الأربعاء، 13 يناير 2016

ضد العنف، و العيش معا

ضد العنف، و مع العيش معا

كتبه الشيخ خالد بن تونس.
 فيShaphirNews  يوم 21 09 2015.

  
  يبدو أن العنف أصبح الرد الوحيد للمشاكل التي يعاني منها مجتمعنا. إنه مدعوم باستخدام الخوف، والرواج الإعلامي الرهيب، و الرعب، و رفض الآخر والانعزالية. اللعان و الأحكام المسبقة، المصاغة لفائدة البعض، ضد البعض، و الصمت المتواطئ من البعض، و التلاعب السياسي أو الأيديولوجي، كلها تقوم بتوليد المزيد، من الفوضى والاضطراب والارتباك.

    كيف يكون الرد على تحدي من هذا النوع، دون التجرؤ على استياء بعض الذين يستفيدون؟ التشكيك في الأفكار المسبقة التي تَقسِم العالم بين الخير والشر، أمر لا مفر منه. من أجل العيش و الإزدهار، يحتاج المجتمع إلى رؤية مشتركة، إلى قاسم مشترك، يقوم بالتوحيد من خلال، الناقل المثالي للمعنى والتماسك. بحيث يصبح كل شخص عضوا في نفس الجسد، مدركا أن كل شيئ، إذا عمل من أجل الصالح العام، هو يعمل لمصلحته الخاصة.

    العيش معا هو الخيار الطوعي لمجتمع، يتقاسم مصير مشترك. أما بالنسبة للطائفية، فلا يمكنها إلا أن تؤدي إلى الانقسام والتشرذم. ماذا يعني أن يكون المرء مسلما اليوم؟ مواطن على الهامش أو مواطن كامل الحقوق؟ المستقبل يعتمد على رد كل واحد منا. بما في ذلك الإرادة السياسية. هناك حاجة ملحة للعمل عندما لا يعثر بعض من شبابنا على سبب للأمل ويختار التطرف المدمر،  و يكون فريسة سهلة لتجار الجنة.

    تصبح تربية مقرونة بالتسامح و التعايش، الأساس لمجتمع الحرية والمساواة والإخاء. فهي تُعلم أن جميع البشر، على الرغم من اختلافاتهم، يُكَوِنون حقيقة فريدة من نوعها. هذا التحلي بالوعي، يسمح لنا بنشر السلام والكرم، و خلق صلة، و ضمان تحصين الإنسانية فينا. عند ذلك، يصبح احترام جميع أشكال الحياة مبدأ مقدسا.

    الأصولية (1) هي شر حضارة عديمة الثقافة. فهي تخدر الوعي من قِبل انعكاس للقيم. و تكيف الأفكار بالتخويف والشعور بالذنب. الأصولية هي ضد أي تفكير نقدي، و كل تفكير منطقي، و كل روحانية تغذي و تسمو بالضمير. إنها تضفي الشرعية على قبضتها و سلطتها، بدعوى العودة إلى المنابع. تستخدم كل وسائل الحداثة، لفرض الفكر العقيم والمميت، بدلا من تعزيز حرية و مسؤولية  جميع الناس.

    ندوة "الإسلام الروحي والتحديات المعاصرة"، المنعقد يومي 28 و 29 سبتمبر 2015 بدار اليونسكو، في باريس من قبل AISA المنظمة غير الحكومية الدولية، يدعو إلى إلزامية إصلاح للإسلام، و يقترح نظرة أخرى، حول التراث الروحي لهذا التقليد، الذي هو اليوم موضوع تجاهل خطير. كما أعطى الإسلام، ميلاد تقليد روحي و كوني، لا يزال حيا إلى أيامنا. هذه طريقة الحكمة، تذكرنا بمبادئ المحبة و قدسية الحياة، و تطمح إلى إحلال السلام  الباطني، و الأخوة بين جميع الكائنات.
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1). الأصولية: نزعة عند بعض أتباع عقيدة أو دين، إلى التمسك بالمبادئ الأصلية، و محاربة أي تغيير أو تجديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق