الأربعاء، 22 يوليو 2015

حوار مع الشيخ خالد بن تونس الباعث لـ "العيش معا"

حوار مع الشيخ خالد بن تونس
 الباعث لـ "العيش معا"

    رسالتنا هي أمل، طريقنا هو السلام و خيارنا هو العيش معا

    أصبح السلام في العالم بأسره، و خصوصا في أفريقيا، شيئ نفيس و نادر. في قلب التوترات والجريمة والاغتصاب و في خضم القتل و الإرهاب الذي يمزق أفريقيا، يرتفع صوتا للسلام من خلال مفهوم "العيش معا". ذهبت صحيفةEduc’Action  للقاء الشيخ خالد  بن تونس، الباعث لـ"العيش معا" من أجل سلام مستديم في العالم. وهو يتحدث عن الإجراءات التي اتخذتها بالفعل، المنظمة غير الحكومية عيسى في مجال السلام و العيش المشترك.

الصحيفة: هل عيسى، هي منظمة غير حكومية أو مفهوما جديدا للسلام؟

    الشيخ خالد بن تونس: الجمعية الدولية الصوفية العلاوية  (AISA)هي منظمة غير حكومية. وأصبحت عيسى رسميا منظمة غير حكومية منذ عامين. هي حديثة جدا. ولكن كونها جمعية، فإنها موجودة منذ سنة 1924. فهي تجسد قيم التصوف. التصوف هو مدرسة روحية في الإسلام. تجلت مشيئة الله منذ البداية، من خلال صحابة النبي صلى الله عليه و سلم، و لاسيما علي ابن أبي طالب. في العالم الإسلامي، جُسد التصوف و مُثل دائما، من طرف أهل الله، و حكماء، و رجال دعوا إلى إسلام الوسط، بعيدين عن التطرف، و قد تبنوا إسلاما أكثر باطنية، يؤدي بالإنسان إلى استبطان القيم العالمية، و يكون منفتحا على مجموع الخليقة، و على جميع الأديان، و كافة الفلسفات.

ما هو سند المنظمة غير الحكومية عيسى؟

    لها كأساس، أنها تعزز "العيش معا و العمل معا".نحن متواجدون بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، التابع للأمم المتحدة، و بمقر الأمم المتحدة. المجلس الاقتصادي والاجتماعي هو الهيئة الثانية، التي تأتي مباشرة بعد مجلس الأمن، و هو الذي يحدد الرؤية السياسية للبشرية، و للدول، و يرتب لهم، اتجاهات سياسية و إجتماعية و إقتصادية، يسلكونها للمستقبل.

ماهي مجالات التركيز، لدى منظمة عيسى؟

    التعليم و ثقافة السلام، والحوار بين الأديان، والمساواة بين الجنسين، بين الرجل و المرأة، و التنمية المستدامة. رسالتنا هي أمل، طريقنا هو السلام، وخيارنا هو العيش معا.

ما الذي تقومون به في الواقع من حيث التعليم؟

    نحن نحاول، و بشكل ملموس، تنشيط رياض الأطفال. و هذا يعني أننا نتكفل بأطفال في عمر خمس و ست سنوات. و نحن أيضا في الكشافة. هل تعلم أن الكشافة اليوم في العالم، تجمع أكثر من 36 مليون شاب. إنها أكبر جمعية تضم الشباب في العالم. من ضمن هؤلاء 36 مليون، هناك 11 مليون كشاف مسلم. هذا ما أدى بنا إلى إنشاء الكشافة بفرنسا، و بلجيكا، و هولندا، و إسبانيا، و سويسرا.
    و لذا فإننا نقوم بتطوير بيداغوجية، والعمل الميداني مع الشباب، أحيانا يكون في الأحياء الصعبة. نحن نحاول، من خلال الكشافة، جمع أطياف الشباب، من مختلف الأديان: الكاثوليك، و البروتستانت، واليهود و العلمانيين، و المسلمين، من خلال إقامة المخيمات، و في السنة القادمة، سنة 2016، سوف نقيمRoverway  (1 الذي سيجمع في الضاحية الباريسية مئات الألوف من الشباب.

ما الذي ستقدمه عيسى على الخصوص، للعالم في سعيه من أجل السلام؟

    لا نستطيع أن نقول أنها وحدها تستطيع أن تغير الأمور. نساهم ونساعد بعضنا البعض مع المنظمات غير الحكومية الأخرى، و الجمعيات الأخرى في العالم الإسلامي، الذين يناضلون و يعملون من أجل المجتمع المدني.على سبيل المثال، أستطيع أن أقول لكم، أنه في أكتوبر 2014، كان لدينا مؤتمر الأنوثة من أجل ثقافة السلام، تحت شعار "الحديث عن النساء". كان هناك أكثر من 3200 مندوب، مما مكن العديد من النساء، من التعبير عن أنفسهن. ومن هناك غادرنا بأفكار، مكنت، منظمة عيسى من حضور الدورة الـ 59 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، لدى الأمم المتحدة، في مدينة نيويورك، و إضافة أفكار على مستوى عدم المساواة و حقوق المرأة، و أن يكون لها تأثير على تشريعات بعض الدول الإسلامية التي حسنت نوعا ما، من وضع المرأة على مستوى الحقوق.

ما هي الأنشطة التي نفذتموها لصالح القارة الأفريقية؟

    أولا، لخلق الروابط. وجودنا في دول مثل السنيغال و بنين و مالي، و العديد من البلدان الأخرى، هو من أجل خلق شراكة مع الشباب، ومنحهم على سبيل المثال، الشيئ الذي قمنا به. مع منظمة غير حكومية بنينية، تقوم بالزراعة، قمنا بتطوير، بمعية الكشفية، مثلا، طريقة أخرى، تسمح بالحصول على مردود ذو عائدات كبيرة، باستعمال تقنيات بسيطة، تسمح بسقي يتكرر، أقل بكثير. ذهبت لرؤيتهم وتبادلنا الأفكار. سنرى منظمات غير حكومية أخرى وغيرها من الجمعيات للتبادل معهم. هناك جمعية "المجموعة الدولية" الذي تعمل مع شباب الحي، وتحاول أن تمنحهم وظيفة في مجال الزراعة.

ما هو المشروع الرئيسي الخاص بك؟

    واحد من المشاريع الرائدة الذي تحمله منظمتنا غير الحكومية، هو اليوم العالمي لـ"العيش معا والعمل معا".

متى سيكون هذا اليوم حقيقة واقعة؟

    نحن نستعد لهذا اليوم العالمي، في عام 2016. ضُرب موعد كبيرا مع الشباب في الضواحي الباريسية و غيرها من المناطق، الذين سيأتون من جميع أنحاء العالم، و الذين سيشاركون. لذلك نحن بصدد جمع التواقيع لهذا اليوم العالمي، حتى نكون مدعومين، على المستوى الدولي، و أيضا حتى يمرر ملفنا، و أنه في سبتمبر 2016، سيكون يوم معترف به، كيوم عالمي لـ "العيش معا". نحن على الموقع    www.jmve.ch.

رسالة الختام؟

    آمل أن يتم تعبئة الجميع لقدوم "اليوم العالمي للعيش معا". على كل واحد أن يحمل لبنته، لجعل من هذا اليوم العالمي للعيش معا، يوم الاحتفال، و فيه على سبيل المثال، يفتح المسلمون المساجد للمسيحيين، والمسيحيون يفتحون كنائسهم للمسلمين، و يكون للكاثوليك والبروتستانت يوما يتبادلون فيه، و نجري بين الشباب لقاءات، و نقيم مشاريعا مشتركة، بين المسيحيين و المسلمين و الكاثوليك و الديانات المحلية. و أن يتمكن أبناء و بنات أفريقيا من الخروج قليلا من هذا القيد الديني، الذي يربطنا اليوم، و الذي يمنعنا من التواصل مع بعضنا البعض، و نخلق صلات.

صحيفة Educ’Action في 18 06 2015. قابله هيرمان موريس ساغبوهان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). Roverway، هو تجمع دولي للحركات الكشفية العليا، و حدث تنظمه المنطقة الأوروبية، للمنظمة العالمية للحركة الكشفية، و الرابطة العالمية للمرشدات و فتيات الكشافة، للشباب، ذوي الأعمار من 16 إلى 22 سنة. إنه فرصة للقاء الشباب الأعضاء في الجمعيتين، و اجتماع يهدف إلى تعزيز التفاهم بينهم، و هم المنحدرين من مختلف الثقافات و التقاليد. سيقام السنة القادمة، الـ Roverway في طبعته الخامسة بفرنسا، و هو خاص بالكشفية الأوروبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق