الأربعاء، 2 أغسطس 2017

محضر ورشة عمل اليوم الدولي للعيش معا

تقرير ورشة عمل اليوم الدولي
للعيش معا 

الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية، عيسى
ورشة عمل اليوم الدولي للعيش معا
دستور إعلان باريس
الجمعة 19 مايو 2017، دار اليونسكو، باريس

التقرير

    في 19 مايو 2017،  نظمت المنظمة غير الحكومية الدولية عيسى، ورشة عمل، في دار اليونسكو في بباريس، لصياغة واعتماد إعلان يعزز "اليوم الدولي للعيش معا" (JIVE).

    وضمت حلقة العمل، شخصيات مؤهلة وخبراء دوليين، وممثلين سياسيين ودينيين وأكاديميين، وأعضاء وفود اليونسكو، لكل من (الجزائر ومصر وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وكازاخستان والكويت ولبنان والجبل الأسود ونيجيريا)، والمنظمات غير الحكومية، وممثلي الجهات.

    تمحور برنامج اليوم حول أربعة موضوعات للتفكير:

    الإرهاب، والوقاية من التطرف، والأمن والعيش معا. التنمية المستدامة والرفاه، وحقوق الإنسان والعيش معا. التعليم والتنوع الثقافي والإدماج الاجتماعي والعيش معا. العولمة والإدماج الاقتصادي والثقافي والتكنولوجيات الجديدة والعيش معا.

    وربط الشيخ خالد بن تونس، الرئيس الشرفي للمنظمة الدولية غير الحكومية عيسى، فكرة "العيش معا" مع فكرة "العمل معا"، من خلال إعادة مركزية الإنسانية، التي يعتبرها واحدة، وغير قابلة للتجزئة. وبالنسبة له، في عالم يشهد تغييرا دائما، يجب أن يشارك الجميع في المعارف والأصول، دون الشعور بالظلم، وينبغي أن يكون كل واحد، خلية حية تشارك في رفاه الجسم، المكون من جميع الخلايا. وهو يدعو إلى إعادة النظر، في رؤيتنا للعالم من خلال ربطه، ليس مع هرم، ولكن مع دائرة، حيث كل نقطة التي تؤلف محيط، تكون متموضعة على مسافة متساوية من المركز. وذكَّرنا بالأرقام المطلقة لميزانية الحرب، أي 1400 بليون دولار، أو 13%  من الاقتصاد العالمي، وأعرب عن أسفه، لعدم وجود أي مكانأكاديمية السلام"، التي يمكن أن تغذي الأمل والمحبة.

    وشددت السيدة (أنجيلا ميلو)، ممثلة اليونسكو، في كلمتها الاستهلالية، على ضرورة إرساء العيش معا لدى الشباب، والحاجة الملحة إلى إرادة سياسية لتعزيز السلام والتنمية المستدامة. وذكّرت بالدور الأساسي لوسائل الإعلام، ولا سيما الإنترنت، من حيث أنها لا تصبح، منبرا لخدمة العنف.

    بالنسبة لإدريس الجزازيري، سفير الجزائر السابق، يمكن استخدام بعض تفسيرات النصوص المقدسة (العهد القديم، القرآن)، من خلال إخراجها من سياقها والتلاعب بها، لصالح الظلاميين. وأعرب عن اعتقاده بأن العنف كان قائما دائما، ولكن طبيعته تغيرت. واقترح نهجا من 6 نقاط، لفهم هذا العنف، والتغلب عليه:
- الإقرار بأنها ظاهرة عالمية، مع ما يترتب على ذلك من نتائج عالمية.
- السعي إلى فهم نشأة التطرف، لا يرقى إلى تبرئته.
- لا تخلط بين المتطرفين والإرهابيين، لأن حرية الرأي والتعبير، لا ينبغي الطعن فيهما.
- الإعتراف بأنه لا يوجد دواء شامل لكل داء، وأن كل دولة يجب أن تجد حلولها الخاصة.
- عكس الدلالات التي تنقلها وسائل الإعلام.
- التعريف و الإعتراف أن كل حضارة لها انسجام ذو طابع شمولي، و إن وُجد اختلاف، فهو لا يؤثر على الإنتظام.

    وبالنسبة لـ (دومينيك رينييه)، مدير مؤسسة الابتكار السياسي (فوندابول)، فإن الإرهاب والتطرف، لهما مجموعة متنوعة من الأسباب والأزمات، التي تؤدي إلى الوضع الراهن. وقام بالتذكير بأن العالم مضطرب، ومن وجهات نظر، هذا يمكن أن يكون، خبرا سارا أو خبر سوء، لأن العالم في الواقع متحد، للمرة الأولى في تاريخه. ووفقا له، فذلك أننا متواجدين أكثر فأكثر جنب إلى جنب، في مواجهاتنا لصعوبات "العيش معا"، ولكنها تبقى رغم كل شيئ، أخبارا سارة. هذا العالم الجديد، يقلب أوضاعا من جهة ، ولكن من جهة أخرى، يتيح فرصا. وأشار إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية اليوم، هم أقل مما كان عددهم في عام 1950، ولم نكن حينها أبدا، أكثر عددا، ولكننا كنا نعيش بشكل أفضل، وأن الوصول إلى الاتصالات لم يكن أبدا متطورا. وشدد السيد رينيه على الصلة المتواجدة، بين الأعمال الإرهابية التي تطورت، والإسلام الذي ضلله البعض، مذكرا بأن هذا لا يؤثر على الطبيعة الجوهرية لهذ الأخير. ودافع عن فكرة، أنه ينبغي السماح للشباب بالمشاركة الكاملة، في نموذج العيش معا، وعدم التخلي عن قناعاتنا الأكثر عمقا.

    ووفقا للسيد إبراهيم سلامة، مدير شعبة المعاهدات، التابعة للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فمن الضرورة، أن يصبح العيش معا، مشروعا ملموسا، بعدما كان توصية ثم إلتزاما. بل بالأحرى نحو "كيفية العيش معا؟" ينبغي علينا أن نبذل قصارى جهدنا، وأن تكون الوسائل المستعملة، ذات أهمية، مثلما هو عليه الهدف. وأصر على ضرورة اللجوء إلى منهج تعليمي متكيف، ينبغي أن يكون مدعوما بالكامل، من قِبل المجتمع المدني.

    وقالت السيدة (ماري لِيس لافاج)، الأمينة العامة للمنظمة غير الحكومية (بلانيت أكسيون21)، إنه من أجل "العيش معا"، يسود خطاب القلب، و يتم الخروج من الخطاب التكنوقراطي، و من الأفضل الذهاب إلى ملاقاة الآخر. و عارضت ثقافة "أنا"، لصالح ثقافة "نحن"، داعية إلى قياس، كل التأثير الإيجابي، الذي يمكن أن تحدثه هذه الأخيرة على الجميع. و دافعت عن فكرة أن "العيش معا"، متجذرة في دائرة فضيلة "كل واحد من أجل الآخر"، مع الاعتراف حقيقة، و احتراما، لهذه الغيرية، التي قد تكون مضادة لنا، و تدفعنا في تطويقاتنا الأكثر ضيقا، ولكنها تحفزنا على التسامح.

    وأشار السيد عبد الواحد تمار، والي مستغانم (الجزائر)، إلى تحقيق "العيش معا"، الذي تلازمه الحاجة إلى "خارطة طريق"، لاتخاذ إجراءات ملموسة، وتحقيق نتيجة فعالة، مع الإشارة إلى ضرورة الحاجة، في مجالات التعليم، إلى العمل و العمران.

    فبالنسبة للآب (كريستيان ديلورم) من أبرشية ليون، لا يوجد العيش معا، بدون تقدير الآخرين، وتقدير الذات، و إن احترام الذات، هو شرط لتقدير الآخرين. و عدم الاحترام ينبت أرضا خصبة للتطرف والشعبوية. ومن أجل العمل على تقدير الذات، فإنه يقترح تنفيذ سياسات التخطيط الحضري، التي تولِد مساكن كريمة ومجزية، وتعليما، و توفير فرص العمل للجميع. وشرح قول القس (مارتن لوثر كينغ)، مذكرا أنه "ليس لدينا مستقبل آخر، سوى العيش كأخوة، أو أننا سنموت، كالحمقى".

    ورأى الأستاذ محمد نذير عزيزة، رئيس (برنامج ميد21 )، أن الحديث عن العيش معا، و إنما يعرض على خطرين:
- الصيغ التوافقية جدا.
- خيبة الأمل الساخرة، السياسة الحقيقية.

    ودعانا إلى النظر في الوسائل التي ستستخدم لبلوغ العيش معا. واقترح الأستاذ عزيزة، السعي إلى معرفة و إدراك عوامل التفاضل، منذ سن مبكرة (الصبي- البنت، أنا و الآخر...)، و ذكر عدة معارضات في المجتمعات المعاصرة، مثل، وقوف حي ضد حي آخر، و أمة ضد أخرى... و دعا إلى العيش معا، بواسطة نقل أساس القيم، من خلال أعمال التعاطف والمقاسمة. و ذكّر بواجب الإحاطة، علما، بالتهديدات المناخية و النووية و الإرهابية و المافياوية، و حتى  بتفاقم أوجه عدم المساواة، دون تمييز وبدون حدود، حتى يتم تأخير صندوق باندورا، أو من الأحسن غلقه بشكل نهائي. واختتم كلمته نقلا عن الشاعر هولدرلين "هناك عندما يزداد الخطر، آمِن أيضا بما ينجيك".

    بالنسبة لـ (باتريك بوسكي) من مؤسسة (هيرونديل)، فنحن نعيش إيقاع مستمر من التبادلات، وذلك بفضل الرقمنة والروبوتية، الأمر الذي دفع بنا إلى قلب الحاضر في اللحظة. وقد أوجدت التكنولوجيات الجديدة، ولا سيما الشبكات الاجتماعية، وعيا بحياة عالمية جماعية، التي تولِد أحيانا، مخاوف لا يمكن السيطرة عليها. لقد أصبحنا جميعا وسائل الإعلام (الشركات والدول والمؤسسات والجمعيات والجامعات والمواطنين...)، و إننا ننتج محتويات.

    قدم السيد (باتريك بوسكي)، إقتراحا في 3 نقاط ،من أجل عيش معا أفضل:
- تقوم الجهات الفاعلة في المجتمع المدني، بوضع الأجوبة وتقديمها.
- تعطيها الجهات الفاعلة العامة، بُعدا جماعيا.
- تقوم وسائل الإعلام بتثبيتها ونشرها، عن طريق تنشيط تدريب إجتماعي عالمي وإيجابي، للحصول على إعلام يقظة لصالح الشعب.

    وفي نهاية اليوم، جمعت مائدة مستديرة السيد الأخضر الإبراهيمي، الممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة، و (ويليام هاينزر)، الصحفي السابق في إذاعة التليفزيون السويسري، و(برنارد مونتو)، مؤسس (أرتاس)، وليلى زروقي، الممثلة السابقة للأمين العام للأمم المتحدة، لشؤون الأطفال في النزاعات المسلحة، و مصطفى عباني، ممثلا عن سفارة الجزائر لدى الأمم المتحدة.

    وألقى الشيخ خالد بن تونس، كلمة التوليف، وسلّم وقائع ورشة العمل، إلى الجمعية الحالية، وكذلك نص "إعلان باريس".


تقديم إعلان باريس

    باريس يوم 20 مايو 2017، جناح واغرام، باريس.

    وفي اليوم الموالي، 20 مايو 2017، نُظمت قراءة عامة لـ "إعلان باريس" وفتحت مناقشة، في ميدان واغرام (باريس). وجمع اللقاء، أكثر من 300 شخص (مواطنون وزعماء جمعويون ودينيون، وسياسيون).
    ويُعد إعلان باريس خطوة أساسية، في عملية تقديم طلب اقتراح، للحصول على قرار، الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، شهر سبتمبر 2017. وسيركز هذا القرار على إعلان "اليوم الدولي للعيش معا"، الذي سيكون نقطة انطلاق، لجلب الأسرة البشرية حول هذا المشروع، من خلال الإجراءات، التي سيتم تنفيذها في جميع أنحاء العالم، وامتثالا لأهداف التنمية المستدامة 17 (ODD). إن الشبكة غير الرسمية "Synergie 17 ODD"، التي أنشأتها المنظمة الدولية غير الحكومية عيسى، في إعلان باريس، ستكون وسيلة لدعوة كل واحد وواحدة، للمشاركة في هذا الزخم نحو مجتمع، لا تكون فيه، الكرامة والعدالة والاحترام والأخوة والحرية، كلمات فارغة، ولكن حقيقة، بناها الجميع، الواحد مع الآخر، وليس الواحد ضد الآخر. تعمل المنظمة الدولية غير الحكومية عيسى، مع العديد من الشركاء لسنوات عديدة، حول هذا الهدف، و حول فعاليات مهرجان العيش معا بـ"كان"، وهو مثال ملموس، إضافة إلى دار السلام، المنشأة سنة 2016، بمدينة ألميرة (هولندا)، و أيضا العديد من أعمال المواطنة المنجزة، في مختلف البلدان، التي لعيسى بها، فروع وطنية.

عيسى المنظمة غير الحكومية الدولية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق