الأحد، 9 فبراير 2020

السلام، طريق الأمل

السلام، طريق الأمل

    تلقى الشيخ خالد بن تونس، دعوة لحضور الإحتفال السنوي باليوم العالمي للسلام 2020، المنظم من قبل البعثة الدائمة للكرسي الرسولي في جنيف. وجرى في كنيسة القديس نيكولاس دوفلي، بأبرشية القديس يوحنا الثالث والعشرون،  يوم الثلاثاء 28 يناير 2020(1)



    تبعا للتقليد الذي يدوم لسنوات عديدة، قامت البعثة الدائمة للكرسي الرسولي في جنيف وأبرشية لوزان وجنيف وفريبورج بدعوة السلك الدبلوماسي وكبار المسؤولين في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى وسلطات جنيف، وممثلون عن منظمات غير حكومية، ذات استلهام كاثوليكي، وأعضاء من طوائف دينية مختلفة، دعت إلى خدمة بيدينية حول رسالة البابا فرانسيس، حول اليوم العالمي للسلام 2020: "السلام طريق للأمل: الحوار والمصالحة والتحول البيئي".

    تم تنظيم هذا الاحتفال من قبل البعثة الدائمة للكرسي الرسولي، وعقد في كنيسة القديس نيكولاس دو فلي، يوم الثلاثاء 28 يناير 2020، على الساعة السادسة والنصف مساءً. هذا العام، دُعي سماحة الكاردينال ميغيل أنجيل أيوسو جيكوت، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، للمشاركة في هذا الحدث، للاستفادة من نجاح وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام في العالم والعيش معاً، وقعها البابا فرانسيس والإمام الأكبر للأزهر، يوم 4 فبراير 2019 في أبوظبي.

    وكانت مشاركة حوالي 400 شخص، أغلبهم من الدبلوماسيين، هي الأكبر عددا، مقارنة بما جرت عليه في السنوات السابقة. وتلقى ممثلو الطوائف الدينية الدعوة في 12 سبتمبر 2019، وفي 13 سبتمبر 2019 رسالة تحتوي على نسخة مسبقة من خطاب اليوم العالمي للسلام لعام 2020 للبابا فرانسيس.

    اليوم العالمي للسلام، هو يوم عالمي أنشئ بمبادرة من الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في عام 1968 من أجل السلام العالمي. يتم الإحتفال به في الفاتح من يناير من كل عام. وفي هذا العام جرت منه الدورة الـ 53. ينبغي التمييز بين اليوم العالمي للسلام الذي أقرته الكنيسة الكاثوليكية الرومانية سنة 1968، واليوم الدولي للسلام الذي رسّمته الأمم المتحدة في كل 21 سبتمبر من كل عام، في قرارها الصادر سنة 2001.

    بالمناسبة قدم الشيخ خالد بن تونس مداخلة قيمة، رفقة فاعلين بيدينيين آخرين. وتبعا لترتيب الظهور، فإن المتدخلون في خدمة الأديان 2020 كانوا:

    سعادة رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش، القاصد البابوي والمراقب الدائم، و سماحة الكاردينال ميغيل أنجيل أيوسو، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، والسيد ميشيل بنفينست، ممثلا عن الجالية اليهودية الليبرالية في جنيف، والموقر داميميكا، مدير المركز البوذي الدولي في جنيف، والقس إيمانويل فوكس، رئيس الكنيسة البروتستانتية في جنيف، وسماحة المطران مكسيم من سويسرا، من أبرشية سويسرا الأرثوذكسية، ثم الشيخ خالد بن تونس، الرئيس الشرفي للجمعية الصوفية الدولية العلاوية.

    بعد مداخلات المتحدثين، تم قراءة الصلوات العالمية، المأخوذة من رسالة البابا، باللغات الرسمية الست للأمم المتحدة: العربية والصينية والإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية.

    أقيمت الخدمة بين الأديان بمشاركة الجوقة الفلبينية والجوقة الإفريقية، وكلاهما لأبرشية القديس يوحنا الثالث والعشرون، اللذان ساعدا في تعزيز عالمية رسالة السلام للبابا.


كلمته
    في كل زمان ومكان، ادعى أناس أنهم على حق، وسببوا معاناة لمن خالفهم. على الرغم من عمليات الإبادة الجماعية، والتهديد الإمبريالي، والجرائم المتكررة، من حضارة إلى حضارة، فإنها لم تستطع إيقاف مصير الإنسانية.

    من الآن فصاعدا، فإن ثقافة "نحن" تقوم بفرض نفسها على النساء والرجال المدركين لحالة الطوارئ للعالم، لتجنب نقل عبء الصراعات إلى الأجيال القادمة، والسماح لهم برفع التحديات، التي سيواجهونها.

    فالجهل العميق بقيم وتعاليم ثقافة السلام الواردة في التقاليد، يجعل الإنسان يتردى أكثر وأكثر في ذهنية أنانية نرجسية. عندما لم يعد نفَس الروح يلهم القلوب، يتراخى الضمير ويخرف العقل. وهنا تكمن أهمية تغذية الضمير، نور كينونتنا، من منبع هذا الإرث الروحي. تندرج الروحانية في امتداد الفلسفة – محبة الحكمة – حتى يغذي هذا النور العقل ويعطي معنىٌ للعمل، ويجنب الإنسان دخول مناقشات نظرية عقيمة.

    في عالم حيث المنظور الوحيد المأخوذ بعين الإعتبار في أساليب تفكيرنا وتصرفاتنا هو الأفقية، ستصبح الغرائز والنزوات هي المتحكمة في مواقفنا. إن الأفقية هي غياب معيار أي سمو، ينادي الضمير الإنساني، ليقدر عواقب أعماله ونواياه والقيم المتبناة. إذا ما تم تغذية هذه القيم بالمحبة والرحمة والعدل والكرم والتواضع، ستكون حتما النوايا إشعاع لأعمال بناءة، تفيد في نسج الصلات الإجتماعية.

    من ناحية أخرى، فيما يتعلق بعلاقته مع نفسه والآخرين والعالم، فإن الإنسان سيفقد هذه القيم، ثم يحل محلها فقط، ما تمليه غرائزه ونزواته الأنانية أو الطائفية، على حساب العمودية التي تشرك رقينا وتصرفاتنا وسلوكياتنا، لتذكرنا بالحلال والحرام، و بالإنساني واللاإنساني. تذكرنا في كل مرة بالإعتبار والقياس بالأثر القائل "لا تفعل بالغير ما لا تريد أن يفعل بك".

    الإنسان المسؤول يثقف مشاعره على أساس قيم عالمية متجذرة في السلام، ومستخلصة من خلال مفاهيم، الدراية العملية، والسلوكيات، لكي يعيش في تناغم مع نفسه وأقرانه ووسطه الطبيعي.

    إن ثقافة السلام، ربما هي بلا شك الوسيلة المواتية للشروع في عملية تحول فردية وجماعية، العالم بحاجة إليها. تُعرفها الأمم المتحدة كما يلي "فإن ثقافة السلام هي مجموعة من القيم والمواقف والتقاليد وأنماط السلوك وأساليب الحياة، التي تنبذ العنف وتسعى إلى منع نشوب النزاعات، عن طريق حل أسبابها الجذرية، وحل المشاكل بالحوار والتفاوض، بين الأفراد والجماعات والدول". (قرارا الأمم المتحدة،  A / RES / 52/13: ثقافة السلام، و A / 53/243 : إعلان وبرنامج عمل حول ثقافة السلام.

    نشكر قداسة البابا فرانسيس، الذي في رسالته المؤرخة في 16 مايو 2019، فيما يخص اليوم الدولي للعيش معا في سلام، رحب بمبادرة عيسى، الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية، وننضم إلى رغبته، حتى تساهم في "بناء جسر بين الناس، مفعم بالإحترام المتبادل للإختلافات، والإهتمام بالصغار والفقراء، وبالتالي تشجيع بروز أخوة عالمية حقيقية وحضارة المحبة".

    أشكر المنظمين الذين أشركوني في هذا الاحتفال باليوم العالمي للسلام 2020، وأدعو الرجال والنساء الحكماء، المحبين للسلام، أينما تواجدوا، أن يزرعوا السلام، وينسجون الصلات الجديدة للعائلة البشرية، عن طريق مصالحة، على نطاق عالمي، ذلك التحدي الحقيقي لهذا القرن.

الشيخ خالد بن تونس
الرئيس الشرفي لمنظمة عيسى غير الحكومية الدولية

جنيف في 28 01 2020




هناك تعليق واحد:

  1. Alright...

    What I'm going to tell you may sound a little weird, maybe even a little "out there..."

    WHAT if you could just click "Play" to listen to a short, "magical tone"...

    And suddenly attract MORE MONEY to your life?

    I'm talking about BIG MONEY, even MILLIONS of DOLLARS!

    Sound too EASY? Think it couldn't possibly be REAL???

    Well, Let me tell you the news.

    Many times the greatest blessings life has to offer are the SIMPLEST!

    Honestly, I will provide you with PROOF by allowing you to PLAY a REAL "magical wealth building tone" I've synthesized...

    You just press "Play" and watch as your abundance angels fly into your life... starting pretty much right away...

    GO here to PLAY this mysterious "Miracle Abundance TONE" as my gift to you!

    ردحذف