الخميس، 27 أبريل 2017

الذكرى الخامسة و العشرون لإنشاء الكشافة الإسلامية الفرنسية

الذكرى الخامسة و العشرون
 لإنشاء الكشافة الإسلامية الفرنسية

كتبه إدوار ماريشال
جريدة Le figaro، في 17 01 2016
  
  منذ إنشائها سنة 1991، و الكشافة الإسلامية الفرنسية، تسعى إلى التوفيق، بين الرسالة التعليمية لمؤسس الحركة، بادن باول، و بين قيم الإسلام.
    
ربع قرن من الزمان، هو في الآن نفسه، شيئ قليل و كثير، بالنسبة لحركة كشفية. قليل، لأن إنشاء الكشافة الإسلامية الفرنسية، جاء 70 سنة بعد إنشاء الكشافة بفرنسا سنة 1920. و لكنها كافية لتكوين جيل من الشباب، هم اليوم، كما يذكر الشيخ خالد بن تونس، الرئيس المؤسس للكشافة الإسلامية الفرنسية، و الذي سيفتتح يوم الجمعة، ندوة حول الذكرى الـ 25 اإنشاء الكشافة الإسلامية الفرنسية "إطارات و أطباء و مهندسين،...". و يضيف "لم يكن الأمر إنشاء حركة بسيطة. كانت توجد عقبات مالية و سياسية..  و معارضة من المجتمع المسلم، الذي يرى أن الكشافة الإسلامية، لا يمكن أن تكون حركة إسلامية، بِقدر ما كان مؤسسها بادل باول مسيحيا". في سنة 2016، مازال متطوعي الحركة، متمسكين على إثبات العكس. يقوم المتطوعون بتلقين الروحانية الإسلامية، بالإرتكاز على المشروع التربوي لمؤسسها بادل باول.
  
  يقول إدريس رنان، المرشد العام للحركة "تجد الرمزية الكشفية تماما معناها في الإسلام". إذ يضيف على سبيل المثال، في السلام الذي نتبادله، الإبهام الذي يغطي الخنصر، يرمز إلى حماية القوي للضعيف. أما عن الأصابع الثلاثة المرفوعة، فهي تمثل الإحترام، الذي ينبغي أن نكنّه لأنفسنا، و للآخر، و لله سبحانه و تعالى، و هي كلها قيم نجدها في الإسلام، تُؤمّن حماية الضعيف، كما جاء في الحديث النبوي "إن الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه". و يسترسل إدريس رنان شارحا، بقيت البيداغوجية الكشفية بدون تغيير، و لكن الجانب الروحي، يدور حول سبعة أنبياء كبار، الذين يعيدون كل شخص إلى مظهر بيداغوجي قوي: آدم هو أب الإنسانية، فهو له اتصال، بالمحور على الجسد، و نوح صانع الفلك، يشير إلى الحِرف. و موسى إلى الشرائع، التي ينبغي أن نتمسك بها. و عيسى يمثل الصحة و القداسة. فعن القداسة، ففي الإسلام، هو روح القدس و كلمة الله. و ننهي بالنبي محمد، عليه و على جميع الأنبياء الصلاة و السلام، فهو ذِكر الله، و من خلاله، تؤلف جميع الرسائل السابقة.

إستجابة لأزمة الهوية التي يعاني منها الشباب المسلم
    بالنسبة للمتطوعين، تتناول الكشافة جانبا مهما من التعليم. يقول فؤاد خثير، عضو المجلس الوطني للكشافة الإسلامية الفرنسية "نحن الطريق الثالث بين الوالدين و المسجد. نحن ندرب الشباب بالعمل، و ليس بالعتاب أو تلقين مبادئ. هذا الذي ينتظرونه في هذا السن". في الأصل، أنشأ بادن باول الكشافة للشباب العاطل عن العمل، في الضواحي العاملة، للمملكة المتحدة. ثم انتشرت الحركة في العالم بأسره، في مهمة تهدف إلى اقتراح إطار، و مثل أعلى للشباب من الطبقات الشعبية. تقول (إلسا بونو)، رئيسة الإتحاد الكشفي الفرنسي "في سنوات السبعينيات، كنا في المنافسة، لكثرة العروض التربوية. في تلك الفترة، ركزت الكشافة على الطبقات المتوسطة و العليا. إن إنشاء الكشافة الإسلامية في التسعينيات، الذي لقي منا الكثير من التشجيع، سمح لنا في نهاية المطاف، بإحياء مهمتنا الأصلية، و هي أن نصبو قبل كل شيئ، إلى ضم الطبقات الشعبية".

   إن مؤسسي الحركة مقتنعون بأن مثالية الكشافة، تمثل إستجابة حقيقية، لأزمة هوية الشباب المسلم. يقول الشيخ خالد بن تونس "ينبغي على شبابنا أن يتوافقوا مع هويتهم المزدوجة الفرنسية و الإسلامية، و يجب أن نعطيهم الأدوات، لرفض الطائفية، و يتبنون قيم الجمهورية، التي هي خاصتهم أيضا. و لكن ينبغي أيضا، أن نوفر لهم تنشئة روحية، لأن حرمانهم من هذه الخصوصية، هو اقتلاعهم من الجذور. بدون ذلك، فبعضهم سينشأ، على إسلام وهمي، و على باب مفتوح لكل الإنحرافات، التي جعلت من بعض شبابنا، يتحولون إلى مفجّرين إنتحاريين. يمكن للكشافة هزيمة هذا المنطق القاتل، و يمكنها أن تجيب على استفساراتهم". 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق