الجمعة، 17 يونيو 2016

الطـب المحمدي

الطـب المحمدي


   للشيح خالد بن تونس (*)

    عندما نقف أمام الأهمية التي أولاها رسول الله صلى الله عليه و سلم، لرعاية الجسم، فإنه ينتابنا الذهول، فقد نقل عنه أصدق الشهود، و خصوصا زوجته عائشة، رضي الله عنهم، مئات الأحاديث و الأراء و الحكم و الملاحظات، كلها تشهد على غزارة المعرفة التي كان يمتلكها، صلى الله عليه و سلم، في هذا المجال. حتى أننا نتفاجأ بالطابع العصري، الذي تتصف به تعاليمه، فيما يخص الحمية الغذائية و  علم الصحة و الوقاية. فقد نقل مفاهيم رائدة حول الأوبئة، و الوصفات الدوائية، و الأخلاق الجنسية، و العلاج من الأمراض، التي تنتقل بالإتصال الجنسي.

    تستند نصائحه على مبادئ بسيطة، و هي الفطرة السليمة و الملاحظة.

    قال صلى الله عليه و سلم "لكل داء دواء" (1). كان يُعلم أن الجسم البيولوجي منشأه الأرض، و يجد توازنه و تناغمه، من خلال الإستهلاك المعتدل، لِما تمنحه له الطبيعة. إن تنوع العلاجات و العمليات، هي أيضا تكشف النقاب عن علاجات، مثل علاج ضغط الدم المرتفع بالحجامة (2)، و علاج النزيف، في حالة احتقان الدم. و كان يوصي أيضا بالمستحضرات العشبية، كترياق السم، و بالقُسط (3)، و بالحناء للعناية بالجلد و الشعر، و بالهليلج (4) الغني بالتاتين (5)، و السنا (6) تستعمل ثماره للإسهال، و السنوت (7) يدر حليب المرضعات، و ينشط، إلخ...

    أما عن المعادن، فكان يوصي بالذهب و النحاس و الكبريت و الإثمد (8)، و غيرها من المعادن المعروفة و المستعملة حتى أيامنا هذه، في مختلف العلاجات النفسية. و نصائحه فيما يتعلق بالإستعمال المعتدل للملح و السكر و الشحوم، و الأهمية التي كان يوليها للمعالجة المائية، لم تفرد في دليل معاصر للحمية. إن معرفته و أرائه في مسألة الصحة، تثير فينا الإعجاب.

    من أخلاقية تعاليمه المتعلقة بالعناية الممنوحة للجسم البشري، نشأت أساسيات الطب العربي.


نشأة الطب العربي

    قال صلى الله عليه و سلم في حديث شهير "النظافة من الإيمان" (9)، و إنها إحدى أهم وسائل الوقاية من الأمراض العديدة. و من نتائج تلك التربية، تواجد في القرن العاشر، حمام في جميع شوارع بغداد تقريبا. و في نفس العصر أُحصي أكثر من ستة آلاف حمام في قرطبة، في حين كان يتوفر في القيروان حمام لكل ثمانين نسمة.

    و أكثر ما يشدّ الإنتباه في هذا الإرث المحمدي، هو ما أثبته في حديث، يدعو فيه الإنسان إلى الإشتغال بالبحث العلمي، إذ قال "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد". (10)، و أيضا قوله "اطلبوا العلم و لو في الصين" (11). حفزت هذه التوصية حركة غير عادية، عملت على نشر النشاط العلمي للحضارة الإسلامية، التي قامت بتطوير و إثراء ما تركته الحضارات السابقة، مع العمل على تنمية تطورها الخاص. من جهة أخرى مهدت للتطور العلمي و التكنولوجي لأوروبا. على سبيل المثال، فيما يخص إنشاء و تطوير المستشفيات، كان المسلمون هم السباقين إلى تشريح الجسم البشري.

     بُني أحد أوائل المستشفيات، من طرف الخليفة الأموي، الوليد ابن عبد الملك بدمشق (12) عام 707، و ابتداءا من القرن التاسع، تهيكلت هذه المؤسسات و تكاثرت بسرعة. افتتح المستشفى العضدي (13) ببغداد سنة 982، و كان يعمل بمصلحته ثمانين طبيبا، في مختلف التخصصات ( طب العيون و الجراحة و مبحث الرضوض أي الجروح، و غيرها...)، و إضافة إلى عملهم، كانوا يقومون بوظيفة التدريس. بعد القرن التاسع، أحصي افتتاح أربعة و ثلاثين مستشفى، في أرض الإسلام. إمتدت هذه الحركية إلى المغرب و الأندلس، و وراءهما، إلى العالم المسيحي، حتى و لو كانت في أوروبا، مراكز العلاج و الإيواء متفرقة. كان يجب انتظار عام 1500، عندما تمّ تنصيب طبيب متخصص بمستشفى ستراسبورغ، و حينها انتهى هذا الوضع. ثم جاء الدور على ليبزيغ في عام 1517، و بعده مستشفى أوتيل ديو في باريس، و كان هذا بعد قرون عدة، من بناء أولى المستشفيات الإسلامية، بحيث كان يتوفر بعضها على مصالح الخدمة النفسية، استعملت فيها الموسيقى كعلاج للأمراض العقلية. على العموم، كان يتبع الأطباء جدول زمني أسبوعي، مع وجود الحراس ليلا و نهارا، و إعطاء دروس للطلبة، و إلقاء محاضرات  على رؤساء المصالح.

    كما أنها كانت تمتلك صيدليات، يديرها رئيس الصيادلة، و المرضى كانوا يتحصلون على الأدوية مجانا، بوصفة يسلمها لهم المستشفى. إن مجانية العلاج و العناية و التكفل، من طرف المجتمع، تستند على مبدأ أساسي لمفهوم الطب الإسلامي، ألا و هو المساواة في العلاج. إن التطور المهم للصحة العمومية، كان نتاج رسوخ في عقيدة المؤمنين، أن علاج كل شخص واجب، مهما كانت مكانته في المجتمع، أو كان عرقه أو معتقده.

    جاء في ديباجة وقفية تُسير المستشفى، الذي بناه السلطان منصور قلاوون (14) في 1282 بالقاهرة "يقيم به المرضى الفقراء لمداواتهم إلى حين برئهم و شفائهم. و يُصرف ما هو معد فيه للمداواة، و يُفرّق للبعيد و القريب، و الأهلي و الغريب، و القوي و الضعيف، و الدني و الشريف، و الغني و الحقير، و المأمور و الأمير، و الأعمى و البصير، و المفضول و الفاضل.. و المليك و المملوك، من غير اشتراط لعوض من الأعواض.. و لا اعتراض، بل لمحض فضل الله و طوله الجسيم، و أجره الكريم، و بره النعيم". (15)

    و هذه شهادة أحد من عاصر، بناء مستشفى مراكش في 1190، تظهر لنا، إلى أي درجة وصلت، الرعاية المقدمة للمرضى "و بنى أبي يوسف (16) بمدينة مراكش بيمارستانا (17)، ما أظن أن في الدنيا مثله، و ذلك أنه تخير ساحة فسيحة، بأعدل موضع في البلد، وأمر البنائين بإتقانه على أحسن الوجوه، و أتقنوا فيه من النقوش البديعة و الزخارف المحكمة، ما زاد على الاقتراح. و أمر أن يغرس فيه مع ذلك، من جميع الأشجار و الشمومات و المأكولات، و أجرى فيه مياها كثيرة تدور على جميع البيوت، زيادة على أربع برك، في وسط إحداها رخام أبيض، ثم أمر له من الفرش النفيسة، من أنواع الصوف والكتان والحرير والأديم وغيره، بما يزيد عن الوصف، و يأتي فوق النعت، و أجرى له ثلاثين دينارا في كل يوم، بِرَسم الطعام و ما ينفق عليه، خاصة خارجا عما جلب إليه من الأدوية، وأقام فيه من الصيادلة لعمل الأشربة و الأدهان و الأكحال، و أعدّ فيه للمرضى ثياب ليل ونهار، للنوم من جهاز الصيف والشتاء، فإذا نقه المريض، فإن كان فقيرا، أمر له عند خروجه، بمال يعيش به ريثما يستقل، وإن كان غنيا دفع إليه ماله، و تركته و سببه". (18)

    بالإضافة إلى الدراسة المباشرة، لكتب الأطباء العرب، كان الطلبة يمتلكون دليلا مكتوبا من قبل المترجمين. و هكذا، و ابتداءا من القرن التاسع، أصبح لديهم كتب مرجعية، و كان باستطاعتهم أيضا الرجوع إلى السجلات الطبية للمستشفيات الكبيرة، و فيها كانت تحرر التقارير الرسمية، للفحوصات الطبية و التشخيصات و الوصفات، و آثارها على التطور العام. أنشئ جدول شامل دقيق حقيقي يخص كل حالة. من مجموع هذه الملاحظات، دُوّن كتابا طبيا ضخم، تم استخدامه لعدة قرون في مهنة الطب الأوروبية. ألّف هذه مجموعة العمل  للإستخدام الشخصي، و من أجل طلبته، من هو يعتبر من طرف أقرانه، أكبر طبيب في القرون الوسطى، إنه الرازي (19)، المتوفي سنة 937.

    منذ ستة قرون، كان هذا المؤَلف، واحدا من أنذر الكتب، الذي تمتلكه كلية الطب بباريس. نظرا للقيمة الكبيرة التي كان يمتلكها هذا الكتاب، قدّم الملك لويس التاسع (20) بنفسه، جائزة تقدر باثني عشرة رطلا من الفضة، و مئة أوقية (وحدة نقدية أوروبية قديمة)، لكل من يقتني له هذا الكنز، حتى يتمكن أطبائه الخصوصيين من مراجعته.

    و ليزال يوجد تمثال منصوبا، يخلد ذكرى الرازي، عند قاعة التدريس القصوى، لمدرسة الطب بباريس، و حتى أيامنا هذه، عندما يجتمع الطلبة في المدرج الكبير، لنهج سان جرمان، يمكنهم إلقاء نظرة على الطبيب العربي الشهير.

    لعب المترجمون الأندلسيون دورا رائدا، في نشر المعارف. نستطيع أن نذكر، على سبيل المثال، الكتاب الشهير "القانون في الطب" لابن سينا (21)، الذي وسم لمدة طويلة النظريات و الممارسات الطبية للغرب، بصفته أكبر موسوعة طبية، و كتاب "التصريف لمن عجز عن التأليف"، للجراح الأندلسي البارز، أبو القاسم الزهراوي (22)، المتوفي سنة 1013، و المعروف لدى الغرب في القرون الوسطى، باسم "Alboulcassis". ترجم كتابه إلى اللاتنية في القرن الثاني عشر، و درّس به في أوروبا لعدة قرون، و ترك للأجيال اللاحقة، ليس فقط تجربة منقطعة النظير (كي الجروح، و تفتيت الحصى في المرارة، و أمراض النساء، و أشكال مختلفة من الغُرز..)، و لكن أيضا العديد من أدوات الجراحة.

    إن إيطاليا و صقلية، و خصوصا مدرسة ساليرنو، هم من ندين لهم، إحياء الطب الغربي، تحت تأثير معارف الطب الإسلامي، و مثلهم جامعة مونبيليي بفرنسا، واحدة من أولى جامعات أوروبا، التي استقبلت العديد من الأطباء اليهود، الذين تكوّنوا في المدارس الإسلامية الأندلسية، بعد طردهم من إسبانيا، أثناء حروب الإسترداد المسيحي.

    و فضلا عن ذلك، إذا قسنا تأثير الطب الإسلامي، في نهاية العصور الوسطى في أوروبا، نسبيا، مع الطب الإغريقي و اللاتيني، يكفي أن نعرف، على سبيل المثال، أن بين سنتي 1473 و 1500، طبع كتاب القانون لابن رشد، ست عشرة مرة، في حين نجد إصدار واحد لجالينوس (23) في مجلدين. و في بداية القرن الثامن عشر، بتوبينغن و فرنكفورت الألمانيتين، كان ابن رشد و الرازي يمثلان قاعدة البرنامج الدراسي.


العلاج المحمدي (**)

    كان رسول الله صلى الله عليه و سلم، منذ خمسة عشر قرنا، يَعلم أن الهواء يمكنه أن يحمل عناصر ملوثة للماء و الطعام، فقال "غطوا الإناء، وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء" (24). و قال محذرا" لا تَسْكُنُ الْحِكْمَةُ مِعْدَةً مَلأَى" (25). و قال أيضا "إياكم و البطنة في الطعام و الشراب فإنها مفسدة للجسد و مورثة للسقم، و عليكم بالقصد فيهما، فإنه أصلح للجسد" (26). و قال أيضا "من قل طعامه فهم و أفهم و صفا و رق". (27)

    يوضح المثال التالي، مدى الحس العملي للرسول صلى الله عليه و سلم، و هذا الطريق الوسط، الموجود بين الزمني و الروحي. لمّا وصل نبي الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة المنورة، توسل إليه أهلها، ليدعو الله، كي يتنقى هواء المدينة. بالفعل كانت واحة المدينة معروفة بأنها، موقع ينتشر منه المرض، بسبب المياه الراكدة. جمع رسول الله صلى الله عليه و سلم السكان، و دعا الله سبحانه و تعالى، و طلب من كل واحد، أن يحمل أداة، و يحفروا قنوات لصرف المياه الملوثة، التي كان يتجمع فيها البعوض الناقل للمرض. حفر أيضا حُفر، و أصبح لكل شخص، مكب نفايات، و الملاريا غادرت المدينة. (28). أنشأ مدونة سلوك مدني، بين سكان المدينة، إذ أقرّ "ليسلم القائم على القاعد"، و طلب بـ"إماطة الأذى عن الطريق"، و قال "النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلاثَةٍ: فِي الْكَلأِ، وَالْمَاءِ، وَالنَّارِ". (29)

    عنت توصياته حتى الأعمال الأكثر بساطة للحياة، فكان يقول "إذا شرب أحدكم فليمص الماء مصاً، ولا يعب عباً، فإنه من الكُبَاد" (30). نهى عن النفخ في إناء الشراب، حتى لا يخلط باللعاب (31)، و كان يوصي بالشراب، الذي يكون غير حار أو بارد. كان يشجع ممارسة التمارين الرياضية، ففي هذا السياق قال "كل شيء ليس من ذكر الله، فهو لهو إلا أربع خصال: مشى الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، وتعلمه السباحة" (32). و قال السيوطي في كتابه " ..الطب النبوي"، "الحركة أقوى الأسباب.. بما يسخن الأعضاء.. تُعوِد البدن الخفة و النشاط و تجعله قابلا للغذاء، و تصلب المفاصل و تقوي الأوتار و الرباطات، و تؤمن من جميع الأمراض، المادية و أكثر المزاجية". (33)

    و روى عنه أصحابه أنه كان يعلمهم، أن حركة البدن جيدة لأجسامهم و أبدانهم، فعن جابر أنه قال، شكا ناس إلى الرسول صلى الله عليه و سلم، من التعب، فدعا لهم، وقال "عليكم بالنسلان"، أي الإسراع في المشي، فانتسلنا فوجدناه أخف علينا (34). و نهى عن النوم في الشمس (35). كان يوصي الأباء بتعليم أبناءهم ثلاث رياضات، و هي الرماية و السباحة و ركوب الخيل. (36)
  
    كان يربي على التلطف في الضحك، إذ قال "لاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ" . (37). و حذر من الهموم و الأحزان لأنها تسبب الإضطرابات، بقوله "من كثر همه سقم بدنه" (38)، و قال أيضا "ما على أحدكم إذا ألح به همه أن يتقلد قوسه و يتقي به همه" (39). أي ينشغل بما ينسيه إياه.

    قد رسخ صلى الله عليه و سلم، في الأذهان الإعتدال في السلوك بقوله "المعدة بيت كل داء، والحمية رأس كل دواء، وأعط كل نفس ما عودتها" (40). أما عن نصائحه فيما يخص المرضى فقال "لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب؛ فإن الله عز وجل يطعمهم ويسقيهم" (41). عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم، عاد رجلا من الأنصار، فقال "أتشتهي شيئا؟" قال نعم، خُبزَ بُرِّ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للقوم، "من كان عنده شيئ من الخبز البر، فليأتي به" فجاء رجل بكسرة، فأطعمها إياه. ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا فليطعمه إياه" (42). و قال  أيضا "إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل فإن ذلك لا يرد شيئا، و هو يطيب نفس المريض". (43)

     طُلب من ابن زيد، عما سمعه من النبي صلى الله عليه و سلم، حول الطاعون، فقال رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه و سلم قال "إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها". (44)

    في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب، ذكرت المستشرقة الألمانية سيجريد هونكه (45). "مرة أخرى، تدخل العالم العربي كمنقذ. مرة أخرى في ساعة الخطر، إنه هو الذي نجح في تحرير الطب، من وصاية اللاهوت، و فتح له الباب المستقبل.
  
    بالنسبة لمهنة الطب كلها، دقت ساعة المحنة سنة 1382، خلال وباء الطاعون الكبير. أثبتت نظرية العرب، أن العدوى هي السبب الحقيقي لهذا الوباء، أهميتها القصوى، لدى الغرب المجرد و المشلول. خلال الموجة الثانية من الطاعون، لم يُؤخذ الغرب على حين غرة. لم يؤذن للسفن المشتبه بها، بالإفراج عنها، في الموانئ الإيطالية. إن واجب التقدم إلى السلطات من أجل عمليات الحجر الأولى، و حظر التجمعات، وتدمير الأشياء المصابة بالنار، كل هذه الأحكام، تشير إلى أن أطروحة جديدة تجذرت في الغرب. منهجة التدابير الوقائية و القمعية التي وضعت في ذلك العهد، استمرت دون ابتكار كبير، حتى صدور التشريعات الحديثة، المعمول بها، في حالة وباء". (46)

    أما ما يخص منع الحمل، فقد أجيزت المرأة استعمال أدوية قطع الحيض، فقال الإمام أحمد ابن حنبل "لا بأس أن تشرب المرأة دواء يقطع عنها الحيض، إذا كان دواء معروفا" (47)، و اشتُرط أيضا إذن الزوج لها. كما كان ينصح صلى الله عليه و سلم، المرأة التي تخشى على صحتها، بأن لا تنجب سوى ثلاثة أطفال، و ترك لها حرية الرضاعة، إن هي لم ترغب في الإرضاع. كانت هذه حقوق ضمن حقوق أخرى، منحتها الشريعة للمرأة، في إطار عقد زواجها.


الرجوع إلى الأحد

قال الله تعالى " و ننزل من القرآن، ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين و لا يزيد الظالمين إلا خسارا". سورة الإسراء، الآية 82.

    حاولنا التعرف على الخطوط الرئيسية، لهذا الطب المحمدي الذي يعني الجسم، ولكن يوجد في الواقع جانب آخر، يتعلق بعلاج النفوس، فيه التعليم الروحي للنبي، مُبين. علاج الجسم يعتمد على صفاء القلب: بامتلاكك قلب نقي، يكون لك قلب سليم. قال النبي صلى الله عليه و سلم "ألا و إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه و إذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا و هي القلب".  (48)  

     في النهج الروحي، الذي يظهر من خلال التعليم، الذي ورّثه النبي  صلى الله عليه و سلم، يجد المرض في حد ذاته طريقه. فهو يساعدنا في بحثنا، و في استفهاماتنا، و فهم ما نحن عليه، و  يساعد في سلوكنا، و كشف درجة النضج لدينا. يصبح في بعض الأحيان، بواسطة المعاناة التي يولدها، طريق الرجوع إلى الأساسيات، و الصلة التي تجمعنا بالله. قال صلى الله عليه و سلم" إن الأنين إسم من أسماء الله تعالى، يستريح إليه المريض". (49). أليس مرض الجسم بحد ذاته - كل واحد منا أصيب به -  ما يذكّر بالقيود الخاصة بنا، و بالكائن الزائل، الذي هو نحن، و بضعفنا، و بالعائق الذي يحصرنا، بأننا ليس سوى كائنات، خلقت من لحم، ولدت في يوم من الأيام، و ستموت غدا.

    قبل أن ننهي، يذكرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم، بالحقيقة التالية، و هي قوله "موتوا قبل أن تموتوا" (50). لأن بموت النفس، و هي بيت القصيد هنا، يولد الكائن الروحي.
   
 إن علاج النفس الذي نادى به النبي صلى الله عليه و سلم، يدعونا إلى التأمل في مصدر كل حياة. إن القالب الذي ظهر فيه الحي، و انتشر من خلال الكون، هو مجرد إسقاط لمظهر من مظاهر الكون الإلهي، والمرآة التي تعكس حضرته. فإن الانسجام والتوازن، كما في كل حالة من مظاهر الفوضى والانحلال، ينبثقان من إرادة لبعد، يمكن بواسطة المعرفة، أن ينكشف لنا، ويبيح لنا أسراره. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "إن للمرء همة لو تعلقت بالثريا لجذبتها". (51)

    يقوم هذا التدريس الباطني المحمدي، بتوجيه السعي الروحي نحو هذا الطريق. و إنه يجد نوره و هدايته في ذِكر الصفات الإلهية التسع و التسعين، التي ترمز إلى أسماء الكنه و الصفات و الأفعال، المندرجة في كل منا. في الواقع، يكشف لنا التقليد أن خطوط كف اليد، مرسوم فيها عدد. في اليد اليمنى، نرى بالأرقام العربية، العدد 18، و في اليد اليسرى العدد 81، و يبلغ مجموعهما تسعة و تسعين إسما إلهيا، و المائة هو الكائن بكليته، ممثلا رمزيا، بالنقطة أو الصفر. يتم ترتيب هذه الأسماء بالتوازي مع الأبعاد التسعة، التي تشكل الكائن، و التي هي، العقلية، والعاطفية، والهيكلي (الهيكل العظمي)، ونظام القلب والأوعية الدموية، والطاقة الحيوية، والجهاز العصبي الوراثي، والجهاز العضلي، ونظام الغدد الصماء، وأخيرا الجهاز المناعي. هذا الرمز هو معروف شعبيا باسم يد فاطمة، التي رسمت على مداخل المنازل، أو التي تُحمل اليوم على شكل قلادة، لدرء سوء الحظ، ودرء التأثيرات السلبية.

   على الرغم من أن قلة، من تعرف المعنى الحقيقي لهذا الرمز، فإنه يبقى راسخا في الذاكرة الجماعية. تمثل الأصبع العشرة، الأبعاد التسعة المذكورة، التي تشكل الكائن، و العاشر هو الهيكل الحسي، الذي يجمع الكل.
    هو في نفسي الظاهر، إنه هو في الحقيقة.

    من أجل هذا، يقول الصوفية:
    "إذا كنتَ لم يكن، و إذا كان لم تكن".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*). نشر هذا الموضوع، في المجلة الفصلية الفرنسية "Nouvelles clés"، شهر مارس 2003. و طبع ضمن مجموعة مقالات و حوارات، جمعت في كتابه "لنعش الإسلام"، "Vivre l’islam"، الذي صدر في سنة 2003.
(**). بتصرف. لم أستطع الوقوف في هذا الباب، على بعض الأحاديث المترجمة إلى الفرنسية، فنقلت ما وجدت يناسب غرض المؤلف، حفاظا على الأمانة، و حرصا على بث رؤيته، لأنه يقال" إذا خرج الكلام من القلب، فإنه يصيب القلب".
(1). جاء فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم "لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أَصَابَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ".
(2). الحجامة هي العلاج، عن طريق امتصاص و تسريب الدم، باستعمال أداة هي المِحجم، بعد تشريط الجسم، وهي طريقة طبية قديمة كانت تستخدم لعلاج الكثير من الأمراض، و قد تكون الحجامة، جافة بلا دم، و هي أنواع، الرطبة، و الجافة، و المتزحلقة.
(3). قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "إنَّ أمثل ما تداويتم به الحجامة و القسط البحري" . رواه البخاري.
    القُسط نوعان بحري و هندي، و يعرف باسم أكاسيا Acacia farnesiana، و من أسمائه السنط، و شجرة المطر الذهبية و الصمغ العربي، و طريقة استعماله، بأن يسعط أي يقطر، و يستعمل على سبيل المثال للغمزة، و هو مرض إلتهاب اللوزتين.
    حسب الإمام ابن الجوزية، فيما نقله في كتابه زاد الميعاد، أن العود الهندى نوعان، أحدهما: يُستعمل فى الأدوية وهو الكُسْت، و يقال له: القُسْط، و الثانى: يُستعمل فى الطِّيب، و يقال له: الأَلُوَّة. و قد روى مسلم في صحيحه، عن ابن عمر رضى الله عنهما، أنه  صلى الله عليه و سلم، كان يَسْتَجْمِرُ بالأَلُوَّة غير مُطرَّاة، و بكافُور يُطْرَحُ معه.
(4). عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم"عليكم بالهليلج الأسود فاشربوه، فإنه شجرة من شجر الجنة، طعمه مر، و هو شفاء من كل داء". المستدرك على الصحيحين.
    الهليلج، يسمى Prunus cerasifera، و له  أسماء أخرى من بينها، الخوخ الكرزي و الجانيرك.
(5). التاتين هو كحول متعدد، جوهره نباتي يستعمل لقدرته الطبيعية على ترسيب البروتينات، و يستخدم أساسا في دباغة الجلود لجعلها غير قابلة للتعفن.
(6). السنا عدة أنواع، و يفضل الناس الحجازي، الذي يعرف بالسنا المكي، و إسمهSenna alexandrina.
    فقد ورد عن إبراهيم عن أبي عبلة، قال، سمعت عبدالله ابن أم حرام، و هو ممن صلى مع النبي صلى الله عليه و سلم القبلتين، "عليكم بالسنا والسنوت، فإن فيهما شفاء من كل داء". أخرجه ابن ماجة في السنن.
(7). السنوت لغة هو الكمون، و لكن الكمون أنواع، و قد اختلف العلماء في تحديد ماهية السنوت، فيعرف باسم الشمر و الكمون، و الشبت و الينسون عند المشارقة و عند المغاربة هو البسباس.
(8). الإثمد هو الأنتيمون أو الأنتيموان مترجما عن الفرنسية، و إنه أحد العناصر المعدنية، رمزه في الجدول الدوري Sb، و عدده الذري 51.
    عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهماَ قال،َ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنَّ خَيْرَ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ". رواه أبو داود و النسائي و ابن ماجه. أي ينمى الرموش، و يزيد من قوة الإبصار.
 (9). رواه الترمذي.
(10). في صحة إضافته إلى النبي صلى الله عليه و سلم نظر، عند أهل الحديث. و ما يعزي فضل العلم ما روي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "لن يشبع المؤمن من خير يسمعه حتى يكون منتهاه الجنة". رواه الترمذي.
(11). أورده العجلوني في كتابه "كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس".
(12). الوليد ابن عبد الملك ( 668 م- 50 هـ / 715 م- 96 هـ )، و حكم بين سنتي 705 و 715 للميلاد.             
(13). بناه عضد الدولة بن بويه، الخليفة العباسي، عام 371هـ، و الذي اختار مكانه، هو الطبيب المشهور، الرازي.
(14). الملك ناصر الدين محمد ابن قلاوون، ( 684هـ - 1285م / 741هـ - 1341م )، و هو أحد سلاطين الدولة المملوكية البحرية.
(15). كتاب "تاريخ البيمارستانات في الإسلام" ،للمؤلف الدُّكْتُور أَحمد عِيسى، المتوفى سنة 1365هـ.
(16). الملك الموحدي، أبو يوسف يعقوب بن عبد المؤمن بن علي القيسي الكومي ( 554هـ - 1160م / 595هـ - 1199م )، الملقب بالمنصور الموحدي.
(17). البيمارستان كلمة تعني مستشفى، أصلها فارسي، و معناها "محل المریض". مازال هذا الإسم يستعمل حتى اليوم، و أحيانا محرفا، إذ يطلق موريستان.
(18). كتاب "المعجب في تلخيص أخبار المغرب"، لعبد الواحد المراكشي.
(19). أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي (250هـ - 864م / 311هـ - 923م )، عالم وطبيب فارسي، وصفته زجريد هونكه في كتابها "شمس العرب تسطع على الغربأنه أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق، حيث ألف كتابه "الحاوي في الطب"، الذي كان يضم كل المعارف الطبية، منذ أيام الإغريق حتى عام 925م، و ظل المرجع الطبي الرئيسي في أوروبا لمدة 400 عام، بعد ذلك التاريخ.
(20). لويس التاسع (12141270)، أحد ملوك فرنسا، و حكمها و هو دون سن الرشد، ابتداءا من سنة 1226.
(21). ابن سينا هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا ( 370هـ - 980م / 424هـ - 1037م )، عالم و طبيب مسلم من بخارى، اشتهر بالطب و الفلسفة، و اشتغل بهما. ولد في قرية أفشنة بالقرب من بخارى، في أوزبكستان، حاليا. عرف باسم الشيخ الرئيس، و سماه الغربيون، بأمير الأطباء، و أبو الطب الحديث في العصور الوسطى.
(22). أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي، المتوفي بعد سنة 400 هـ ، وصفه الكثيرون بأبو الجراحة الحديثة. أعظم مساهماته في الطب هو كتاب "التصريف لمن عجز عن التأليف"، الذي يعد موسوعة طبية من ثلاثين مجلدًا. كان لمساهماته الطبية، سواء في التقنيات الطبية المستخدمة، أو الأجهزة التي صنعها، تأثيرها الكبير في الشرق و الغرب، حتى أن بعض اختراعاته لا تزال مستخدمة إلى اليوم.
(23). جالينوس (نحو 131 - 201 م)، هو طبيب و فيلسوف يوناني، و يُعتبر أحد أعظم الأطباء في العصور القديمة. أثر جالينوس على تطور فروع علمية عدة، و منها علم التشريح، و علم وظائف الأعضاء ( فيزيولوجيا )، و علم الأمراض ( باثولوجيا )، و علم الأدوية، و علم الأعصاب، فضلا عن الفلسفة و المنطق.
(24). أخرجه مسلم، عن جابر ابن عبد الله.
(25). حديث مقطوع. رواه الحافظ ابن أبي الدنيا، عن الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. 
(26). أخرجه البيهقي و أبو نُعيم الاصفهاني، عن عمر ابن الخطاب.
(27). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق، عن حذيفة.
(28). عن عائشة رضي الله عنها، قالت، لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم، المدينة، قدمها و هي أوبأ أرض الله، و كانت بطحان يجري نجلا، أي ماء آجن، فوعك أبو بكر و بلال، فقال النبي صلى الله عليه و سلم "اللهم بارك لنا في صاعنا و مدينتنا و صححها لنا و انقل حماها إلى الجحفة". رواه البخاري في فضائل المدينة، و مسلم و مالك في الموطأ، و أحمد.
(29). عَنْ رَجُلٍ مِن الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ، غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ "النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلاثَةٍ ،فِي الْكَلأِ، وَالْمَاءِ، وَالنَّارِ". رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
(30). رواه عبد الله بن المبارك والبيهقي وغيرهما، والكُبَاد - بضم الكاف وتخفيف الباء- هو وجع الكبد، و قد علم بالتجربة أن ورود الماء جملة واحدة على الكبد يؤلمها ويضعف حرارتها. 
(31). عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه و سلم، نهى عن النفخ في الشراب، فقال رجل، القذاة أراها في الإناء، قال "أهرقها". رواه الترمذي، و قال حسن صحيح.
(32). رواه النسائي في "السنن الكبرى". 
    و المشي بين الغرضين، يقصد به التحرك ما بين هدفي الرمي، و قال أيضا "عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو مطردة للداء عن الجسد". أخرجه ابن السني و أبو نعيم و السيوطي.
(33). السيوطي، "المنهج السوي و المنهل الروي في الطب النبوي" ، في باب الحركة و السكون البدنيين.
(34). رواه الحاكم و أبو نعيم في الطب.
(35). عن ابن عباس قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "إياكم و الجلوس في الشمس فإنها تبلي الثوب و تنتن الريح و تظهر الداء الدفين". تخريج السيوطي، و المستدرك على الصحيحين.
(36). جاء في الأثر "علموا أولادكم السباحة والرمي والفروسية". هو حديث موقوف على سيدنا عمر ابن الخطاب. رواه في كنز العمال.
(37). أخرجه أحمد، والترمذي، و البيهقى في شعب الإيمان، في حديث طويل، عن أبي هريرة.
(38). رواه علي ابن أبي طالب، و الحديث "من كثر همه سقم بدنه، من ساء خلقه عذب نفسه، من لاجى الرجال سقطت مروءته، و ذهبت كرامته". ذكره أبو بكر الشافعي في الفوائد، و غيره.
(39). رواه الطبراني عن عائشة.
(40). كشف الخفاء. و في نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم نظر. ما يعضد هذه الحكمة ما رواه أبو هريرة، عنه صلى الله عليه و سلم "المعدة حوض البدن و العروق إليها واردة، فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة، و إذا فسدت المعدة صدرت العروق بالسقم". رواه ابن عساكر و البيهقي و ابن حبان و الطبراني.
(41). رواه الترمذي في جامعه وابن ماجة، عن عقبة بن عامر الجهني.
(42). رواه ابن ماجة و السيوطي و ابن السني و أبو نعيم.
(43). أحرجه ابن ماجة و الترمذي و أورده الذهبي، عن أبي سعيد الخدري.
(44). متفق عليه.
(45). سيجريد هونكه (1913- 1999)، مستشرقة ألمانية صاحبة كتاب متميز، و هو شهادة من الغرب، أنصفت فيها إضافات المسلمين إلى الحضارة الإنسانية.
(46). كتاب "شمس الله تسطع على الغرب: الميرات العربي لدينا" لسيجريد هونكه، و مطبوع تحت عنوان "شمس العرب تسطع على الغرب".
(47). روى سعيد ابن منصور، عن ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما، أنه سئل عن المرأة تشتري الدواء، ليرفع – ليقطع – حيضها، فلم ير به بأسا. و نعت لهن ماء الأراك – السواك -.
(48). رواه البخاري.
(49). للرافعي عن عائشة رضي الله عنها، قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم و عندنا عليل يئن، فقلنا له: اسكت، قال "دعوه يئن فإن الأنين إسم من أسماء الله تعالى يستريح إليه العليل". كنز العمال – للمتقي الهندي.
(50). قال صلى الله عليه و سلم "موتوا قبل أن تموتوا و حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا". رواه البخاري.
(51). ورد هذا المعنى في حديث "لو كان العلم معلقا بالثريا لتناوله قوم من أبناء فارس". أخرجه أبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة، و الشيرازي في الألقاب عن قيس بن سعد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق