الثلاثاء، 28 يونيو 2016

دار السلام و العيش معا

دار السلام
 و العيش معا


دار السلام
    قال الشيخ خالد بن تونس، و هو يقف، يدشن دار السلام و العيش معا، بمدينة ألميرة الهولندية "إن مدينتكم، هي أول مدينة في العالم تبني "دار السلام و العيش معا"، أشكر كل من ساهم، و على الخصوص مجلس البلدية، الذي كان يؤمن بفكرتنا، و سمح لنا بتحقيق هذا (الإنجاز)، في وقت قياسي".   

    تم يوم 4 يونيو 2016، افتتاح دار السلام بهولندا، بمدينة ألميرة، بحضور الرئيس المؤسس للكشافة الاسلامية بأوربا، الرئيس المؤسس للجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكوميةAISA ONG، السيد خالد بن تونس، وممثلين عن السلطة المحلية والمجتمع المدني والكشافة المحلية و الإسلامية، و الفرع الهولندي، للجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية. وقد سبقت الافتتاح مسيرة جابت أهم شوارع مدينة ألميرة. حيث كانت الانطلاقة من مقر بلدية ألميرة، في اتجاه دار السلام، و خلال هذه المسيرة، رددت شعارات و رفعت لافتات و رسومات، للكشافة تدعوا الى السلام و نبذ العنف والكراهية، والعيش معا. وتأتي هذه المبادرة في إطار العمل على إحداث يوم عالمي للعيش معا، على مستوى الامم المتحدة. للتذكير، فإن دار السلام، هي مشروع مشترك بين الكشافة الاسلامية، المسماة كشافة سيركل (الدائرة) الهولندية، والجمعية العالمية الصوفية العلاوية، ذات الإعتراف الدولي. طبع هذا المهرجان الأول لليوم العالمي للعيش معا، إلقاء محاضرات و معارض، شرحت خلالها محاور هذا اليوم، و أقيم حفل عند الإختتام.

    يعتبر الشيخ سيدى خالد مهندس هذا المشروع، الذي هو إحدى لَبِنات اليوم العالمي للعيش معا، المرجو بحول الله، أن تقرره الأمم المتحدة في شهر سبتمبر. مدينة ألميرة، هي أول مدينة لبت هذه الدعوة، و بني فيها أول بيت، و سمي، بيت أو دار السلام، و لم تلبي الدعوة دولا إسلامية أو عربية. بهذه المناسبة، صرح الشيخ خالد بن تونس "منذ مدة، و نحن نتمنى، أن يصبح لنا محل بهولندا، و الله يعلم كم من مرة، حاولنا الحصول على مكان، و لكن، في غمرات غفلاتنا و أنانيتنا، كنا نبحث عن مكان لأنفسنا، و ليس للإنسانية. لم نفهم الرسالة".

    في رده على سؤال مفاده، كيف يتعامل من وُجد وحده، و ينبغي له أن يقوم بعمل، قال "لكل واحدٍ منا إمكانية المساهمة لتغيير الأشياء، أو التذمر. توجد نكتة، و هي، بدلا أن تبقى في الظلام و تتذمر، أوقد شمعتك الباطنية. فإذا أوقد كلٌّ منا شمعته الباطنية، سيطرأ تغييرا على العالم، على المستويات البيئية و السياسية و الإجتماعية. لأن الإنسانية هي كجسد، كل و احد فيها هو عضو، مثل دائرة، كل نقطة فيها، على مسافة متساوية من الكرم و الإحترام. كل واحد منا، عندما يقوم بجهد بسيط على نفسه، سيكون له الإمكانية، بأن يساعد هذه الدائرة، دائرة الأخوة، و يحقق أفضل ما تستطيع الإنسانية أن تنتجه".

    إن الغرض من دار السلام، هو التنظيم لمختلف الجماعات، أنشطة متنوعة، و لقاءات، تجعل الحياة ممكنة معا، في جو ثقافة السلام، و إجراء تبادلات بين مختلف الفئات العمرية، و توفير انسجام إجتماعي، بين مختلف الطبقات الإجتماعية و الإقتصادية. دار السلام هو محل فريد من نوعه، لأنه المكان الذي يلتزم فيه الناس و المنظمات، لتحسين الفهم المتبادل، و الزيادة في التمكين، و التنمية الثقافية. يهدف بيت السلام إلى إثراء المجتمع، بجمع مختلف أطيافه، و تشجيع المبادرات التي تصب في الصالح العام، و إحياء مناسبات و إقامة أحداث، تسلط الضوء على المشاكل الإجتماعية، من أجل التوصل إلى حلول دائمة، نظرا لأهمية ثقافة السلام.

   كان للشيح خالد بن تونس إجتماع، بفاعلي المشروع من أتباعه، و ممن حضر اللقاء، من ساكنة هولندا، و ألقى عندها مذاكرة، تلخص سلوكيات و وظيفة البيت:

    أحمد الله و أشكره، بعدما تكرم علينا بجوده و عطفه، و اختار لنا هذا المكان، منزلا ندعو فيه، جميع الإنسانية، إلى ما فيه الخير و الصلاح. كنا سابقا، نبحث عن الزاوية للفقراء، للمسلمين، للذاكرين، و هذا في حقيقة الأمر، تقصير منا، فلما سمعنا النداء الحقيقي، الذي قال فيه، الله سبحانه و تعالى، في كتابه العزيز الحكيم "و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس". سورة البقرة، الآية 143. أمة الوسط، أمة محمد صلى الله عليه و سلم، أتت لتكون شاهدة على الإنسانية، شاهدة بأخلاقها، و توحيدها و عملها و سلمها و محبتها، و تدعو إلى سبيل الله بلا إكراه. يقول الله سبحانه و تعالى "لا إكراه في الدين". تدعو إلى سبيل الله، بلا عنصرية و باللطف، كما قال عليه الصلاة و السلام "يسروا و لا تعسروا، بشروا و لا تنفروا".
    أتمنى أن يكون هذا المكان مكانا مطمئنا، و سمي بدار السلام. ليكون كل من دخله بنِية الخير و السلام و المحبة، ينال منه فضلا و علما و تربية ينفعونه، و ينفعون المجتمع الإنساني و المجتمع الأوروبي، و المجتمع الهولندي خاصة. إهـ.

القمة العالمية للعمل الإنساني
    أيام قبل ذلك، شارك الشيخ خالد بن تونس،  في مؤتمر القمة العالمية للعمل الإنساني، و هو أول مؤتمر من نوعه على الإطلاق، انعقد في إسطنبول بتركيا، على مدار يومي 23 و 24 مايو 2016، و أشرف عليه الأمين الأممي بان كي مون، و يهدف إلى إصلاح جذري، لطريقة التعامل مع الأزمات الإنسانية، واعتماد إستراتيجية جديدة، تقوم على الاستعداد للأزمات والاستجابة لها. امتدت عملية التشاور ثلاث سنوات، و حددت خطة الأمين العام للعمل من أجل الإنسانية، الإجراءات الرئيسية اللازمة، للوفاء بالمسؤوليات التي رسمت. والوفاء بهذه المسؤوليات واجب أخلاقي، وضرورة استراتيجية، لمواجهة التحديات العالمية في الوقت الراهن.

    حضر اللقاء عدة شخصيات عالمية، و قادة الدول، و الفاعلين في العمل الإنساني، و وكالات أممية و أكاديميين، و سجل غياب بعض مندوبي أعضاء مجلس الأمن الدولي، و هي نقطة سوداء طبعت القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني.

    أثناء اللقاء تم توزيع عريضة، تحمل توقيع الشيخ خالد بن تونس، يلخص نصها، العمل الذي يشغل جل وقت الشيخ، و يَجهد له جهده، و هو جعل الأمم المتحدة تقرر، يوما عالميا للعيش معا. للمزيد من التفاصيل حول هذا اليوم.

    في لقاء حميمي مع مريديه، قال الشيخ خالد بن تونس عن القمة، "أؤكد لكم، إنهم لا يملكون مفتاح الحلول و التحديات لعالم اليوم. في نهاية القمة، القرار الوحيد الذي طفا على السطح، هو أنه توجد إنسانية واحدة، و لا توجد سوى طريقة واحدة للحياة، و هي العيش معا. إنهم يرجعون إلى هذه الصورة لإنسانية واحدة، و للعائلة الإنسانية، و هذا ما نقله إلينا مشائخنا منذ قرون و أجيال. أنتم لستم سوى إنسانية واحدة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أصدقائي، صديقاتي، الأعزاء، إليكم النص الذي تم توزيعه على الهيئات الحاضرة، في القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني، بإسطمبول (تركيا)، يومي 23 و 24 مايو 2016.

مغزى المبادرة
    في عالم متقلب، أقحمَنا فيه القرن الواحد و العشرين، تتأكد لدينا، التأثيرات المتباينة، بين التطور المبهر للعلوم و التقنيات، و بين أزمة خطيرة، للهوية و الثقافة و الأخلاق. من جهة، فإننا نشهد تصاعد بالقوة،  لعملية التجانس، و توحيد أنماط الحياة، تحت تأثير اقتصاد مريض، بفعل عملية البحث عن رؤوس الأموال لتموينه، و بنسيج إتصالات عنكبوتي ضخم، يعتمد على الرقمنة، و بضعف أجهزة الرقابة الحقيقية. و نتأكد من جهة أخرى، من ردة فعل الإنطواء الإنتمائي، التي يمكن أن تصل حتى إلى نفي الآخر، و اللجوء إلى العنف، و إلى الإرهاب الأعمى.

    أمام هذه التحديات التي تواجه البشرية، فإنه من الضروري العمل، في المقام الأول، على رفع مستوى الوعي، لاستيعاب التهديدات المتعددة، التي تواجه المجتمعات و الأفراد، و كذا الطبيعة.

    في هذا العالم، المتميز بندرة المواد، تتجلى فيه عدم المساواة، و التمييز الإجتماعي و الإقليمي، فمن الأهمية بمكان، الدعوة بقدسية الحياة، و التأكيد على الحاجة الملحة إلى العيش معا، في وسط محافِظ بشكل جماعي. أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى نظرة جديدة، لخلق و تفعيل تحور عميق، في المجتمع. تواجه البشرية اليوم مشاكل من جميع الأنواع، ستؤدي بنا إلى القطيعة، بل حتى إلى الكارثة: كل شخص، هو شاهد يوميا على الأضرار الناجمة عن فقدان المعنى، و عن الفردانية، و انعدام الروابط الإجتماعية، و انعدام الثقة في المستقبل، و الشعور بالفراغ و العجز.

    منذ أكثر من قرن، و الطريقة الصوفية العلاوية، تعمل من أجل المصالحة و الحوار و الأخوة العالمية، بين أعضاء العائلة الإنسانية. فقد اعترفت منظمة اليونسكو خلال مؤتمرها العام السابع و الثلاثين، الذي انعقد في شهر نوفمبر، من عام 2013 بها كـ "مدرسة للتسامح و التعايش الديني". وقد عززت اليونسكو قرارها هذا، بتذكيرها العالم، أنه منذ سنة 1914 "جعل المنهج الصوفي العلاوي العمل من أجل الحوار بين الأديان و تشجيعه أولى أولوياته. و يبين هذا المنهج كيفية تقديم، خدمة أفضل للإنسانية، و كيفية المحاولة لتنسيق و توفيق و تجميل العالم. إنه يتقبل و يقرّ كل ما يمكنه جلب الراحة المادية للبشر، و لكن بعلاقة وطيدة، و اتصال و ثيق مع البعد الباطني، و بتوازن دائم مع مادية الأشياء و قدسيتها. يراهن هذا المنهاج على الأخوة المُحبة بين البشر. كما يدعو في حقيقته إلى عدم رفض العقل، على حساب القيم الروحية، و إلا ينغلق الفرد في تدين بارد". هذا المنهج ممثل من طرف الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، كمنظمة دولية غير حكومية، تتمتع بميزة "الصفة الاستشارية الخاصة"، لدى مجلسها الإقتصادي و الإجتماعي (ECOSOC).

من ثقافة "أنا" إلى ثقافة "نحن"
    إن عالمنا اليوم مبني على هيكل هرمي، قائم على أساس التعارض، بين قمة مكونة من نخبة توزع السلطات و الخيرات، و قاعدة تمنح التفويض، فتجد نفسها عاجزة. تؤدي هذه الوضعية تلقائيا، إلى عدم المساواة و الصراعات. و كبديل لهذا النظام الهرمي، تقترح الجمعية الدولية الصوفية العلاوية – المنظمَة الدولية غير الحكومية، و سيلة دائرة اليقظة، للفضائل و الجود، التي تعترف بوحدة الإنسانية كموضوع حي، و قانوني و اجتماعي و سياسي، مسؤول عن توازن تنظيم العالم، من أجل مصلحة الجميع. فعِوض التنافس الذي تدعو إليه الرؤية الهرمية، يحل التعاون، و عوض النزعة الفردية المدمرة، يحل الإيثار البناء، المولد للفعل الحسن، و كذا ذكاء جماعي، يعزز المعرفة المتشَاركة.

    من أجل الإنتقال من، الثقافة الذي تقسم العالم، و هي بوابة الصراع، إلى قراءة إنسانية، و أخوية لعالمنا، و هي بوابة مفتوحة للحوار، و مِرحابة بجميع جوانب الحياة، و مُحِلة للسلام، قامت الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة الدولية غير الحكومية، بالأخذ من الحكمة العالمية للروحانيات. جاء هذا الإعتماد و التحلي بالوعي، و هذا الإنتقال، من خلال التفكير و العمل، و المحبة التي نكنها للأقران، مما سينطوي عليه، المرور من ثقافة "أنا" إلى ثقافة "نحن"، كي يتم توحيد المجتمع البشري، حول نفس المبادئ. و لكن كيف يمكننا اليوم، من خلال تنوع رسالات الأديان، أن نفهم و نفسر وحدتهم الأساسية؟ كيف يمكن لأي شخص أن يعيش تجربة الواحد من خلال الكثرة؟ هل يوجد وراء اختلاف العقائد و المذاهب، محل مشترك، حيث الحضور الإلهي، يتجلى لكل فرد، متعطش للحقيقة و العدالة؟ هل يمكننا التعرف بشكل موضوعي، على الصلة الخفية غير المرئية، الذي تصلنا بالضمير العالمي الحي، الذي تسكنه حقيقة واحدة؟

    "إن الإنسان متحد الحقيقة و إن تعددت أفراده، بهذا يتضح أن كون الفرد في المجتمع الإنساني، هو بمنزلة العضو في البدن، و الأعضاء البدنية تختلف باختلاف منافعها، و كيفما كان العضو، لا يُستغنى عنه بعدمه أو بوجود ما هو أشرف منه .فكلُّ لضروريته يُعتبر شريفا، مهما كان عاملا فيما تعود فائدته على البدن، لأن ضرورية العضو موزعة حسب أعضاءه". هكذا يجيب الشيخ العلاوي في أبحاثه في الفلسفة الإسلامية، المبحث الثامن.

تحالف جديد
    ألا تكمن إحدى الأجوبة على هاته التساؤلات، في تحالف جديد: العمل من أجل لقاء الآخر؛ و فتح حوار بين ما هو "أفضل لديه"، و "أفضل ما لدى الآخر"؛ و الإجتماع من غير تشابه، من أجل بناء مجتمع "العيش معا"، يثري فيه كل شخص الآخر، بما لديه من اختلاف. العمل على تظافر العلوم و القدرات و المعارف، و جعلها في خدمة الجميع. مدعومين بطاقة موحدة، نقوم باستعادة الثقة و التبصر، و تحقيق توازن بين الجسم و الروح، من أجل التخلص من سراب المظاهر، و ميزان القوى الذي يعيقنا.

لماذا 21 سبتمبر؟
    لقد أثرت مأساة 11 سبتمبر على التاريخ، و على ذاكرتنا. فمنذئذ ، رجح العالم إلى عنف غير مضبوط، يثير المخاوف، و يغذي  كل أشكال الرفض و الريبة، كما مختلف أنواع الفوبيا. إن 21 سبتمبر، لم يترسخ بعد، في مخيلتنا الجماعية، و رغم ذلك، فإنه اليوم العالمي للسلام، المُعلن رسميا من طرف الأمم المتحدة. لقد قررت الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة الدولية غير الحكومية، أن تتجند و تبذل كل ما في وسعها، لتجعل من هذا اليوم، يوما عالميا للسلام و للعيش معا، حيث يتم الإحتفال به في كل مدننا و دولنا، و أن تمنح من خلال تجنيد المواطنين، رؤية متقاسَمة لمصير مجتمعنا، و أن تُمكن مؤسساتنا من الإنضمام إلى حركة معترف بها دوليا.

    بإدخال نظرة جديدة، يمكننا أن ننشئ و ننشر بشكل جماعي، تحورا عميقا من أجل بناء مجتمع الغد، و اقتراح أداة للتعبير، بصوت عال و قوي، عن هذه الرغبة، التي تعلم العيش معا بشكل أفضل.

    يدعو اليوم العالمي للعيش معا JMVE، إلى تفكير مشترك، من خلال عمل المواطنين، و يريد أن يؤازر الضمائر، من خلال تنظيم مؤتمرات، و ورش العمل، أين يتم تسليط الضوء على الفضائل و الجود، التي يتمتع بها كل فرد. إن اليوم العالمي للعيش معا JMVE يريد ترقية الإنسانية، من خلال بناء الصِلات، و المواطنة المشبعة بالقيم الأساسية للعيش معا، حتى لا يتم ترك أي واحد جانبا.

    يدعو اليوم العالمي للعيش معا JMVE، إلى بناء جسور للأجيال الجديدة، التي هي مستقبلنا، و تبحث عن المعالم و المعنى، إذ يتوجب علينا أن نقدم لها مسارا حقيقيا، تربويا و مدنيا، يتألف من القيم و المعارف و الممارسات و السلوكيات، التي تساعد على إيجاد مساهمة فعالة و فعلية في الحياة الإجتماعية و المهنية، و تمكنهم من ممارسة حريتهم بكامل الوعي، بحقوق الآخرين، و رفض العنف، و تعلم كيفية النقاش دون صراع.

    إن اليوم العالمي للعيش معا JMVE، يدعونا للإستفادة من التراث المشترك للحِكم الإنسانية، لإيجاد السلام و الروحانية. من خلال إعادة النظر في النصوص المقدسة، فإنه يسلط الضوء على طابعها العالمي. و إنه يعزز المصالحة بين ثقافات و تقاليد الأسرة البشرية. هي فرصة لتعزيز القيم الروحية الحية، التي تمنح معنى للحياة.

    إن اليوم العالمي للعيش معا JMVE، المستوحى من "إعلان وهران"، و المعتمد في المؤتمر الدولي للأنوثة – الكلمة للنساء من أجل ثقافة السلام – و الذي انعقد في أكتوبر 2014 في الجزائر، يلتزم من أجل المساواة و الوئام بين الجنسين. و يشير إلى أنه، في ظل تنوير الطاقة الأنثوية، ذلك الجوهر الحامل للسلام، يمكن أن تتحقق المصالحة و المساواة بين رجل-إمرأة، و تتكامل وحدتهما.

    يقترح اليوم العالمي للعيش معا JMVE، إنشاء أكاديمية السلام. يكون دورها تلقين و تدريس بيداغوجية و منهجية من أجل تطوير ثقافة السلام، لدى جميع شرائح المجتمع. و إنه يعمل على توحيد جميع المبادرات العاملة في هذا الإتجاه. و ستمنح كل عام جائزة دولية، مكافأة لمبادرات الرجال و النساء العاملين، من أجل العيش معا، و من أجل ثقافة السلام.

    لهذا السبب، بادرت الجمعية الدولية الصوفية العلاوية – المنظمة الدولية غير الحكومية، مع المؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة في الجزائر، و برنامج ميد 21 DME بفرنسا، على إنشاء جائزة الأمير عبد القادر، من أجل ترقية العيش معا و التعايش السلمي، في منطقة البحر الأبيض المتوسط، و في العالم.

معنى التسمية
    كان الأمير عبد القادر يعمل من أجل الإنسانية، و يؤمن بتضامن بلا حدود بين الإخوة في الإنسانية، دون أي تمييز. أنقذ بكل شجاعة و حزم، خلال أحداث الفتنة في دمشق (1860)، الآلاف من المسيحيين الذين كانوا مهددين، من انتقام جماعة مغرر بهم من الناس. إن رسالة التفتح و التسامح و الإخاء و التضامن، التي تركها لنا تستحق، أن تبقى حية مستمرة، دون انقطاع، و تتجدد في إطار جائزة تحمل اسمه. لقد أوصى الأمير عبد القادر الإنسان بأن تعتبر "روح مماثليه من البشر و روحه كأنهما منبثقتان من أصل واحد... و أن الله هو إله الجميع، و عليه، فإنه من الضروري محبة الجميع". من كتاب المواقف.

نداء من أجل الدعم  
    إن الجمعية الدولية الصوفية العلاوية – المنظمة الدولية غير الحكومية، تدعو الأمين العام للأمم المتحدة، و أعضاء مجلس الأمن الدائمين، و جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لمساعدتها على تحقيق و إدراج يوم 21 سبتمبر، كيوم للسلام و العيش معا، في التقويم الرسمي العالمي، و جعل هذا اليوم أيضا، يوم تحالف الحضارات، لأنه كما أشار السيد بان كيمون، الأمين العام للأمم المتحدة، فهذه الأخيرة، بصدد توطيد الثقة و التفاهم، و إن قيمتُها، لا تقدر بثمن، من أجل رفع تحديات عصرنا.

الشيخ خالد بن تونس
الرئيس الشرفي للجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة الدولية غير الحكومية ONG AISA، و الرئيس الشرفي للكشافة الإسلامية بفرنسا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق