الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

لقاءات الأديان من أجل السلام و الأخوة

لقاءات الأديان من أجل السلام و الأخوة
رحلة الشيخ خالد بن تونس إلى كندا

    قصد التبادل و التعارف مع تقاليد روحية مختلفة من العالم، قام الشيخ خالد بن تونس بمعية إخوان من فرنسا و الجزائر و سويسرا و بلجيكا بزيارة لكندا. بالمناسبة، حضّرت الجمعية الصوفية الدولية العلاوية، فرع كندا، الحديث النشأة (AISA Canada) برنامجا خاصا، ثريا و متميزا، أجرى من خلاله الشيخ خالد بن تونس عِدة لقاءات مسكونية مع ممثلي معتقدات أخرى، و ألقى محاضرات قيمة، أبرزت البعد التسامحي للإسلام، و الروح الأخوية للمتصوفة، و دعى جميع الأطراف للقيام بأدوار لتقديم يد المساعدة للإنسانية، و المشاركة في عالم اليوم المليئ بالمتناقضات، كما خَص بحوارات صحفية، وكالات إعلامية مسموعة و مقروءة.

رهبان تيبحرين
    بدأ الشيخ خالد بن تونس لقاءاته المسكونية مبكرا، في حواره و عمله على ربط خيوط الأخوة الآدمية، مبدأه الذي يدعو إليه و يشدد عليه أحيانا، في عالم اليوم المضطرب، تتواجد فيه الإنسانية في خطر.
    بطلب منه إلى مريديه بمدينة المدية بالجزائر بإقامة زيارات إلى إخوانهم المسيحيين لتيبحرين، جرى يوم 01 نوفمبر 1980 أول لقاء بين المسلمين و المسيحيين، و كان الهدف منه التعارف و ربط علاقة أخوة و إجراء نقاشات. سميت هذه اللقاءات برباط السلام، و كانت تجرى دوريا مرتين في السنة بين الرهبان و مريدي الطريقة العلاوية.
     في كل لقاء كان يختار موضوع من القرآن أو الكتاب المقدس و يناقش، و في اللقاء الموالي يشهد كل طرف عن تجربته الخاصة المعاشة حول الموضوع المختار. مع مرور السنين الدائرة التي كانت ضيقة اتسعت، و أصبح عددا من المسلمين و المسيحيين يحضرون اللقاءات من ولايات أخرى.
    في مارس 1996 أثناء المأساة الجزائرية، اختطف سبعة رهبان فرنسيين من تيبحرين، و استمر البحث عنهم لأسابيع، و شهران من بعد، وجدوا مقتولين. أحدث نبأ إغتيالهم ضجة إعلامية عالمية، وضعت السمعة الجزائرية في المحك. خلدت مآثرهم بإخراج فيلم سنة 2010، نال جوائز سنيمائية دولية.
                                          اللقاء المسكوني مع رهبان تيبحرين.

الرابطة المسيحية الإسلامية
    يوم 01 نوفمبر 2011، زار الشيخ خالد بن تونس بمعية مرافقيه الذين كان عددهم حوالي سبعين، دير السيدة العذراء بـ "سان جان دوـ ماتا" بمقاطعة كيبك، و كان في استقبالهم الأب بيير أندري باربو الذي رحب بضيوفه قائلا " توجد المحبة في الجو". و في مداخلته قال أن " اللقاء جريء و محفوف بالمخاطر" و أضاف " أن القلوب من تنفتح على الآخرين لكي نبني عالم أفضل"، و واصفا رمزية الإجتماع قال " لكي يكون قوس قزح جميل حقا، فمن الضروري أن يكون كل لون جلي من دون أن يختلط أو ينصهر مع غيره من الألوان".
    من جهته قال الشيخ خالد بن تونس" أن تضحية رهبان تيبحرين لم تذهب سدى... إن هذا اللقاء يبدو هامشي، و لكن للهامشية معنى، لأنها تسمح بأن نجتمع بدون أن نتشابه". و أضاف " كل واحد فينا حرف. و عندما تجتمع الحروف تُكوّن كلمة". جرى هذا اللقاء احتفالا بمرور 31 سنة من اللقاءات البيدينية. في هذا الإجتماع اختير موضوع اللقاء الآية الكريمة:
" و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة. و لكن ليبلوكم فيما آتاكم. فاستبقوا الخيرات. إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون". القرآن الكريم.
    تكونت خمسة أفواج عمل لمناقشة و دراسة هذه الآية.
     الشيخ خالد بن تونس مع المطران جيل لوسيي و الدوم بيير أندريه باربو، أثناء لقاء مسيحي إسلامي.

حدث الأمير عبد القادر
    بالمناسبة، رافق هذه الزيارة حدث الأمير عبد القادر الجزائري الذي ينظم لأول مرة بكندا، و اشترك في تنظيمه كل من "عيسى كندا" و مهرجان العالم العربي و جامعة مونتريال و مؤسسة "فامون في"، أقيمت خلاله ندوة و معرض الأمير عبد القادر، الذي أحدث سنة 2003 بمناسبة سنة الجزائر بفرنسا، بحضور محافظته السيدة ستي سيمون خديس، و سبق إقامته في دول عديدة ( اليابان، سوريا، قطر، إلخ..). سيقام هذا الحدث المهدى لروح الأمير عبد القادر و رسالته المعاصرة، تحت شعار " للعيش معا في وئام و للحوار بين الحضارات من أجل السلام ". شارك الشيخ خالد بن تونس في هذه الندوة التي اختير لها العنوان " الأمير عبد القادر و الغرب: الدروس المستفادة من حوار حضارات الأمس لعالم اليوم ". كانت للشيخ خالد بن تونس نقاشات بعد مشاهدة عرض فيلم لبناني "عكس التيار"، يقوم بإدانة التعصب الديني والطائفي، و يشهد للتضامن البيديني، لاسيما من خلال نموذج يقدمه أربع شخصيات إسلامية مختارة من بينهم الأمير عبد القادر الجزائري.

لقاء الأديان من أجل السلام و الأخوة
    يوم 02 11 2011 نظم المركز الكندي المسكوني إحتفالا للأديان من أجل السلام، واستقبل السيد جيرالد ترومبلاي رئيس بلدبة مونتريال ممثلي الديانات الإبراهيمية الثلاث المسلمة و اليهودية و المسيحية، بمقر بلدية مونتريال، و كان الشيخ خالد بن تونس حاضرا مع فريق "عيسى كندا".
إحتفال للسلام بين الأديان بمقر بلدية مونتريال. 

    إتجه بعدها الشيخ، جنوبا إلى الحدود الأمريكية الكندية، إلى أشرمية منغالام(1)، أين وجد ترحيبا من طرف القيّم على الأشرمية السيد إيريك إدلمان و تلامذة المعلم الراحل أرنود ديجاردان(2). في حلقة الإجتماع قال الشيخ خالد بن تونس: "سئل يوما الشيخ عدة بن تونس  'مَن أنت' فأجاب ' أنا واحد من دائرة الأخوة '. و هذه الدائرة اليوم هي حقيقة. في نهاية العالم، الجديد و بالقرب من الولايات المتحدة و بكندا. تدعونا الإرادة الإلهية كلنا، و تُظهر لنا أن كافة الناس مهما كانوا، هم لآلئ، أحجار كريمة، كل واحد بفرديته مربوط بخيط الروح، مما يجعل بهما جمال التوحيد. في هذا العقد، كل لؤلؤة تلمع ببريقها، متصلة بالأخرى، و مجتمعة، بدون أن تتشابه، تصنع دائرة الأخوة الإنسانية...".

الحوار مفتاح التعايش
    بمكتبة بولين، شارك يوم 08 11 2011 في طاولة حوار عنوانها "الحوار، مفتاح التعايش" مع كل من الأسقف تسيير و السيد جون كيسر و الأستاذ إيريك جوفروا.
     أثناء الحوار قال الشيخ خالد بن تونس في مداخلة له:
 " يفرض التعايش أخذ الآخر بعين الإعتبار. يعلمنا الآخر النظر في أنفسنا. هو مرآة كي نتكشف. يـزيد اللقاء و يخصب ثقافتنا و روحانيتنا. إذا سخرنا طاقاتنا و معرفتنا التآزرية، و كذلك قدرتنا على فهم الأحداث و التأثير فيها بشكل إيجابي، فإنها ستصبح متعددة الأوجه.
    في عالم يشهد تحولات كثيرة، و أزمات طاقوية و بيئية و مالية و غذائية و أخلاقية، سببت قلقا و اضطرابا، فمن واجبنا تخيل مشروع إنساني جديد. كل إنسان سيعرف بعدئذ، إلا بسعة الإنفتاح و تقبل حقيقة الآخر. يجب الإنتقال من ثقافة  ' أنا ' إلى ثقافة ' نحن '، و إقامة حوار دائم بين الناس حتى ينبعث الإنسان الكامل. الإنسان الكامل هو الذي يحمل به كل الآخرين، و يوجد به مكان لاستقبال إخوانه و أخواته في الإنسانية ".
الشيخ خالد بن تونس

معنى التضحية
    يوم عيد الأضحى الموافق لـ 06 11 2011، نُظمت بدار أفريقيا بالمدينة، حلقة ذكر، بحضور العديد من الطرق الصوفية، أشرفت عليها رئيسة الدار، السيدة مريم سي دياوارا. و بالمناسبة ألقى الشيخ خالد بن تونس محاضرة عنوانها " معنى التضحية ".
الشيخ خالد بن تونس بعد حلقة الذكر يوم عيد الأضحى مع ممثلي عدة طرق صوفية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). أشرمية: هو مكان الخلوة الذي ينزوي إليه المعلمون الروحيون الهندوس و مريدوهم.
(2). أرنود ديجاردان (1925-2011) معلم هندوسي فرنسي كان سببا في التعريف بتقاليد الشرق و روحانيته للجمهور، عندما كان مخرجا بالقناة التليفزيونية الفرنسية سنوات الخمسينات و الستينات و السبعينات من القرن الماضي، بأفلامه الوثائقية حول البوذية و الهندوسية و التصوف. سنة 1974 أنتج فيلما وثائقيا من جزئين حول التصوف عنوانه:
- صوفية أفغانستان، الشيخ و المريد.
- صوفية أفغانستان: في قلب الطرق الصوفية.
    فيلم يحدث بمصداقية و عمق عن التصوف، في وقت قلّ من تجد من يحدث بموضوعية عنه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق