الأربعاء، 27 أكتوبر 2021

لنُولي وجوهنا جميعا قِبل دُور السلام

.

لنُولي وجوهنا جميعا قِبل دُور السلام

 

 

     كلمة ألقاها الشيخ خالد بن تونس في فعاليات الإحتفالات بعشرية جمعية العيش معا لِكان.

 

    ضمن فعاليات الإحتفال بذكرى عشرية جمعية العيش معا لِكان، في صباح يوم 24 أكتوبر 2021 بقاعة دار الشباب والثقافة، تم عرض روبورتاج وثائقي ليوهان بيكار، وبعد نهاية البث تقدم بعض الحاضرين، منهم بعض منجزي الفيلم إلى المنصة للنقاش، ثم عُرض على الشيخ خالد بن تونس تقديم تدخل، فقال:

    على كل حال الشكر موصول ليوهان وفرقته لإخراجهم هذا الفيلم، وجعل كل هذا التنوع لأهل كان يتحدث، ويجب طرح سؤال أو استفهام على أنفسنا جميعا. حقا، إننا نسمع دوما عن العيش معا، حتى أصبح من البديهيات، وأصبحت الناس لا تتساءل عنه البتة، لأنهم كبروا في وسط العيش معا. وأعتقد أنه اليوم، علينا أن نعيد التفكير في عيشنا معا في سلام، لأننا نعيش في طور تغيير جذري في العالم، فنحن بصدد الخروج من عالم إلى عالم. شيء يتجاوزنا جميعا. إن المجتمعات التقليدية كما هي عليه، بمراجعها الدينية والمجتمعية وما يميزها، جاءت العولمة وزعزعت كل تلك المعطيات. نحن في عالم يقيض فيه التنوع الثقافي والتعدد الثقافي، فالحبل يشتد من كل مكان، وعلينا أن نعطي معنى لحياتنا جميعا، وحياة تسمح لنا بنقل القيم، ليس فقط على المستوى الأفقي، ولكن أيضا على المستوى العمودي. القيم التي تسمو، وأرى أن الأمر يتطلب سعي، كما رأينا مشاة كومبوستيل، كل العالم يقوم بهذا السير، الذي هو سعي في النفس، وسعي في الباطن. إنسان اليوم سيعوَض بـآلات وحواسيب وبرامج إعلامية، والأطفال سيواجهون أمامهم عالم، يطاله تحور كلي. الإحتباس الحراري وتلوث البحار وأغذيتنا التي أصبحت بشكل كلي كيمياوية، وكذلك انقراض بعض الأصناف. ينبغي إيجاد البديل لإنسانية تقوم باكتشاف نفسها، بأننا نشكل جميعا معا مجتمع، وأننا أعضاء نفس الجسد. في الجسد يوجد الرأس واليدين والعينين، وفي الجسد لا يوجد عضو خير من عضو. إنها مستقلة، وكل واحد يجلب بوصف مهمته إسهامه للبقية، حتى يستتب دائما التناغم والتوازن، وموقوف إذا تمردت خلية أو أكثر في هذا الجسد، فتكون بذلك بداية مرض السرطان، مرض المجتمع هذا.

 

 

الشيخ خالد بن تونس أثناء إلقاءه كلمته
 

    أرى أنه للعودة إلى مفهوم دار السلام، فأول شيء وأول دور ينبغي أن نقوم به، يكون على مستوى التربية. تربية أطفالنا لنهيئتهم للعالم القادم، الذي لا نعرفه بعد، ومن شدة ما نحن متواجدين فيه، فإننا لا نراه.

    إن نقاشات الأمس وثراء يوم الأمس كشف اللثام على عدة مستويات، فعلى المستوى السياسي، الخلافات تزداد أكثر فأكثر، فنحن متفقين في كل شيء ولا في أي شيء، وهذا هو التناقض. ينبع العيش معا من النفس، وسنرى خلافات على الخصوص أنه توجد أفكار، ضننا أنها إختفت إلى الأبد وأقبِرت، ستعود في سنة إنتخابية، سترون، سنسمع (ما يشين)، ينبغي الإستعداد، وهل الذين يناضلون من أجل العيش معا، سيستطيعون هم كذلك التعبير، ويقدمون أراءهم عن المجتمع الذي يريدونه، المجتمع الذي سنمتطيه جميعا. أنتم تعلمون أن يوجد أناس يلعبون على العاطفة. هل سيطوقوننا أو أننا سنتمسك بالعيش معا؟ فالدَور على دُور السلام هذه. وما هي دار السلام؟ إنشاءها يفرض على كل واحد أن يحمل لبنته، مهما كانت، ليست بناية، قد تكون خيمة، تَكلمنا عن خيمة إبراهيم، قد سمعتم بها، يكفي وجود رمز، وهنا كل واحد وواحدة سيقدم مساهمته، وليس أهل السياسة فقط، إذا تركنا سوى أهل السياسة يقومون بذلك، سيقومون بالأمر على طريقتهم، وإذا تركنا أهل الدين يقومون به، يقومون به بطريقتهم. الأمر متعلق بالجميع، وكيف أن الجميع سيحمل لبنته، وبذلك تكون الدائرة بجميع أشعتها. توجد بالدائرة عدة نقاط، ومن كل نقطة ينطلق شعاع، وبماذا يصل؟ بالمركز. لا أحد يملك المركز، فهو للجميع. إنه نقطة الإلتقاء. كلٌ واحد منا، رجالا ونساءا، أغنياء أو فقراء، شبابا أو أحداثا لنساهموا ونجلبوا هذه الديناميكية، حتى تتمكن العجلة من الدوران. توجد حركية، في كل مرة تقوم نقطة بحمل جميع البقية، وتقع القوى على نقطة، ومحور. وهذا المحور أو هذه النفطة، إذا استمرت الحركية والتناغم، سينتهي بها الدور، بأن تكون موجودة في الأعلى. إنها عجلة الزمان. وكم من حضارة مضت، أنتم تعرفون التاريخ، لا داعي لسرده.

    نحن نِتاج وورثة جميع الحضارات، وليس حضارة واحدة، ولكن جميع الحضارات. كانت الحضارات لَبِنات أضيفت إلى بعضها البعض للبناء، ونحن ورثة لكل هذه الإضافات، مثل الحضارة الصينية والإغريقية والمصرية، واليهودية والمسيحية والبوذية. نحن، شئنا أم أبينا، حصيلة عملية، ويكفي أن نكشف عن جسدنا، ونرى السُرة. ماهي هذه العلامة وماذا تعني؟ لا نأكل بالسرة ولا نشرب بها. إنها الإشارة البائنة لصلة الرابطة التي لنا بالحبل السري، الذي يصلنا بأمهاتنا، وهن متصلات بأمهاتنا، وهكذا ودواليك. شئنا أم أبينا، إنها حقيقة، وأقول أنها طبيعة وجودية، يكفي فقط التفكير قليلا.

    يجب أن نكون نحن دُور السلام، ونولي وجوهنا قبل دُور السلام، ونتلقي الغير، ونتمكن من أن نخصص له مكانا في داخلنا، وتلك حالة كينونة. نحن نعيش في مجتمع غني، وهذا المكان جميل، وهذا المكان الذي استضافنا اليوم هو دار الشباب، وأنا متأكد تماما، أن رئيسته ومديره، من حين إلى آخر، نأتي ونطلب منهم الضيافة، لن يرفضوا لنا طلبا، قاموا به معنا هذه المرة، وسيقومون به بالتأكيد، لأن المسؤولين أو الذين كانوا معنا، كانوا معجبين منذ البداية بثراء النقاشات، وماذا سيحدث لو دار الشباب نحولها ليوم أو يومين، كما فعلنا اليوم، أو ثلاثة أيام أو أربعة، إلى دار السلام. تحدثوا بهذا. ما الذي يُسكّننا؟ إنه السلام الباطني، هذا السلام بيننا، ومع الطبيعة ومع الحي. فالناس تتكلم أيضا عن الحي. إذن، هكذا، ينبغي الخروج، هذا ما أعتقده، ربما أنا نخطئ. وهذا الخروج.. أسافر كثيرا، ولكن قلّ اليوم بسبب وباء كوفيد، جئت من إيطاليا، أين جرى لقاء مجموعة العشرين، ليس نحن فقط، لا ينبغي التفكير أنها مسألة تخص أهل كان أو أنها فرنسية، كل العالم يفكر في ذلك، وأؤكد لكم ذلك. نحن نعيش زمن تغيير، كما كان عصر النهضة، كما لو أنها القرون الوسطى.

    الإنسانية تتقدم على مراحل. حسنا، العشر سنوات للعيش معا في كان كانت مرحلة أو مشهد متوالي.

    أشكركم جزيلا. كنت أعتقد أنه لن يحضر الكثير، لأن البارحة كان الوقت متأخرا، جرى الإعتقاد أن لا يحضر جمع كبير. مرحى على كل حال، لقد نجحتَ. شكرا لجميع من حضر، والمشاة الذين قدموا من تيو إلى هنا. 

 



 

    

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021

مسيرة من أجل السلام نظمتها جمعية العيش معا في نهج لاكروازات

مسيرة من أجل السلام نظمتها جمعية العيش معا

في نهج لاكروازات

 

    تخلل عطلة نهاية الأسبوع الذكرى السنوية لجمعية العيش معا لِكان مسيرة من أجل السلام هذا الأحد. إنها فرصة لتسطير ما تم إنجازه والتطرق إلى المستقبل.

     ماريان لو مونزي. نُشرت في صحيفة Nice matin، بتاريخ 24/10/2021

 

  المسيرة من أجل السلام يوم الأحد قادها ممثلون دينيون. (صورة ML.M.)

     

   كافحت الكشافة الإسلامية الفرنسية  لرفع أعلامها عالياً. لكن بكل فخر جابهوا الريح، هذا الأحد، في رصيف لابوف، لتدشين المسيرة من أجل السلام. كان على أثرهم ممثلو الطوائف الدينية والعلمانية، وعرابة التظاهرة المغنية الجزائرية أمل وهبي، قادوا  تحت سماع الزغاريد والأغاني ، نحو 200 مشارك من الميناء القديم إلى دار الشباب والثقافة بيكو، عبر نهج جان ايبارن وبمراقبة شرطة البلدية.

    مرت عشر سنوات على مسيرة السلام الأولى، التي نظمتها على نهج  لا كروازيت جمعية العيش معا بكان، وهي جمعية أطلقها بشكل خاص بيير شوفاليه، رئيسها الفخري الآن، والشيخ بن تونس، رئيس جمعية الصوفية الدولية العلاوية، المنظمة الدولية غير الحكومية، وكذا الكشافة الإسلامية الفرنسية.

    ويا له من طريق طويل، لاحظ الجميع، منذ هذه الولادة لأخوية مجتمعات متينة. الكل يستحضر، بالطبع، إنشاء ميثاق للعيش معًا ويوم السلام، الذي قدمه إلى الأمم المتحدة الشيخ بن تونس وجمعيته، والتي بدت فكرتها، في عام 2014...

 

تعليم الأطفال

    قاد الكشافة المسلمون الشباب من فرنسا العرض. سيواصل بعضهم مسيرة يوم الاثنين بين تيول ونيس، بصحبة جمعية كومبوستيل-قرطبة.

    يتذكر عياشي صالحي نائب رئيس جمعية العيش معا لكان قائلا "تم تمرير القرار بالإجماع في عام 2017"، وهو يقف جنبًا إلى جنب مع فلورنس شابانيس. منذ ذلك الحين، تم ادراج تاريخ 16 مايو في التقويم العالمي، ويتم مشاركة الإعلان العالمي للعيش معًا في سلام على الإنترنت. www.16mai.org.

    في نهاية المسيرة من أجل السلام، هذا الأحد، بحضور ممثلي مدينة كان، بما في ذلك توماس دي بارينتي، المنتخب للثقافة، استأنف المشاركون العمل الذي بدأ في اليوم السابق، عمل اجتماعات ومناقشات للحديث عن المستقبل. كان بيير شوفاليه هو من أطلق فكرة الموسم الثاني، خلال نداء من أجل الأخوة، استمع إليه في صمت روحي.

     لخص الأخ جان بابتيست "خلال الموسم الأول، تعلمنا أن نعيش معًا، وسيخصص الموسم الثاني للعمل معًا."

    وهذه المرة، ستكون مسألة إعطاء الأولوية لتعليم الأطفال في المدارس، من روضة الأطفال إلى الجامعة، من خلال إنشاء تعليم وطريقة تدريس تساعدهم دائمًا على اختيار السلام. بعد عشر سنوات، استأنفت جمعيتا العيش معا لكان والجمعية الدولية الصوفية العلاوية  حمل عصي الحج... 

الذكرى العاشرة للعيش معا لكان


الذكرى العاشرة

 للعيش معا لِكان

 

    جرى يومي 23 و 24 أكتوبر 2021 بمدينة كان الفرنسية الإحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس جمعية العيش معا لكان، وقد خصصت بالمناسبة برنامج ثري لإحياء التظاهرة، وشارك في التنظيم كل من الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة الدولية غير الحكومية، والكشافة الإسلامية الفرنسية.

    تأسست جمعية العيش معا لكان سنة 2011، وجعلت من أهدافها أن تكون محورا للقاء مختلفات الطوائف والتوجهات، ومجالا للتعارف وبناء السلام.

 


السيد بيير شوفاليه، رئيس جمعية العيش معا في سلام لِكان، يلقي كلمة ترحيبية، وبجانبه نائبه السيد عياشي صالحي


   
بمناسبة مرور عقد على تأسيسها حضّر المشرفين عليها برنامجا ثريا ومتنوعا، على مدار يومين. قدم في اليوم الأول مجموعة من الأساتذة المحاضرات في الصباح، وبعد الظهيرة خصص الوقت لإقامة الورشات، وفي المساء برمجت نشاطات فنية. وفي اليوم الثاني قدم صباحا فيلما وثائقيا، وبعد الظهيرة جرت الورشات واجتمع للمنتدى، وكذا مسيرة للسلام عبرت نهج لا كروازات الشهير. كما تخلل المهرجان نشاطات رياضية.

    كان للشيخ خالد بن تونس نشاطا مميزا خلال التظاهرة، فقد شارك بمحاضرة "العيش معا: حقيقة أو طوباوية"، ونشط المنتدى في اليوم الثاني، وتفاعل في إحدى الورشات، وحتى الحفل الفني، حرص على متابعته وتقديم توجيهاته أثناءه. أثناء المسيرة كان حاضرا برفقة مختلف ممثلي الديانات والمجتمع المدني.

 

 نسخ من وثيقة الإعلان العالمي للعيش معا في سلام


   كما تم التذكير في الإحتفال بضرورة دعم جهود السلام وتعزيز مباداراته ونشاطاته، وذلك من خلال الإلتزام  بمضمون وثيقة الإعلان العالمي للعيش معا في سلام، والتوقيع عليها، والإسهام في نشرها ومشاركتها.

https://16mai.org/declaration_ar/

 

في الحفل الغنائي

    تم في سهرة يوم 23 أكتوبر تنظيم حفل موسيقي غنائي بدار الشباب والثقافة لِكان، نشطه كل من مغني الراب الفرنسي ياس لوغو والمطربة الجزائرية، عرابة اليوم الدولي للعيش معا السيدة أمل وهبي.

    عند نهاية الحفل دعت المطربة أمل وهبي الشيخ خالد بن تونس لصعود المنصة، حيث كان يقف مجموعة من الحضور، وخصوصا الساهرين على المهرجان، يتقدمهم بعض الأطفال، وعندها قدم كلمة قصيرة، حيث قال:

    شكرا لكم جميعا.

    ـ متوجها إلى المطربة قال ـ شكرا لأنك غنيت لنا وأطربتينا. وهذه اللحظات التي لا تنسى أهديها للجميع وخاصة أبنائنا وأحفادنا، إنهم مستقبلنا. إنها المرة الأولى، وأقرّ، التي أشهد فيها فرقة غناء راب، كنت بحاجة إلى مترجم، كانت مفاجأة بالنسبة لي، لأرى كيف تطور الإعلام، وبأي كيفية نمرر اليوم الرسالة، رسالة الأخوة ورسالة الإنسانية هذه، مع تعقدها وتنوعها.

    ينبغي اليوم القيام بوثبة، كما قلتُ بالأمس، الخروج من ضائقة النفس لفهم العالم الذي نعيش فيه اليوم، ورؤية السرعة التي يتغير بها ويتطور. هذا الصباح تطرقت إلى الحروف، والحروف هي كائنات، فنحن حروف وكذلك كائنات، ولكلٍّ منا صوت، ولكل منا جسد، ولكل منا نفس وروح. الأجساد مثل حبات المسبحة المختلفة، يربطها خيط، هو خيط الروح، الذي لا نراه، ورغم ذلك هو من يصنع وحدتنا، وهذه المسبحة أعطيها لك – ومنحها للمطربة أمل وهبي، التي كانت تقف بجانبه ـ. إليكم رمز هذا الإتحاد الأخوي، في الفرح والإحترام والصداقة المقتَسمة، معكم أنتم جميعا، كنتم مسلمين أو غير مسلمين، نحتفل معا بالمولد النبوي الشريف، إنها فرحة بالنسبة لي في ساحل دازير، أن يقع على مدى ثلاثة أيام، احتفال يتلوه احتفال، ونمضي لحظات لقاء مشاركة معا، ضمن تنوع مجتمعات الإيمان، والنتيجة أمامنا، بهجة رؤية هؤلاء الأطفال يكبرون وسط هذا الحال، حال التسامح والصداقة والأخوة المقتَسمة. إذن فعلينا تسخير الجهد اللازم، حتى يصبح عالمهم أجمل من عالمنا، يطبعه عنف أقل، ويسوده أكثر تفاهم واحترام وكرامة. إنها رغبة. وكل واحد منا عليه أن يحمل لبنته لبناء دار السلام هذه. المسلمون لوحدهم ليس بمقدورهم بناءها، والمسيحيون بمفردهم ليس بمقدورهم ذلك، اليهود كذلك وحتى البوذيون والهندوس، أضف إليهم الذين يقولون أنهم لا يدينون بدين. إذا حمل كل واحد لبنته، سنستطيع بناء دار السلام هذه، حيث كلٌ يجد مكانه. شكرا جزيلا لكم جميعا.

 

بدار الشباب الثقافة

    يوم 24 أكتوبر صباحا، كان للشيخ خالد بن تونس لقاء مع الكشافة الإسلامية الفرنسية، بدار الشباب والثقافة بمدينة كان، الذين اجتمع بهم على المنصة، وقال كلمة موجزة، حيث صرح "يوجد 56 مليون كشاف في العالم.. 110000 شاب في الكشفية الفرنسية، هذا ليس بالكثير، ولكنها عائلة شبانية ومدرسة شعبية تحاول تلقين المواطنة والمسؤولية المدنية، وخاصة نهج الأخوة وسلوك العيش معا...".

    في نفس المكان تم استقبال فريق المشاة الذي قام برحلة سيرا على الأقدام، من مدينة نيس إلى مدينة كان، والفريق معروف باسم جمعيته الدولية كومبستيل قرطبة، وكان في انتظارهم أعضاء من جمعية عيسى وأفراد من جمعية العيش معا لِكان. تقدم ممثل المشاة السيد ميشال بوفي وقدم كلمة.

    في ذلك الصباح بنفس قاعة دار الشباب والثقافة، تم عرض روبورتاج وثائقي ليوهان بيكار، وبعد نهاية البث تقدم بعض الحاضرين منهم بعض منجزي الفيلم إلى المنصة للنقاش، ثم عرض على الشيخ خالد بن تونس تقديم تدخل، سيعرض لاحقا في صفحة خاصة به.

 

جانب من المعروضات

 

مسيرة السلام عبر نهج لا كروازات

    ما يميز مهرجان كان، هو مسيرته الحشدية عبر أشهر شارع بالمدينة، وهو نهج لا كروازات، ويستمد هذا الشارع شهرته من مهرجان كان السينمائي. شاهدت صحيفة "Nice matin" الحدث مساء يوم 24 أكتوبر، ونكتفي بذكر ونقل شهادتها.


 أثناء مسيرة السلام

في المنتدى

    في اليوم الثاني بعد الظهيرة شاطر الشيخ خالد بن تونس السيد (كارلوس بالما)، رئيس المنتدى العالمي للشباب من أجل السلام، في المنتدى، الذي لم ينشطه سوى هما الإثنين، لقد غاب عنه عدد من الذين كان من المقرر أن يشاركوا فيه. كانت تدور محاوره حول التضامن والأخوة، والبيئة، والمسؤولية المدنية والتربية.


الشيخ خالد بن تونس رفقة السيد كارلوس بالما


في ورشة

    في ورشة شارك فيها يوم 24 أكتوبر، كان للشيخ دردشة مع الأساتذة وممثلي الديانات، وجرى حوارا، فلما طُلب منه أن يوضح مشروع دار السلام، قال: هذا بالضبط ما قد قيل في شهادة. في هذا ينبغي على رجل الدين أن يتحلى بالإدراك، ويحذر من الأنا، لأنه يمثل في نظر الناس ومجتمعه والمجتمعات الأخرى القدوة، عندما يقول شيء ما أو يفعل شيء ما، فهو يُتخذ كقدوة. في حال أنه إذا رآه جرى بين المتدينين فيما بينهم، وإذا فِعلا قاموا بذلك، لأنهم قبل ذلك، إن الإمام والقس والحاخام، يمثلون الأبواب، فهم من عليهم بحزم أغراض البيت، للسماح لبعضنا البعض بالدخول. ولأن التجربة التي سيقت من هذا اللقاء بالنسبة للأطفال قد أثرت فيهم، وظهر الأمر ممكنا. بالنسبة لطفل مسلم، الذي يقول لا يمكنني الدخول للكنيسة، والأخص من ذلك معبد يهودي. وفجأة يتمكن من الدخول، ولكن برفقة ممثله، وهذا ما يسقط الحواجز، وينبغي أن يبدأ ذلك مع رجال الدين بأنفسهم. إذا هم لم يقوموا بذلك، كيف تطلبون من الناس أو المواطنين أن يقومون به.   

     لقد ذُكر مشكل أعياد الميلاد المسيحية، هذه المسألة وجد حلها المسلمين في القرني 9 و 10، حيث في القاهرة كان المسلمون والمسيحون يحتفلون بأعياد الميلاد، وكان ذلك اليوم، الناس فيه في راحة، بأمر من السلطان، وكان ينصب إيوانا على طرف النيل للجميع، وتدق الطبول كل عام في هذه المناسبة. هل ترون، نحن في القرن الواحد والعشرين، ويطرح هذا السؤال، فلإننا نجهل التاريخ..

 

محاضرته بالذكرى العاشرة لمهرجان كان

محاضرته بالذكرى العاشرة

لمهرجان كان

 

 


    يومكم ويومكن سعيد

    في البادئ، أريد أن أشكر مدينة نيس التي سمحت باللقاء في هذا المكان الجميل جدا، على حافة هذه المدينة، على ساحل المتوسط، مهد الحضارات، ومشاركة هذه اللحظة، في ذكرى تهمنا جميعا، وخصوصا أهل كان، أولئك الذين كانوا الأوائل في الإيمان بهذه الفكرة وتبنّيها، وهذا منذ عشر سنين، رغم الصعوبات، ومحنة السنتين، وما تعرضنا له جميعا من حجر وتفرقة، في هذا العالم الذي في رمشة عين توقف، وها نحن اليوم في اندفاع جديد، وانطلاقة جديدة، بعد عشر سنوات من النضج. يندرج العيش معا اليوم إما في حقيقة جديدة أو طوباوية جديدة، لكم الحكم، وليحكم كلّ بنفسه، ويوجد معنا علميين، وأشكر جميع من قبِل المشاركة في هذا اللقاء، وإعطاءنا ايضاحات من أنوارهم، سواء في مجال اقتصاد السلام والرياضيات والعيش معا، وكذا الذكاء الاصطناعي وإضافاته ومساعدته ومساهمته في خلق صلات، وهي تلك الصلات الجديدة للعيش معا، التي ذكرتنا بها دومينيك، حيث يمكن للإختلافات أن تتسبب في إبطال كل شيء، ونجد أنفسنا بشكل ما، إما في وضع الرجوع إلى تخلفات الماضي أو الإنطواء، نتيجة التخوفات وسيطرة الشكوك، وأيضا بفعل سرعة التغيير الذي يطرأ علينا. لنقف جدار صد في وجه هذا التيار، ونحاول في قدر الإمكان، أن نرسم تخطيطا.

    يقتضي العيش معا في سلام والعمل معا في سلام الرجوع إلى القواعد الأساسية، وإعمال الفكر. كلنا درسنا في المدرسة، وكان درسُنا الأول تعلم الأبجدية. يوجد 26 حرفا في الأبجدية (اللاتنية)، أرى أنه يمكن لكل واحد هنا سردها بسهولة، وفي الضفة الأخرى من المتوسط توجد أبجدية أخرى، هي الأبجدية العربية، وتتكون من 28 حرف، وأن كل الأطفال في المدرسة، منذ الطور التحضيري أو منذ المدرسة الإبتدائية يعرفون على الأقل قراءة حروف الأبجدية، وستحضون بعد الظهيرة بورشة، قد توضح أكثر، وتضيف إلى أقوالي مفاهيم، وتفتح نقاشا مع المشاركين لتخصيب هذه الفكرة.

    إذن لنبدأ بتعلم حروف الأبجدية، كل حرف على حذى، بطبيعة الحال. نتعلم اكتشاف الأشكال، فلكل حرف شكله وبنيته، وأيضا هذه الحروف تتكلم، وتمتلك لغة. تتكلم ولها صوت. على سبيل المثال، الألف ليس كالواو ولا يشبه الباء. لكل حرف خصوصيته ويختلف عن الآخر، وتبقى هذه الحروف على خصوصيتها، وهي ليست سوى أصوات، وعندما تحدث المعجزة، أي عندما ترتبط، فنربط الميم بالحاء ويشترك معهما الباء والتاء المربوطة، وعندها نكتشف شيء يدهشنا. نكتشف أن الحروف المرتبطة والمتحدة، التي تقبل بأن تتحد، تُعطي معنى، ويضحى المعنى ظاهرا، ويرشدنا. تصبح محبة. ولكي يتواجد هذا المعنى سيحرض مضاده. وهذا يدل أنه إذا كانت توجد محبة، فإنه يوجد شيء آخر، يوجد مضادها، الذي سينبثق، ويقول انتظروا، انتظروا، نعم توجد المحبة، ولكن أنا كذلك أتواجد، وأسمّى الكراهية. ونحن نعرف كيف نستعمل الكراهية، وهي أيضا حروف.

   إن تعلم حروف الأبجدية 26 سيؤدي بنا إلى الفهم، بسيرورة إعطاء المعنى، مبتدئين بأنفسنا. لكل واحد منا إسم وهوية. يحمل إسم ويسمى السيد فلان. يُعرف باسمه ولقبه. نملك جميعا هوية. لنرى جميعا، ما هي الحروف التي نشترك فيها. ليرى كُلّ اسمه ولقبه، ويقول ما الذي يشترك فيه مع جاره. ما هو إسمي أنا؟ وما هو اسم الشخص الذي بجانبي، على يميني أو شمالي؟ أرى أنه بالتأكيد سنشترك في حرف أو حرفين، ونتقاسمها، وقد تكون ثلاثة. إذا ذهبنا أبعد، سنرى أن حرف الألف ممتد قائم، ويختلف عن الباء، الذي له هيئته الخاصة، وكذلك الشين، واللام إذا حاولنا تسقيم إنحنائه لا يصبح لاما، سيصبح ألفا. إن تقبل الحروف في مختلف أشكالها الأصلية هو الذي يصنع المعجزة، ويسمح لنا بكتابة وفهم الخليقة بإسرها. في حروف الأبجدية 26 يوجد إسمي وإسم جاري، وأيضا إسم الشمس والقمر والبحر والماء والشجر والبعوضة الصغيرة، والكون بإسره معروف في الحروف 26، وفي لغات أخرى في 28 حرف مثل العربية، وفي 22 حرف في العبرية، وتوجد لغات أخرى مثل السريانية وغيرها. يجب الأخذ شيئا ما بالحسبان كل أبجدية، وسنرى أنه كل من هذه الحروف يملك كلية المعرفة التي تلخص الكون بإسره، استنادا على واقع حقيقتنا ولغتنا الخاصة. يدفعنا ذلك إلى التفكير، في حال تقبلنا أنفسنا ضمن هذا الإختلاف التواجدي، ويكمن الإختلاف في تعدد الألسن والفلسفات والديانات وتنوع التعابير. تؤدي بنا الإختلافات إلى فهم هذه الخصوصية التي يتميز بها كل فرد منا، فيما تعطي الوحدة معنى. إنه العيش معا الذي يدفعنا إلى فهم الصلات التي تُوحدنا. وقد تسلك بنا هذه الصلات نحو بلوغ معرفة. معرفة النفس ومعرفة الغير ومعرفة بيئتنا. بلغت الإنسانية اليوم مبلغا، وقد سبق قول ذلك، لقد بلغنا درجة قطيعة، وعندما يقال قطيعة يقال أيضا تجديد..

    على المستوى الإقتصادي يكلموننا عن اقتصاد السلام، تحصلنا للتو على تقارب، وستقام ورشة بعد الظهر، ستوضح لنا بعض الأمور. إلى ماذا يدعونا اقتصاد السلام؟ إنه يدعونا إلى الإدراك بكل بساطة أننا لحد اليوم طورنا اقتصادا يرتكز على الفائدة فحسب، وينبغي الإنتقال من اقتصاد الفائدة نحو اقتصاد الرفاه. وما هو اقتصاد الرفاه؟ إن اقتصاد الرفاه هو الإقتصاد الذي حملنا طوال هذه القرون، بدون أن يُخلف نفايات. انظروا إلى اقتصاد الطبيعة، زوروا غابة، وانظروا ما تنتج الطبيعة، وما مصير المخلفات. نحن أول من أنتج بفضل حضارتنا مخلفات غير قابلة للتحلل، من مواد البلاستيك إلى المخلفات النووية. والطبيعة ليست ذكية مثلنا، بكل تأكيد، نملك ذكاءا خارقا، ولإثبات هذا الذكاء، تمكنا من اختراع الذكاء الإصطناعي، مما يعنيه أننا سلمنا بشكل كلي واستأمنا مستقبلنا لمجموعة البيانات الضخمة، لِآلات، للفرار من هذه المسؤولية. العيش معا شجعنا للتوجه نحن اقتصاد الرفاه هذا، نحو اقتصاد الطبيعة ووضع جميع تكنولوجيتنا، أين؟ أين وإلى أي وجهة؟ نحو إصلاح الأضرار التي تسببنا فيها في الأرض، هذه الجنة، وجميع الديانات تتكلم عن الجنة، وغالبا ما تتكلم عن جنة في الآخرة، ناسين أن الجنة الحقيقية، هي هذه التي استؤمنا عليها، هذه الأرض الهائلة، واحة الحياة هذه، ونحن لا نتكلم سوى عن لاوعينا وأنانيتنا، نحن بصدد تحويل هذه الأرض، لا أقول أن جميعكم على علم بذلك، كل عام يمر، والعملية تتسارع، بسرعة عجيبة، حيث تكاثر الإحتباس الحراري واتسع رقع تلوث البحار والأراضي.

    نحن نتقدم بأعين مغمضة نحو تخريب الأرض التي حملتنا، مع التجاهل أن الأجيال القادمة ستتعرض لمحن وعواقب، ستقودهم حتما إلى الشجار حول الماء والأرض والغذاء، ونحن نرى البحر الأبيض المتوسط، مهد الحضارات، الذي ظهر على ضفته العدد الأكبر من الديانات والفلسفات، فهو مثل الأم، التي أنجبت حضارات ونظريات فكرية. حول هذا البحر ظهرت الكتابة، هذه الأبجدية، التي يشكل كل منا منها حرفا.   

    إنه هذا الرجوع يكون نحو السلام الذاتي والسلام مع الغير والسلام مع الطبيعة، حتى مع الدواعي التي تنجر من الإختلافات، فإنها موجودة لتساعدنا على المضي قدما. إذا حدث خلاف، فليرجع كل واحد إلى خاصة نفسه، ويقول، نعم، على قناعاتي واعتقاداتي أن تتطور، لإيجاد اتفاق مع جاري. نعم يشجعنا هذا الرجوع على المضي قدما، وأيضا على إيجاد الطريق الوسط. في هذا الشأن لديكم ورشة بعد الظهيرة لتوضيح الأمر أكثر.

    بالنسبة لي هذه الذكرى، مع الموسم الأول، مثل الأفلام والمسلسلات، وسنخوض الموسم الثاني، وأرجو أن يفيدنا الموسم الثاني، مع وجود شخصيات ذات مستوى، وأريد أن أقول لكم، أننا البارحة شاهدنا فيلما "نحن جميعا"، الذي كان اكتشافا حقيقيا للذين شاهدوه بنيس، بسينما أكروبوليس، شاهدنا فيلما أين يتجلى العيش معا والعمل معا في وقائع الحياة اليومية، حول حوض البحر الأبيض المتوسط، وفي دول مثل السنيغال وأندونيسيا وصربيا والبوسنة، ولبنان البلد الذي تنهكه النزاعات، وكيف تدخل العيش معا والعمل معا لإصلاح الأضرار، وكيف أنه جرى لقاء بين الجلاد والضحية، ومن خلال العيش معا أعادوا بناء مجتمعهم. ومن هنا تكمن الأهمية في العيش معا والعمل معا، وأن على العيش معا أن لا يبقى طوباوية وحلم، ولكن عليه أن يدخل حيز التنفيذ، وعندها يصبح حقيقة، وعندها يصبح تلك الحقيقة التي نتقاسمها في هذا الصباح، والذي سنتقاسمه في هذين اليومين.

    شكرا جزيلا. 

السبت، 23 أكتوبر 2021

لقاءه بإذاعة رميم

لقاءه بإذاعة رميم

 

    مباشرة بعد نهاية إحتفالية مهرجان المولد النبوي الشريف بمركز جامعة البحر الأبيض المتوسط (CUMانفردت مذيعة راديو رميم بالشيخ خالد بن تونس، وحصلت منه على لقاء حصري، وجاء في الحوار ما يلي:


   سماحة الشيخ خالد بن تونس، أهلا وسهلا بكم. نحن ضيوفكم اليوم، في مدينة نيس المضيافة، في احتفالية المولد النبوي الشريف، إحتفاءا بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

    أنتم في إذاعة رميم، وكل المستمعين فرحين بهذا الإنجاز، الذي قام به شخصكم الكريم، وكل الفريق العامل معكم على إحياء المهرجان الثالث للمولد النبوي الشريف في مدينة فرنسية، وفي أوروبا. ما هو إحساسكم اليوم، بعد نهاية هذا الإحتفال؟

    قال الشيخ خالد بن تونس: نهاية هذا الإحتفال تدل على ما أعتقد على شيء واحد، يشعر به الجميع، وهو أنه لتزال تلك الأخوة الأدمية عاملة في قلوب الناس، تشهد على أنه لتزال عند بني آدم كائن ذلك المداد أو الصلة، التي يستطيع أن يجمع بها الإنسان القلوب ويدخل السرور على الجميع.  شاهدنا كيف كان معنا يهودا ونصارى وغيرهم من الأديان، كانوا حاضرين معنا يحتفلون بعيد المولد النبوي الشريف، في بلاد معروفة عند الكثير، أنها بلاد، ربما من جهة الإسلام، أنها لا تتقبله. وهذا غلط.

    نحن مَن لم يَعرِف كيف نقدم رسالتنا إلى غيرنا. إذا جئتَ إلى الناس عاملا بقلبك، ومطيتك المحبة والتعامل الحسن والإحترام، فإنك تنال من ذلك شيئا. وإذا جاء الإنسان، مكتفيا بنفسه ومغلقا عليها، ويريد أن يفرض نفسه على الآخرين، فإنه لا إكراه في الدين، فلن تجد كلمته طريقا.

    نحن نحاول ونسعى حتى يعيش الخلق معا في سلام واحترام وتعاون. نتعاون، لأن المحنة التي تمر بها الإنسانية، والمشاكل التي تواجه إنسانية الغد، تجد حلولها بإشراك الجميع. لما أتى الوباء لم يستثني أي بلد، لا غني ولا فقير، كل العالم توقف. توقفت الطائرات والسفن. كل شيء توقف. في الهواء الذي يتنفسه الإنسان، وتكون به الحياة، هنالك سكن. الهواء والماء نتقاسمه جميعا.

   ماهي أحوال إنسانية الغد؟

    إذا لم تجمع شملها، وتوجهت لما فيه الخير للجميع، وليس لفئة من الفئات، تختص الأغنياء أو الأذكياء أو العلماء، بل تتوجه للجميع، ولفائدة الجميع، وخاصة الضعفاء والمساكين. - وخص بالذكر - والناس التي تعبر البحر، وتموت بالمئات في كل سنة. هل هذا الشيء مقبول؟ إن الإنسان الذي لتزال الحاسة في قلبه، وليزال يملك الإيمان بالله، ويملأ فؤاده الرجاء والأمال في الله، فهذا يعمل لصالحه.

قالت المذيعة: الشيخ خالد بن تونس، أنت المبادر للسلام، وأنت المبادر لليوم الدولي للعيش معا في سلام، حملته إلى الأمم المتحدة، وتم تبنيه من طرف 193 دولة، وهذه السنة أوقدنا الشمعة الرابعة لهذا اليوم الجميل، واحتفل به في 16 مايو. كيف تشعر اليوم؟

    قال الشيخ خالد بن تونس: أشعر بارتياح، الحمد لله والشكر لله، أشعر بارتياح كبير. وما يعتقد الناس أني قمت به، لم أقم بشيء على الإطلاق، كنتُ الآلة المحركة لإرادة عليا. أنا لا أرى نفسي قمت بشيء مهما كان، ولا أدعي فعل أي شيء مهما كان، سوى أنه حان الوقت، لست أنا، بل الوقت قد حان. قد حان الوقت لفتح أعيننا وفتح قلبنا، فإنسانية اليوم ليس لها بديل، إما أنه العيش معا أو الحرب فيما بيننا، لا توجد بدائل أخرى.

    ينبغي الإدراك. عندما وافقت الدول 193 بالإجماع في الأمم المتحدة، وأطرقت المطرقة، رأيت الإنسانية، رأيتها كجسد، وكل بلد يُشكل عضو. إننا متساويون، سواء كنا مسلمين أو غير مسلمين، دينيون أو لا دينيون، نركب نفس السفينة، التي تسمى الأرض، لدينا واحة حياة، ونحن بصدد تحويلها إلى جحيم، فغاباتنا تحترق كما هي رئاتنا. رئاتنا تحترق، فالباطن بوباء كوفيد وغاباتنا تحترق بالنار. متى سنعي أنه ليس لنا سوى أرض واحدة؟ لا يوجد إثنتان. القيام بالمحافظة على الأرض، والمحافظة على سكان الأرض، بما فيها النباتي والحيواني والمعدني.

    لنحاول أن نكون معا حتى نجد التوازن الصحيح لاقتصاد الرفاه. لنتوقف مع اقتصاد الربح واقتصاد الكازينوهات، الذي يغني البعض، ولكن مع المآل إلى وضعيات غير معقولة. مما يعنيه أننا بصدد تحويل الأرض إلى صحراء قاحلة، مع سيادة الإعتقاد أننا نجني ثروة. ولكن فيما تغني ثرواتنا، وإلى ما ستؤول تكنولوجياتنا، إذا أصبحت الحياة على الأرض مستحيلة؟ وإذا أصبح الهواء الذي نتنفسه غير صالح للإستنشاق؟ والماء الذي نشربه غير صالح للشرب؟ في حين تتواجد في البحار والمحيطات نفايات البلاستيك أكثر مما تتواجد فيها الأسماك.

المذيعة: بالفعل.

الشيخ خالد بن تونس: يجب العودة إلى تحكيم العقل.

المذيعة: الشيخ خالد بن تونس، أشكرك جزيلا على ما منحتنا إياه من لقاء حصري مع إذاعة رميم، وسأكون سعيدة لو إلتقيت بك في ظروف أخرى، ويكون دائما للإحتفال بالسلام.

الشيخ خالد بن تونس: بكل سرور.

المذيعة: شكرا جزيلا.

الشيخ خالد بن تونس: الله يبارك فيك.