الخميس، 10 مايو 2018

لقاء منتدى المجاهد

لقاء منتدى المجاهد

    نزل الشيخ خالد بن تونس، يوم 02 05 2018، ضيفا على دار منتدى المجاهد، وهي الجريدة الجزائرية العريقة، ووجد في انتظاره مجموعة من الصحفيين، الذين نشطوا معه ذلك اللقاء، وأجاب على أسئلتهم المتنوعة، وعن تساؤلاتهم عن الواقع الحالي.

    بالمناسبة، نشير أن، الشيخ خالد بن تونس فاز "بالجائرة الكبرى  لموزايك"، التي يرعاها البنك الوطني الكندي، وهذه الجائزة هي "الزنبقة الدولية للعيش معا"، وجاء اختياره تتبعا لأعماله العظام، والتتويج الذي حصل، بتقرير اليوم الدولي للعيش معا في سلام، من قبل الأمم المتحدة. سيكون الشيخ خالد بن تونس، يوم 28 مايو حاضرا، بمنتريال ليتسلم جائزته.



اضطلعوا بطريق السلام
    كان الشيخ صريحا وواضحا في خطابه، وأبرز مختلف المناحي وسيرورة جريان اتخاذ قرار، تبني اليوم الدولي للعيش معا في سلام، حيث أكد أن التحلي "بقيم السلام وقيم العيش معا، وإدخال ثقافة السلام في عاداتنا وتصرفاتنا، وعلى الخصوص في التعليم، ويكون على مستوى مدارسنا الإبتدائية والثانوية وعلى مستوى الجامعات"، هو الكفيل بضمان السير الحسن، لثقافة العيش معا، وإفشاء طاقة السلام، وأصر على اتخاذ الكيفيات و الأخذ بالوسائط التي بها "نتوصل إلى جعل ثقافة السلام وسيلة، تربط الأشخاص، الرجل والمرأة، الأب والأم، والأولاد والجيران، والحي والمدينة، والبلد والبلدان جميعها".

    نبه الشيخ خالد بن تونس، أن بنيويوك "أرشدتنا أمانة الأمم المتحدة، وطالبتنا بإيجاد بلد يحمل المشروع، فبصفتنا منظمة غير حكومية، فإن المهمة ليست من صلاحياتنا، فبلد عضو في الأمم المتحدة هو المخول لطرح القرار". وفي سؤال عن كيفية تقبلت الدبلوماسية الجزائرية تبني القضية، فقال "بعد مشاورات ولقاءات، وثقت بنا الدبلوماسية الجزائرية، فالأمر لم يكن سهلا في البداية، كان مثل الحلم". وجاءه السؤال الموالي "إذا لم تكن الجزائر،هل كان سينجح الأمر؟" فقال"بعد تبني القرار، أبدت عدة دول جاهزيتها، فعلى سبيل المثال، قالوا لنا من أندونيسيا، نحن فكرنا في ذلك، وأنتم تجسرتم". ولا مندوحة لنا، سوى أن نبرز التذكير، الذي قاله الشيخ خالد بن تونس في آخر الندوة "إذا لم يكن لنا شخص في أعلى مستوى، موافق على المبدأ، هل تعتقدون أن الدبلوماسية، ستقوم بكل هذا الجهد بمصداقية. لنعد إلى الحق". ومن اهتمامات رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة الجلية بهذا الأمر، هو أنه أطلق إسم "العيش معا في سلام" على جائزة الصحفي المحترف لعام 2018، وقد نوهت الصحافة الجزائرية بهذه التسمية، وأشارت أنها برزت من رئيس الجمهورية. 

    وأضاف الشيخ "إذا كان الرئيس يفكر في العيش معا، فكيف لا يتبعه الجسد، فالرأس يفكر. هذه هي المسألة. يبقى هذا إنتصارا ولا فخر، إن إقناع مختلف ممثلي الدول لمثل هذا المشروع، أمر لا يتأتى لأيّ كان".

    أفاد الشيخ خالد بن تونس "تم تبني القرار، بعد أيام قليلة من قرار الرئيس الأمريكي ترامب، القاضي بنقل مقر سفارة بلاده، من تل أبيب إلى القدس الشريف، وما رافقه من قلائل في العالم". وأضاف مجيبا على السؤال "كيف وصلنا إلى هنا؟ جرى عمل، وأيضا هي الوهبة الإلهية".

    ويؤكد "إن ما يحدد الإنسان، هو خصاله والقيم يتمتع بها، كالقيم العالمية والأخوة والعدل".

مادمتُ بين يدي الصحافة.
    قال لهم "انظروا إلى الذي حدث في ليبيا وسوريا واليمن والعراق، انظروا عندما يغيب السلام، ما الذي يحدث، حافظوا عليه في بلادنا، يا عباد الله، كونوا واعين، هو شيئ هش، هذا هو الأمر الأول، وفي المقام الثاني، كيف نمرر هذه الرسالة إلى شبيبتنا، لأنه إذا لم يوجد هذا اليوم، ويشارك فيه الشباب، في المدارس و الثانويات و الجامعات، ينشطون فعالياته، فالرسالة لن تمر".

    وأضاف "وأتمنى منكم أنتم الصحافيين، أن تجعلوا من هذا اليوم إيماءة ولو لمرة، تتناسون فيها الإختلافات، و تتناسون السياسة السياسوية، وتضعون فقط على الصفحات  صورة الشعار، للقول أنه اليوم الدولي للعيش معا، لا أطلب منكم شيئ آخر".

    وقال مفسرا "هل تعلمون ماذا يعني هذا الشعار؟ شغلنا عليه لشهور عدة. فالواحد "1"، له شكل شخص إنساني، يدعو مجموع الدول، ورقم ستة "6" الذي يلف شعار الأمم المتحدة، والذي يعني الإنسانية، الأنوثة هي هذه الإنسانية، تقود تلك الدينامية، وتدعو جميع الدول إلى يمامة السلام، أي السلام".

    ولم يتوانى الشيخ في أن يبلغلهم "لا تنسوا في شهر جويلية سيقام مؤتمر الرياضيات والعيش معا، بمدينة مستغانم، فالرياضيات لغة عالمية ومجردة، وهنا لا نتكلم عن فلسفة أو دين، ويا ترى، هل بإمكان الرياضيات أن تساعدنا على ترجمة العيش معا. إثنان طرح واحد ماذا يساوي؟ يساوي الصفر. هل رجل أو إمرأة، بمفردهما، يمكنهما إنجاب الحياة؟".(1)

    هل أنتم قادرون على نشر هذه الرسالة؟ وتكونون جسر تواصل، لم أطلب أكثر. إني أخاطب ضمائركم.

نشاطات لغرس فحوى هذا اليوم
    تكلم الشيخ خالد بن تونس كثيرا، عن النشاطات التي ستقام في مختلف بقاع العالم، وفصّل في الكثير منها، وقال "إقترحت على المدن التي ستحتفل به، وبإمكان الجزائر العاصمة القيام بذلك. في كل المدن توجد صفارات الإنذار، في منتصف النهار، وهي الساعة التي تم فيها تبني هذا القرار بإجماع، يوم 08 ديسمبر 2017. عند منتصف النهار أطلقوا جرس الصفارات في كل مكان، فهذا يُذكّر الجميع أن شيئ ما يحدث". وأما عن شخصه قال "سيتم الإحتفال بهذا اليوم كما قررته الأمم المتحدة، في مقر اليونسكو بباريس"، وسيكون هناك حاضرا إن شاء الله.

    كما طالب الشيخ بأن يخصص هذا اليوم "لزيارة المرضى و تبادل الزيارات... والقيام بأشياء بسيطة وغير مكلفة، على سبيل المثال إطلاق بالونات، وعلى الخصوص إشراك جميع المواطنين والمواطنات".

    تحصل الشيخ على وعود، بأنه تم توجيه التوصيات، إلى جميع الولايات، البالغ عددها 48 ولاية، عبر القطر الجزائري، و كشفت عدة ممثليات عن أنشطة ستقام في ولايات سيدي بلعباس ووهران وبجاية و العاصمة وغيرها... الكلام يطول عليها، و الشبكة العنكبوتية، مليئة بإعلانات مشرفة، ستعطي بحول الله صدى لهذا اليوم. وضّح الشيخ خالد بن تونس، أن نشاطات عظيمة ستقام على التراب الفرنسي، و كشف عن بعض تفاصيلها في لقاءه، مما ينبي عن جاهزية واهتمام رفيع و ذوق حسي، لدى فئة من سكان المعمورة، لأن المناسبة فرصة غالية، لا ينبغي أن تنفلت، تُعمَر بمختلف الأنشطة التي تحفز الإنسان، على بلوغ الخصال الأنسية.

    خصصت كندا مبلغ خمسين مليون دولار، لإبراز ثقافة العيش معا عبر كل كندا، و سيحتفلون بالمناسبة لمدة أسبوع، و بلجيكا قررت تمديد الإحتفال لثلاثة أيام، مثلهما هولندا و ألمانيا، أبدت اهتمام بالمناسبة، فالبرامج مشجعة، وتنبي بنجاح الطبعة الأولى إلى حد ما، لأن الشيخ خالد خالد بن تونس، لا يرى فيها إلا خطوة عملاقة، تليها خطوات و مشاريع أخرى، نرجو منها بلوغ المصالحة البشرية.

    كشف الشيخ في اللقاء أن "قرطبة ستحتفل بهذا اليوم بإقامة ما سمّوه، المنتدى الدولي للعيش معا، سيدعون إليه 85 مؤسسة عبر العالم، تجيئ إلى قرطبة ليربطوهم بماضي هذه المدينة، عندما عاش فيها المسلمين واليهود والمسيحيين". و أضاف "لأدونيسيا برنامج و حتى نيويورك"، مشيرا إلى معرض البقاع المقدسة المشتركة(2)، الذي أقيم في كل من باريس و نيويورك، وتساءل"متى نحمله إلى الجزائر؟".

    تهاطلت الأعمال من عدة دول، ففي المغرب، بدئ فعلا بإقامة لقاءات، تبرز الوجه الحسن لهذا اليوم، و القيم العظيمة التي يحملها. في هذا اليوم، سيكون لقاء تحضره شخصيات مرموقة، بقصر الأمم بجنيف.

    وفي الأخير، أخذ الشيخ يبين لنا، بعض الترتيبات يمكن للمرء أن يقدمها، حتى ينشر مظاهر الإحتفالية، فقال "ماذا يكلف، لو يضع الإنسان الراية فوق شرفة منزله أو على النافذة، ألا نفعل ذلك من أجل لقاءات كرة القدم، ولما لا من أجل يوم مثل هذا، أليس هذا لقاء فزنا به، وعلى أي مستوى". ثم تابع متوجها للصحفيين "قوموا بالشيئ، الذي يجعل هذا اليوم مشاهد، من طرف الجميع". وتساءل الشيخ في اللقاء مرارا، كيف للجزائر أن تكون صاحبة المبادرة الأممية، فلو كان بلد آخر، لكان... هذه كانت تحفيزاته، ليصدر من الجزائر ما يشرف، ويبرز دورها الفعال، وذكر بالمناسبة، أن مصداقية الجزائر لعبت دورا قيما في لف الأمم حول الموضوع، فتاريخها مشرف، ولها وجه حسن، في الدبلوماسية الدولية.

ـــــــــــــــــــــ
(1). ستجرى بمستغانم من 15 إلى 19 يوليو 2018، ندوة دولية عنوانها "الرياضيات والعيش معا"، تنظمه اللجنة الدولية لدراسة وتحسين تعليم الرياضيات "CIEAEM"، في دورتها السبعين، و يشاركها التنظيم، مؤسسة جنة العارف، والجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة الدولية غير الحكومية، عيسى.

    تم إنشاء CIEAEM في عام 1950، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مباشرة، من قبل علماء الرياضيات وعلماء النفس والمدرسين، من العديد من البلدان التي دمرتها الحرب، وكلها تواجه صعوبات كبيرة في تدريس الرياضيات، وإعادة بناء المجتمع، في ظل النقص الفادح في الموارد. في ظل هذه الأحداث، اجتمعت عدة شخصيات، للتفكير، لإعادة تدريس الرياضات.

    منذ البداية، حاول مؤسسو CIEAEM، إعادة تأسيس العيش معًا، من خلال العمل مع الأساتذة الألمان والرياضيين، وفي عام 1953 تم عقد اجتماع اللجنة في ألمانيا.

    إن الحالة العالم اليوم، مماثلة لفترة ما بعد الحرب، في عدة نقاط، وأوروبا تواجه مشاكل مشابهة.

(2). بمناسبة إقامة معرض البقاع المقدسة المشتركة بمدينة نيويورك، تنقل الشيخ خالد بن تونس، إلى هذه المدينة، وامتدت نشاطاته بهذه التظاهرة من 27 إلى 29 مارس 2018، حيث تم تنظيم مشروع المواقع المقدسة المشتركة، في مانهاتن، من خلال ثلاثة مواقع: مكتبة نيويورك العامة، ومكتبة ومتحف مورغان، ومتحف جيمس في مركز جامعة نيويورك.

    واختار منظموه أن يدعوه "الحج المعاصر". وقالوا عنه أنه يقدم تاريخًا قويًا، من التسامح والتآلف بين الأديان والعيش معا بين الثقافات. وقاموا باستغلال الرؤية والرأسمال الثقافي، لكل مؤسسة من المؤسسات الثلاث، التي أقيم بها، لتطوير مشروع المعرض البدائي، حول العيش معا بين الثقافات، بحيث يسلط الضوء على إمكانية مشاركة مواقع مقدسة، بين اليهود والمسيحيين والمسلمين.

    كان المعرض سردا قويا، لما يمكن أن تشترك فيه الديانات الإبراهيمية، فقد قدم الشيخ خالد بن تونس، في حسابه الخاص، بصفحة التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، ملخصا مهما عن ما تم عرضه، ويرمي إلى الانسجام، ويجمع أصحاب الديانات الثلاث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق