السبت، 15 يونيو 2019

أمل جديد

أمل جديد


    في عالم في أوج تحوره، تسوده الشكوك والظنون، وتعمه الكراهية والتعصب، وأصبح فيه العنف والريبة أمرا عاديا، وإدارة العالم استشرى فيها الفساد، بؤره الإثراء الفاحش والنهب والتبذير، الذي يهدد بقاء الإنسان وجميع النظم الإيكولوجية؛ فأي طريق ننتهج؟ وأي سبيل نتبع؟ وأي أمل ينتظر إنسان القرن الواحد والعشرين؟

    بات من الضروري الآن، إيجاد طرق لسلام مصالح بين أفراد الأسرة الإنسانية، مواجهة لهواجس الهوية، التي تسبب قطيعة جديدة بين البشر، على الرغم عنهم، نتيجة انتماء إلى جماعة أو مجتمع أو دين. كل حياة محرمة، بالمعنى الذي، أن لها الحق في الاحترام والكرامة. قال الله تعالى "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا". سورة المائدة، الآية 32

    عندما نقول "لا تفعل للآخر ما لا تريد أن يفعل بك"، من الجيد سماع ذلك، ولكن كم هو الأمر مُتطلب. إن احترام الآخر والحياة، هو احترام الله جل وعلا. إنه إثبات على يقينية انتماءنا إلى الأسرة الإنسانية، والمصير المشترك الذي يتجاوز كل واحد منا. نحن نتلقى هذه الهبة، وننقلها بدورنا. وهكذا تتوالى الأجيال. إن الحياة عالية القيمة، لدرجة أنه ينبغي علينا، أن ننظر إليها بعين الإحرام، فتصبح عندها مصونة. يجب أن يقودنا هذا الإدراك إلى تحقيق التوازن في علاقاتنا مع سلسلة الخلق، التي نحن فيها الحلقة الأخيرة. إنها إشكالية فردية، حيث يمكن لكل فرد أن ينظر في سلوكه وعواطفه، لاكتشاف نوعية العلاقات التي تربطه بهذه السلسلة، وفاءا بالتزاماته، تجاه عالم وجب علينا صونه وحفظه بالفضائل.

    إنها الدعوة إلى الجهاد من أجل إيقاظ الضمير؛ جهاد تربوي، يقدم الأخلاق العالمية، ويطالب بالخير والمبادئ التي تحفظ الإنسانية، حتى لا تنهار إلى قاعدة الفوضى والإضطراب. إنه تعزيز مجتمع مبني على الفضائل وحسن النية والصدق، وإنها الرحمة التي وسعت كل فعل وإنسان مخلصٍ لمبدأ التوحيد. وتذكير لكل كائن بسواسية الناس فيما بينهم، أمام الله عز وجل، حتى تحفظ الصلات غير المرئية التي تؤسس إنسانيتنا.

    اليوم، حجبت فكرة الجهاد الأكبر كلية من طرف المتطرفين. يستند تبشيرهم إلى استراتيجية تسويق منمقة. الهوية هي سمعتهم التجارية، والخوف والعزلة الاجتماعية وسائل عملهم. فهم يترصدون عيوب المجتمع، من البطالة والرفض وكراهية الأجانب والعنصرية والطائفية... ويقومون بتلقين عقيدتهم المنغلقة داخل جماعات أو مجموعات صغيرة منعزلة، مفضلين الإنعزال عن التركيبة الإسلامية في المجتمع، الذي أصبح بالنسبة لهم جاهلا ومنحرفا وكافرا، ويجعلون من جميع البلدان، حتى الإسلامية منها، بلدان كفر وخيانة، ينبغي عليها إعتناق عقيدتهم طوعا أو كرها؛ وهو ما يبرر في نظرهم استخدام العنف الأعمى.

    إن الشيخ العلاوي (1869 - 1934)، الذي يعتبر المجدد الصوفي في القرن العشرين، عندما تعامل مع المشاريع الاجتماعية، لم يدعي كما يدعي البعض، تقديم الإجابات الجاهزة. يعلم أن الإنسان متحد الحقيقة وإن تعددت أفراده، فإن هذه الحقيقة تعمل بالخصوص على تقوية إنسانية الفرد(1). كما يؤكد أن، من لم يشكر الناس لم يشكر الله، ومن زهد في الخلق زهد في الحق. بل أكثر من ذلك، ليس الشأن أن تبالغ في التنزيه بل الشأن أن تعرفه في التشبيه(2). فهو مقتنع بطرح الأسئلة الأساسية، واقتراح سبل الإجابة عليها، والتي تمر عبر اكتساب الفضائل. ثم يعرض الشيخ العلاوي إطارا، يستند إلى نموذج القوانين الإلهية، التي تربط السماء بالأرض، وتربط الشمولية بالتوحيد. فيقول "ثم وقع تخلصه منها بالناطقية، أو تقول بالعقل النظري، وهذا المخلص الوحيد، هو الذي ربطه بالعلويات السماويات، مثل ما فصله عن السفليات المنحطة، ولهذا اعتبر بالقدر المشترك لتنازع الرتبتين، أعني العلوية والسفلية"(1). إلى الرجال المحققين والحكماء، عليكم الإلتزام بملئ الفراغ الوسيط، ونسج ثوب القرن المقبل.

    كما يتجلى الارتباط مع السمو أيضا للإنسان في علاقته بالطبيعة. إن المعادن والنباتات والحيوانات جزء لا يتجزأ من نفسه. فهم بدنه. كيف له ألاّ يحترمهم؟ ربما تكون عقيدة التوحيد ذاك الشيء الزائد، المنتظر، والذي من شأنه أن يؤثر على ضمير الجميع. في أوقات الأزمات، للانتقال من العالم القديم إلى العالم الجديد، فلا بد أن نتجاوزه، وأن نتخلى عن "أنا- نفسي" التي يأسر المحبة والسلام والرحمة الموجودة في قلب الإنسان. وثمة ضرورة ملحة لزرع ونفخ حول أنفسنا، هذا الضمير لـ "النحن"، وهذا الضمير لـ "الجميع". لذلك يجب أن ننتقل من ثقافة "أنا- نفسي" إلى ثقافة العيش معا. لهذه الأخيرة متطلبات مبنية على قيم جديدة، ولهذا السبب نحن في أزمة. يمر هذا التجديد عبر إعادة النظر في أدائنا، وتحرر من معتقداتنا ومُثلنا. إنها مهمة كل شخص، من أجل الصالح العام، صالح المجتمع الإنساني. إن الفرد نتاج الثقافة والتعليم التي يتلقاها في بيئة معينة، والتي من شأنها أن تشكل أفكاره ومعتقداته وعلاقته بالآخرين.

    جاء في الأثر، أن الطفل يولد دون تكييف ثقافي أو ديني أو فلسفي، يولد على الفطرة، خالصا من أي تغيير، كصفحة كتاب بيضاء، تدرج ذاكرته، وفقا للسان والعادات والأعراف، وتبعا لواقع البيئة التي نشأ فيها. فتربية أبويه والمجتمع، هي من ستجعل منه، وفقا لمعايير ثقافته، الشخص البالغ الذي سيصبح. إن الطفل قبل كل شيء، ضمير يتيقظ، ينشرح أو ينغلق، تبعا للطبيعة الفكرية أو الروحانية التي يحصل عليها. فمن المهم أن ينقل إليه القيم النبيلة والعالمية؛ فحماية الضعيف، وإطعام الطعام، وإفشاء السلام في المجتمع. إنها تعدّ المراهق لإدارة حياته وعلاقاته مع إخوانه، باستقامة وشرف. والقيم الإنسانية هي أساس مجتمع السلام، وعالم يدير الصراعات، دون الإستخدام المستمر لميزان القوى. تسمح هذه القيم بالحصول على ما هو مهم. يقول الفيزيائي الأمريكي جون ويلر "نحن مجرد أطفال، نبحث عن إجابات، وبقدر ما اتسعت جزيرة المعرفة عندنا، اتسعت معها شواطئ الجهل".

    إن المرء الذي تهيمن عليه عواطفه، بحاجة إلى الاعتماد على قيم وأفكار ومفاهيم ودراية فنية وسلوكيات، للعيش في تناغم مع نفسه، ومع الآخرين وبيئته الطبيعية. يمكن أن تكون ثقافة السلام بالنسبة إليه الوسيلة، يبد أنها عملية تَحول فردية وجماعية. وفقًا لتعريف الأمم المتحدة، فإن ثقافة السلام هي مجموعة من القيم والمواقف والسلوكيات وأساليب الحياة، التي ترفض العنف وتمنع الصراع، من خلال مهاجمة جذورها، بالحوار والتفاوض، بين الأفراد والمجموعات والدول(3). من الضروري إدراج تعليم ثقافة السلام، لأنها تربية تيقظ، تسمح بتوجيه طاقة المشاعر، وإخلاء كل أشكال العنف. إن غياب الحوار وتفسير كلمات أو سلوكيات معينة، يثير فينا الغضب، مما يطلق شرارة عملية، قد تؤدي بنا تدريجيا إلى القطيعة، بل وأكثر من ذلك، إلى العنف اللفظي أو البدني. وإن تعلم التحكم في الغضب وإدارته، هو عنصر أساسي في العيش معا في سلام. وتعلم التهدئة، واجتناب الدخول في تروس القدح أو الاتهامات المتبادلة، إذ سينتهي حينها الأمر إلى جرح الكبرياء، والذي ستغتنمه النفس، لنفخ الكِبر، وإن النفس الفخورة لا تذعن لتفاهم، وترد الضربة بالضربة. سننتقل بعد ذلك إلى موقف مختلف، مبيح، حيث يدفعنا الكذب والجناية والخيانة نحو اللامعقول، والإفراط يؤدي أحيانا إلى العنف الشديد. ومن هنا جاءت الحاجة إلى عدم إصدار أحكام متسرعة، والدعوة إلى الصبر، لما لها من الأهمية البالغة.

    أما بالنسبة للوضع الحالي، وأمام ظاهرة الاحتباس الحراري، وضرورة التصدي للكارثة المعلنة، والانقراض المبرمج للأنواع، والحوادث الناجمة عن عدم الاستقرار السياسي والمالي، وتفاقم الأزمات الاقتصادية، وتفشي اللامساواة والفقر، واقتطاع المعلومات، والأخبار المزيفة، ورفض النخب، وأخيرا تصاعد كراهية الأجانب، والإستخفاف بالعنف؛ كيف نعالج كل هذه المشاكل، التي تخلق جوا، ينهال علينا بوابل من الشكوك واليأس، يظلل سبيلنا ويعتم مستقبلنا؟ لأن عالما جديد ماثل بالفعل أمامنا، لطيف وهادئ ومقنع، عالم نظيف، مرتب رياضيا، دون صدفة أو حلم. نتوجه جميعنا، رغما عنا، بطريقة أو بأخرى، نحو عالم يتغير على المستويات الإقتصادية والمالية والتكنولوجية والعلمية؛ العولمة المدفوعة بخطى قسرية، التي لا تأخذ في الاعتبار أي اختلاف، ولا تحترم أي خصوصية، ككسارة تسحق المادة لاستخراج الخام، والمصلحة هي السلطان، والمعلومات المتلاعب بها، والإفراط في الربح نُصب كعقيدة جديدة، يجب أن تنصاغ لها جميع الدول والشعوب، دون استثناء. إن الاحتكار والفساد المصاحب لها، أفقر الجموع، لصالح طموحات غير محدودة لأقلية متعجرفة. يقول بول فاليري (1932) "لم تجمع أبدا الإنسانية هذا الكم من القوة للكثير من الفوضى، وهذا الكم من المخاوف والألعاب، وهذا الكم من المعرفة والشكوك. في أيامنا، يتم تقاسم القلق والعبث".

    في السنوات القادمة، سيتطور العالم التكنولوجي لدرجة أن الآلات الذكية، هي من ستتكفل بالعمل. ما الذي سيتبقى عندئذ للإنسان، لو أصبح كل جانب من جوانب العمل مؤتمت ومرقمن ومميكن؟ على العموم، هل يعد هذا مشكلة؟ هل نحن مستعدون للتخلي عن نزعتنا الاستهلاكية الحالية؟ على أي حال، سنحتاج إلى ثقافة بديلة، ثقافة سلام، تهدف إلى تحقيق أحسن توازن، بين الإنسان والطبيعة والآلات. ثقافة جامعة، وليست حصرية. بيد أنه إذا واصلنا في رغبة المزيد دوما، وطلب المزيد من الاستهلاك، وذلك بوجود أكثر من عشرة مليارات من الأرضيين في نهاية القرن، إذن فلن يتبقى أمامنا سوى خياران، إما العثور على كوكب آخر، يمكننا استغلال كل شيء فيه بطريقة غير منتهية، وإما المراجعة بطريقة أساسية، سلوكنا وموقفنا في الحياة، كبشر تجاه الآخرين، وتجاه الطبيعة وتجاه نهايتنا. إذا اعتقدنا أنه يوجد طريقا وسطا، يمر عبر التكنولوجيا الذكية، فإننا نخدع أنفسنا، ونخون الأجيال القادمة. الوساطة هي أداة ضرورية لمرافقة الانتقال والتغيير الذي يحدث في عالمنا المعاصر. في الواقع، ما هي الوسائل الأخرى التي تجعلنا اليوم قادرين على إعادة إنشاء الروابط بين الأجيال، في مجتمع معولم متعدد الثقافات؟

    فالوساطة أداة ضرورية لمرافقة التحور والتغييرات التي تطرأ في عالمنا المعاصر. في الواقع، أي وسيلة أخرى نملكها، حتى نستعيد الروابط بين الأجيال، في مجتمع معولم ومتعدد الثقافات؟ فلنصالح بين الأسرة الإنسانية، وإن العمل من أجل رفاهيتها، يعود بالنفع بالرفاهية على العامل نفسه، وعلى أسرته. تهدينا الوساطة إلى كينوناتنا، وإلى المواطنة العالمية، ومدرسة، وطريقة تغذي ثقافة السلام، إذ أن عالمنا بحاجة ماسة إليها. إنها ملاذ وطموح لتوليد ضمير متنامي، من أجل الحوار والخروج من الضبابية، التي نتواجد فيها. إن الحياة حقل تحقيق غير متناهي. سعيد من لا يتوقف عند الأشكال والخطابات العقيمة، التي تقزم من المغامرة الإنسانية، وتجعلها طريق ضيق وشرعي. ولنجهد أنفسنا حتى نستخلص المعني من جوهر الحقائق، التي تكتنف الحياة في جميع مناحيها. سنفهم حينها أن شفاء النفس الفردية ونفس العالم لا يمكن تحقيقه، إلا بوجود طريقة أخرى للعيش، وطروء تغيير في نظرتنا لذواتنا والآخرين والعالم.

    لا يوجد علاج جاهز، يتأتى من تعريف أو تصنيف لمختلف الأمراض، التي تصيب عادة النفس والعقل البشري، نستخلص منه جميع الدروس والممارسات اللازمة، تضمن على وجه اليقين شفاء العليل. يخلق الإنسان معظم الأمراض التي يعاني منها، ويغذيها بشعور أو بدون شعور، بمخاوفه وتخيلاته، وكذلك بأوهامه. كما أنه يجد صعوبة في التصديق، أن رعاية نفسه تعتمد عليه، أكثر مما تعتمد على معالجه. علاوة على ذلك، فهو لا يدرك دائما أن الحقيقة المادية والروحية تنبثق من فعل إبداعي فريد، لا نهاية لتجدده، الذي يبرز على الفور من لا شيئ، بتجلياته المختلفة، من أشكاله الأكثر خشونة إلى الأشكال الأكثر لطفا. يقول الشيخ العلاوي:

     داؤك منـك وما تبصـر       دواؤك فيك وما تشعر
     تحسب أنك جرم صغير     وفيك انطوى العالم الأكبر(4)

    إنه حلم، كما يقول البعض، وطوباوية، ولكن ألا يفرض تحدينا تحويل هذا الحلم إلى حقيقة؟ مهمة ذات تحدي عالمي، وضرورية بالنسبة لنا وللأجيال القادمة. إلتزام موطني، ورؤية مشتركة، وإرادة في العيش معا بشكل أفضل، وأن نعرف بعضنا البعض على نحو أفضل، وأن نعرف أنفسنا، في مدننا وبلداننا ومجتمعاتنا ومؤسساتنا. إن العيش معا تعزيزُ رؤية مشتركة لمجتمعنا المصيري، وتمكين مؤسساتنا من الانضمام إلى حركة معترف بها، محليا ووطنيا ودوليا. إن السعي إلى فرض مُثل وقيم حضارة واحدة وقوة واحدة، على بقية العالم، يقودنا إلى تخريب جميع الثقافات، والثقافات بحكم تعريفها، تحمل في طياتها شهادة وإرث جميع جوانب تنوع الحضارة الإنسانية، منذ فجر الإنسانية إلى يومنا هذا. إن السعي إلى معارضتها أو الحد منها، يؤدي بنا إلى إنكار أنها على مر التاريخ، خصبت بعضها البعض. بل على العكس، يتعين علينا الإضطلاع بها، لإبقائها حية، ونبين أن تنوعها الثقافي والديني والفلسفي والذوقي والمعماري والروحي، ليس سوى أوجه متعددة لإنسانية واحدة وكاملة. أما إنكار ذلك، فهو الموت المؤكد لقيم السابقين، للعبقرية البشرية. إذا كان في نظرنا، للسلام قيمة لا تقدر بثمن، فقد حان الوقت لنخصص له أماكن شاملة في أحيائنا، حيث يكون له الحق في أن يعبر عنه، ويناقش بكل حرية، من أجل ربطه بالاحتياجات الملموسة للمجتمع، الناجمة عن سرعة تطوره في جميع المجالات. فإن أماكن الحوار وتعلم الحكمة، "دور السلام" هذه، هي في خدمة المصلحة العامة، تكسوها أخلاقيات عالمية تدافع عن الحق في الكرامة والاختلاف، بغية التعايش المتناغم لتنوع الأسرة الإنسانية، لقلب مجتمع العيش معا في سلام.

    لقد مرت الإنسانية في تاريخها بالعديد من التجارب، وعرفت الحروب والمجاعات والأمراض، والنبوءات التي تنذر بنهاية العالم، وفي كل مرة في رد فعل من أجل البقاء، عرفت كيف تتصدى وتواجه التحديات. أرى في قرار الأمم المتحدة رقم 130/72، الذي أعلن في 8 ديسمبر 2017، يوم 16 مايو من كل عام، اليوم الدولي للعيش معا في سلام، بإجماع 193 دولة، كبصيص أمل، يذكرنا بجوهر العيش معا والعمل معا. أما بالنسبة لي، مازلت أعتقد، أننا إذا استثمرنا في ثقافة السلام، فإن الإنسانية التي تعيش فينا ستخرج كبيرة ومحصنة، لتكسر دورة العنف، وتعالج في نهاية المطاف الشر الملازم الذي يتتبعنا، في كل مرة نقع في غياهب نسيان الغيب الذي يربطنا. أدعو الجميع للقيام بدورهم لتعليم ونقل الأمل في عالم أفضل، من ذاك الذي يراد فرضه علينا كل صباح، وحيث أن العيش معا والعمل معا يسمحان للأجيال المقبلة ببناء عالم، الواحد فيه مع الآخر وليس الواحد ضد الآخر.


    مختصر لمقال للشيخ خالد بن تونس.


    كما لا يفوتني أن أنوه بعضو مؤسسة جنة العارف الذي خصص لهذا المختصر، ترجمة بالعربية، وكلي شكر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). الأبحاث العلاوية في الفلسفة الإسلامية، للشيخ أحمد ابن مصطفى العلاوي.
(2). حكمه، للشيخ أحمد ابن مصطفى العلاوي.
(3). قرار الأمم المتحدة رقم A/RES/52/13 بشأن ثقافة السلام، والقرار رقم A/53/243  حول إعلان وبرنامج عمل بشأن ثقافة السلام.
(4). من الديوان الشعري للشيخ العلاوي.
        





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق