الجمعة، 5 يوليو 2019

امتلاك الجرأة والإستثمار في تربية السلام

امتلاك الجرأة والإستثمار في تربية السلام
هل الحوار بين الأديان متوقف؟

     نظم نادي الصحافة السويسري، يوم 26 06 2019، ندوته الدورية بجنيف، وأعطى لها هذه المرة، عنوان "هل الحوار بين الأديان متوقف؟". دعي إليها الشيخ خالد بن تونس، ومجموعة من رواد الحوار الديني. جامعته هذه المحاورة بكل من سعادة رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش، السفير البابوي، المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، والسيدة القس كارولينا كوستا، والحاخام فرانسوا جارا، والصحفية السيدة لويزا بالين، الذين ساهموا بمداخلاتهم وأثروا هذه المقابلة. منح للجمهور الفرصة لطرح الأسئلة، وتخصيب الحوار.


    بعدما أعطت له الكلمة، واجهته الصحفية بالسؤال، هل الحوار البيديني متوقف أو لا يزال مستمر؟ قال الشيخ خالد بن تونس، مقدما نبذة قصيرة عن عمله البيديني، ومقدما شروحا عن بعض جوانب مجرى مسعى الحوار، فقال مبتدئا.

   "سيداتي سادتي صباح الخير. سعادتك.

   أنا سعيد لوجودي معكم، ولأتمكن من التعبير مع آخرين، في الإتجاه الذي ما للحوار البيديني من الأهمية. شاركت منذ مدة طويلة، وقاسمت مع أشخاص عديدين من ديانات مختلفة، ما نسميه الحوار البيديني، بداية من أسيزي، منذ سنة 1986(1). يبدو أن في أيامنا هذه، الحوار البيديني، أو الفكرة التي لدينا عن الحوار في سنوات نهاية القرن العشرين، لا تستجيب إطلاقا لاحتياجات إنسانية اليوم.

    إن اليوم لا ينقصنا الحوار، لقد تحاورنا كثيرا، وإنما هو الإنتقال إلى المصالحة وإعادة الإعتبار لهذه الإنسانية. مَن نحن في الحقيقة؟ هل نحن إنسانيات، بالجمع، أو إنسانية واحدة؟ فهذا هو التساؤل، برأيي، الذي يفرض نفسه. إذ كيف نصالح بين العائلة الإنسانية في تنوعها، مع احترام الإختلافات؟ قال سعادته أننا نفتقر إلى الأفكار، وأعتقد أنه لدينا الكثير منها، وإنما نفتقد إلى الجرأة".

    ثم أخذ يكشف عن وجه من وجوه الجرأة، وما تقدمه من ثمار. حيث أضاف "حاولنا منذ سنة 2014 مع الأمم المتحدة تقرير هذا اليوم، المسمى باليوم الدولي للعيش معا في سلام. في البداية كان فعليا طوباويا، أمر لا يُصدق، عند استقبالنا بالأمم المتحدة، سواءا في الأمانة العامة أو في المهمات التي تخص الدول. قابلونا بابتسامة عريضة، وقاموا بإفهامنا أن شأن الأمم المتحدة أمر جدي، وأن هذه الفكرة معطاءة، والأيام يوجد منها الكثير، حتى يوما للبطاطس. كيف هو ضمير الذين يمثلون الإنسانية، وكيف هو الضمير السياسي للذي يمثلها؟

    ورغم ذلك، بعد مرور أربع سنوات، وفي الثامن من ديسمبر 2017، تم تبنيها بالإجماع من طرف الدول 193، وهذا ما لم نكن ننتظره أصلا. أقول أننا انتقلنا من طوباوية إلى واقع يتخطى كل الآمال. عندما نمتلك الجرأة.. والمسألة هي أن على المجتمع المدني أن يتحرك، وينبغي عليه أن يعبر، ويجب عليه أن يطالب، وهي ليست من اختصاص أهل السياسة، ليس افتقارا للكفاءة أو الوسائل، وإنما أهل السياسة، برأيي وحسب ما أراه، محتجزين في نظام يمنعهم، نظام مصالح ورأسمالي، نظام ذو مصالح خصوصية ومالية واقتصادية، وغير ذلك. ينبغي على المجتمع المدني والإنساني أن يعبر ويطالب بهذه المصالحة لأفرادها، حتى نتمكن من رؤية الإنسانية كبدن، تجمع أعضاءه، كل بلد وشعب وتقليد وفلسفة، وكل مؤمن وغير مؤمن، ويجد كل فرد مكانته. وهذا يشكل ضميرا جديدا. لبلوغ هذا، يجب توفير وسائل".

    ثم قدم الشيخ خالد بن تونس مثالا ثانيا عن الإقدام في العمل، فذكّر بندوة الرياضيات والعيش معا، وهي الدورة الـ 70 لمؤتمر اللجنة الدولية لدراسة وتحسين وتعليم الرياضيات، التي جرت الصائفة الفائتة في مستغانم، وجاءها رياضيي من جميع أنحاء العالم. وجرت من 15 إلى 19 جويلية 2018، بجامعة مستغانم، تحت عنوان"الرياضيات والعيش معا، عملية اجتماعية ومبدأ تربوي"، وشارك في تنظيمها إضافة إلى تلك اللجنة الدولية الموسومة، كل من المؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة "جنة العارف"، والمنظمة الدولية، غير الحكومية "عيسى"، وجامعة مستغانم.

     حيث أوضح الشيخ خالد بن تونس "لإعطائكم فكرة، ربما تكون من الأفكار الجنونية، ولا يمنع ذلك من وجودها. مع اللجنة الدولية لدراسة وتحسين وتعليم الرياضيات التي تجمع على كل حال، جلّ الرياضيين في العالم، قمنا برهان، وهو تجريب فكرة "الرياضيات والعيش معا". لماذا وكيف؟ انظروا ماذا صدر؟ 26 جامعة في العالم عملت في ندوة دولية لمدة خمسة عشر يوما. انظروا ماذا صدر؟ (هو مطبوع حوى وقائع أشغال تلك الندوة، وما ضمته من فعاليات مؤتمر مستغانم)(2). تواجد جامعيون أمريكيون وروس وأوروبيون، من ألمانيا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا والبرتغال، وأفريقيا الشمالية والشرق الأوسط وأفريقيا الغربية، وجنوب أفريقيا والبرازيل، إلخ... إنها 26 جامعة، وأدعوكم لقراءته، إنه بالمجان، ومنشور بالموقع الذي سنرشدكم إليه، يمكنكم مطالعته، ونشره من حولكم. "الرياضيات والعيش معا" شيئ يبدو أنه لا يقع على شكله. ورغم ذلك يمكن التكلم رياضيا، وفي الآن نفسه، يمكن الإثبات أن هذا العيش معا حقيقة واقعة، وأيضا تعليم أبنائنا التكلم رياضيا. إنه المنطق المحض. فمن خلال الرياضيات لا يظهر وجود لعقيدة أو فلسفة أو روحانية، ومنها نصل إلى استخلاص النتائج، أن بامكان أبنائنا من ها هنا، التوجه نحو العيش معا في سلام.

    هذا إستثمار، ولكن ينبغي أن يسترعي اهتمام المجتمع بأسره. أتكلم عن المجتمع الإنساني. ففيه تمارين وورشات، ويحوي ثراءا هائلا، يسمح بتغيير الضمائر.. فمهما قلنا، يجب وضع استثمار في الثقافة في التربية للسلام هذه، وإلا سنواصل في التدهور. فالأمر يتعلق بجيل بأكمله. فأينما توجهنا تصادفنا مشكلة. مشكلة الإحتباس الحراري وانقراض الكائنات وتلوث المحيطات، وكل شيئ يترك أثره، يوحي أن الأمور ليست على ما يرام. تعدينا عتبة التسامح. وإذا لم تغير الإنسانية ضميرها، وتتوجه نحو هذه الأخوة، وإذا لم نتخل عن أنانيتنا، ونسعى للتآزر والإجتماع فيما بيننا، بالمعرفة والكفاءات والتكنولوجيا. ينبغي أن يكون كل هذا في خدمة الإنسانية، و ليس العكس. في أيامنا كل هذا يقبع في خدمة المال. إذن ينبغي علينا تكييف طريقة إدارتنا وطريقة تحاورنا، وطريقة رؤيتنا لما هو إنساني. الإنساني ليس ذكرا أو أنثى، إنه الكائن كيفما كان. نحن نتمتع بتساوي في الكرامة، وعدالة للجميع، وتضامن بين الجميع. في رأيي هذه هي المسألة التي تفرض نفسها علينا".

    "عدتُ من ألمانيا منذ ثلاثة أيام". حيث أجريت فعاليات يوم الكنيسة الألمانية، من 19 إلى 23 يونيو الفائت، بمدينة دورتموند، وهو حدث مهرجاني، شاركت فيه المستشارة الألمانية، والعديد من الوزراء الفيدراليين. أضاف "كنا في مدينة دورتموند، وملعب المدينة يتسع لمائة ألف شخص، وكان الثلثان من الشباب. إلتقوا. ألقيت محاضرة في إطار يوم الكنيسة البروتستان بألمانيا، وحضرت بالفعل السيدة ميركل، والعديد من الوزراء، منهم وزريرة التربية ووزيرالداخلية. ذلك لأقول لكم أن بعض الدول بدأت تأخذ الأمور بعين الإعتبار. وهو ما أتمناه".

    "إذا لم نقم به، فسيتظاهر شباننا في الشوارع. إنهم يطالبون بمعنى للأمور، وأن نحفظ مستقبلهم، ويستفسروننا عن إدارتنا، ونحن شرعا مسؤولين عن ذلك أمامهم وأمام التاريخ. (ما الفرق) بين الجامع والحصري؟ في الحصري، لانستطيع منع شخص من التصرف في ممتلكاته (عائلتي)، وتوجد أمور، هي جامعة (أرضنا وسمائنا ومحيطنا)، فهذه الأشياء نتقاسمها معا. لا وجود لحدود. إذن ينبغي تواجد توازن، وحمل تربية السلام هذه، والخروج من هذه الأفقية، التي تقود سوى إلى التطور على مستوى واحد، والتحول نحو هذه العمودية، التي هي بالنسبة لي، مكونة من قيم. ماهي القيم التي تجمع الإنسانية؟ ما هي قيمنا، سواء كنا دينيين أو لا دينيين؟ ماهي القيم التي تجمع اليهودية والمسيحية والإسلام والبوذية والهندوسية، وماهي القيم التي تجمع الجميع، بدون إستثناء؟ إذن يتعلق الأمر بإعادة المعنى لإنسانية اليوم. شكرا جزيلا".

    بعدها فسح المجال للحضور للمشاركة وطرح أسئلتهم، وكانت تتمخض عن دور الحوار البيديني وصيته في المجتمع. قال الشيخ خالد بن تونس مسترسلا في كلامه "هذا النوع من اللقاءات، اجتمعت في الكثير منه، مثلما تكلمت عن أسيزي. احتفلنا بلقاءات من هذا النوع، حتى في روما، بكنيسة سان ايجيديو، ومع ممثلي كل الديانات في العالم. احتفلنا به أيضا في بولونيا، في الفترة التي كانت لتزال شيوعية، في سبتمبر 1989، للإحتفال بذكرى الحرب العالمية الثانية، التي كانت كارثية. ونحن في الجزائر احتفلنا بشيئ فريد من نوعه، وهو تطويب 19 راهب ومؤمن مسيحي، قتلوا في العشرية السوداء، وطوّبوا بحضور ممثلي البابا فرانسوا، وحضر أكثر من 1200 ضيف، جاءوا من مناطق مسيحية أخرى، وكانت هذه المرة الأولى، التي يدخل العديد من الأساقفة ومديري العديد من الأديرة مسجدا، واستقبلهم أئمة ومفاتي. إنها سابقة، وجميعا مسلمين ومسيحيين كاثوليك رومانيين، افتتحوا كنيسة تسمى باسم السيدة مريم، تعلو المدينة، واعتمد بهوها باسم ساحة العيش معا في سلام. لأول مرة في بلد مسلم وعربي، على كل حال، أنا لا أعرف سابقة، لتطويب مسيحيين. إذن، إن هذا ممكن.

    لهذا قلت يجب علينا أن نمتلك الجرأة. وهذا يتطلب عملا فعليا. وبعد عام ونصف العام من العمل مع أسقف وهران، ورئيس الأساقفة بالجزائر العاصمة". بهذا قدم الشيخ خالد بن تونس أمثلة مبينة، فبعد تشكيل الفكرة، تليها الجرأة والإقدام، وبعبارة أخرى القيام بالإستثمار في القضية.

    ثم أوضح "أعتقد أن هذا القرار للأمم المتحدة لليوم الدولي للعيش معا في سلام ساعدنا بشكل كبير. وأرى على سبيل المثال، أن بلدا مثل أثيوبيا أنشأ بفضل هذا اليوم لأول مرة وزارة العيش معا في سلام، وهذه المرة الأولى التي تخلق فيها وزارة تنسب للسلام في بلد في العالم، وهذا أمر عظيم. وفي أوغندا استفادت قبيلتي الهوتو والتوتسي منه من أجل المصالحة فيما بينهما. إن الأمور تتحرك، شيئ لا يمكن إنكاره. وإنني أرى أن الـ 16 مايو، يسترعي إهتمام عدد متزايد من الدول في كل عام. وإن الإستثمار يقوم به دائما المجتمع المدني، وليس أهل السياسة، من ناحية هذا جيد، إذ لا توجد مصالح ولا يستثمر سياسيا، وينبغي علينا أن نعلم أن مثل هذه الأعمال توحّد المجتمع، والذي يعنيه، أن العيش معا يسمح لنا بالإلتقاء والتبادل، والخوض في الأمور ذات الطابع التحريمي، والتصور الذي لدينا عن بعضنا البعض... إن هذه الحصرية للحقيقة، لا نستطيع تجاوزها بالتربية بثقافة السلام ولا بالديني، فالدين بحكم طوره سيحكم لنفسه بامتلاك الحقيقة، وإن تربية للسلام بإمكانها أن تساعدنا، نستطيع أن نقول، أنها تُوحد حقا، وتكون تلك حقيقة متقاسمة. نحن جزء من الحقيقة، ولكننا لا نمتلكها بشكل فردي، فلأنها كبيرة جدا بالنسبة لكل واحد منا. الله أكبر من أي أمة، ولا ينتمي إلى أمة واحدة".  

    وفي رده عن تساؤل حول التطرف قال "تذكرنا مسألة التطرف بأن للحوار البيديني أهمية كبيرة. أنتم ترون أن البابا قام مؤخرا بزيارة إلى الإمارات العربية المتحدة، وخرج نداء على إثرها، وقّعه رفقة شيخ الأزهر، وهذا النداء توبع بنداء مكة المكرمة، أين حضر 1200 عالم ومفتي من العالم الإسلامي، الذين اجتمعوا من أجل تحرير هذا النداء للسلام. دأبهم احترام الديانات الأخرى واحترام الأقليات. والأشياء تتم".

    للعلم قام البابا فرنسيس بزيارة رسمية إلى الإمارات العربية المتحدة، في شهر فبراير 2019، وكان في استقباله شيخ الأزهر المصري، وذلك بصفته رئيس مجلس حكماء المسلمين، تلك الهيئة الإسلامية المستقلة، المؤسسة في جويلية 2014، ومقرها بالعاصمة أبو ظبي.  شهد ختام المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي التوقيع على وثيقة 'الأخوة الإنسانية'، بحضور البابا وشيخ الأزهر. وشهد الجانبان "إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية؛ لتكون إعلانا مشتركا عن نوايا صالحة وصادقة من أجل دعوة كل من يحملون في قلوبهم إيمانا بالله وإيمانا بالأخوة الإنسانية أن يتوحدوا ويعملوا معا من أجل أن تصبح هذه الوثيقة دليلا للأجيال القادمة، يأخذهم إلى ثقافة الاحترام المتبادل، في جو من إدراك النعمة الإلهية الكبرى التي جعلت من الخلق جميعا إخوة"، بحسب وكالة أنباء الإمارات.

    وتضمنت الوثيقة "هدف الأديان الأول والأهم هو الإيمان بالله وعبادته، وحث جميع البشر على الإيمان بأن هذا الكون يعتمد على إله يحكمه، هو الخالق الذي أوجدنا بحكمة إلهية، وأعطانا هبة الحياة لنحافظ عليها، هبة لا يحق لأي إنسان أن ينزعها أو يهددها أو يتصرف بها كما يشاء، بل على الجميع المحافظة عليها منذ بدايتها وحتى نهايتها الطبيعية، لذا ندين كل الممارسات التي تهدد الحياة؛ كالإبادة الجماعية، والعمليات الإرهابية، والتهجير القسري، والمتاجرة بالأعضاء البشرية، والإجهاض، وما يطلق عليه الموت /اللا/ رحيم، والسياسات التي تشجعها". وللإطلاع على وثيقة مكة وقراءة موضوعنا في المسألة اضغط هنا.

    ثم عرج الشيخ خالد بن تونس إلى الدور الإعلامي الهدام، فمثل هذه المواضيع التي تثلج القلب وتدخل السرور وتبشر بمفاتيح أمل، لا تجد لها مبلغا يوصلها للجمهور الواسع، فأشار "إنه لأمر مؤسف، فالصحافة لا تخصه سوى بصدى قليل. وإن الأثير الإعلامي في العالم عائق كبير. والأمر الثاني، ودائما حسب رأيي، هو أن هذه المبادرات التي اتخذت من طرف مسؤولين دينيين، لها بالتأكيد صدى على الجميع، وأما عند المتطرفين من أي جماعة كانت، فإننا لا نعلم. إنها متواجدة وستواصل التواجد فيما بيننا. وهذا يطرح السؤال التالي، أنه ينبغي علينا امتلاك الجرأة والإستثمار في السلام. وإن سبب إيجاد الحرب هو وجود مؤسسات تكوّن أشخاص من أجل الحرب، واستراتيجيات وأكاديميات حربية. أنا آسف لا توجد أكاديمية للسلام. قلنا أنه منذ سنين والأمم المتحدة تعدنا بأكاديمية للسلام. لا أعلم كم وجد من مشروع، وأحد المشاريع كاد يثمر، وهو مشروع كوستاريكا، للرئيس الأسبق الكوستاريكي، الذي وهب قطعة أرض بالعاصمة سان جوزي، ولم ير المشروع النور أبدا. قولوا لي هل تعرفون جامعات بها كراسي للسلام؟ قولوا لي؟ أنا لا أعرف. هنا تكمن المشكلة..".

    واعتبر أن "للتطرف أسباب وجوده". ثم قدم مقارنة "كيف أنفقت 17000 مليار دولار، وهي كلفة العنف في العالم، وتمثل 13.64 % من الإقتصاد العالمي. رقم هائل. وفي الجهة الأخرى، ماذا استثمرنا"؟

    وأردف "يوجد الفقر ودول على حافة الإنحراف. انظروا ماذا يحدث في حوض البحر الأبيض المتوسط؟ لم يعد هناك وجود لسوريا والعراق وأفغانستان واليمن وليبيا، وكل دول الساحل مضطربة، من الشرق إلى الغرب. كل هذا من أجل ماذا؟ ما الذي يوجد وراءه؟ ما هي الأهداف وما هي التحديات؟ نحن بحاجة من أي وقت مضى للسلام، وإلا ستأخذ هذه الدوامة كل شيئ. وماذا عن الهجرة بالنسبة للذين طردوا من بيوتهم وأراضيهم، أين تريدون أن يذهبوا؟ يتفادون الموت، وبحر الأبيض المتوسط أصبح مقبرة. أين تريدون أن يذهبوا؟ لهم الحق في الحياة".

    وختم الشيخ خالد بن تونس قائلا "إن الإستثمار في السلام هو الأكثر أهمية. ويسمح هذا الحوار بصفتكم دينيين بتوسيع نطاق السلام فيما بيننا، وبالنسبة لي، فإنه أولى الأوليات".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). اجتماعات أسيزي، هي سلسلة من الاجتماعات بين الأديان، بدأها البابا، يوحنا بولس الثاني في عام 1986، عقدت في مدينة أسيزي في إيطاليا. وكان الاجتماع الأول، من أجل اليوم العالمي للصلاة، في 27 أكتوبر 1986. ومن ذلك اليوم تقصد كل عام هذه المدينة للصلاة.
(2). رابط المطبوع اضغط هنا.