هذه هي الرسالة المحمدية؟ أو جاء كما قال هو عن نفسه "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". إنما هو تغيير شامل، يطرأ على النفس، ويغير النظرة حول الآخر، وعن العالم. وإذا أصبح الإسلام عاجزا عن تغذية ضمائرنا، وأصبح منهجا إيديولوجيا أو طائفيا، وإذا ما أصبح كتالوج متطلبات، ما يعنيه هو اللجوء إلى هذا الكتالوج من المتطلبات، ونرى فيه، كيف ننظف أسناننا، وكيف أمشط شعري، وماذا ألبس، وكيف آكل. فأمر مقيت.

    قمنا بإرجاع الإسلام إلى أفكار وتصرفات وسلوكات، جاء هو ليحررنا منها. قال الله تعالى "إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب". سورة محمد، الآية 24. فهو يدفعنا إلى التفكير – عندما نعت ذوي الألباب-. ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام "العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة". العلم والمعرفة واجبان. ولكننا لا نتكلم عن هذا، ولا نتكلم عن قول الرسول عليه الصلاة السلام "لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". من يطبق هذا؟ ومن منا يقوم به؟ هذه هي الأساسيات بالنسبة لي. ومن الأساسيات، ما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام "الناس كأسنان المشط"(1). ما الذي يعنيه؟ هل رأيتم مشطا أسنانه متفاوتة؟ لا يمكننا أن نمشط بمشط مثل هذا. إن الذي يعنيه هو المساواة. وجاء ليقول لنا "لاأفضلية لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود، إلا بالتقوى"(2). لقد وضع الإسلام موضع التقوى. ولماذا جعلناه ينحدر إلى هذا المستوى؟ من هنا يفرض علينا التفكير، ويجبر علينا، وإلا سنبقى عالقين ومشلولين.

    يساعدنا العيش معا، على تقبل بعضنا البعض، كما نحن عليه، ويساعدنا على تعلم النقاش، وليس الصراع. والعيش معا هو، تقبل الإختلاف، وأن أتقبل رأي الآخر وأحترمه، حتى لو كنت لا أتفق معه. هذا هو الفرق... أولى توصيات الرسول عليه الصلاة والسلام كانت "افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام"(3). هذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته. أين نحن من هذا؟ هل نستطيع أن نقول أفضل من هذا؟ وصية أفضل من هذه؟...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الناس كأسنان المشط، وإنما يتفاضلون بالعافية". رواه ابن عدي.
(2). روى الإمام أحمد بن حنبل، فقال ‏حدثنا ‏ ‏إسماعيل ‏‏حدثنا ‏‏سعيد الجريري،‏ ‏عن  ‏أبي نضرة ‏‏حدثني ‏‏من ‏‏سمع خطبة رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏‏في وسط ‏ ‏أيام التشريق – في خطبة الوداع-‏ ‏فقال "يا أيها الناس ألا ‏‏إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا ‏‏لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى. أبلغت" قالوا بلّغ رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم  ‏ثم قال "أي يوم هذا" قالوا يوم حرام ثم قال "أي شهر هذا" قالوا شهر حرام قال ثم قال "أي بلد هذا" قالوا بلد حرام قال "فإن الله قد حرم بينكم دماءكم وأموالكم -قال ولا أدري قال ‏ ‏أو- أعراضكم -أم لا-‏ ‏كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا أبلغت" قالوا بلغ رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم  ‏قال "ليبلغ الشاهد الغائب".
(3).عن أبي يوسف عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قِـبَـله، وقيل: قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم -ثلاثا-، فجئت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال "يا أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام". رواه أحمد  والترمذي والحاكم، وصححه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق