الخميس، 14 ديسمبر 2017

خطاب الشيخ خالد بن تونس في الجمعية العامة للأمم المتحدة

   خطاب الشيخ خالد بن تونس
في الجمعية العامة للأمم المتحدة

هذا هو خطاب الشيخ خالد بن تونس، في الجمعية العامة للأمم المتحدة. خطاب قام بتسليمه، و احتفظ به و دسّ، في محفوظات المنظمة الدولية، دعما للقرار المعنون "اليوم الدولي للعيش معا في سلام"، الذي اعتمدته جميع الدول الحاضرة، الـمقدر عددها بـ 193 دولة، في يوم 8 ديسمبر 2017. في الأخير وعدت 172 دولة، بالعمل بمضمونه و تحقيق مراميه.

    كان الشيخ خالد بن تونس حاضرا ضمن الوفد الجزائري، في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 8 ديسمبر 2017، وعايش لحظة تشريع اليوم الدولي للعيش معا في سلام، و تحديد يوم الـ 16 ماي، يوما له.

    نيويورك، في 6 ديسمبر 2017.

    السيد الأمين العام، سيادة الرئيس، سيداتي وسادتي ممثلي الدول، سعادة سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة، الجمْع الكريم.

    نحن دائما بحاجة إلى الأصغر فينا. لا أحد يستطيع أن يدَّعي أنه يملك كلَّ شيء، فلكلٌ منا نصيب. لنقف وقفة تآزر، ونواصل استخدام معرفتنا ومكاسِبنا وإرادتِنا، في خدمة السلام لصالح الجميع. وسنتثمر أكثر، في ثقافة السلام، لإخماد نيران الكراهية، بتحفيز خصلة الإيثار، الذي تنضخ بها االمحبة. 

    في عام 2015، تعهد المجتمع الدولي، بتحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، مع مطالبة الجميع، وخاصة المجتمع المدني، الذي نحن جزء منه، بالمساهمة في الجهود العالمية. في هذا اليوم المبارك من يوم الجمعة 8 ديسمبر من عام 2017، تضع، بين أيدي هذه الجمعية النبيلة، شبكتُنا الدولية "تآزر 17ODD "، التي أُنشِئت باليونسكو يوم 19 مايو 2017، وأُدرِجت في "إعلان باريس"؛ مساهمة متواضعة، لأجل بعْثِ فرصة جديدة للسلام والحوار والصداقة، بين الشعوب والحضارات.

    إن قراركم، يمثل استجابة لما يحتاجُه العالمُ اليوم، كما يُعطى صدى للذكرى السنوية، التي سنحتفل بها في غضون يومين، إني أحدثكم عن ذكرى، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ولا يخفى على أحد، أن هذا الإعلان الهام، أُنشئ بعد ويلات الحرب، وفظائع لا توصف، وسلطة الرُّعب.

    كوني رئيس شرفي للمنظمة الدولية الصوفية العلاوية – المنظمة غير الحكومية -، والتي تشغل صفة عضو استشاري خاص، بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، عملنا على جعل فكرتنا حقيقة، بفضل التعاون الوثيق مع الجزائر، وبفضل القبول الحسن، للعديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. في هذا، أتقدم إليكم، بالشكر الجزيل.

    اليوم، وبعد تفكير طويل ودقيق، ها نحن نقف أمام هذه الجمعية النبيلة. لقد جئتكم بصفتي رسول طريقة صوفية كبيرة، أناشد كرَم ضمائركم، كصُنّاعٍ لقرار الحاضر والمستقبل. فبفضل حِكمتكم، يمكننا بناء مجتمعٍ العيش معا والعمل معا، حتى يتمكن أبناؤنا، من بناء مستقبلهم الواحد مع الآخر، وليس الواحد ضد الآخر.

    إن السلام ليس مجرد غياب الحرب أو الصراع. السلام هو قبل كل شيء، حالة كينونة، يشعر بها كلُّ واحد منا في أعماق نفسه، مع الرغبةٍ في المشاركة، والاتحاد مع جميع من هم حوله، بِغَضّ النظر عن لونه أو دينه أو حتى عن جنسيته.

    فالإنسان هو في المقام الأول ضمير، تزيد يقظته أو تنقص، وفقا لارتباطه، بالقيم الأخلاقية والعدالة والتضامن والسلام.

    إن الإنسانية الملازمة لنا، تُعبِّر عن نفسها أكثر، عندما يقرر كل واحد منا، أن يجعل من حياتَه ثراءا، لنفسه ولغيره.

    إنني أتوجه إلى هذه الإنسانية، التي يحملها كل واحد منكم، وأطلب منكم بكل تواضع، أن تجعلوا من "اليوم العالمي للعيش معا في سلام"، نداءًا لتلك المصالحة الثمينة والغالية؛ مصالحة العائلة البشرية، ودعوة للأمل، وعرضا سخي، لجميع من يؤمنون بالأخوة البشرية ويطمحون إليها.

    شكرا.

الشيخ خالد بن تونس

السبت، 9 ديسمبر 2017

اليوم الدولي للعيش معا في سلام حقيقة واقعة

                                     
اليوم الدولي للعيش معا في سلام
حقيقة واقعة


    في خضم رحلته الأممية المضنية، زف إلينا الشيخ خالد بن تونس، من نيويورك، خبر تأسيس اليوم الدولي للعيش معا في سلام. فقال في رسالته "أصدقائي صديقاتي الأعزاء، يسعدني أن أبلغكم، أنه اعتمدت الجمعية العامة، لمجموع الدول الـ 193 العضوة في الأمم المتحدة الجمعية، بتوافق الأراء، القرار الذي ينشئ اليوم الدولي للعيش معا في سلام (JIVEP)".(1

    حيث أقدمت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وثيقة رسمية، مؤرخة في يوم 05 12 2017، من خلال  اجتماعاتها في الدورة الثانية و السبعين، وبما جاء في البند 15 من جدول أعمالها، وبعد مشروع قرار تقدمت به الجزائر؛ إلى إعلان تأسيس "اليوم الدولي للعيش معا في سلام"، و اختير يوم 16 مايو من كل سنة، يوم الإحتفال به في كل أرجاء العالم. انظر الرابط :
  

    وخرج قرار الأمم المتحدة إلى العلن، يوم 8 ديسمبر، بعد الجلسة العلنية للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمقر الأمم المتحدة بنيو يورك، في اجتماعها في نفس اليوم. جاء في نشرة الأمم المتحدة، تحت عنوان  "قرارات تشجيع الاعتدال، وإقامة يوم دولي للعيش معا في سلام، اعتمدته الجمعية العامة" : 

    "اعتمدت الجمعية العامة، قرارا بتوافق الآراء اليوم، أعلن فيه، أن يوم 16 أيار/ مايو، هو "اليوم الدولي للعيش معا في سلام"، في حين اعتمد نص ثان بعنوان "الاعتدال" بتصويت مسجل، حيث أعرب العديد من المندوبين عن قلقهم بشأن مضمونه.

    وعرض ممثل الجزائر، مشروع القرار المعنون "اليوم الدولي للعيش معا في سلام" (الوثيقة A / 72 / L.26) - الذي اعتمد بدون تصويت - في الجلسة. وقال إن هدفه، هو تعزيز السلام من خلال إقامة متناغمة، دون تمييز بين الجنسية أو الجنس أو اللغة أو الدين، وأنه يدعو الدول الأعضاء إلى تعزيز المصالحة، وضمان السلام والتنمية المستدامة. وستحدد الجمعية أيضا، بموجب شروطها، يوم 16 أيار/ مايو، اليوم الدولي السنوي للعيش معا في سلام."(2)

    ويضيف الشيخ خالد بن تونس في رسالته:

    "ولقد تبنته 172 دولة و قررت أن تحتضنه و ترعاه في بلدانها تباعا.
لقد كان يوما مشهودا، عشناه في مقر الأمم المتحدة، وهو أيضا تتويجا لفكرة ولدت، في عام 2014، خلال مؤتمر الأنوثة، ولكنها تعود إلى زمن الشيخ العلاوي، و حملها من بعده خلفائه.
تحياتي الأخوية و تشكراتي الحارة، لكن ولكم جميعا، فلأنكم أخذتم الشعلة، وأنجحتم هذا المشروع العظيم.
إني أدرك أنه من يومنا هذا، السابع من ذكرى المولد النبوي الشريف، ستبدأ الأمور الجدية، لأن الأمر يتعلق بتجسيد هذه الفكرة على أرض الواقع، بغية التقريب بين البشر، الساعين إلى السلام." (1)

  بعد تعذر اعتماد يوم 21 سبتمبر كيوم دولي للسلام و العيش معا، اختبر يوم 16 مايو يوما دوليا للعيش معا في سلام، أضيفت لفظة السلام، لتحقيق المقصود. إن يوم 21 يوم سبتمبر هو في الأصل يوما دوليا للسلام، و تم تقريره سنة 2001. بمأن عرض قرار يوم دولي من شأن الدول، تكفلت الدولة الجزائرية، نيابة عن الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية، عيسى، بهذه المهمة.

    وتضيف نشرة الأمم المتحدة، عند تقديم مشروع القرار:
    "عرض السيد صبري بوقادوم (سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة)، مشروع قرار بعنوان 'اليوم الدولي للعيش معا في سلام' (الوثيقة A / 72 / L.26)، قائلا إن المداولات بشأن النص، قد أجريت بطريقة بناءة وشفافة. وأشار أيضا إلى أن الجزائر، تقع على مفترق الطرق بين الأديان والتقاليد واللغات العديدة. وقال إن مشروع القرار يتضمن 13 ديباجة و 7 فقرات تنفيذية. وكان هدفها تعزيز العيش في سلام، من خلال السكن المتناغم دون تمييز بين الجنسية أو الجنس أو اللغة أو الدين. ودعا القرار الدول الأعضاء، إلى تعزيز المصالحة للمساعدة على ضمان السلام والتنمية المستدامة، من خلال العمل مع زعماء الإيمان المجتمعي والمجتمع المدني والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة. وقال إن النص نموذج للتعاون بين الدول الأعضاء. وأعرب عن أمله في أن يعتمد مشروع القرار بتوافق الآراء."(2)

    وأضاف "وبموجب أحكام النص، تقرر الجمعية إعلان يوم 16 أيار / مايو اليوم الدولي للعيش معا في سلام، وستؤكد أن اليوم، يشكل وسيلة لتعبئة جهود المجتمع الدولي بانتظام، لتعزيز السلام والتسامح والإدماج والتفاهم والتضامن. وستدعو أيضا جميع الدول الأعضاء، ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة والمجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية، إلى الاحتفال باليوم الدولي. كما ستطلب من الأمين العام، أن يوجه انتباه جميع الدول الأعضاء، والأمم المتحدة، والمجتمع المدني إلى هذا القرار. ويؤكد أيضا أن تكلفة جميع الأنشطة التي قد تنشأ عن تنفيذ هذا القرار، ينبغي أن تغطى من التبرعات." (2)

    وللذكر، فخلال مداخلته، في جلسة الجمعية العامة للأمم النتحدة، نوّه السيد صبري بوقادوم، بالشيخ خالد بن تونس، مع جمعيته عيسى، و دوره الفعال، في تأسيس اليوم الدولي للعيش معا فس سلام. 

    يوم 7 ديسمبر، قام الشيخ خالد بن تونس ومرافقيه بتنظيم  حدث جانبي، قال عنه "لأشكر وفود الأمم المتحدة، من البلدان التي دعمتنا، لصياغة القرار المتعلق بـاليوم الدولي للعيش معا في سلام".(3) وفيه نوّه بدور الجزائر الحاسم، فقال "وأشكر الجزائر وأهنئها، على تمكنها من جمع جميع الدول، بتوافق الآراء، بشأن هذا القرار، لأن تعاون دولة والمجتمع المدني، هو، بلا أدنى شك، سابقة". وختم "كما أتقدم بالشكر والتهنئة، لجميع الذين قدموا لنا دعمهم الثابت، منذ أن ظهرت الفكرة في مؤتمر الأنوثة، في عام 2014، في وهران".(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). الصفحة الرسمية للشيخ خالد بن تونس بشبكة التواصل الإجنماعي، الفايسبوك، يوم 08 12 2017.
(3). الصفحة الرسمية للشيخ خالد بن تونس بشبكة التواصل الإجنماعي، الفايسبوك، يوم 07 12 2017.