الاثنين، 6 أغسطس 2018

الشيخ خالد بن تونس يتسلم جائزة ألبرت شفايتزر

الشيخ خالد بن تونس
يتسلم جائزة ألبرت شفايتزر


    بفضل جهوده المعتبرة، ونشاطاته البارزة، والثمرة المجنية، إثر صدور قرار إنشاء اليوم الدولي للعيش معا في سلام، أضحت أعمال الشيخ خالد بن تونس، مصدر إلهام وافتخار للكثير من العقلاء في هذا العالم، وأصبح الطلب عليه يتزايد، لالتماس منافعه، والإستماع إليه، وطلب النصيحة، والمشاركة في تجسيد مشاريعه.

    حلّ الشيخ خالد بن تونس، يوم 31 يوليو بحرم جامعة جورج واشنطن، بالعاصمة الأمريكية، لاستلام جائزته، التي منحتها إياه الجمعية الدولية للحرية الدينية، وهي مؤسسة أنشئت عام 1900(1)، وفي 1975، أسست جائزة باسم أحد أفرادها، وهو الطبيب والفيلسوف الألماني– الفرنسي "ألبرت شفايتزر"(2)، وأطلق عليها "جائزة ألبرت شفايتزر للخدمة المتميزة"، وتمنح سنويا، وكان من ضمن المتوجين بها على مر السنين، أصحاب جوائز نوبل، مما يوضح الدقة المتوخاة في اختيار المؤهَلين.

    بعد تسليمه القلادة، من طرف السيدة الرئيسة، ألقى الشيخ خالد بن تونس، كلمة، حاول فيها تلخيص مشروعه، في إيجاز مفيد، عسى أن تجد فكرة العيش معا في سلام، حملة لها.

هذه هي الرسالة الثمينة التي جئت أتقاسمها معكم

    السلام عليكم. السيدة الرئيسة، الجمع الكريم، أصدقائي الأعزاء.

    لي الشرف الكبير أن أكون اليوم حاضرا بينكم، وأستلم هذه الجائزة، وهذه الجائزة غير موجهة لرجل، الرجل الذي هو أنا، ولكنها موجهة للرسالة، وهي الرسالة التي أتيت أشارككم فيها، وهذه الرسالة هي رسالة السلام. علينا أكثر من أي وقت مضى، إستثمار غاية جهدنا، حتى ينتصر السلام فينا، فرديا وجماعيا. ليس السلام غياب النزاعات والحروب، ولكنه حالة كينونة، وحالة من الوعي، والسلام هو العمل معا، من أجل الإنسانية. تواجه الإنسانية، أكثر من أي وقت مضى، مشاكل عديدة، والوضع في العالم، الذي نعيشه اليوم، يدفعنا إلى طرح أسئلة متشعبة. كيف نبني المستقبل؟ كيف نمرر إلى أبنائنا وأحفادنا والأجيال المقبلة، حتى يبنون مع بعضهم البعض، وليس ضد بعضهم البعض. لدينا سوى أرض واحدة، هذه واحة الحياة. ينبغي علينا أن نغير علاقاتنا الضارية والإستغلالية، حتى يتم التقاسم بالتساوي، ما وهبته العناية الإلهية من موارد. ينبغي علينا أيضا، مراجعة نظرتنا حول أنفسنا. هل نحن حقا إنسانية واحدة؟ هل نحن خلية من هذا الجسد، الذي نسميه الإنسانية؟ كيف يعقل أنه حتى هذا اليوم، لم تتوصل أعضاء هذا الجسد، إلى اختيار قاسم مشترك؟ وكيف يعقل أنها لم تتوصل إلى صنع عالم سلام وازدهار وعدالة وكرامة؟ وكيف يمكن أن بعضنا البعض، ما زال يشكل ذئبا لأخيه، ونتفارس. إن الفلسفة، التي ترتكز عليها هذه الطريقة، التي أمثلها، هذا المنهج التقليدي للإسلام الروحي الصوفي، ترتكز على ثلاث نقاط: النقطة الأولى، هي أنا وأنت، أو أنت وأنا. الإحترام المتبادل الواجب. الكرامة المتبادلة الواجبة. أنا وأنت. الإحترام المطلق، حتى لا يتأذى أي واحد منا، من الآخر. والنقطة الثانية، هي أن تتمكن درجة وعينا من الإنشراح، حتى يتم استقبال الآخر، ويصبح أنا أنت، وأنت أنا. وهذه هي الأخوة، وحالة من الإدراك، تسمح لنا بالإجتماع حول دائرة الأخوة. والنقطة الثالثة لهذا التقليد، هي لا أنا ولا أنت، بل هو. أما المؤمن، فإنه يسميه الألوهية، وأما الذي ليس لديه إيمان، كيف له أن يفهم، ويعطي معنى لهذه الحكمة، ورغم ذلك، فهو جزء من هذه الإنسانية. إنه السرمدي الذي لا يدرك، وكل واحد منا وفرديا، موصول مباشرة بهذا المفهوم، للسرمدي الذي لا يدرك. نحن جميعا نفخة لهذه الروح الموجودة بيننا، من خلال الوجوه العديدة.

    لنعيد قراءة تاريخنا، ولو للحظة وجيزة. أتكلم عن الديانات السماوية، هل سبق موسى صلى الله عليه وسلم اليهودية، أم اليهودية سبقت موسى صلى الله عليه وسلم؟ هل سبق عيسى صلى الله عليه وسلم المسيحية، أو المسيحية هي التي سبقت عيسى صلى الله عليه وسلم؟ هل كان محمد صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام، أو الإسلام كان قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم؟ هل اليهودية سبقت ظهور الحكيم بوذا أو العكس؟ وهنا نفهم أنه وُجد رجال، كانوا متواصلين بهذا المطلق، بهذه القيم لهذا المطلق. عاشوا هذه الرسالة، ومرروها إلينا بأمانة. ماذا فعلنا بهذه الرسالة؟ أقمنا جدران وحواجز بيننا. لقد حان الوقت، كي نعمل على أن يقوم إيماننا بتوحيدنا، مع احترام التنوع، ولمّنا حول الإنسانية، ولا تعود علوم اللاهوت والعقائد والديانات أمامنا، وسائط للتفرقة. هذه هي الرسالة الثمينة التي جئت أتقاسمها معكم. لدينا اليوم فرصة، وهو قرار الأمم المتحدة، الذي أخذ ثلاث سنوات ونصف السنة من العمل، واستطاع إقناع مجموع الدول الـ 193، بالإجماع، لجعل الـ 16 مايو، اليوم الدولي للعيش معا في سلام. هل هي الغاية ونجحنا؟ لا. فهي ليست سوى البداية. تم فتح الباب. ينبغي الآن مواصلة السير. يجب إدراج العيش معا في حياتنا اليومية. يجب أن يكون هو الميثاق، حتى نعيد إيجاد وحدتنا، وينبغي أن يكون مندرجا في البرامج التعليمية لمدارسنا. ونحن في حرم جامعة راقية، علينا أن ننشئ كراسي للعيش معا في سلام، في كبريات الجامعات في العالم. وينبغي التوجه أكثر أبعد، إنشاء أكاديميات دولية للسلام. هذا هو الهدف، الذي ينبغي أن نحمله جميعا. لا يمكن بناء دار السلام، إذا لم يقم جميعنا، كل واحد ضمن تنوعه، بحمل لبنته، الديني واللاديني، فهذا من مصلحة الجميع، وليس لدينا الوقت الكافي. إن التحديات التي تنتظر الإنسانية كثيرة، فعلينا أن نجعل من ثقافة السلام، قاعدة لأمل جديد. شكرا لكم جميعا، شكرا سيدتي الرئيسة لدعوتكم إياي، ومشاطرة هذا الوقت معكم. كان عمري 17 سنة، عندما سمعت لأول مرة بهذا الرجل، ألبرت شفايتزر، في مدرسة الزاوية، التي درست بها، حيث كنا نملك صورا لرجال تركوا بصماتهم في الإنسانية، ومن هؤلاء الرجال، كانت توجد صورة ألبرت شفايتزر، واليوم أحمل هذه القلادة. إن مصير الإنسان، هو حقا مجهول. حكوا لنا عن غاندي(3)، وبالنسبة لنا، هذا الرجل الذي لم يكن مسلما، بل هندوسيا، وكاد يهلكه الصوم الذي نذره، من أجل توحيد طوائف كانت تتقاتل. أين يوجد اليوم أمثال غاندي أو ألبرت شفايتزر، الذي كرس حياته في معالجة من مرض، كان قاتلا في ذلك العصر، وكان المرضى يبعدون إلى أماكن وجزر، ويعزلون عن المجتمع الإنساني، وعن شعوبهم وعائلاتهم، ولا أحد يتجرأ أن يقترب منهم.

    هيا نحاول أن نصالح بين الإيمان والعقل، وبين العمل و التأمل، وبين الروحانية والإلهام. ونستفيد من بعضنا البعض، في تآزر دائرة الفضائل والجود، ونعطي معنى لحياتنا، ونترك بصمة في الأرض. نحن هنا جميعا، على شكل حروف الأبجدية، كل واحد يحمل في نفسه رسالة سرية، وإذا لم ترتبط الحروف، فلن تقدم معنى. ولكتابة كلمة محبة، ينبغي أن يتقبل حرف الميم، حرف الحاء، ويقبل الحاء بالباء، وهكذا. وإذا لم نتقبل بعضنا البعض، فلن نقدم أي معنى، ولا نستطيع اكتشاف السر الدفين فينا. إذن قوموا بربط الحروف، لتقديم معنى، حتى تمكن الإنسانية من النطق بلغة كل واحد فينا. وإذا بقينا متفرقين، نبقى دائما حروف شريفة، ولكن في التعبير، وفي الكلمة، لن نجيد، ولن نقدم ولن نكتشف. نحن بحاجة إلى إعادة بهجة العالم، وعلى الخصوص، لأبنائنا وشبابنا. لا أريد أن آخذ الكثير من وقتكم، ولكن الذي أطلبه منكم، باسم الإنسانية، وباسم الأخوة، أن تكونوا سفراء هذه الرسالة، رسالة العيش معا في سلام، وأريد أن أريكم شيئ أعطاني إياه في الحين، صديق عزيز علي، إنها مسبحة، وتسمح لنا في الإسلام، بالقيام بالذكر، ذكر أسماء الله الحسنى، توجد بها 99 حبة، والمائة هو الشاهد. عندما نلقي نظرة إلى هذه المسبحة، فهي رمز للإنسانية، فجميعنا مختلفين. انظروا إلى هذه المسبحة، فهي مكونة من حبات متفرقة، ولكن يوجد شيئ ما يجمعنا ويجمع هذه المسبحة، إنه هذا الخيط، لا نراه، ولا أحد ينتبه إليه، ولكنه إذا انقطع، لن تعود هناك مسبحة، ولا يبقى وجود للإنسانية، إنه تلك الروح التي تجمعنا، إنها حاضرة ولا نراها.

شكرا جزيلا.

إيجاد أكاديمية دولية للسلام

    كما أوضح الشيخ خالد بن تونس بعض المدلولات، تعني أكاديمية السلام، التي ينوي تأسيسها.

... حاولت جائزة نوبل للسلام تأسيس أكاديمية للسلام، في عاصمة كوستاريكا. تم التفكير في تأسيس  محل، وجمع حكماء الإنسانية، وأكاديمة ذات صبغة سياسية، ولم نفكر أبدا في أن تكون، على مستوى الحكمة الإنسانية. إن الذي يلزمنا، هو أكاديمية، يمكنها أن تبحث في جميع التقاليد، عن أشخاص بلغوا درجة من النضج، ويمثلون حقا، حكمة إرث التقليد. لسنا بحاجة إلى مجلس أمن آخر، بين أيدي الأقوياء، نحن بحاجة إلى مجلس للحكماء، يمكنه أن يقودنا ويصلنا، من خلال جميع التقاليد الموجودة، ويكون ضمير الإنسانية، ويدعوها دوما، نحو التوحيد، بدون إقصاء. ويعطى له دور الوساطة والوقاية، قبل تفشي النزاعات، وشيئ ما، يتعدى مصالح الدول، ويجمع من حوله، جميع المبادرات، التي تقدم من أجل السلام، وجميع الدراسات، ويكافئ كل من يعمل في الجامعات ومراكز البحث، ويقدمون شيئ ما في هذا الإتجاه. يقدمون شيئ للسلام، من علم ومعرفة. وكل شخص يمكنه الإستشارة، فاليوم مع توفر وسائل الإعلام، يمكننا إنشاء منصة للسلام. كيف أتلقى تكوينا من أجل السلام؟

    في عام 2015، كلفت الحروب والنزاعات الإنسانية، 14300 بليار دولار، وفي عام 2017-2018، بلغنا 16000 بليار دولار. أُحصي في عام 2000 أربع نزاعات كبيرة، وفي 2018، إنتقلنا إلى 15 نزاعا. إنها الحقيقة، ونسبة هذه التكلفة 13.5 % من الإقتصاد العالمي. إنها التكلفة الإقتصادية، ولكن ماهي التكلفة الإنسانية، وكيف نقدرها؟ كيف نقدر الجروح والصدمات، وتدمير حياة الملايين من الناس؟ أناس يغادرون بلدانهم ومنازلهم، ويتركون أعمالهم وعائلاتهم، ويلقون حتفهم، عندما يعبرون المتوسط، ويوميا.
    ما الذي سنقوم به؟ إذن كم يكلف السلام؟ هذه الحروب والسلام، كم تكلف؟ ألا نخصص له أكاديمية؟ لماذا توجد أكاديمية البيلياردو، وأكاديميات لكرة القدم، ولا توجد أكاديمية للسلام؟ نحن في القرن الواحد والعشرين، ولا نستطيع القيام بذلك. هل تنقصنا الوسائل؟ ولهذا ينبغي أن تكونوا سفراء هذه الرسالة. ابدؤا بتكوين كراسي السلام، في كبريات جامعات العالم، وإدراج برامج لتربية السلام، وثقافة السلام، في كل البرامج المدرسية. إنها التربية، ثم التربية، وثم التربية، إذا أردنا التغيير.
شكرا جزيلا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). الرابطة الدولية للحرية الدينية(IARF) ، تعتبر أول منظمة دولية بين الأديان في العالم، وهي الآن مؤسسة خيرية، مقرها المملكة المتحدة، تعمل من أجل حرية الدين والمعتقد على المستوى العالمي.  
جاء في موقعها الرسمي "لدينا تاريخ يزيد عن قرن من الزمن، كُرس لتشجيع التسامح والحوار بين الأديان، من خلال مشاريع الحوار والعدالة الاجتماعية. منذ تأسيسنا في عام 1900، تم تمثيل مختلف التقاليد الدينية في مجموعة أعضاءنا، وفي الفروع الإقليمية وشبكات الشباب البالغ، بما في ذلك البوذية والمسيحية والهندوسية والإسلام والشنتو والسيخ والزرادشتية."
"كان العالم الفرنسي الألماني (الألزاسي) اللاهوتي والعضوي والفيلسوف والطبيب، ألبرت شفايتزر، عضوًا في منظمتنا، وربما كان أشهرها على الإطلاق. كان سعي شفايتزر الشغوف إلى اكتشاف فلسفة أخلاقية عالمية، راسخة في واقع عالمي، وجعْلها متاحة مباشرة للبشرية جمعاء. كانت الفكرة الرئيسية لفلسفة شفايتزر الشخصية، (التي اعتبرها أكبر مساهمته للبشرية)، هي فكرة تبجيل الحياة.
منذ عام 1975، قمنا بتكريم مساهمته من خلال إنشاء 'جائزة ألبرت شفايتزر للخدمة المتميزة في قضية الدين الليبرالي'. يتم تقديم جائزة ألبرت شفايتزر، عادة إلى مرشح يتم اختياره بعناية، في كل واحد من مؤتمراتنا العالمية."

(2). ألبرت شفايتزر (1875- 1965) فيلسوف وطبيب وعالم ديني وموسيقي ألماني، ٲصله من الألزاس، و يعتبر أيضا فرنسيا، بعدما أعيدت تلك المنطقة إلى فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى. حصل عام 1952 على جائزة نوبل للسلام، لفلسفته عن تقديس الحياة. لكن من أعظم وأشهر أعماله، تأسيس وإدارة مستشفى في الغابون، غرب وسط أفريقيا.
ألبرت شفايتزر أمضى مُعظم حياته في لمباريني المعروف الآن بالغابون في أفريقيا. بعد إنهائه الدراسات الطبية عام 1913، ذهب مع زوجته هناك، لإنشاء مستشفى قريبٍ من بعثةٍ متواجدة بالمكان. عالج الآلاف من المرضى، وتكلَّف بعناية مئاتٍ من مرضى الجُذام. كما تعامل مع العديد من ضحايا الشر الأفريقي، أي مرض النوم.

(3). موهانداس كرمشاند غاندي (1869 - 1948) كان السياسي البارز، والزعيم الروحي للهند، خلال حركة استقلال الهند. كان رائداًللساتياغراها، وهي مقاومة الاستبداد، من خلال العصيان المدني الشامل، التي تأسست بقوة، عقب أهمسا أو اللاعنف الكامل، التي أدت إلى استقلال الهند، وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية، في جميع أنحاء العالم. بدأ حركته النضالية بدولة جنوب أفريقيا، وقاوم الإستعمار البريطاني في بلاده الهند مقاومة السلمية، انتهت إلى استقلال الهند، ولكن تبعه تقسيمها سنة 1947، بين الطائفتين الهندوسية والمسلمة، وظهرت باكستان. وما إن أعلن تقسيم الهند، حتى سادت الاضطرابات الدينية، عموم الهند، وبلغت من العنف، حدا تجاوز كل التوقعات، وامتدت التوترات بين البلدين، حتى نشوب الحرب بشأن إقليم كشمير، وسقوط الألوف من القتلى. فأخذ غاندي يدعو إلى إعادة الوحدة الوطنية، بين الهنود والمسلمين، طالبا بشكل خاص، من الأكثرية الهندوسية، احترام حقوق الأقلية المسلمة. ومن الأسلحة التي استخدمها غاندي، سلاح الصيام حتى الموت، وبدأه سنة 1932، احتجاجا على مشروع قانون يكرس التمييز في الانتخابات، ضد المنبوذين الهنود، مما دفع بالزعماء السياسيين والدينيين، إلى التفاوض والتوصل إلى "اتفاقية بونا"، التي قضت بزيادة عدد النواب "المنبوذين"، وإلغاء نظام التمييز الانتخابي.