الأربعاء، 20 سبتمبر 2017

الرحلة الأممية الجزء السادس

الرحلة الأممية
الجزء السادس


15- مهرجان العيش معا بمدينة كان

    مهرجان العيش معا بمينة كان، هو حدث جريئ و متميز، تشهده مدينة المهرجانات "كان" الفرنسية، بحيث يجتمع كل سنة، أفراد من كل الطوائف و النحل، من أجل إبراز ميزة التقارب الإنساني، التي تكتنف جميع البشر، و يجسدونها على أرض واقع، في سلسلة من النشاطات و التظاهرات، لعل أبرزها، المسيرة التي تقام في نهج "لاكروازات" الشهير، الذي يستمد شهرته، بفضل مهرجان كان السينمائي، الذي تسلط عليه أضواء كثيرة، عكس مهرجان المصالحة الإنسانية، الذي تصنعه مختلف الديانات و المعتقدات، و يمر مرور الكرام، عند الإعلاميين.

                         المسيرة بنهج لاكروازات

نشأته
    "إن العيش معا في كان، هو حقيقة، نشأت في (كان) في عام 2011، بمناسبة الذكرى الـ 25 لإجتماعات أسيزي، التي بدأها البابا، يوحنا بولس الثاني في عام 1986."( 1)

    واجتماعات أسيزي، هي سلسلة من الاجتماعات بين الأديان، عقدت في مدينة أسيزي في إيطاليا، بدعوة من البابا. وكان الاجتماع الأول، من أجل اليوم العالمي للصلاة، الذي عقد في 27 أكتوبر 1986.

    وفي ذكرى التأسيس الخامسة و العشرين، "قررت مجتمعات (كان)، اليهود والمسيحيين والمسلمين والبوذيين، اتخاذ خطوات تجاه بعضهم البعض، وتلبية دعوات بعضهم البعض، من أجل التعرف على بعضهم البعض، بشكل أفضل، مع عقد رهان، من الأخوة والمشاريع المشتركة المحتملة، التي تحترم الهويات و الإختلافات. من خلال هذه المبادرة من (العيش معا في كان)، وتنظيم الأحداث المشتركة، فإنها تريد أن تظهر أن للمؤمنين، كلمة تساعد على بناء السلام والوحدة للجميع."(1)

أهدافه
    يأمل مؤسسوه، أن يقوم العيش معا، بالدور المرجو من إحداثه، و يحقق الأهداف التالية:
-        تعزيز العيش معا، المحتمل للأديان.
-        خلق مساحات من الأخوة والأمر بالمعروف، مفتوحة للجميع، مؤمنين وغير مؤمنين.
-        في الحقيقة، يؤمل منه التدرب على التعارف، وبالتالي التغلب على المخاوف والأحكام المسبقة.
-        إنشاء ديناميكية الاجتماع و التقارب، بين مختلف المجتمعات، من خلال إقامة أحداث، و تكوين مجموعات المقاسَمة، والإجراءات المشتركة.
-        الشهادة، أن العيش معا بين الأديان، يجلب لبنته، لبناء المدينة، ويساهم في ظهور السلام على وجه الأرض. "(1)

                              إشهارية تعلن قدوم أحد مهرجان العيش معا بكان

المهرجان

    العيش معا بـ (كان)، هو مجموعة من الأحداث الثقافية، تهدف إلى إحداث مودة العيش معا، من خلال إقامة مجموعات تفكير بيدينية، و توفير دورة للدراسات البيدينية، مفتوحة للجميع، و لها جلسة أسبوعية، في محطة إذاعية محلية، و كل يوم الإثنين، الذي يصادف الأول من كل شهر، يجتمعون، و يتحدثون عن إنشغالات المجتمع، و لجمعيتهم ورشات في الطبخ العالمي، و أخيرا، فهم يسهرون على إقامة فعاليات المهرجان السنوي، و مسيرة السلام.

    قال الشيخ خالد بن تونس، يصف أهم جوانب المهرجان السنوي "و أرى على سبيل المثال، في المدن التي آثرت هذا العيش معا، و أذكر مدينة (كان)، التي منذ ست سنوات، نحن نقضي فيها، هذا اليوم، معا، مع جميع المجتمعات، الكاثوليك و البروتستان و اليهود و المسلمين و البوذيين و العلمانيين، مع وجود العائلات و الأطفال. فقد تم حياكة نسيج من الأواصر. إذن توجد صداقة متنت الصلات، و سمحت أيضا بظهور برامج إذاعية، و إقامة لقاءات من مكان لآخر. تقام مرة بالمسجد، ثم يليها الكنس، فالكاتيدرائية، و دواليك. تسمح اللقاءات بتبادل وجهات النظر، و يتكلم المجتمع المدني عن انشغالاته، و يحصل التعارف بين الأعضاء الذين يشكلونه."(2)

    يبدأ المهرجان غالبا، بإقامة سهرة، ليلة المسيرة، عند إحدى الطوائف الدينية، فمثلا يجمعهم كنس المدينة، أو الكاتيدرائية أو المسجد، أو المعبد البوذي، و هناك تجري لقاءات مهمة، و هي فرصة للتعارف و تبادل الأراء، و اختبار مُتن الأواصر الآدمية. و في اليوم التالي، تجتمع مختلف الطوائف، من يهود و كاثوليك و مسلمين و بوذيين، حول مائدة الغذاء، و بعد الظهيرة، تبدأ المسيرة، مسيرة من أجل السلام، عبر نهج (لاكروازات).

    يجتمع المواطنون عند مكان الإنطلاق، و بعد كلمات الترحيب، تبدأ مسيرة السلام، يجوب خلالها المشاة الشارع، في صمت، تتخلله أحيانا بعد الهتافات من هنا وهناك، وحاملين بعض الشعارات، تُشهد مسعاهم، ومبتغاه. ينتهي بهم المطاف عند المكان، الذي نصبت فيه المعارض، و أعدت به بعض النشاطات الثقافية و الفنية.

                          مشهد من مشاهد العيش معا

مثالية العيش معا بـ كان
    "إن الروحانية، سواء كانت علمانية أو دينية، هي طريق سلام، هي أن يكون في سلام، مع نفسه، ومع الآخرين ومع الطبيعة.
    والسعي الروحي هو أيضا طريق إلى الكينونة. يكون في علاقة مع الكائن الأصلي (طبيعتنا الروحية و الكونية)، ويكون في علاقة إيجابية و متعاطفة، مع العائلة البشرية الكبيرة، و مع مجمع الحي.

    مدينة كان، من خلال جمعياتها "العيش معا في كان"، هي دليل حي، على أن المُثل الإنسانية العظيمة، للسلام والأخوة والتضامن، يمكن أن تصبح حقيقة واقعة، وأن الطوائف الدينية الكبيرة، يمكن أن تجتمع و تتحاور و تتقاسم الأنشطة، في دعابة طيبة، والخير والتسامح.

    و بفضل نبض مجموعة، من صناع السلام والحوار بين الأديان، و خاصة (بيير شيفاليت)، رئيس جمعية "العيش معا في كان"، شهدت هذه الأخيرة النور، في 13 نوفمبر2011.

    ومنذ ذلك الحين، وكل عام، يعرف المهرجان، ومسيرة من أجل السلام، تجديدا، مع استفاضة من السرور، والحماس والصداقة، التي تتجاوز الاختلافات الثقافية والدينية، لمجتمعات (كان)، يهودا ومسيحيين ومسلمين و بوذيين وبهائيين.

    مدينة كان، بفضل المشاريع والأنشطة المختلفة، التي نفذتها جمعية (العيش معا)، تحصلت يوم 17 يناير 2017، بمبنى الكابيتول بروما، على جائزة "كيارا لوبيتش للأخوة".

    ولتعزيز التنمية العالمية، لهذه الحركة غير الطائفية، الحاملة للقيم الأخلاقية العالية والسخية، أطلقت الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية الدولية، عيسى، حملة تعبئة و جمع التوقيعات، من أجل يوم دولي للعيش معا. ويوم 17 مارس 2015، قدم الشيخ خالد بن تونس إلى الأمم المتحدة، مشروع تأسيس، يوم دولي للسلام والعيش معا.

    فلنأمل أن ينجح هذا المشروع، وأن تنشأ في كل مكان في العالم، فضاءات السلام والأخوة والتضامن، مؤسسة حول رؤية وإنسانية، مشتركة، وتقوم على الرحمة والتفاني والتوحيد."

غريغوار روتيتشي. من موقعه psychologie-spirituelle.com


الجائزة
    "فازت مدينة كان بالطبعة السادسة، من جائزة (كيارا لوبيتش للأخوة). إنه  مشروع (العيش معا في كان)، الذي تحصل على هذا الاعتراف، بسبب سلسلة من المبادرات، لصالح المودة السلمية، التي حشدت المواطنين العاديين والمؤمنين من عدة ديانات."(3)

    في هذه المسابقة، التي تروج لها جمعية "مدن من أجل الأخوة"، يمكن لجميع الإدارات المحلية، من أي جزء من العالم المشاركة. و هي مسابقة دولية، تستهدف المؤسسات، التي تنشر ثقافة الأخوة، في الإدارات العامة.

    تنقل الشيخ خالد بن تونس، رفقة وفد "العيش معا لكان"، إلى روما، واستلم يوم السبت 15 يناير 2015، جائزة "المدينة الأكثر أخوة في العالم" لسنة 2015.


    و جاء إختيار مدينة "كان"، و هذا الاعتراف، بسبب سلسلة من المبادرات، لصالح التعايش السلمي، الذي حشد المواطنين العاديين والمؤمنين من عدة ديانات. و قدمت المدينة مثالا حيا، لما ينبغي أن تكون عليه المقاربة البشرية، و التعاضد الأخوي، و فندت شكوك الطوباوية الرائجة، و منحت أملا حقيقيا، لكل أولئك الذين يطمحون في غد أفضل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

 التالي ...


    يجهد الشيخ خالد بن تونس جهده، لجلب الخير لإنسانية، تتجه مباشرة صوب الجدار، ولا تجد منفذا و لا تهتدي لحل. و لقد حذر مرارا، من الوضع المأسوي الذي يرافق مسارها، و لا مخرج لها، سوى التحلي بالوعي، و القيام بوثبة لتخطي الجدار، مع الإضطرار إلى اكتساب خصال مكارم الفضائل و الجود.

    لقد كشف منذ ريعان شبابه، عن مزايا في العمل، و الجد و الإخلاص في النشاط الذي خاضه، أهله لأن يحمل راية الخلافة، التي ألبس ثوبها، و عمره لا يتعدى الستة و عشرين سنة. لقد شارف الشيخ خالد بن تونس، اليوم، على السبعين سنة، وهو يحمل مشروعا، عن ظهر قلب، يحاول تجسيده على أرض الواقع، و بسطه في الخليقة. لدفع الأمور إلى الأمام، و الإسراع بها، رفع بمشارعيه إلى المؤسسات الدولية، و يحاول استنفار قادة العالم، و حثهم على النهوض فيها بأنفسهم، و النظر في الوضع البشري المضطرب، الذي يحتاج إلى توحيد الصفوف، و تحقيق المصالحة الإنسانية، لاغير.

    يتواجد هذه الأيام، الشيخ خالد بن تونس بمدينة نيويوك، بالولايات المتحدة، واقف مع مشروعه، الذي حسب الأخبار، تم إدراجه في جدول مداولات، الجمعية العامة للأمم المتحدة. و نحن ننتظر من حين لآخر، آخر المستجدات، رافعين أكف التضرع للمولى عز و جل، أن يهيئ للشيخ الطريق، و يبرز مأموله إلى الوجود، و يُنفَذ و يشرَع "اليوم الدولي للسلام و للعيش معا".

    تشهد الأمم المتحدة هذه الأيام، انعقاد الدورة الثانية و السبعين، فقد افتتحت دورتها العادية، يوم 12 سبتمبر، أما المناقشة العامة السنوية، فتم افتتاحها يوم 19 سبتمبر، على أن تختتم يوم 25 من ذات الشهر.

    والجمعية العامة للأمم المتحدة، هي إحدى الأجهزة الرئيسية الست، للأمم المتحدة. ولها دور استشاري، في المسائل المتعلقة بحفظ السلام والأمن الدولي. ودور الجمعية هو في المقام الأول استشاري، على خلاف مجلس الأمن، الذي يتمتع أساسا بسلطات تنفيذية. و تتشكل من خمسة ممثلين من كل دولة عضو. ويكون لكل دولة صوت واحد، لكي تضع جميع الدول الأعضاء، على قدم المساواة.

    يعيش مشروع الشيخ خالد بن تونس، لحظات حساسة جدا، و خصوصا أن الأمر يتعلق بإقناع دول و حكومات، المجتمعة قادتها، بمبنى الأمم المتحدة، في دورتها الثانية و السبعين. إنه يخوض البحر المحيط، بمعية من ساعدوه في غمار رحلته الأممية، التي تدوم منذ ثلاث سنين، ويملك في يده الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية، عيسى، و نرجو من الله عز و جل، أن ترسو على بر الأمان، مكللة بالنصر، جالبة معها للإنسانية، لبنة مهمة، من لبن السلام، و تحقيق وداد العيش معا.

    تخص كل دورة عادية، من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموضوع. في عام 2017، الموضوع المختار هو "الأولوية للإنسان: السلام والحياة الكريمة للجميع على كوكب محفوظ". وبالإضافة إلى هذا الموضوع، فإنها ستكون من بين الموضوعات ذات الأولوية: أهمية الوقاية والوساطة في صون السلم. قضية الهجرة. أهداف التنمية المستدامة، ومكافحة تغير المناخ، بمتابعة اتفاق باريس. احترام حقوق الإنسان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). موقع "العيش معا بكان".
(2). مأخوذ من الحوار الذي أجراه مع  إذاعة و تليفزيون سويسراRTS ، يوم 31 12 2016.
(3). موقع focolari.fr

الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

الرحلة الأممية الجزء الخامس


الرحلة الأممية
الجزء الخامس


13- اليوم الدولي للعيش معا

    في بداية العام، أعلنت الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، عيسى، أنها غيرت صيغة مطالبتها الأمم المتحدة، و استبدلتها، من المناداة باليوم العالمي للعيش معا، إلى إختيار السعي وراء، اليوم الدولي للعيش معا. فهناك اختلاف كبير بين الأيام العالمية، و الأيام الدولية، التي تعلنها الأمم المتحدة.

    "إن مبادرة اليوم العالمي للعيش معا (JMVE)، التي نعمل من أجلها منذ عام 2014، تدخل مرحلة حاسمة. إن هذا المشروع المستقبلي لعالم آت، هو أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى دعمنا، بكل ما نملكه من حماسة و طاقة.

    تعلن الجمعية العامة للأمم المتحدة، أيّاما دولية، و ليس أيّاما عالمية. لهذا اتخذ القرار في يناير 2017، للعمل من الآن فصاعدا على المناداة، باليوم الدولي للعيش معا. ليصبح (JMVE) (JIVE)."(1)

    قامت الجمعية الدولية الصوفية العلاوية،عيسى، على عجل، بإعداد ورشة عمل للوصول إلى "إعلان باريس"، الذي قرر عقد إجتماعه، يوم 19 مايو 2017، بمقر اليونسكو بباريس. للمزيد من التفاصيل. 



ورشة العمل و صياغة إعلان باريس
     
في 19 مايو 2017،  نظمت المنظمة غير الحكومية الدولية عيسى، ورشة عمل، بدار اليونسكو بباريس، لصياغة واعتماد إعلان، يعزز "اليوم الدولي للعيش معا" (JIVE).

    وضمت حلقة العمل، شخصيات مؤهلة وخبراء دوليين، وممثلين سياسيين ودينيين وأكاديميين، وأعضاء وفود اليونسكو، لكل من (الجزائر ومصر وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وكازاخستان والكويت ولبنان والجبل الأسود ونيجيريا)، والمنظمات غير الحكومية، وممثلي الجهات.

                           اجتماع ورشة عمل باريس.

    تمحور برنامج اليوم، حول أربعة موضوعات للتفكير:

    الإرهاب، والوقاية من التطرف، والأمن والعيش معا. التنمية المستدامة والرفاه، وحقوق الإنسان والعيش معا. التعليم والتنوع الثقافي والإدماج الاجتماعي والعيش معا. العولمة والإدماج الاقتصادي والثقافي والتكنولوجيات الجديدة والعيش معا. للمزيد من التفاصيل.


    وفي اليوم الموالي، 20 مايو 2017، نُظمت قراءة عامة لـ "إعلان باريس"، وفتحت مناقشة، في ميدان واغرام (باريس). وجمع اللقاء، أكثر من 300 شخص (مواطنون وزعماء جمعويون ودينيون، وسياسيون).

    ويُعد إعلان باريس خطوة أساسية، في عملية تقديم طلب اقتراح، للحصول على قرار، الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، شهر سبتمبر 2017. وسيركز هذا القرار على إعلان "اليوم الدولي للعيش معا"، الذي سيكون نقطة انطلاق، لجلب الأسرة البشرية حول هذا المشروع، من خلال الإجراءات، التي سيتم تنفيذها في جميع أنحاء العالم، وامتثالا لأهداف التنمية المستدامة 17 (ODD)، التي سطرت في ميثاق البيان، و تشكيل شبكة غير الرسمية "Synergie 17 ODD"، التي ستكون وسيلة لدعوة كل واحد وواحدة، للمشاركة في هذا الزخم نحو مجتمع، لا تكون فيه، الكرامة والعدالة والاحترام والأخوة والحرية، كلمات فارغة، ولكن حقيقة، بناها الجميع، الواحد مع الآخر، وليس الواحد ضد الآخر. تعمل المنظمة الدولية غير الحكومية عيسى، مع العديد من الشركاء لسنوات عديدة، حول هذا الهدف، و حول فعاليات مهرجان العيش معا بـ"كان"، وهو مثال ملموس، إضافة إلى دار السلام، المنشأة سنة 2016، بمدينة ألميرة (هولندا)، و أيضا العديد من أعمال المواطنة المنجزة، في مختلف البلدان، التي لعيسى بها، فروع وطنية. للمزيد من التفاصيل. 


    ألغى إعلان باريس، إعلان وهران، ثم تطلب حمايته فكريا لدى الهيآت المختصة، و يتقدم بلد، و يدرجه في ملفات الأمم المتحدة، فهو من اختصاص الحكومات، و ليس من اختصاص جمعية دولية غير حكومية.

 
                  قراءة إعلان باريس.


الجزائر على خط المواجهة
    كشف شيخ الطريقة العلاوية، أن هناك ثلاث دول، على استعداد للقيام بهذا المسعى، وقال "سنكون سعداء، إن بلدنا الجزائر، الذي انطلق منه هذا النداء، في أكتوبر 2014، بمناسبة المؤتمر الدولي للأنوثة 'الكلمة للنساء'، يكون أول مَن يتصرف في هذا الاتجاه، في أقرب الآجال".(2)

    وأضاف الشيخ "وجدنا أن الدبلوماسيين الجزائريون، متحمسين لمشروعنا، وهم على استعداد لاتخاذ إجراءات، فور تلقيهم التعليمات اللازمة، ونأمل أن ترافقنا السلطات العليا في بلدنا، في هذه المهمة النبيلة، خدمة لكل إنسان وجميع المواطنين و المواطنات الجزائريين".(2)

التوقيع على العريضة

    لا تنسوا التوقيع على العريضة، التي ستسلم إلى الأمم المتحدة، لتقرير اليوم الدولي للعيش معا. متوفرة باللغتين الفرنسية و الألمانية.



إطلاق خطة عمل فاس
    أطلقت الامم المتحدة رسميا، يوم الجمعة 14 يوليو 2017، في نيويورك، "خطة عمل فاس"، التي تتضمن العديد من التوصيات، للقادة الدينيين، لمنع الإبادة الجماعية وجرائم الحرب. جرى اللقاء، بمقر المجلس الإقتصادي و الإجتماعي للأمم المتحدة.

    جاءت هذه العملية، ثمرة سنتين من الحوار، بين السنغالي (أداما دينغ)، المستشار خاص لمنع الإبادة الجماعية في الأمم المتحدة، وزعماء دينيين، من مختلف الطوائف في جميع أنحاء العالم، تستخدم قائمة من التوصيات التفصيلية، لمنع الجرائم ضد الإنسانية، و الإبادة الجماعية، و التطهير العرقي. وقد اعتمدت العناصر الأولى، من هذه الخطة، في فاس بالمغرب في عام 2015.

    وتستند هذه الخطة، إلى الالتزام، بتعزيز السلام والتفاهم والاحترام المتبادل، والحقوق الأساسية لجميع الناس. وهذا يشمل الحق في حرية الدين والمعتقد، والرأي والتعبير، والجمعيات السلمية. قال (أنطونيو غوتيريس)، الأمين العام للأمم المتحدة، خلال الإجتماع، "إن صوت القادة الدينيين وسلطتهم ودورهم القيادي، أمر بالغ الأهمية. وقال خلال هذا الحدث، فى مقر الامم المتحدة بنيويورك "أن هذا الاقتناع –بدور الزعماء الدينيين- قد أدى الى تطوير المبادرة، التى نطلقها اليوم".

    كان الشيخ خالد بن تونس، شيخ الطريقة العلاوية، والرئيس الشرفي للجمعية الدولية الصوفية العلاوية، غير الحكومية الدولية، عيسى، ضمن المشاركين، وتحدث بعد ظهر يوم 14 يوليو، في المنتدى الدولي نفسه، مشيرا إلى الأهمية المعطاة للشباب، وللتعليم وثقافة السلام، والمكانة الأساسية الذي ينبغي أن تمنح للمرأة... نذيل في الأخير كلمته كاملة، التي ألقاها، في هذا المحفل الأممي، و هي محطة أخرى، من رحلته الأممية الطويلة.

    و كانت المناسبة، فرصة للقاء الشيخ خالد بن تونس، و الوفد المرافق له، من أعضاء الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، غير الحكومية الدولية، عيسى، بالعديد من ممثلي الدول، والمسؤولين في الأمم المتحدة، الذين دعموا مبادرة اليوم الدولي للعيش معا.

    وفي نهاية الزيارة، قرر الممثل الدائم للجزائر، لدى الأمم المتحدة، الشروع في إجراء مفتوح، يتألف من إجراءات، لضمان انضمام أكبر عدد من الدول الأعضاء، في الأمم المتحدة إلى المشروع، الذي ترعاه الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، غير الحكومية، عيسى، من أجل إصدار قرار، يشرع اليوم الدولي للعيش معا.

مداخلة الشيخ خالد عدلان بن تونس
    "في أعقاب إعلان باريس، المؤرخ في مايو 2017، وفي سياق زيادة وعي مختلف الأطراف، على مستوى الأمم المتحدة، بغية تحقيق خطتنا، تشريع الأمم المتحدة، اليوم الدولي للعيش معا، كان لي الشرف، أن أدعى، للتحدث عن هذا الموضوع، في هيأة الأمم المتحدة."(3)

    أنا الشيخ خالد بن تونس، ممثل المنظمة الغير الحكومية، عيسى، في المجلس الاقتصادي والاجتماعي لمنظمة الأمم المتحدة.

    أود أن أتقدم بالشكر لصديقي (أداما دينغ)، على دعوتنا للحضور، في هذا الملتقى المرموق، من أجل التبادل والمساهمة، في زرع بذرة الأمل هاته، التي ننتظرها بفراغ صبر، بهدف التوفيق والمصالحة بين الأسرة البشرية.

    تعمل الجمعية العالمية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية، منذ سنوات طويلة، في إطار هذه المصالحة، في الميدان، و خصوصا مع الشباب. أرى مع الأسف، أن مكانة الشباب في هذا الحوار المهم، لا تحظى في رأيي، بالاهتمام أو بالأهمية التي تستحق.

    لا ننسى أن ما نبحث عنه، ليس السلام الذي يعني غياب الصراع فقط، وإنما سلام حاضر، كحالة كينونة، أو كحالة معاشة على مستوى الضمير، أو على مستوى الوعي. ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف، ينبغي علينا أن نستثمر في التربية على السلام، التربية على ثقافة السلام.
    أود أن أؤكد أيضا، على مكانة المرأة وأهميتها، ويجب أن تكون ذات أولوية، بالنسبة لنا، لأن المرأة هي المدرسة الأولى. إنها الأم، وهي التي ستعطينا البصمات الأولى من حياتنا الخاصة.

    نتكلم اليوم عن القادة الدينيين، ألم يحن الوقت بعد، لأن نطرح حقيقة التساؤل؟ كقائد ديني كذلك، وكممثل لإحدى الطرق الصوفية الكبرى، أود أن أطرح هذا السؤال للقادة الدينيين، وللمسؤولين الدينيين:

    ألم يحن الوقت بعد، لأن يراجعوا كتاباتهم الدينية الخاصة بهم، وبذور العنف الكامنة فيها، وكيف يمكن ترجمتها وإعادة تصميمها أو صياغتها، بكل وضوح، حتى تتمكن الأسرة البشرية، من المصالحة مع نفسها، وإعادة بناء المستقبل؟
    شكـــــرا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ خالد بن تونس في "الملتقى"

                       صورة تذكارية بعد تسليم الجائزة.

    في رحلته الماراطونية، للتحسيس بمشروع اليوم الدولي للعيش معا، و ربط أواصر الأخوة الأدمية، كان للشيخ خالد بن تونس، وقفة مشرفة و ذات أهمية، لما عهدناه، من بث بذور السلام، و السعي وراء المصالحة الإنسانية، و التأكيد على التربية، و ثقافة السلام. نزل الشيخ خالد بن تونس في مدينة فالنسيا بإسبانيا، أين أقيمت فعاليات الملتقى، في طبعته الثالثة عشر، و هو لقاء يجمع الثقافات و الديانات، نظمه مركز اليونسكو بفالنسيا، بالشراكة مع، مؤسسة المحور الثالث إيطاليا والبحر الأبيض المتوسط.

    و كلمة ملتقى في اللغة الإسبانية، كما تعني في العربية، اللقاء من أجل تعزيز العيش معا، في هذه المدينة الساحلية المتوسطية. "هذه السفينة، التي ترحب بالثقافات والأديان والحساسيات، الاجتماعية والثقافية، المختلفة، أبحرت منذ 1 يونيو 2017، حاملة راية 'الوئام المتوسطي'، التي روج لها المؤتمر الدولي للبحر المتوسط - الملتقى 2017، فالنسيا-أغريجنتو 2018، الذي عقد بفالنسيا من 1 إلى 4 يونيو 2017، برعاية اليونسكو-فالنسيا، التي يرأسها (دون خوسيه مانويل جيرونيس)، ويديرها (دون رافائيل مونزو)." (4)

    شهد اللقاء حضور خمسين شخصية و خبير دولي، قدِموا من، إيطاليا و فرنسا و إسبانيا و المغرب و الجزائر و مصر و لبنان. كما حضر ممثلون عن الهيئات القنصلية، من خمسة بلدان وزعماء دينيين.. "قدّم المشاركون أفكارهم وناقشوا ركائز السلام الثلاث: الحضارة والإنسانية والأخلاق."(4)

    بدأ الحدث بكلمات الترحيب لـ (فرانسيك كولومر)، أمين وكالة السياحة في حكومة فالنسيا. وشهد اليوم الأول، إلقاء عدة محاضرات، وقيام نشاطات، ترمز إلى السلام البيديني، مع دعوة إلى الصلاة، لمختلف الديانات و الطوائف. "كان الفناء الداخلي لمركز فالنسيا للسياحة، هذا الصباح، هو المرحلة التي اجتمع فيها ممثلو الديانات الخمسة، الهندوسية، والبوذية، واليهودية، والمسيحية، والإسلام، من أجل الدعوة إلى الصلاة، بلغات مختلفة، مع رسائل مشابهة جدا، وقاسم مشترك، والسعي لتحقيق السلام والمصالحة. ولا شك أن هذا الوفاق، هو أكثر المصطلحات وضوحا، سواء في الجلسة التأسيسية الافتتاحية، أو في الدورة الأولى من الدورات المقررة، وكان أيضا المفهوم الأساسي، لشعار الطبعة الحالية."(6)

    كما ألقى بعد الظهيرة، الشيخ خالد بن تونس، محاضرة بعنوان "الهدف، العيش معا". في اليوم الثاني، ركزت المحاضرات على موضوع الإتحاد، من خلال الكأس المقدسة، رمز التحالف الجديد و ثقافة السلام.

    في يوم 3 يونيو، جرت مراسم تسليم جائزة "الوئام المتوسطية"، و كانت من نصيب كل من، (فرانشيسكو روتلي)، رئيس إتحاد مدن طريق الحرير الجديد، و الرئيس الأسبق لبلدية روما، والشيخ خالد بن تونس، شيخ الطريقة العلاوية. سلّم الجائزة للشيخ خالد بن تونس، السيد (فريديريكو مايور زراغوزا)، رئيس مؤسسة ثقافة السلام، و مدير سابق لليونسكو،الذي قال "يسرني أن أكون هنا، لتقديم هذه الجوائز للسيد روتيلي، والشيخ خالد بن تونس. يمكن تعريف الشيخ بن تونس بكلمة واحدة: العيش معا. سألته يوما ما، ماهي الكلمة الرئيسية، التي يمكن أن نعطيها للأمم المتحدة؟ قال، إن الكلمة الرئيسية هى المقاسمة، اذا لم نتقاسم، لا يمكننا تحقيق العيش معا".

    "وفي نهاية الحدث، تم عرض موكب 'مورس ومسيحيون'، على الشاطئ، حضره مشاركون من عدة مناطق، من البحر الأبيض المتوسط، يرتدون ملابس تقليدية، وكان هناك أيضا مجموعة من الفتيان من أصل إسباني مورسي"(4). بالمناسبة سجلت مشاركة بارزة للكشافة الإسلامية الإسبانية.

    بعد الظهيرة، نُصب معرض الأمير "عبدالقادر، رجل مصير و رسالة"، بمبادرة من الجمعية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية، عيسى، للتحسيس برسالة السلام عند الأمير، و رعاية حقوق الإنسان، تحت وطأة الإستعمار. بعدها، ألقى الشيخ خالد بن تونس، محاضرة "التعايش بين الأديان في أوروبا ممكن".

    "بعد ذلك، أداء موسيقي، لمجموعة الأمل من الجزائر، ختم اليوم، الذي أعطى الكثير من نفسه، بحيث لا يستمع المشاركون إلى المحاضرات فحسب، بل أيضا يشعرون بالأخوة، ويتمتعون بالتفاعل الثقافي، كما وجدت ذلك بنفسي، وشاركت فيه."(5)

    حسب البرنامج، قام الشيخ خالد بن تونس، في اليوم الرابع، بإلقاء محاضرتين في أحد المراكز، و كان شعار اليوم "اليوم الدولي للعيش معا"، و هو أيضا عنوان محاضرته الأولى، و كانت الثانية بعنوان "نحو ميثاق بين الأديان من أجل السلام"، و بالمناسبة، كان لإيريك جوفروا محاضرة، تحمل إسم "الإسلام سيكون روحيا أو لن يكون".


فالنسيا، عاصمة الوئام والضيافة.

                                لقطة من الملتقى.

    غطت القناة التليفزيونية الإسبانية (tve) الحدث، و في تقريرها جاء "لقد كان خطاب الشيخ خالد بن تونس عاطفي جدا، مؤكدا على أهمية هذا الحدث، من خلال فتح حوار بين الأديان، بالإجماع الذي تحقق، لبلوغ هذا الهدف، والوحدة التي يمثلها في هذه اللحظة."(6). في حديثه لهذه القناة، قال الشيخ خالد بن تونس "جاءت فكرة المشاركة في هذا اللقاء، من الاحتفال بالذكرى السنوية 900، لميلاد الحكيم الصوفي سيدي مدين شعيب، الولي الكبير لمدينة تلمسان، في الجزائر. وكان صاحب المبادرة قادة الأندلس. ذهبنا للاحتفال بهذا الحدث في مسقط رأسه، الأندلس، حيث شاركت شخصيات من اليونسكو، من فالنسيا. وقتها جاءت فكرة المساهمة في حدث (الكونكورديا)، يسمى ملتقى، تمّ تنظيمه في فالنسيا. تعمل المنظمة الدولية غير الحكومية، عيسى، المسلمة، على وجه التحديد، من أجل التعايش الجيد، وكذلك التقارب والحوار بين الحضارات والأديان. ثم كان من الضروري، بالنسبة لنا، أن نكون في اجتماع ملتقى، بفالنسيا. وفي الوقت نفسه، جلبنا مشاعرنا ورؤيتنا، لتوحيد الأسرة البشرية والتوفيق بينها. ربما هو حلم، ولكنه ربما، سيتحقق يوما ما."(6)

    و أضاف الشيخ خالد بن تونس، للتليفزيون "قرر مسؤولو اليونسكو في فالنسيا، بمناسبة هذا الملتقى، منحني هذه الجائزة. إنني لا أعتبره اعترافا فرديا، بل هو من أجل الرسالة، و من أجل العديد من الأشخاص، رجالا ونساءا، الذين عملوا منذ سنوات عديدة، ويساعدون على نشر رسالة السلام هذه. هاهو بلد، مثل إسبانيا، ومنظمة مثل اليونسكو، التي هي حساسة لهذه الرسالة، وأرادت منحها تتويجا. لا يهم من هو الشخص، ولابد من إنسان و إسم، هو المشعل، وحامل الرسالة. في الواقع، إن الرسالة وأمل كل هؤلاء الرجال والنساء، هو الذي نال هذه الجائزة. ويأمل هؤلاء الناس أن تتخطى الأخوة والعدالة العالمية، و الإحسان، يوما ما، استياءنا ومواقفنا العدوانية والعنيفة، من أجل أن يتصالحوا، و تصبح الإنسانية جسدا حقيقيا، تشكل فيه كل أمة و كل مجتمع، عضوا منه. إذن يتعلق الأمر، بإيجاد وحدتنا الأساسية، كما قال النبي صلى الله عليه و سلم 'كلكم من آدم و آدم من تراب".(6)

كلمة الشيخ خالد بن تونس، بعد تسليمه الجائزة


    هذه الصداقة، و هذا العيش معا، هما من الإحسان. إذن لو أننا، استطعنا تسوية بعض مشاكل العالم بالعدالة، و من خلال القانون؟ و هذا ضروري. من جهة أخرى، لكي نكون من المحسنين، فإنه بالقلب تحل المشاكل، و ربما حتى الأكثر خطورة منها. و هذا يتطلب أن نعطي جزءا من أنفسنا للآخر. إنها غير قابلة للقياس الكمي، و لا تقدر نقدا. وتسمى الأخوة. و تقوم على الثقة و محبة الإنسانية، و أن يجعل المرء من الآخر، جزء من نفسه.

    هذه الرؤية بسيطة، و هي في متناول اليد، في متناول يد الجميع. وأستطيع أن ألخصها في كلمتين أو ثلاث، قيلت قبلي، بشأن اليونسكو. بالنسبة لنا، فإن هذه الرؤية للعالم، التي نريد أن نوصلها، إلى أبنائنا وأحفادنا، يتم تحقيقها، بتطبيق العدالة و تحقيق العيش معا، بشكل يومي.

    هذه الجائزة منحت بالطبع لشخص. هذا الشخص، شئتُ أم أبيت، هو أمامكم. و لكن هذه الجائزة، تتوجه أولا إلى الرسالة. هذه الرسالة التي نحملها منذ سنوات، من خلال عيسى، هذه الجمعية، هي اليوم، منظمة غير حكومية، لدى الأمم المتحدة، و التي تطمح أن تحقق نظرة جديدة، لأنفسنا و للعالم، الذي نعيش فيه.

    لكم كل تشكراتي، على الشرف الذي حضيت به، من طرف مدينة فالنسيا، و من إنسان حاضر معنا اليوم، هو السيد فريديريكو مايور، الذي أكنّ له احتراما كبيرا، على العمل الذي قام به، على مستوى الثقافة، و خدمة البشر، من خلال السنوات التي قضاها في اليونسكو. كما أتوجه بالشكر، إلى أصدقائي الذين أصبحوا حاليا أصدقاءا، مقربين بالنسبة لنا، وإلى ممثلي يونسكو فالنسيا. شعرنا حقا بضيافتهم، وأعتقد أن الجميع الذين قدِموا من مستغانم، إذن من الجزائر والمغرب وفرنسا ودول أخرى، لهم أن يشهدوا.

    هل أريد أن أحيّي، ربما هذا ليس من قبيل الصدفة. و لكننا بصدد الإحتفال بطريق الحرير، رابطة واصلت الفضاء و الزمن، منذ آلاف السنين، بين آسيا القصوى، و التي هي الصين، أي الجانب الآخر من العالم، و بين حوض البحر الأبيض المتوسط. إذا لم يدعونا طريق الحرير، إلى التوجه نحو الذات، هذه الذات التي تجمع، و تصنع وحدة العائلة الإنسانية.

    هذه الصداقة، و هذا العيش معا، هما من الإحسان. إذن لو أننا، استطعنا تسوية بعض مشاكل العالم بالعدالة، و من خلال القانون، و هذا ضروري. من جهة أخرى، لكي نكون من المحسنين، فإنه بالقلب تحل المشاكل، و ربما حتى الأكثر خطورة منها. و هذا يتطلب أن نعطي جزءا من أنفسنا للآخر. وهذه غير قابلة للقياس الكمي، و لا تقدر نقدا. وتسمى الأخوة. و تقوم على الثقة، و محبة الإنسانية، و أن يجعل المرء من الآخر، جزء من نفسه.

    و تسمى هذه النفس في الإسلام، بالنفس الكلية. و هل هي مندرجة في جينات كل واحد و واحدة منا؟ ألسنا جميعا جزء صغير، و خلية، من هذه النفس الكلية؟ لا يمكننا وضع رؤية لعالم، بحيث تدرك الإنسانية، من نفسها أنها كل شيئ، و أنها تخوض غمار هذه المغامرة، مغامرة الخلق، التي بدأت منذ فترة طويلة، في هذه الأرض، واحة الحياة، التي تقودنا نحو مصير نجهله. كل واحد منا، رجل و إمرأة، يشارك في هذه الرحلة. هذه الرحلة الضخمة، انطلقت منذ ملايير السنين، باتجاه مستقبل مجهول لدينا.

    يقول لنا أصحاب الروحانيات "نحن نفروا منه إليه. نفروا منه إليه". كل واحد منا يبحث عن سعادة لا تتحقق. وهذه السعادة لا يمكن تلبيتها، إلا إذا قاسمها، مع العدد الأكبر. يَخدم بدل أن يخدم نفسه، يخدم و لا يخدم نفسه. تصبح هذه الخصلة لمن يقوم بها، هي الثواب الحسن.

     حتى هذه الجائزة، و هذا التذكار، أنا أهديه، لجميع أولئك الذين يعملون، من أجل مصالحة وتوحيد الأسرة البشرية.

    شكرا جزيلا.


14- رحلات العيش معا

     شاركت الكشافة الإسلامية الفرنسية، في Roverway، و هو التجمع الذي جمع الفئة الكشفية الأوروبية، بعمُر 16 إلى 22، بفرنسا، في الفترة الممتدة بين 3 إلى 14 أغسطس 2016. و الكشافة الإسلامية الفرنسية، جمعية منخرطة في الإتحادية الكشفية الفرنسية، و بمناسبة Roverway، عملت شبيبة العيش معا، بجد و إخلاص، على تمرير رسالة العيش معا، و تحسيس الشباب الأوروبي الذي حضر، و بلغ زهاء 5000 كشاف، بأهمية مشروع اليوم العالمي للعيش معا، و ضرورة الإلتفاف حول مبدأ الأخوة الشاملة، و قبول الغيرية، و العيش الواحد مع الآخر، و ليس الواحد ضد الآخر.  


   في الجزائر قامت الشبيبة، شبيبة اليقظة، كما تسمي نفسها، وهي مجموعة تابعة لمؤسسة جنة العارف، بعمل تشكر عليه، للتحسيس بمشروع اليوم الدولي للعيش معا، و شرح أهداف الشيخ خالد بن تونس، و مغازي هذا اليوم. فما فتئت منذ إطلاق حملة المشروع، على العمل بدون هوادة، على جمع التوقيعات، بحيث أعدت طوابير و معارض، و علقت ملصقات، في عدة مناسبات و غير مناسبات، لدفع الناس إلى الإلتفاف حول الهدف، و دعمه بترك إسم و توقيع، لمساندة مشروع الشيخ خالد بن تونس. يعود لها الفضل الأكبر في تحصيل التوقيعات و تضخيم رقمها.

    كتب موقع جنة العارف مخبرا و معلنا، عن رحلة قادمة "لضمان استمرارية المهرجان الأول، لليوم العالمي للعيش معا في الجزائر. قام شباب من مؤسسة المتوسط للتنمية المستدامة، جنة العارف، بتنظيم  قافلة اليوم العالمي للعيش معا، تحت شعار، 'مكافحة العنف، و مع العيش معا'. وسوف تجري، من 19 إلى 25 ديسمبر 2015، و تجوب جنوب البلد، الجزائر.

     وستجري هذه القافلة على عدة مراحل، و تحط في مدن: غرداية، أدرار، تيميمون وأوغروت. و تكون فرصة لإلقاء محاضرات، و نصب معارض و إلقاء عروض، أثناء مرور القافلة في هذه المدن. وأيضا اكتشاف تراثنا، وهناك زيارات مبرمجة، إلى المواقع التاريخية والسياحية والدينية. المرحلة الأخيرة من القافلة، سوف تتزامن مع مهرجان المولد النبوي الشريف، في تيميمون. و هي لحظة ملؤها الأخوة و المقاسمة والعيش معا."(7)




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). بيان خلية التنسيق، لليوم الدولي للعيش معا، 1 مارس 2017
(2). http://www.desireforpeace.org، يوم 07 10 2016
(3). الصفحة الرسمية للشيخ خالد بن تونس، بالشبكة الإجتماعية (فايسبوك)، في يوم 22 07 2017.
(4). من موقع، المنتدى الثقافي العربي الإسلامي، يوم 06 06 2017.
(5). عبده تونسي محرر مقالة المنتدى. عودوا إلى (8).
(6). تليفزيون (tve) الإسباني، في 11 06 2017.
(7). من موقع جنة العارف.