الشيخ العلاوي المستغانمي
بسم الله الرحمن
الرحيم

تناول المؤلف السيد ناصر الدين موهوب الحسني في
كتابه "الشيخ العلاوي المستغانمي، حياته و مآثره"، مختلف جوانب مسيرة
الأستاذ العلاوي، و تعرض لتفاصيل لم يسبق أن نشرت، و سبر أغوارها و كشف اللثام عن
العديد من الخبايا و الحقائق، و فصل في كل قضية مع الحرص على التوثيق و توخي
الأمانة العلمية في سرد الأحداث. تعرض المؤلف للأوضاع المحلية و الدولية التي عاش
فيها الشيخ العلاوي، و نشأته و سياحاته شرقا و غربا، قام بتحليل الأثار
الفكرية و الأدبية للشيخ، المؤلف العصامي، كما وصفه، و أجاد و أفاد في تقديم صورة
المصلح المجدد، و كذا رجل الحوار و الحداثي المتشبع بالمعاصرة، و ختمه بفصل إشعاع
الشيخ العلاوي بالغرب، كشف فيه عن دوره في نشر التصوف بأوروبا، و ذكر كل الذين
تأثروا به من المفكرين الأوروبيين و تركوا صدى من بعده، لما تحمله رسالته من محبة
و سلام و حب التعايش و المسالمة. مما يجدر الإشارة إليه المعارضة الشرسة التي
واجهها من طرف المصلحين و تيار الإندماج، خصوصا موقفه من مسألتي التجنيس و الإندماج،
و لما كان يدعو إليه إلى تصوف سني وسطي، و محاربته لكل أنواع الفسوق و البغاء و
الإنحلال الخلقي.
جاء هذا الكتاب و منظمة اليونيسكو تعترف
بجهود الشيخ العلاوي، لما قام به من أعمال جليلة، و مد جسور المحبة بين الشرق و
الغرب، إذ أقرت في مؤتمرها السابع و الثلاثين المنعقد في نوفمبر 2013، أن طريقة الشيخ العلاوي مدرسة للتسامح و
التعايش الديني، و شاركت خلال سنتي 2014 و 2015 في الذكرى المئوية لتأسيس الطريقة. خص حامل لواء العيش
معا، الشيخ خالد بن تونس الكتاب بمقدمة، تضمنت: ذكر مسار الإنسان و خصوصياته الفذة
و المتميزة، و فطرته التي التي فطره الله عليها، ثم عرج على سرد فضائل مولانا
الشيخ العلاوي و نشاطه الدؤوب و ما تعرض له من صدود و تربص، أحيانا من طرف
المستعمر و أخرى من طرف تيار الإصلاح، و محاربته لكل أشكال الخروج "عن الدين و
بخاصة التجنيس بغير جنسية أهل الإسلام، و أقام الدنيا و لم يقعدها عمن أدار ظهره
لبني جنسه و اتخذ هوية المستعمر شعارا و دثارا، و حارب مظاهر الإندماج و الذوبان
في شخصية المحتل و ملته، و ثار ضد المبشرين من المسيحيين، و اعتبر خطرهم أكبر خطر
يداهم كيان الأمة.."، و يضيف الشيخ خالد بن تونس، أن الشيخ العلاوي "كان
يري أن لا سبيل أمام الإنسان من أجل سعادته سوى إعادة اكتشاف طبيعته الروحية حتى
يتمكن من العيش في سلام و انسجام مع بني جنسه..".
ترجمة المؤلف كما جاء في غلاف الكتاب: ناصر
الدين موهوب الحسني، ولد في 1962 ببرج بوعريريج و بها تربى و نشأ، تتلمذ على يد والده و
جده، فحفظ القرآن الكريم، و دخل المدرسة العمومية فحصل في نهاية مشواره الدراسي
على الماجستير و الدكتوراه في العلوم. عمل أستاذا بجامعة سطيف منذ 1990 ثم بجامعة برج بوعريريج، و بهما تبوأ العديد
من المناصب الإدارية و البيداغوجية. يشغل حاليا منصب أستاذ محاضر بجامعة المسيلة.
باحث في الروحانيات عموما و في التصوف الإسلامي خصوصا، شارك كمحاضر في الكثير من
المؤتمرات و الملتقيات وطنيا و دوليا. له العديد من المؤلفات، منها: "الزاوية
النموذجية في الألفية الثالثة" 2003، "القول المجدي من كلام سيدي محمد المهدي" 2009، "الشعر الديني في قصائد الشيخ
العلاوي"، "التصوف العملي في شعر الشيخ العلاوي"...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق