الأحد، 3 مايو 2015

نفحات

نفحـات

    بسم الله الرحمن الرحيم  
   
        ننشر بإذن الله تعالى تعليما لسيدنا القدوة الهمام الشيخ خالد عدلان بن تونس، و هو بعضا من دروسه، يلقيها عادة أمام مريديه، بلغة بسيطة و عميقة، تغمرها أحيانا لغة الإشارة، و رسائل مشفرة لأحبابه، قصد توجيههم و معالجتهم في طريقهم الروحي و سيرهم الرباني.
   
    قال الشيخ خالد بن تونس "كل فرد يجد في أجوبة الشيخ ما يحتاج إليه، و كأنه يجيب في جملة واحدة عن مائة سؤال، و قد يقول كل واحد في نفسه 'عجبا. إن الشيخ يتوجه إلي بحديثه' أو 'إنه يجيب تماما عن السؤال الذي لم أطرحه'".
                           من كتاب "التصوف قلب الإسلام".
   
    وقع الإختيار على ثلاث ملتقيات، نشطها الشيخ المُبلغ، الحاج خالد بن تونس في مناسبات عديدة، أضافت إثراءا للتراث الروحي، و تمكينا لأتباعه  في مواجهة حقيقة واقع عصرنا، و الأخذ بالتجديد، و دخول المغامرة الإنسانية الحالية.
   
    (1).  في ملتقى "المرشد و المريد"، الذي أقامه سنة 2011، كشف بعضا من مدلول الشجرة، و سر تعدد ذكرها في القرآن الكريم، فكانت المحاضرة، مفتاحا للنفوس، و تمهيدا للعقول لإدراك بعض خزائن التوحيد، و ترشيحا لفهم خفايا العلوم و المعارف.  


    (2). ألقى الشيخ خالد بن تونس سنة  1984 خطبة، بمناسبة الذكرى الخمسين لوفاة مؤسس الطريقة، و مجدد القرن الرابع عشر الهجري، مولانا الشيخ العلاوي، و أبدى فيها بعض مآثر صاحب الطريقة، و هي أيضا فرصة لمعرفة خصائصه، و خصوصا و نحن على أبواب، الإحتفال بمآثره بمقر اليونسكو، التي اعترفت بتراثه و عدته عالميا، نهاية شهر سبتمبر المقبل بباريس.


    (3). المحاضرة الثالثة ألقاها بمدينة طنجة المغربية، بالملتقى الدولي التكويني الأول للسماع الصوفي، آداب و وجدان، الذي جرى أيام 29 و 30 أبريل و الفاتح مايو 2010، بحيث جاء في كلمته الإفتتاحية: 

    بعد بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا و مولانا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

    السادة الحضور، السلطات المحلية، و جميع من حضر معنا و سعى في هذا اللقاء السعيد المبارك، الذي أدعو الله أن يبارك فيه، و أن يجعل منه إنطلاقة جديدة لفهمنا و عملنا، و لإحياء ميراثنا، و المحافظة على ثراتنا الروحي و المعنوي الديني الإسلامي المحمدي.

    يقول صلى الله عليه و سلم "إن لله نفحات ألا فتعرضوا لها". هذه نفحة من نفحات الله سبحانه و تعالى، جاد علينا بها، و أهّلنا إليها، و جعلنا ممن يجمع الشمل، شمل شبابنا و شمل أمتنا، بالأخوة و المودة، وزيادة في المعرفة، بهذا العلم الرباني الروحي، عِلم به، إن شاء الله، سنصل إلى حق معرفة الله، و يصل بمجتمع يهدف إلى بناء عالم جديد لإنسان، هو الآن في شكوك و ظنون و ضنى في حياته و مستقبله السياسي و الإقتصادي و العلمي، و خاصة الروحي.

    و أهل التصوف عندما يتكلمون عن السماع، قبل كل شيئ، يرجعون إلى قوله سبحانه و تعالى، إلى النداء الذي خطب به أرواح بني آدم، في الأزل، قبل وجودنا، و قبل نشأتنا في العالم الحسي، لما خاطبهم بقوله "ألست بربكم". سورة الأعراف، الآية 172.


                                         تحقيق محمد خ