الأربعاء، 18 يونيو 2014

رحلة من أجل ثقافة السلام

رحلة من أجل ثقافة السلام

    قام الشيخ خالد بن تونس بزيارة لسويسرا من 28 ماي إلى 7 جوان 2014 للتحدث عن ثقافة السلام و لتعزيز حياة أفضل.
    اعترف بالجمعية الدولية الصوفية العلاوية (عيسى) مؤخرا، كمنظمة غير حكومية بصفة "مركز إستشاري خاص" من طرف المجلس الإقتصادي و الإجتماعي للأمم المتحدة، و قد صادق على انتخابها ستون دولة، و يعتبر الشيخ خالد بن تونس الرئيس الشرفي للجمعية.
    حسب تعريف الأمم المتحدة، فإن ثقافة السلام هي مجموعة من القيم و المواقف و السلوكيات و أساليب الحياة، التي ترفض العنف و منع الصراعات من خلال معالجة أسبابها الجذرية من خلال الحوار بين الأفراد و الجماعات و الأمم.

  لقاء بجنيف مع فريق عمل "إسلام"
 في دعوته للسلام و عمله المسكوني بين مختلف شرائح و تقاليد الإنسانية، اجتمع الشيخ خالد بن تونس بجنيف مع فريق عمل "إسلام"، الصادر عن مؤتمر الأسقفية، برئاسة المطران بيير فارين، الأسقف المساعد في لوزان و جنيف و فريبورغ.
    خلال الإجتماع ركز الشيخ خالد بن تونس على ما يوحدنا، كالقيم الإنسانية الخيرية، و محبة القريب، و البحث عن الخير و الجمال المندرجين في كل الرسائل الروحية. أصر على أن الإسلام  ليس كاتالوج متطلبات، و لكن يوجد إسلام روحي حر و مسؤول. نشهد اليوم إنسانية في تغير، و من المهم أن نفهم أن الروحانية تنتمي إلى الجميع، مسيحيين و يهود و مسلمين و بوذيين و مؤمنين و غير مؤمنين، و ذكر الشيخ خالد بن تونس أن الصلاة هي "المحور الذي يصلنا بالمطلق"، و لا يوجد أي إنسان بدون النفَس الإلهي. و أشار أيضا إلى أن حرية الإعتقاد أو عدم الإعتقاد مسجلة في القرآن.

مسيرة السلام
    قامت مجموعة متكونة من 25 ماش، برحلة سيرا على الأقدام لعدة أيام، انطلاقا من منسك نيكولا دو فلي، متوجهة إلى العاصمة السويسرية برن.
    تتكون المجموعة من أشخاص ينتمون إلى تقاليد عدة، رجالا و نساءا، و خاصة مسلمين و مسيحيين، و اصلوا المسيرة من أجل السلام إلى الكنيسة الفرنسية ببرن، و كان في استقبالهم عدة شخصيات، نذكر على الخصوص، الشيخ خالد بن تونس و محمد الحراك سفير لبنان بسويسرا. كانت لحظة مليئة بالمشاعر.
    في الأخير سلم المشاة إلى رئيس الإتحاد السويسري، و مثلهم سفير، رسالة سلام، من طرف نيكولا دو فلي إلى سكان برن، ودعوة من الشيخ خالد بن تونس لتحالف الجماعات البشرية.

لقاء ببرن يوم 31 ماي 2014
    يوم 31 ماي 2014، شارك الشيخ خالد بن تونس، حول طاولة حوار، رفقة عدة شخصيات من بينهم المستشار الوطني السويسري جاك نايرينك، تناولت موضوع "دور المؤسسات السياسية في الحفاظ على السلام في مجتمع متعدد الثقافات". فيها اقترح الشيخ خالد بن تونس قائلا "ينبغي أن تستند القوانين لدينا في المقام الأول على المصلحة العامة، و أصر على أن السلام له ثمن. السلام هو إسم الله. كيف نمنحه جسدا، واقعا". و في كلمته قال المستشار الوطني السويسري، إن الديمقراطية الحقيقية هي احترام الأقلية "التنوع الثقافي في سويسرا عظيم، و أنا من أقلية، و سأحاول أن أحترم الآخرين"، واقترح ممارسة مكاسب السلام "أنا لا أتفق معك، ولكنني أضع نفسي في رأيك من أجل السلام." و أشار سمير فرنجية إلى شيئ أساسي، متعلق بلبنان "العنف هو الحلقة المفقودة، و غياب الصلات وهذا هو السبب في أننا يجب أن نبني المستقبل معا".
    في نفس اليوم زار الشيخ خالد بن تونس قصر الفيديرالية السويسرية، رفقة المستشار الوطني، و سمير فرنجية، سياسي لبناني، و رافقهم وفد سويسري و لبناني.

يومي "الإلتزام ببناء السلام" بسان موريس، يومي 2 و 3 جوان 2014.
    شارك ثلاثون شخصا، قادمين من عدة دول، منها لبنان و الجزائر و المغرب و فرنسا و بلجيكا و تركيا و سويسرا، في أيام "الإلتزام ببناء السلام على جانبي البحر الأبيض المتوسط"، الذي انعقد بسان موريس يومي 2 و 3 جوان 2014.
    نظمت عدة لقاءات و محاضرات تجمع قادة الديانات التوحيدية الثلاث الكبرى، بما في ذلك الحاخام مارك رافاييل و السيد جوزيف رودوي و الشيخ خالد بن تونس.
    يبدو أن الحوار هو شرط أساسي لخلق روابط بين الناس لبناء السلام. تمّ بناء السلام خطوة خطوة في كل واحد منا و من حولنا. هي الحاجة لتعزيز حياة جيدة معا. شارك في اللقاء، المنظمة غير الحكومية "عيسى"، و جمعيات أخرى.
         و كانت هذه الأيام مصدر إلهام لتحقيق السلام في الحياة اليومية من خلال إجراءات و اقتراح مسارات و هي، إطلاق التربية من أجل السلام للشباب، وضع الفن والثقافة في خدمة السلام، متابعة مسيرات سلمية،  إطلاق يوم من العيش معا بشكل أفضل، و اقتراح "ثقافة السلام"، علامة على المواقع الإلكترونية للجمعيات.
 
لقاءات شرق-غرب، قصر مارسي، سيير، يوم 06 جوان 2014
    في اللقاء تدخل الشيخ خالد بن تونس مع المطران جوزيف رودوي، قس سان موريس، و الحاخام غيد، و نشط النقاش البروفيسور البير دو بيري، الذي قدم الشيخ خالد بن تونس باعتباره واحدا من سادة الصوفية في عصرنا. و أضاف "التصوف في الإسلام هو الأكثر انفتاحا"، و في ختام كلمته قرأ سورة الناس بالعربية "قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس".
    و قال الشيخ خالد بن تونس أن الحوار بين الأديان ليس تفاوضا. لم نتفاوض على شيئ. و شدد على أن الحوار بين الأديان هو ضرورة في الإنسانية جديرة بهذا الإسم. نحن شهود. فالذي يعني هو إيجاد المكان فينا، حتى تنبعث صلة و شعور الإنسان. رغبته هي أن يخرج الجميع برؤية واضحة.
    في كلمته، أشار الشيخ خالد بن تونس إلى أن البحر الأبيض المتوسط، ليس فقط بحر بماء. هو أم حضارة حاملة أمل لحضارات الغد. و قال إنه يشاطر رؤية الأم الحية و الحكمة و الروحانية. ربما قد حان الوقت للقيام بجرد، بهدف بناء مجتمع يعيش معا بشكل أفضل؟ نحن محكومون بالعيش معا. بالمقابل، إن أن نعيش معا بشكل أفضل هو خيار.
    و تحدث الشيخ خالد بن تونس عن الحوار بين الحضارات "إذا كنا لا نزال مجمدين و منعزلين و مشلولين بالمخاوف و الصور، لن نتقدم في أي اتجاه. و لا تحل المشاكل عن طريق العنف. يجب أن يحل محل ثقافة العنف، ثقافة السلام".

تقييم رحلة ثقافة السلام من قبل "عيسى سويسرا"
    من قلب أوروبا، سويسرا لديها دور مهم جدا تلعبه في السلام العالمي.
    حضر أكثر من 500 شخص مختلف اللقاءات بجنيف و برن و سان موريس و سيير. زرعت بذور السلام و الأمل. نبني عالم الغد بالواحد مع الآخر و ليس الواحد ضد الآخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق