الأحد، 12 مارس 2017

اليوم الدولي للعيش معا

سبتمبر 2017:

اليوم الدولي للعيش معا

"إعلان باريس" المحمول الى الامم المتحدة

عزيزاتي منخرطات و أعزائي منخرطي جمعيات "عيسى"
عزيزاتي المتعاطفات و أعزائي المتعاطفين

    إن مبادرة اليوم العالمي للعيش معا (JMVE)، التي نعمل من أجلها منذ عام 2014، تدخل مرحلة حاسمة. إن هذا المشروع المستقبلي لعالم آت، هو أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى دعمنا، بكل ما نملكه من حماسة و طاقة.

JMVE  أصبح JIVE
    تعلن الجمعية العامة للأمم المتحدة أيّاما دولية، و ليس أيّاما عالمية. لهذا اتخذ القرار في يناير 2017، للعمل من الآن فصاعدا على المناداة، باليوم الدولي للعيش معا. ليصبح (JMVE) (JIVE). 

ورشة عمل للوصول إلى "إعلان باريس"
    من أجل تقديم أفضل دعم، لعملية إنشاء اليوم الدولي للعيش معا، ينبغي على عيسى، المنظمة غير الحكومية الدولية، أن تحمل بيانا للأمم المتحدة، ينطبق مع معاييرها. فبمساعدة أحد الخبراء، ستنظم عيسى المنظمة غير الحكومية الدولية، ورشة عمل، بهدف إعداد بيان، و التصديق عليه، يسمى هذا البيان "إعلان باريس". وهذه الورشة، التي سوف تجمع شخصيات ومنظمات دولية داعمة للمشروع، ستعقد يوم 19 مايو 2017، في مقر اليونسكو في باريس.

العمل الميداني و النشاط الضاغط: محوران تكميليان      
    تتطور حملة التعبئة، من أجل اليوم الدولي للعيش معا، وفق محورين متكاملين: القيام بنشاطات لدى جماعات الضغط، و خصوصا في ورشة شهر مايو، و عمل توعوي، يحشد ضمائر المواطنين، ويعطي قوة ومصداقية لمسعانا. ينطوي هذا العمل الميداني، بالنسبة لكل واحدة، وواحد منا، و بالنسبة لكل كيان عيسى، سواءا كان محليا أو وطنيا، على عزيمة و جهد.

رفع التحدي
    من أجل دعم أفضل، لإعلان باريس، والانضمام معا، إلى الزخم المُحوّل، لمشروع مستقبلي لعالم آت، فلنرفع التحدي، و ننتقل من 80000 إلى 100000 إمضاء، من الآن حتى شهر يونيو 2017.


في 1 مارس 2017
خلية التنسيق لليوم الدولي للعيش معا (JIVE)

الجمعة، 10 مارس 2017

الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا - الجزء الرابع

الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا
الجزء الرابع


شعلة الأمل- استكشاف ألمانيا

    برسالة الأمل، "إن الإسلام جزء من ألمانيا"، افتتح منظور جديد للعلاقات الاجتماعية في ألمانيا. كانت هذه الرسالة، دعامة للإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، لتجسيد مشروعها "شعلة الأمل" في جمهورية ألمانيا الاتحادية، و إعادة اكتشاف تاريخها وشعبها، و بدت بذلك بشائر أمل، و فرصة تعزيز مجتمع أفضل، ولا سيما من خلال مشاركة الشباب.

    عملت "شعلة الأمل" على مساعدة الشباب، حتى يفهموا بشكل أفضل التاريخ الألماني، و يدركون المسؤولية الإجتماعية المرتبطة بالتعايش السلمي. و كذلك استبعاد الأحكام المسبقة و العقبات، و ترك المجال لصالح، مجتمع يحدوه أمل أكبر، كي يجد مكانه في ثقافة السلام.

 تسليم شعلة الأمل من الفرنسيين إلى الألمان بباريس.

    جابت في الفترة الممتدة بين 23 09 2012 و 03 10 2013، حافلة مرفقة بشعلة الأمل، مختلف أرجاء ألمانيا، و حطت بعدة مدن. تسلمت الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، المشعل الأولمبي، من أيدي الكشافة الإسلامية الفرنسية، يوم ختمت هذه الأخيرة، رحلة "شعلة الأمل المواطنة"، و ذلك بتاريخ 24 09 2011، بباريس.

    انطلقت شعلة الأمل، في جولتها الأولى، يوم 23 09 2012 من مدينة (سست)، الواقعة غرب ألمانيا، و القريبة من مدينة (دورتموند)، و قدمت خلالها برنامج ثري، و تشرفت باستقبالات رسمية، ففتحت دار لها البلدية أبوابها، و كان في استقبالهم رئيس البلدية. ثم غادرت إلى المدينة الموالية و دخلتها يوم 29 سبتمبر.

        توقفت الحافلة في عشر مدن ألمانية، و حظيت في كل محطة باستقبالات رسمية، ففتحت لها دور البلديات، و نظمت معارض و أقيمت ورشات، و برامج ترفيهية، كعرض للفرق الموسيقية و التمثيليات المسرحية، و غيرها، قام بها المساهمين في الإحتفالية، من الجمعيات المحلية و المنظمات الشبابية. جرت الأمور ضمن برنامج مفصل مقدما، حرص فيه المنظمين و سهروا، على السير الحسن للعملية.

   خلال سنتي 2012 و 2013، جابت قافلة "شعلة الأمل– استكشاف ألمانيا"، مختلف ربوع ألمانيا، فمن (روزلسهايم)، و (فيسبادن)، و عبور (همبورغ) و (فرانكفورت)، و مدن أخرى، قام كشافو ألمانيا المسلمين بالدور المنوط بهم. فلِما يمثله الشباب من قوة، و أنه الأجدى نفعا، لبناء مستقبل أفضل، و الأقرب لتحقيق ثراء التنوع الثقافي، ألقيت على عاتقه مسؤولية إجتماعية، مرتبطة بثقافة العيش معا. و أيضا من أجل تعزيز إندماج الشباب من أصول مهاجرة، من خلال رسالة من الأمل، و تدعيم وعيهم المدني. ففي كل محطة، دخل شباب الكشافة في حوارات مع مختلف الطبقات الشعبية، و جرت نقاشات،  و خلالها تم إعداد مقترحات من أجل مجتمع أفضل، جمعت في ميثاق، سلم بالعاصمة الألمانية، للجهات الرسمية.

              مسيرة الكشافة بشعلة الأمل في شوارع فرانكفورت.

    بعنوان "روح من الطراز العالمي"، غطت الصحيفة الفرانكفورتية الحدث، فجاء فيها "قام يوم 03 09 2013، أكثر من 200 عضو من الكشافة الإسلامية و المسيحية، بحمل شعلة الأمل إلى فرانكفورت. هي لفتة رمزية مهمة، تذكرنا بدايات الكشفية الإسلامية بفرنسا، التي تجمع اليوم أتباع الحركة في جميع أنحاء العالم. في وسط المدينة، تعلو الهامة، روح أولمبية تهب، مثل (حكيم)، الحامل للشعلة الأولمبية، من كنيسة سانت كاترين، البادي في المشهد. كشافة من مختلف الجمعيات و الأديان يسيرون بجنبه، و يضعون معه، أيديهم على المشعل. قال (حكيم) بحماسة 'هي مجرد لحظة عظيمة و جليلة'. بعدئذ غنت الكشافة الإسلامية أمداح نبوية و ألوهية... رغم اختلاف البلدان الأصلية و المعتقدات لأكثر من 200 كشاف، لم يلفت إنتباه بعض المارة، تُهم التفريق، و لكن شدّهم الذي يوحدهم... قالت (سونيا ويرل)، مسؤولة بالكشافة المسيحية (الزنابق الثلاث) 'هو عمل عظيم، أدركنا على الفور، أننا نلتقي هنا. يمكن أن يكون أفضل وقاية، لمشكلة معاداة الأجانب'... و يفسر (توفيق حرتيت)، الرئيس المؤسس للإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا 'نحن نشاطر مبدأ تعليم الأطفال، بطريقة لعوبة، تجعل منهم مسؤولين".(4).

الشيخ خالد بن تونس بوشاح الكشافة.
      و هي في أوج مغامرتها، بدأت تهطل عليها التهاني و التشريفات، فهاهي تُمنح جائزة (أنجليكا تيل)، التي يجازي بها، برلمان الشباب لـ (فيسبادن)، تقديرا لجمعية إسلامية، و هي جائزة تمنح تقديرا لنشاطات الشباب، قدمها برلمان الشباب للولاية الإتحادية (هسن)، على المجهودات المبذولة من طرف الشبيبة المسلمة، و أعجبهم في القافلة، دورها في تعليم تاريخ ألمانيا. كما قدمت جهات ألمانية أخرى، منح تحفيزية للكشافة الإسلامية الألمانية، عرفانا بدورها الفعال، في تمتين الأسس الوطنية، و بث روح الأخوة و التضامن، بين أفراد الشعب الألماني.

    فقد جاء في إحدى الجرائد الألمانية "بالنسبة لبرنامج 'شعلة الأمل'، فإن حافلة، حاملة معها مواد إعلامية، متوفرة عبر جميع ألمانيا، حتى شهر أكتوبر. هذه الحافلة مرفقة بالمشعل الأولمبي الرسمي. يوم 6 أكتوبر توقفت بـ (فيسبادن). منحت لها جائزة (أنجليكا تيل)، من طرف برلمان الشبيبة، على ما قدموه لشبيبة (فيسبادن)."(5)
  
    كانت المحطة الختامية لشعلة الأمل، برلين، العاصمة، رمز الوحدة الألمانية. أنهت قافلة "شعلة الأمل- استكشاف ألمانيا"، دورتها الألمانية، بعدما زارت عشر مدن و خمس ولايات إتحادية. مست العملية حوالي 15000 شخص، معظمهم من الشباب. جرت لقاءات بصدق، مع سياسيين و جمعيات شبانية و مواطنين، حسبما عبر عنه المنظمين. عمل في المشروع، حوالي 200 شاب، شاركوا في الحوارات، و خاضوا نقاشات مع الشبيبة، في المدن التي زاروها، و جمعوا منه ميثاق، عرف باسم "ميثاق العيش معا بشكل أفضل".

    يوم 04 أكتوبر، دخلت الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، مرفقة بشعلة الأمل، مبنى وزارة الداخلية الفيديرالية، و استقبلت بالوزارة الفيديرالية للأسرة و كبار السن و المرأة و الشباب، و مكتب رئيس الجمهورية. عند هذه الإستقبالات الرسمية، قدمت الكشافة، للمؤسسات الفيديرالية، نسخة من "ميثاق العيش معا بشكل أفضل"، و الذي يحوي في المجموع، على أحد عشر بند.

حافلة "شعلة الامل- استكشاف ألمانيا"، التي جابت ربوع البلاد.
    يوم 05 أكتوبر، حظيت شعلة الأمل باستقبال رسمي، من طرف رئيس بلدية برلين، السيد (كريستيان هانكي)، بساحة (ماتيلد-جاكوب)، و حضر اللقاء مجموعة من الشخصيات الألمانية، و كان الشيخ خالد بن تونس، من ضمن الحاضرين، بصفته الرئيس الشرفي للإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا. أما فيما يتعلق ببنود الميثاق، قال (جيرولد رايشنباخ)، أحد البرلمانيين و السياسيين الألمان "أغلب النقاط الواردة في الميثاق هي حقوق أساسية، و عندما يطلب الشباب حقوق على شكل أطروحة، في إطار مناقشات، هذا يدل، على أن ما قمنا به، لم يحقق على أرض الواقع بعد، و مازال لدينا الكثير من العمل معهم".

    شهد البرنامج مشهدا متنوعا، بألوان الموسيقى و رقصات و معارض، و قيام بألعاب، و مشاركة جمعيات، و ضيوف من كشافة فرنسا و هولندا، و كشافة سان جورج، و غيرهم...

    "من خلال عملها، تريد الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، تغيير الصورة السلبية للمسلمين، التي يواجه بها الناسُ، أصحاب العقيدة الإسلامية، في ألمانيا وأوروبا ككل. يتجلى هذا الهدف، بشكل خاص في مشروع "شعلة الأمل". تبنت الاتحادية الفكرة، من الكشافة الإسلامية الفرنسية. يشرح لنا (فؤاد حرتيت) من الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، سياق العملية بقوله 'في مرسيليا في عام 2006، وقع اعتداء على حافلة، نتج عنه حريق. تورّط في الحادثة، شباب منحدر من عائلات مهاجرة، و جاء الناس و نظروا إلى الشباب المسلم، نظرة سيئة. من هنا تساءل أصحاب الكشافة الإسلامية الفرنسية، كيف نتسخدم رمزي 'الحافلة' و 'النار'، لخلق صورة معاكسة".(6) في السنة الموالية، بتكليف من الشيخ خالد بن تونس، إنطلقت شعلة الأمل الأولى، و جابت التراب الفرنسي، حاملة معها الشعلة الأولمبية الأصلية، رمزا للأمل.

                            استقبال شعلة الأمل ببرلين.

    نوّه رئيس ألمانيا الإتحادية، السيد (يواخيم غاوك)، بعمل الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، و جولة "شعلة الأمل– استكشاف ألمانيا"، في رسالة هنأ فيها مسلمي ألمانيا، بمناسبة نهاية شهر رمضان المعظم، وجهها يوم 07 أغسطس 2013، من مسجد ببرلين، قال فيها بخصوص الكشافة "يوجد معنا حتى الكشافة الإسلامية. في الخريف، سوف يحملون شعلة الأمل، في مدن مختلفة من ألمانيا. وهو ما يعني امتلاك الرغبة في التسامح والاحترام، الناشئين من التعايش السلمي بين أناس، ذوي أصول مختلفة.

    إن العيش معا في التنوع، لا يحدث من تلقاء نفسه. يبنيه الالتزام والثقة، و يحتاج إلى حسن النية، وإرادة كل فرد. اعتبارا للنزاعات والعنف والسرقة،  الكائنة في أجزاء أخرى من العالم، نحن ممتنون بالتعايش الناجح في بلدنا". و عندها صرح أحد قادة الكشافة المسلمة، و هو توفيق حرتيت "هذا يدل على أن العمل بلغ عمق المجتمع".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(4). الجريدة اليومية، Frankfurter Neue Presse (FNP)، في 03 09 2013.
(5). الجريدة اليومية الألمانية، FrankfurterRundschau، في 28 01 2013.
(6) معهد غوتيه، شهرأوت 2014.

الأربعاء، 8 مارس 2017

الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا - الجزء الثالث

الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا
الجزء الثالث

     بعد النجاح الذي حققته قافلة شعلة الأمل، سنة 2007، التي جابت فيها أنحاء فرنسا، زارت خلالها عدة مدن، و إلتحقت بها مختلف الجمعيات الكشفية الفرنسية، طالبت دول أخرى مرور هذه القافلة، مما دفع بالشيخ خالد بن تونس، إلى دعم مشروع إنشاء الكشافة الإسلامية الأوروبية. تّم بالفعل التوقيع، على معاهدة باريس، التي أعلنت ميلاد، الكشافة الإسلامية الأوروبية، بحضور الشيخ خالد بن تونس، و الدكتور زهير غنيم، رئيس الإتحاد العالمي للكشاف المسلم.

    برزت بعدها إلى الوجود، العديد من الكشفيات المسلمة الأوروبية، يكفلها الشيخ خالد بن تونس، و أخذت تشق طريقها لتثبت وجودها، و لكن لقلة الإمكانيات، و نفور بعض الجاليات و الحساسيات المسلمة من الإنضمام إلى الكشافة، بقي المشروع في بعض الدول يراوح مكانه، إلا قليلا، و في دول أخرى، استطاع أفراد أن يرفعوا الراية و يتقدموا، و يجعلون من الحلم حقيقة. من هذا المنطلق، تأسست سنة 2010، الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا.   

    قبل أن نخوض في تفصيل الطبعة السادسة لشعلة الأمل، التي قادتها الجمعية الفتية، الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، لا بأس أن أن نلقي نظرة، على أعمال و نشاط هذه الجماعة، قبل و بعد، مشروع "شعلة الأمل– استكشاف ألمانيا"، الذي جرى داخل سنتي 2012 و 2013.

الشيخ خالد بن تونس مع الدكتور زهير غنيم، يوقعان معاهدة باريس، التي أعلنت ميلاد الكشافة الإسلامية الأوروبية.

التعريف بالكشافة

    جاء في نشرية معهد (جوته)، المعنونة "الكشافة الإسلامية تنفتح للدُرْجات الجديدة"، مايلي، "في إطار الحركة الدولية للشبيبة، يريد أعضاء من الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، ضمان السلام و التفاهم. ظهرت الجمعية سنة 2010... لا تتقاسم الإتحادية فقط، الرموز الظاهرية للحركة الكشفية العالمية، و لكن أيضا أفكارها و مصالحها.

    في حين تأسست الكشافة الإسلامية الفرنسية، سنة 1991، فقد جاء تكوين، الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، سنة 2010، و تعد في صفوفها، حوالي 150 عضو، غالبيتهم من أصل مغربي... الجمعية الكاثوليكية الألمانية الكشفية لسان جورج، الأكبر في ألمانيا، تدعم نظرائها المسلمين، على قدم المساواة، و تشاطرها الرأي. في هذا يشمل، تكوين قادة المجموعات، من أجل العمل مع الشباب.

     من ناحية أخرى، تريد الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، أن تبقى مستقلة عن الهيئات المركزية، ولكنها تعتبر نفسها، ذات دوافع دينية. توجيهاتها الروحية، هي تعاليم القرآن الكريم و سنة النبي محمد صلى الله عليه و سلم. على هذا الأساس، توفر الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، تعليما مشتركا للفتيات والفتيان والشباب البالغين، الذين تتراوح أعمارهم بين سبع و واحد وعشرين سنة. وبالإضافة إلى ذلك، سيعتاد الشباب المسلم على تاريخ وطنه ألمانيا، و ينخرط في التعايش السلمي. في هذا، فهم قد تلقوا دعما، على الخصوص، طبقا لما جاء في خطاب الرئيس الإتحادي (كريستيان فولف)، بمناسبة الذكرى الـ 20، للوحدة الألمانية. قال (فولف) في سنة 2010 'إن الإسلام اليوم، يمثل جزء من ألمانيا".(1)

    إستنادا على تعاليم القرآن الكريم، تعترف الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، باللقاءات الحوارية، مع أتباع الديانات الأخرى، و بقية الأجناس، مهما اختلف لون البشرة، أو تعددت اللغات، و القوميات، فهي تعتبرهم شركاء، على قدم المساواة.

    كما أنها تلتزم، بالدستور الديمقراطي الحر للجمهورية الألمانية الإتحادية الديمقراطية، و بالمراسيم، كما هي منصوص عليها في الولايات الإتحادية.

نشاطاتها و إسهاماتها
    استفتحت الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، نشاطها بإقامة مخيمات و تنظيم لقاءات. ففي الفترة الممتدة بين 31 03 2012 و 08 04 2012، جرى تخييمهم مساهمة، بـ (هملبورغ) بالولاية الإتحادية (بـفاريا)، تحت شعار "مرحبا أمنا الأرض".

       الكشافة الإسلامية رفقة الكشافة الكاثوليكية في أحد مخيماتهم.
  
    في شهر مايو من نفس السنة، تلقوا دعوة للإنضمام إلى المخيم الكبير، بـ (ويسترنوهي)، الواقعة غرب ألمانيا، الذي نظمته الجمعية الألمانية الكشفية لسان جورج، الكاثوليكية التوجه، و تعد الأكبر في البلد. تعتبر هذه الدعوة هي الأولى، التي تخص بها، الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، للمشاركة في مخيم. ساد في المخيم جو من الفرح و المرح، و تلقت الكشفية المسلمة، ترحيبا حارا، من طرف كشافة سان جورج. و في شهر يوليو، انضموا إلى مخيم صيفي، تحت شعار "الماء و أكثر"، و جرى اللقاء بالمخيم الشبابي بـ (أغارتلسبير)، و هو سد مائي، يقع بالولاية الإتحادية (شمال الراين وستفاليا)، و كانت المناسبة فرصة للإحتكاك، بمختلف الفرق الكشفية الألمانية الحاضرة.

    يوم 16 08 2013، شاركوا ببرلين، في مشروع "الإرشاد و الكشافة من أجل بناء أوروبا"، و هو لقاء حضره العديد من الفرق الكشفية الأوروبية. ما يميز الحدث، هو أن الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، تلقت دعوة رسمية، من طرف حلقة الجمعيات الكشفية الألمانية، و هي على شكل تنسيقية، تضم أربع جمعيات كشفية ألمانية كبيرة.

      كان لهم الفرصة للمشاركة في الندوة الثالثة للكشفية، التي أقيمت سنة 2013، تحت رعاية الرئيس الألماني السابق، (هورست كولر). و ميز المناسبة انضمام الشيخ خالد بن تونس، مؤسس الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، و رئيسها الشرفي، الذي ألقى محاضرة عنوانها "الكشافة الإسلامية و تحد خلق أفكار كشفية".
   

    بمناسبة إجراء المؤتمر الدولي للأنوثة سنة 2014 بمدينتي وهران و مستغانم بالجزائر، كان للإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، حضورا مميزا، شاهده العام و الخاص، بمعرضهم الملفت للإنتباه، يُزينه فخرهم، مشروع شعلة الأمل، و تفاصيل رحلته.    

    يوم 03 مايو 2015، أطلقوا مشروعهم "الحديقة الفائقة"، بـ (انغينفيلد)، الواقعة شمال (شمال الراين وستفاليا)، أين حفروا و زرعوا، و كوّنوا حديقتهم، و كان ذلك باستخدام أنماط زراعية حديثة. كان لهم فعاليات، في مخيم عيد العنصرة، الذي تنظمه الجمعية الألمانية الكشفية لسان جورج، و جرت فعالياته من 22 إلى 25 مايو 2015، و عرف مشاركة فرق كشفية من دول أوروبية، من بولندا وفرنسا وأوكرانيا، وحتى من المملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا، كانوا ضمن الضيوف. قدمت الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، برنامج سخي، و دعوا فيه إلى صلاة الصبح، بشعار "اطلبوا الإمام"، حتى يشاهد المشاركين الصلاة، و يتعرفون على الإسلام بشكل عام.

    تُشكر الجمعية الألمانية الكشفية لسان جورج، كل الشكر لما قدمته من دعامة للإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، بدعوتها لحضور احتفالياتها، و الترحيب التي تخصه بها عند أي مناسبة، و على قيامها بتكوين القادة المرشدين للكشافة الإسلامية.

    يقوم أعضاء الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، بمرافقة الشيخ خالد بن تونس في جولاته في ألمانيا، لتبليغ رسالة الإسلام، و كثيرا ما يقومون بتنظيم اللقاءات و يخصصون من يقوم بالترجمة، و نذكر على الخصوص، توفيق حرتيت. ألقى الشيخ خالد بن تونس عدة محاضرات بألمانيا، منها، محاضرة متميزة، هي "الإنتقال من ثقافة أنا إلى ثقافة نحن".

     نوّه الشيخ خالد بن تونس، في صفحته الرسمية، بشبكة التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، بإحدى السفريات إلى ألمانيا، فقال "دعيت إلى مؤتمر السينودس للكنيسة البروتستانية الألمانية، بصفتي شيخ الطريقة العلاوية، و الرئيس الشرفي للإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، للقيام بدراسة للكتاب المقدس، على نص العذارى الحكيمات، من وجهة نظر إسلامية، يوم 05 يونيو بـ (ستوتغارت)... أثناء فترة إقامتي، إلتقيت بالعديد من الشخصيات، على غرار وزيري الشؤون الخارجية، و الداخلية الألمانيين". (2)

    بنفس المدينة تنقل الشيخ خالد بن تونس، إلى قاعة (كارل بينز أرينا)، و كانت المناسبة، إقامة إحتفالية، في إطار سلسلة "المسيحيون و المسلمون"، الـ 35 للكنيسة الإنجيلية الألمانية، و كانت تلك فرصة الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، عند نهاية المحاضرات، بعرض مرافعتهم، التي تطالَب فيها الأمم المتحدة، بتشريع يوم عالمي للعيش معا، و تم تلاوة ميثاقها أمام الجمهور. 95 % من الحضور صوتوا لصالح القرار، و كان عددهم 1100.

                              الشيخ خالد بن تونس بسستوتغارت سنة 2015.

    عملت الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا بجد، للترويج بميزات اليوم العالمي للعيش معا، فدعت مختلف الجمعيات الكشفية، و الجمعيات الغير حكومية، و أصحاب النوايا الحسنة، لمساندته و التوقيع على العريضة، لجمع أكبر عدد من الأصوات. بالمناسبة، صرح الرئيس المؤسس للإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، الشيخ خالد بن تونس، قائلا "لقد أظهرت الأحداث الأخيرة، أننا في حاجة إلى ثقافة السلام، وأننا يجب أن نتعلم أن نعيش معا بشكل أفضل. إن يوما عالميا للعيش معا، لن يحل كل شئ، ولكننا نعتقد أنه خطوة مفيدة وهامة، حتى نتمكن من أن نتعارف، و نتواجد في دائرة الأخوة الإنسانية، من خلال العمل معا، و عدم التعارض. لا أنت ولا أنا، يعلم، كم لنا من الوقت لنعيش، على هذه الأرض الجميلة، على هذا الكوكب، واحة الحياة، على متن هذه السفينة الصغيرة، في الكون اللانهائي.

    أنا لا أعرف، ما إذا كنت، سوف أرى هذا المشروع يتحقق. و لكن أضع ثقتي فيكم، كبذرة ينبغي لها أن تنقل إلى الإنسان، حتى تتمكن ممن الإنبات في ذهنه".

     خلال شهر رمضان المعظم من نفس السنة، قاموا بمبادرة حميدة، حيث دعوا مجموعة من اللاجئين إلى مائدة الإفطار، لبى الدعوة عائلات، و أطفال قصر غير مصحوبين، و جرت الإفطارية بالتعاون مع مجموعة من الجمعيات، الكشفية و الخيرية و الشبابية.

 في لقاء تعريفي بالإسلام، مع مختلف الجمعيات الكشفية، شعاره "إسئلوا الإمام".

   عاش الكشافة المسلمون حدثا تاريخيا بألمانيا، فلأول مرة يجتمع مسلمون و مسيحيون، تحت شعار "العيش معا"، في مخيم صيفي أعدوا له معا، و خيموا فيه طيلة أسبوع، تحت الهواء الطلق. تحت عنوان "كشفيون مسيحيون و مسلمون، نظموا معسكرهم معا، بعيدا عن الحواجز الدينية"، كتبت نشرية "domradio"، "نظم الكشفيون الكاثوليك لسان جورج، و المرشدين المسلمين، أول معسكرهم المشترك بـ (رينس)، على ضفاف الراين. كان يتضمن البرنامج، ألعابا و تمرينات لتعلم الدين الآخر... 'العيش معا' هو شعار معسكر الكشافة المسلمة و المسيحية، الذي يدوم ثمانية أيام، و ينتهي يوم السبت. سيتعلم الـ 150 طفل و شاب، الممتدة أعمارهم من سبعة إلى 21 سنة، الإنفتاح و المسامحة و إرادة الحوار في مخيم الشباب، شمال الراين... و شملت المناسبة الإحتفالات القربانية و إقامة صلاة الجمعة". و تضيف الصفحة "قال توفيق حرتيت من (روزلسهايم)، و هو أحد المبادرين لإقامة هذا المخيم الخصوصي 'هنا تبنى الجسور و تنسج صداقات، بعيدا عن الحواجز الدينية'. و لـ (سوزان إيلرت)، من الكشفية الكاثوليكية الألمانية لسان جورج، نفس النظرة، حيث قالت 'بالنسبة لنا، من الواضح أننا، نعيش القيم، التي تسمح بالعيش معا". و تختم النشرية "و هكذا يشارك الكشافة المسيحيون في صلاة الصبح الإسلامية، و يحضر الشباب المسلم قداس كاثوليكي. و صلاة الجمعة بإمام، هي جزء من البرنامج. هي نقاط اتصال لإجراء محادثات، و طرح العديد من الأسئلة. قالت (إيلرت) 'إن الأطفال هم أكثر فضولا، حول هذا الموضوع، و لا يبدون أي تحيز'. قال (حرتيت) 'نحن نتعلم أنه توجد العديد من أوجه التشابه بين المسيحية و الإسلام... إبراهيم هو مهم بالنسبة لنا، نحن المسلمين ومريم وعيسى أيضا."(3

    للكشافة الإسلامية من الأنشطة ما يدخل السرور إلى القلوب، في عملهم البيديني، أو بعبارة أخرى، العمل على المصالحة الإنسانية، و الحفاظ على توجيهات الشيخ خالد بن تونس، و تمثيله أحسن تمثيل، أي تمثيل المحجة البيضاء، و خصوصا أنهم يحملون تمثيلية الطائفة الإسلامية، في بلد بدأت تطاله أيادي غاشمة، و ما يؤلم، أنها تنسب إلى الإسلام، أعمالها، يتصبب منها المسلمين العرق البارد، عندما يكونون أقلية، و غالبية الناس لا تقوم بالتفريق بين متطرف و مسلم.

 
       الشيخ خالد بن تونس، رفقة براعم من الكشافة الإسلامية الألمانية.
   
    يترأسها حاليا، السيدة نعيمة حرتيت، و مرشدها الفيديرالي هو السيد قدور الكروش، و الإتحادية الإسلامية للكشافة و المرشدين بألمانيا، ليست لها العضوية بعد، في التشكيلات الكشفية الألمانية الثلاث.

     أثناء اللقاء الكشفي الأوروبي ببرلين سنة 2013، و الكشافة المسلمين، معروفين ببدلتهم الخضراء.
ــــــــــــــــــ
(1). معهد جوتيه (Goethe)، هو المعهد الثقافي لجمهورية ألمانيا الاتحادية، وينشط في جميع أنحاء العالم. و يقوم بتشجيع دراسة اللغة الألمانية في الخارج وتشجيع التبادل الثقافي الدولي. صدرت النشرية في شهر أوت 2014.
(2). الصفحة الرسمية للشيخ خالد بن تونس، بشبكة التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، في 16 06 2015.

(3). موقع www.domradio.de، في 01 08 2015.