الجمعة، 4 يناير 2019

تواجد شباب صوفيين من مختلف البلدان في لا مانغا

تواجد شباب صوفيين من مختلف البلدان في لا مانغا

 وشهد شاهد من أهلها

    قبل نشر المقالة، نشير إلى التعثر الذي عرفه اللقاء الإسباني. شهد هذا اللقاء غياب الكثير من الشباب من الشمال الأفريقي، بسبب تعنت السلطات الإسبانية في منحهم إذن الدخول إلى أراضيها، فقد وجد غالبية الشباب من المغرب والجزائر أنفسهم ممنوعين من المشاركة، بسبب عدم حصولهم على تأشيرة الفيزا. أبدت منظمة عيسى أهلية منقطعة النظير في تسيير مؤتمراتها الدولية، وإسهام الوفود من مختلف دول العالم، وتبديد التخوف من نشطائها من الدول المنعوتة بالنامية، وسعي شبابها للإلتحاق بالمغانم الأوروبية، ففي كل مرة من خلال لقاءاتها المتعددة، تعاملت بكل يسر مع الشبيبة، التي لم يكن همها من تلك الجولات الأوروبية سوى الرجوع بالغنيمة الروحية والكسب المعرفي. رغم الضمانات التي قدمها ويقدمها الشيخ خالد بن تونس، لتسهيل اعتماد شبيبة تلك الدول، فهذه المرة كان الحال، دون حصولهم على تأشيرات الدخول، وقد كشف اللقاء الأخير بوهران وتطويب الرهبان المسيحيين سابقة إسلامية تاريخية، وثقة إسلامية في مد العون وفتح أذرع التعارف والترحاب، وكانت الثقافة الإسبانية في الصميم، لما تعرفه تلك المدينة من أثار إسبانية.

    لم يخف الشيخ خالد بن تونس غضبه، ففي محاضرة الختام، التي ألقاها تحت عنوان "العيش معا، من الحدث إلى الإنطلاقة"، يوم 31 ديسمبر، بعدما ساق في حديثه أنواع الأعمال التي تتيح بناء مناهج العيش معا، وشرح مناهج تحقيقها، ووسائل الإضطلاع بها، وكذا التحذير من الوضعية الصعبة المعاشة اليوم، حيث قال "أما اليوم، يمكنني أن أؤكد لكم، أن لتنظيم، على سبيل المثال هذا المؤتمر، والحصول على تأشيرات الفيزا، لأولئك القادمين من الجزائر أو المغرب أو من إيران". وصرح "لم يتحصلوا على تأشيراتهم". وأضاف "منحوها لأقل من نصف عدد الطالبين الجزائريين، وقدموها إلى 10 % من الطالبين المغاربة"، وأشار "هذا ما يمنعنا من نسج الصلات وبناءها، بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وبين الشرق والغرب. كل شيئ يدفعنا نحو القطيعة، وكل شيئ يدفعنا نحو النزاع، وإذا لم نقم بجهد مشترك، والتفكير في هذا، حسنا، أستطيع أن أقول لكم، أن روحانيتكم يمكنكم الجلوس عليها".

    وهذه المقالة شهادة من أهلها، إليكموها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تواجد شباب صوفيين من مختلف البلدان في لا مانغا


خمسمائة مشارك حضر المؤتمر

                              المشاركون في الاجتماع، في لا مانغا.

خوان ف روبليس، لا منغا(1).
الجريدة اليومية La Verdad، في الجمعة 04 يناير 2019.



    شارك خمسمائة شخص، معظمهم من المسلمين الصوفيين، في فترة أعياد الميلاد، لمدة خمسة أيام، في ندوة ومؤتمر، عقد في عدة فنادق في لا مانغا، بعنوان "الأندلس أرض العيش معا، بين الخيال والحقيقة". وخلال هذا الاجتماع، تمت برمجة محاضرات ومقابلات وأنشطة للشباب، بهدف بث ثقافة السلام.

   اختارت منظِمة التظاهرة، سواحل المنطقة لإقامة هذا المؤتمر، بمناسبة مرور الذكرى ال800 لميلاد أبو العباس المرسي ​​(1219-1281)، وهو معلم صوفي، ولد في مرسية، صاحب نفوذ قوي جدا. على الرغم من عدم تركه نصوص مكتوبة، فإن أهم مسجد في الإسكندرية، الذي بني في عام 1775، يحمل اسمه.

   ونهض بهذه الاجتماعات الشيخ خالد بن تونس، مؤسس منظمة عيسى الدولية، غير الحكومية، التي تنظم المؤتمر. وكان بن تونس قد دعا الأمم المتحدة إلى الإعلان، وبإجماع، الـ 193 دولة الأعضاء، اليوم الدولي للعيش معا في سلام، المحتفل به في 16 مايو.

    وكانت ثقافة السلام الفاعل البارز في اللقاء حول شخصية ابن المدينة أبو العباس المرسي.
   من بين المشاركين، حضر أكثر من 120 شابًا، من دول مثل فرنسا والمغرب والجزائر وبنين وألمانيا وهولندا وسويسرا وكندا، والذين قاموا بتطوير ورش عمل، لمعالجة التراث التاريخي والثقافي والروحي للخبرات المعاشة في هذه الأراضي، من قبل مختلف المجتمعات اليهودية والمسيحية والمسلمة.

    "إن اليوم أكثر من أي وقت مضى"، كما تقول منظمة المؤتمر، "يحتاج الشباب إلى الوصول إلى خطب ومناهج بناءة، لمواجهة الأخبار الكاذبة والتحريض على الكراهية، وأيضا نظريات المؤامرة. بعيدا عن معناه البسيط، يتضح أن العيش معا في سلام،  أصبح جوابا لآفات اليوم، كما كان الحال في الأندلس، في القرون الوسطى، حيث تعايشت الثقافات الثلاث في سلام.

    من خلال المعارض والموائد المستديرة والأنشطة الأخرى، تم تقييم التجربة المشتركة للأديان الثلاثة. وقال المنظمون "لعل فتح نقاش حول تاريخ ذلك الوقت، والشهادة على التعايش الكائن بين اليهود والمسيحيين والمسلمين؛ يساعدنا في أوروبا، على التغلب على أزمات الهوية، والأزمات الاجتماعية، وتلك المتعلقة بالهجرة، التي تزداد سوءا، وتضرم العدوات، التي تغذي العنف وتولد الكراهية".

ثقافة السلام
    وهم مقتنعون بأن "هذه الفترة من التأمل الأخوي المشترك، ستقوي قناعة أولئك الذين يريدون العمل معاً، من أجل المصالحة بين الأسرة البشرية، وتعزيز ثقافة السلام".

    تسعى المنظمة الدولية غير الحكومية عيسى جاهدة، لخلق ثقافة السلام والمساواة بين الجنسين، تكون في خدمة الإنسانية، من خلال المساهمة، من خلال طرح القضايا الروحية والأخلاقية، من أجل تعزيز وتوطيد التعايش بين الحضارات والديانات. في الواقع، يعترف المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (إيكوسوك)، بأنها منظمة غير حكومية،  ذات مركز استشاري خاص، بغية تسهيل فهم المبادئ الأساسية، لعدم التمييز، والمساواة بين الجنسين، والتقدم الاجتماعي والثقافي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)    مانغا هو خط ساحلي طوله 21 كم في الجنوب الإسباني بالقرب من مورسيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق