الأربعاء، 12 يونيو 2019

وثيقة مكة المكرمة


وثيقة مكة المكرمة

من مستغانم بالجزائر، حيث احتفلنا بعيد الفطر المبارك، متضرعين للرحمن. فليكن العيش معا في سلام عونا على المصالحة بين القلوب. مع تمنياتي لكم ولعائلتكم بالسلام والإزدهار.

الشيخ خالد بن تونس.

     شارك الشيخ خالد بن تونس، مريديه يوم العيد، عشية يوم الفاتح من شوال، الموافق لـ 04 06 2019، الجمع الروحي، الذي أقيم بمقر جنة العارف، بمدينة مستغانم. وكان مما بادر به قوله "افتتاحا بهذا العيد السعيد، وهذه الجلسة الروحية المباركة... تلقينا مؤخرا من مكة المكرمة، كلمة تعطينا معنى وعبارة وفهما في العيش معا، من طرف علماء المسلمين، اجتمعوا في مكة المكرمة". تليت في الجلسة بنود تلكم الوثيقة، التي صدرت من مكة المكرمة، في آواخر الشهر الفضيل، إثر اختتام المؤتمر الدولي حول القيم الوسطية والاعتدال في الإسلام، أشرف على تنظيمه رابطة العالم الإسلامي. اجتمع 1200 عالم ومفتي، من 139 بلد في العالم، في مكة المكرمة، في الفترة متن 22 إلى 24 رمضان، الموافق للفترة من 27 إلى 29 مايو، حول موضوع "قيم الوسطية والاعتدال في نصوص القرآن والسنة"، أصدروا في الختام وثيقة، عرفت باسم "وثيقة مكة المكرمة".

   وقال الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة- إيسيسكو-  إن وثيقة مكة المكرمة حددت بشمولية وعمق وبعد نظر استراتيجي مجالات وآفاق العمل الإسلامي المشترك. ودعا الدول الأعضاء والمسلمين خارج العالم الإسلامي، إلى الاسترشاد بتوجهات الوثيقة والعمل على تطبيق مضامينها.

    ودعت الوثيقة إلى التصدي لممارسات الظلم والصدام الحضاري وسلبيات الكراهية، والتنديد بدعاوى الاستعلاء البغيضة. وشددت الوثيقة على أن التنوع الديني والثقافي في المجتمعات الإنسانية لا يُبرر الصراع والصدام، بل يستدعي إقامة شراكة حضارية إيجابية، كما دعت إلى الحوار الحضاري بصفته أفضل السبل إلى التفاهم السوي مع الآخر، والتعرف على المشتركات معه، وتجاوز معوقات التعايش، والتغلب على المشكلات ذات الصلة.

    وطالبت وثيقة مكة المكرمة، بسن التشريعات الرادعة لمروجي الكراهية، والمحرضين على العنف والإرهاب والصدام الحضاري، كما  دعت إلى مكافحة الإرهاب والظلم والقهر، ورفض استغلال مقدرات الشعوب وانتهاك حقوق الإنسان. واعتبرت الوثيقة  أطروحة الصراع الحضاري والدعوة للصدام والتخويف من الآخر؛ مظهرا من مظاهر العزلة، والاستعلاء المتولد عن النزعة العنصرية، والهيمنة الثقافية السلبية، والانغلاق على الذات. وحذرت من أن ظاهرة "الإسلاموفوبيا" وليدة عدم المعرفة بحقيقة الإسلام وإبداعه الحضاري وغاياته السامية. كما أكدت على ترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة، ودعت إلى تحصين المجتمعات المسلمة، والأخذ بها نحو مفاهيم الوسطية والاعتدال، واحترام المواطنة الشاملة .

    وأقرت "وثيقة مكة المكرمة" مبادئ التمكين المشروع للمرأة ورفض تهميش دورها، أو امتهان كرامتها، ودعت إلى العناية بالطفل صحياً وتربوياً وتعليمياً، وتعزيز هوية الشباب المسلم وحمايته من أفكار الصدام الحضاري والتعبئة السلبية ضد المخالف، والتطرف الفكري بتشدده أو عنفه أو إرهابه، وتسليحه بقيم التسامح والتعايش بسلام ووئام. وأوصت الوثيقة بأهميةَ إيجادِ منتدىً عالميٍّ (بمبادرة إسلامية)، يعنى بشؤون الشباب بعامة، يعتمد ضمن برامجه التواصل بالحوار الشبابي البناء مع الجميع في الداخل الإسلامي وخارجه؛ تلافياً لغيابٍ مضى، أحدث فراغاً، وعاد بنتائجَ سالبةٍ.

    ودعت الوثيقة إلى  تجاوز المقررات والمبادرات والبرامج كافةً طَرْحَها النظـري، وبخاصة ما يتعلق بإرساء السلم والأمن الدوليين، وإدانة أساليب الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والتهجير القسري، والاتجار بالبشر، والإجهاض غير المشروع. وأكدت  أن لا يُبْرِم شــأن الأمة الإسلامية، ويتحدَّث باسمها في أمرها الدينيّ، وكل ذي صلة به إلا علماؤها الراسخون في جمع كجمع مؤتمر هذه الوثيقة، وما امتازت به من بركة رحاب قبلتهم الجامعة.

    بعد سرد بنود الوثيقة، وكذا مضمون رسالة البابا، التي وجهها للشيخ خالد بن تونس، بمناسبة إحياء اليوم الدولي للعيش معا في سلام، تلقاها في قرطبة يوم 16 مايو الفائت، قال الشيخ خالد بن تونس "جبنا هذه الكلمات يا الأحباب، حتى يستخلص الإنسان أن الفكر والتربية والأسلوب الذي تركوه لنا أسلافنا ومشائخنا، يقام التعريف به حاليا في صميم مولد التوحيد، من مكة المكرمة، وأن هذه الوثيقة أمضى فيها 1020 عالم ومفتي من العالم الإسلامي.

   إذن، فإن فكرة السلام والعيش معا، فكرة الوحدة والتآخي والإحترام فيما بين العائلة الإنسانية، التي كتب عنها الشيخ العلاوي قدس الله روحه في 1911، تكلم عنها في كتابه الأبحاث العلاوية في الفلسفة الإسلامية، قد أعطت غلتها بعد سنين من الكفاح، وها هي ينطق بها ويعترف بها في البقاع المقدسة، ليس فقط عند المسلمين، بل حتى عند المسيحيين". 


    إليكم موقع من المواقع، نشر بنود الوثيقة، التي صدرت في مكة المكرمة، بجوار الكعبة المشرفة عن مؤتمر "وثيقة مكة المكرمة"، المنعقد خلال الفترة 22 -24 من شهر رمضان المبارك لعام 1440 هـ، الموافق لـ 27- 29 مايو لعام 2019 م (1).



ـــــــــــــــــــــــ
(1)  حوت الفقرة الثانية من الوثيقة نتن مقزز، وهي الديباجة اتي سبقت ذكر البنود، إذ ضمت في طياتها محاولة استعلاء، وحرص الدولة المضيفة على تضمينها مآربها، كاعتراف مجموع العلماء باستحقاقية مرجعيتهم، وهذا بعيد كل البعد عن معارف علماء الأمة الإسلامية. والمطلع في شبكة الأنترنيت، يكتشف عدم امكانية ايجاد نص للوثيقة، يكمن فيه قص تلك الفقرة المقززة، لحد الآن ما تحصلت عليه، تكنفه حماية للمحتوى.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق