السبت، 21 يوليو 2018

الدورة الـ 70 لمؤتمر اللجنة الدولية لدراسة وتحسين وتعليم الرياضيات بالجزائر

الدورة الـ 70 لمؤتمر
اللجنة الدولية لدراسة وتحسين وتعليم الرياضيات بالجزائر

    "في ديناميات اعتماد اليوم الدولي للعيش معا في سلام، من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الـ 72، في 8 ديسمبر عام 2017، بدا موضوع مؤتمر هذا العام 'الرياضيات والعيش معا، عملية اجتماعية ومبدأ تربوي' أمرا بديهيا. في الواقع، إن تعليم الرياضيات قاعدة مشتركة لجميع المجتمعات، عبر الزمان والمكان، ومن الضروري الآن، إشراك المجال العلمي في تطوير 'مجتمع العيش معا في سلام'، من خلال مساهمته في الجوانب التربوية، عن طريق دمج البعد الإنساني والاجتماعي. هذا الموضوع هو سمة رائعة من هذه الطبعة السبعين، بالتزامن مع الذكرى الأربعين لجامعة مستغانم".(1)


فعاليات المؤتمر
   جرت من 15 إلى 19 جويلية 2018، بجامعة مستغانم، الدورة الـ 70 لمؤتمر اللجنة الدولية لدراسة وتحسين وتعليم الرياضيات، تحت عنوان "الرياضيات والعيش معا، عملية اجتماعية ومبدأ تربوي"، وشارك في تنظيمه إضافة إلى تلك اللجنة الدولية الموسومة، كل من المؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة "جنة العارف"، والمنظمة الدولية، غير الحكومية "عيسى"، وجامعة مستغانم، وعرف مشاركة باحثين و مختصين قدموا من أكثر من 20 دولة، بحثوا وناقشوا موضوعات شتى، تعني الرياضيات، وتدارسوا معها، بُعد فلسفة العيش معا. اتنظم إلى المؤتمر باحثين جزائريين، مثلوا عدة مؤسسات جامعية، وأيضا ميّزنا حضور 116 مفتش تربوي، تابع لوزارة التربية الوطنية.
    عقد هذا المؤتمر لأول مرة في الجزائر، ولم يخرج في الأربعين سنة الأخيرة تنظيمه، من أوروبا وأمريكا الشمالية. من جهته أكد الشيخ خالد بن تونس، الرئيس الشرفي للمؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة، جنة العارف، أن العلاقة التي تربط الرياضيات، بمبادرة العيش في سلام، التي أطلقتها الجزائر، ولاقت ترحيبا دوليا، هو أن الرياضيات علم يدقق الأمور ولا يقبل الشكوك، وهي مبنية على الفكر والتجربة.
    العيش معا هو العمل، ومنه كيفية إعادة التفكير في تعليم الرياضيات، من أجل عيش معا أفضل؟ تمفصلت محاضرات هذا الملتقى، حول أربعة محاور، وهي، الرياضيات والتعليم المستدام، الرياضيات والطبقات المتعددة الثقافات، الرياضيات والنظم الأخرى، وإعادة التفكير في تاريخ الرياضيات.

اللجنة الدولية لدراسة وتحسين وتعليم الرياضيات
    تم إنشاء اللجنة الدولية لدراسة وتحسين وتعليم الرياضيات (CAEAEM في عام 1950، بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، من قبل علماء الرياضيات وعلماء النفس والمدرسين، من العديد من البلدان الأوروبية التي دمرتها الحرب، وكلها تواجه صعوبات كبيرة في تدريس الرياضيات، وإعادة بناء المجتمع، وحتى بناء دول بأكملها، وبدت الحاجة الملحة، واتضح النقص الفادح في المدرسين، والمواد، ومعاناة العديد من اللاجئين والنازحين، والتكفل بالأيتام. قررت شخصيات عدة حينها، واجتمعت معا، لإعادة التفكير في تدريس الرياضيات في ضوء هذه الأحداث. ويقع مقرها بمدينة تورينو الإيطالية.


    منذ البداية ، حاول مؤسسو اللجنة الدولية لدراسة وتحسين وتعليم الرياضيات، إعادة تأسيس العيش معًا، من خلال العمل مع المعلمين الألمان والرياضيين، وفي عام 1953 تم عقد اجتماع اللجنة في ألمانيا في مدينة كالو.

 العلاقة بين الرياضيات والعيش معا
    "وتعتبر هذه التجربة، حسب الرئيس الشرفي للمؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة، جنة العارف، أسلوبا لانفتاح الجزائر على مختلف الشعب التعليمية، والاطلاع على الطرق والمناهج الموجودة عند الآخر، وهذا يتم عن طريق تبادل الآراء ووجهات النظر". وتضيف " وقال 'من هذا المنطلق، سنطرح السؤال، هل الرياضيات تدعم فكرة العيش في سلام، وهذا هو بيت القصيد في الملتقى المرتقب، والمطروح للنقاش من قبل خبراء ومختصين، من مختلف دول العالم''.(2)

    وفي كلمته في افتتاح المؤتمر، قال الشيخ خالد بن تونس، مشيرا إلى الرياضيات "كيف نصالح هذا العلم المجرد ذو المتطلبات الكثيرة، والأكثر عقلانية، حيث أن الأسس، هي الحجج، واستخدام المنطق، وتبادل الأدلة، ومراجعة النظراء؛ مع العيش معا في سلام، مثلما وصفه السيد هنري بوانكاري، العالم الرياضي، بأنه معادلة رياضية. وهو تحدي هذا الملتقى. أما بالنسبة للعيش معا، فإنه حلم ورهان، بل هو أعز ما عند الإنسان، وإنه خلق حياة، ورؤية تُوحِد وتصالح، وبيداغوجية الغيرية، مادام أن الأشياء محتواة في أضدادها، ومادام أن العناصر، هي نتيجة تسلسل المسببات والظواهر".

العمل على إنشاء أول أكاديمية للسلام في العالم بالجزائر
    قال الشيخ خالد بن تونس ''إن الهدف من مثل هذه التظاهرات، هو إدخال ثقافة السلام في المجتمع الجزائري، وتكون قاعدة لبنيان المجتمع الجزائري، سواء في المدرسة أو الجامعة، وحتى في العائلات، ولمَ لا العمل على الوصول إلى إنشاء أكاديمية للسلام في الجزائر."(1)

    وأضاف الشيخ خالد بن تونس، أن الهدف من هذا اللقاء، هو خلق ديناميكية مشتركة، بين التلميذ ومادة الرياضيات، وإلغاء حاجز الخوف، الذي ينتاب بعض التلاميذ، من هذه المادة، مشيرا إلى أن العيش في سلام وعلاقته بالرياضيات، يقودنا بالتأكيد إلى العودة إلى الحضارة الإسلامية المزدهرة، وكانت الرياضيات في القرن التاسع ميلادي، تسمى في المغرب العربي بـ "علم الغُبار"، وهي الجزئيات التي باتت معروفة اليوم في العالم كله.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1). موقع جنة العارف، في .. 07 2018.
(2). إذاعة الجزائر، في 14 07 2018.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق