الأحد، 26 أبريل 2015

لقاء مع الشيخ خالد بن تونس

لقاء مع الشيخ خالد بن تونس
"ينبغي على الأمم المتحدة أن تنشئ يوما عالميا للعيش معا"

    ولد سنة 1949 بمستغانم. هذا الجزائري هو على رأس إحدى أهم الطرق الصوفية، فرع للإسلام الباطني، منذ أربعين سنة. كان في مدينة ليون هذا الأسبوع للمشاركة في لقاءات إسلامية مسيحية، و التفاعل مع الهجوم المخطط له، الذي أحبط ضد كنائس بالقرب من باريس.

الصحفي: اتهم شاب جزائري، طالب في الإلكترونيات بمحاولة تنفيذ هجوم ضد كنيسة، أو أكثر، في فيلجويف بالقرب من باريس. ماهي ردة فعلك؟

الشيخ خالد بن تونس: أقلية محدودة و متطرفة في الإسلام، تتفاعل بهذا العنف، تجلب كل اهتمام الصحافة الدولية. طائفة منغلقة و منطوية على نفسها، تحاول التضييق على التنوع الكبير الذي يزخر به ديننا، و محوِ لاسيما، ثراء إسلام الأنوار. توجد أقدم كنيسة في العالم في بلد مسلم، بالأردن، و أقدم كنيس بالعالم موجود بتونس. أما عن اليهود الذين فروا من المذابح في أوروبا، فقد لجأوا حتى القرن التاسع عشر، إلى الإمبراطورية العثمانية، التي كانت إمبراطورية إسلامية. من سيذكر أن الرسول صلى الله عليه و سلم، سمح لرهبان و أسقف بإقامة قداس في مسجده بالمدينة و بحضوره.

الصحفي: كيف تفسر أن شبابا، بعضهم متمكنين جدا، و يقومون بدراسات واعدة، ينقلبون نحو الإرهاب؟

الشيخ خالد بن تونس: بدون شك أنهم يعانون من فراغ، في المحبة و الهوية و في تجذرهم لإيجاد قدوة، بمأنهم يدمرون أنفسهم و يدمرون. يجاهرون بحاجتهم للتواجد، باستعمال القتل. لنجعلهم يتواجدون بالمساعدة و التبادل و التعاون. هناك الكثير للقيام به في هذا العالم.

الصحفي: هل سبق و أن اجتمعت بجهاديين، بالمناسبة، و التحدث معهم؟

الشيخ خالد بن تونس: نعم.

الصحفي: ماذا يقولون؟

الشيخ خالد بن تونس: إنهم يعرفون أنهم يواجهون شخص يعرف التاريخ و الفقه. فهم مذبذبين: في السنة الماضية تناقشت مع بعضهم في فرنسا، خلال شهر رمضان. في كل مرة كانوا يجتنبون الخوض في الدين للكلام عن السياسة و الظلم، على الرغم من أنهم ينحدرون من عائلة ثرية أوروبية، لم تعرف القهر.

الصحفي: فلماذا هذا التشدد؟

الشيح خالد بن تونس: يستجيب المجتمع لطلب شبابنا باستهلاكية. و هذا لن يفيد. يلزمنا قدوة.

الصحفي: ماذا تقترح؟

الشيخ خالد بن تونس: طريقتنا نشيطة جدا بين الآخرين، من خلال الكشافة الإسلامية الفرنسية. إننا نحضر للقاء كبير مع 4000 شاب، في الضاحية الباريسية، في صيف 2016. ينبغي أيضا تعزيز التعليم. إنه كعب أخيل (1) في مجتمعاتنا.

الصحفي: فما الذي تعنيه؟

الشيخ خالد بن تونس: يجب على وزارة التربية و التعليم إدخال لجميع التلاميذ، دورات تمهيدية لثقافة السلام و الأنسية. و لكن العالم بأسره بحاجة إلى السلام. هذا هو السبب في أننا كنا بالأمم المتحدة، من 9 إلى 20 مارس 2015 للدفاع عن مشروعنا "اليوم العالمي للعيش معا". جمعت عريضتنا أكثر من 150000 توقيع، و تحصلنا على دعم 24 بلد، بما في ذلك فرنسا و الولايات المتحدة. نحن قريبون من الهدف، و نحتاج فقط دعم ثلاث دول حتى يستكمل الطلب. "العيش معا" هو "العمل معا". نحن نخشى بحق في أيامنا التغير المناخي، و يجب أيضا أن نكون قلقين بشأن مناخ القلوب.

الصحفي: هل تخشى صداما بين الأديان؟

الشيخ خالد بن تونس: يسعى الإرهابيون إلى التسبب فيه، و خصوصا في فرنسا. هناك دائما خطر.  و لكن في هذا البلد مهما يقولون، لقد أظهرت مظاهرات يناير، أن الأشخاص الذين تصرفوا من أجل المساواة و الأخوة و الحرية، أبقوا على كامل قواهم. 

"Le progres.fr" ، في 25 04 2015. جمعه نيكولا بالي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). يقال هذا المثل على نقطة ضعف قاتلة على الرغم من القوة الإجمالية العالية. و أخيل هو البطل الأسطوري اليوناني. و كعب أخيل يعني ببساطة ضعف الشخص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق