السبت، 1 يونيو 2019

اقتصاد العيش معا في سلام

اقتصاد العيش معا في سلام

    تهتم مؤسسة الإقتصاد الجديد الهولندية بالإقتصاد المستدام والتضامني، وتقوم بتطوير نظريات وممارسات مع المفكرين ورجال الأعمال، الذين يبينون أنه يمكن فعل الأشياء بطريقة مختلفة.

    في 30 من نوفمبر 2018، نظمت مؤسسة الإقتصاد الجديد بالتعاون مع جمعية عيسى، المنظمة غير الحكومية، هذا الحديث مع الشيخ خالد بن تونس حول "إقتصاد العيش معا في سلام". جرى الحوار في أمستردام، وتندمج هذه المقابلة مع الشيخ خالد بن تونس، مع المقابلة التي أجريت مع الإقتصادي غونتر بولي، المعروف بأبحاثه في الحلول المستدامة الفعلية، ذات البعد الإجتماعي، وصاحب كتاب "الإقتصاد الأزرق". أجرى الحوار السيد علاء الدين تهامي، عضو الفرع الهولندي، للجمعية الدولية الصوفية العلاوية، عيسى، المنظمة الدولية غير الحكومية.



-        شكرا لتواجدك معنا.
شكرا.

-        هل تخبرنا لماذا جئت للحديث، مع غونتر باولي، عن اقتصاد العيش معاً في سلام.
    أولاً، يسرني أن أكون هنا معكم، وجئت، لأن غونتر باولي صديق، وشخص أعتبره منذ فترة طويلة، كشخص يعمل من أجل هذا الاقتصاد الجديد، الذي يتناغم مع الطبيعة. هذا شيء يمكن أن يوفر شيئًا مفيدًا للاقتصاد الحالي. الاقتصاد الذي يسبب، فيما يتعلق بالأرض، تلوثًا وظاهرة الاحتباس الحراري، والتي ستكون مشكلة عالمية في المستقبل. نحاول مع غونتر باولي، التفكير في هذا الإقتصاد الأكثر إنسانية. هذا الاقتصاد حيث القيم الإنسانية هي القيم الأساسية، وليس فقط الثروة المادية، وأيضا لمنح هذا الاقتصاد روحًا، و تتمثل هذه الروح في القيم الإنسانية.


-        أنت الشخص الذي تمكن بشكل ما، من توحيد 193 دولة في الأمم المتحدة، حتى تعلن اليوم الدولي للعيش معا في سلام في 16 مايو. هل تخبرنا ما هي أهمية ذلك بالنسبة لك؟

    هذا القرار الذي أخذ وقتـا، كلف ما يقرب من أربع سنوات من العمل والاجتماعات، تم قبوله بالإجماع من قبل 193 بلد عضو. لقد منحنا مصداقية، ووسيلة وأداة للتعامل واتخاذ الإجراءات. لا يكمن الاهتمام بإعلان يوم 16 مايو، باعتباره اليوم الدولي للعيش معاً في سلام. لكنه قبل كل شيء هو حدث يفتح لنا  انطلاقة. ضمير جديد، وبداية تحلي بالوعي، حيث ينظر إلى الإنسانية كجسم واحد. وجميع الدول والشعوب والثقافات تشكل الأعضاء. كيف يمكننا أن ننجح في تعبئة، من خلال هذا اليوم، الأوطان والمؤسسات والمجتمع المدني، وخاصة الشباب لندرك أننا وحدة؟ ولإعادة اكتشاف هذه الوحدة الأساسية للإنسانية، حتى نبلغ المصالحة بين الأسرة البشرية، ضمن الاختلافات والتقاليد التي تميزنا؟


-        وهذا يعني أن الطريق طويلة، وقمنا بذلك، لتحقيق شيئ ما. وإنه يثير لدي تساؤل، كيف يعرقل الإقتصاد اليوم العيش معا في سلام؟
    لا يجب إلقاء كل اللوم على الإقتصاد. أعتقد أن هذه العولمة، وهذا التحرير للتجارة والتمويل، أوصلنا إلى مفاهيم جديدة، وإدارة شاملة، وحكم عالمي للأرض، لم نكن مستعدين له. لم تكن الدول والشعوب مستعدة، ولم ير البعض سوى المصالح المادية والثروات المادية. لكننا لم نعدّ البشر لهذا العيش معا، ولتقاسم الثروات على الأرض. نحن لا نزال نعيش مع المفاهيم القديمة، حيث نحاول استغلال بعضنا البعض. الجميع يدافع عن مصالحه الخاصة، على حساب مصالح الآخر. حان الوقت للتفكير في اقتصاد يمكنه أن يكون مكافئا لمجمل بلدان الإنسانية، ويراهن على ازدهار كل شخص، وليس على ازدهار نخبة أو جماعة، ولكن في أن نتقاسم فيما بيننا المعرفة والعلوم والخصائص. ومنه الضمان لكل إنسان حياة كريمة، ولكل إنسان الحق في حياة سلمية، وحياة قادرة أن تجلب له السعادة.

    تلزمنا فلسفة العيش معا، بالتفكير والتوصل إلى مفاهيم جديدة، مثلا رؤية الإنسانية ككيان قانوني، على المستوى الاجتماعي والسياسي، وليس كأمم وشعوب منقسمة. و يتوجب أن نجتمع وننجح في هذا البديل، ونقوم بمساعدات متبادلة أفضل بكثير، ونعمل في تآزر مع بعضنا البعض. هناك بلدان بها مواد أولية، ودول أخرى لديها المعرفة، والبعض الآخر لديه طاقة، ودول أخرى بها مساحة كبيرة. كيف يمكننا وضع كل هذا في صالح الجميع؟ وليس فقط لصالح جزء من الإنسانية.


-        أنت تعطينا الأمل بهذه الكلمات، ومنحتنا منظوراً يعطي الأمل. ولكن في الوقت نفسه، هذه ليست حقيقة واقع اليوم. أعتقد أن العالم لم يدرك بعد تأثير اقتصاد اليوم، تأثيره على الطبيعة والإنسان والمجتمع. ما هو تأثير اقتصاد اليوم على الطبيعة والحي والبشر والمجتمع؟

    أعتقد أننا بدأنا ندرك أن الإنسان أصبح يشكل مشكلا لنفسه، كما لباقي المخلوقات، سواء كان للنباتي أو الحيواني وحتى المعدني. أصبح الإنسان يشكل معضلة اليوم، ومن واجبنا إعادة النظر في سلوكه. نحن مفترسين، نأخذ من الأرض، ولا نرد. تلك الأنانية في الأخذ الدائم وبشكل أكثر، من دون  استرداد، ودون احترام الطبيعة كعنصر حي، وكعنصر يلعب دورًا في بقاءنا. إن الماء والهواء والتربة والحيوانات والحشرات والطيور والنباتات، هي جزء من الكل. وهو ما يسمح للجميع بالعيش، وإن هذا العيش معا هو في منطق الطبيعة. تستفيد كل مملكة من الأخرى. توفر كل مملكة للأخرى العناصر التي تحتاج إليها.

    لذلك، علينا أن نعيد النظر في موقفنا الحالي، بصفتنا كائن ذكي، مفترس وقامع، للعودة إلى طريق التفكير والحكمة، الذي يقودنا إلى القول "أننا إذا أردنا أن نأخذ شيئًا ما، فالذي علينا هو أن نرد للجانب الآخر"، لحماية هذا التوازن الحيوي. ستطفو صعوبات ومشاكل في المستقبل، تواجهها البشر، حتى ولو أن حاليًا، في معظمهم غير مدركين لهذا المنطق. هذا المنطق في الأخذ الدائم والإعتماد الدائم، دون الانتباه إلى التوازن، الذي قد يخل في أي لحظة. أعتقد أنه كلما انتقلنا في المستقبل، وكلما انتقلنا في الزمن، كلما طفى هذا الضمير الشامل، الذي يجعلنا قادرين على مشاركة الحياة مع كائنات حية أخرى. ونحن نعتمد على هذا الحي. سوف يجبرنا على إعادة النظر في الأشياء، وتعليم أجيال المستقبل، والإنتباه أكثر إلى احترام الطبيعة.


-        كيف نصل إلى اقتصاد العيش معا في سلام هذا، تبعا لما وصفته؟
  
   إنها بداية حدث، لذ ينبغي أن نبدأ بالتربية. وتطبيق منهجية وتربوية التي ستقحم أكثر فأكثر، على الخصوص شبابنا، الذين هم نخبة الغد، ورأسمال الغد. والإستثمار في تربية ثقافة السلام، يعني أن نكون في سلام مع أنفسنا، ومع المجتمع، إذ يوجد السلام الباطني مع الذات ومع المجتمع، والسلام في الإقتصاد، وأيضا السلام بين الشعوب والدول. في أيامنا، نعيش في مفاهيم، يمكن أن تحول في أي لحظة النزاعات إلى صراعات عالمية. نحن نعيش مع هذا التخوف، من أننا في المستقبل سنذهب إلى الحرب والصراعات، نحو محنة، وهذا يعني أنه ثمة مخاوف، وفوق كل ذلك، أن شبابنا لا يؤمنون بالمستقبل، يرون أن مستقبلهم قد انهار بالفعل، وبالتالي، فالذي علينا فعله هو أن نعيد إليهم هذه الثقة، ونمدهم بالأمل. إعادة النظر، مرة أخرى في تلك الغيرية. كيف يمكن للآخر وأنا، أن نبني مستقبلنا، الواحد مع الآخر وليس الواحد ضد الآخر؟

    يجب أن تتحول مفاهيم المخاوف والصراعات والشدائد، وينبغي أن نغير تصرفاتنا اتجاه بعضنا البعض، ونبحث كيف يمكننا معا، حل هذا المشكل، والمشاكل المتعددة التي تواجه الإنسانية، كالمجاعة والتلوث، وزراعة أصبحت كيميائية، تهدد بالتسمم الأرض والإنسان وحتى الحيوانات والنبات. ينبغي إيلاء التفكير المعمق، ولن يتم ذلك إلا من خلال تربية. تربية بثقافة السلام. كيف سننتقل من ثقافة "الأنا"، من الأنانية، من كلّ لنفسه، نحو ثقافة "النحن"، حيث نحن جميعا معنيون بهذا. أتكلم باسم الجميع، لصالح الجميع، أنا لا أتحدث عن مصلحة نفسي أو عائلتي أو قبيلتي أو عن مصلحة أمتنا. ولكن أتكلم باسم الجميع.


-        بهذه فكرة النحن، وطريقة الوجدان هذه، وليست للأنا، كيف ندخل فكرة "النحن" في العالم المالي، الذي يقوم على تعظيم الأرباح؟
    بالضبط، هذا سؤال أساسي. دعونا نفكر في هذا، للحظة، في هذا الجانب المالي. لو ألقينا نظرة على الجانب المالي لهذا الاقتصاد، بحكمة، ولو أردنا أن يصبح مستديما؟ نعلم جميعا، أن لدينا اقتصاد المضاربة. يسعى فقط للربح من أجل الربح، ويدفع بالأحداث إلى تسريع الأزمات المتنامية باستمرار، أزمات اقتصادية بالضبط، وبطبيعة الحال، للأزمات الاقتصادية وقع على العلاقات الاجتماعية، وعلى العلاقات بين الدول. لذلك، فمن الضروري على الممولين أن يفكروا على المدى الطويل. وينبغي أن تتغير فلسفات الاستثمارات والمنتجات المالية، وتُغير في طبيعتها. حتى يحصل العاملون على ربح معقول، ويفيدون الأخرين، الذين هم في حاجة، ولكن إذا كان هذا الربح لايفيد إلا نخبة واحدة، تشكل 1 ٪ أو 2 ٪ من البشرية، عاجلاً أم آجلاً، سيتمرد الباقون ضد هذا النظام، ثم سنخاطر عندها، وخاصة الممولين، يخاطرون بفقدان كل شيء. مما يعني، أنه يتعين علينا، العودة إلى ما هو معقول وإنساني، العودة إلى التضامن، وتوزيع الثروات، والإشراك خاصة، من هم في أمس الحاجة إليها.

    عندما نرى اليوم الهجرة، على سبيل المثال. الهجرة الإقتصادية. لماذا يترك هؤلاء الناس وراءهم أراضيهم وبلدانهم ومنازلهم؟ بالطبع هناك لاجئون سياسيون، لكن هناك المزيد من اللاجئين الاقتصاديين. وغداً سيكون هناك لاجئون بسبب المناخ، وبالتالي لاجئون مناخيون. لذلك إذا واصلنا، في الغفلة غير مدركين لهذه الأصول في القطاع المالي، والتي هي المضاربة، وعدم إشراك القطاع المالي في تحرير وتوزيع المعرفة والثروة والرفاهية، ستصبح هذه الدول الغنية في أيامنا، دول نداء. سوف يأتي الناس إليهم. نحن غير قادرين على منع شخص جائع من عبور المحيطات أو البحار، وكل العقبات التي قد نضعها في طريقه، سيتخطاها. تخيل، بناء الجدران بين البلدان، مع وضع الجنود والأمن. هذا مستحيل. هذا يعدّ العالم لأزمة كبيرة. أزمة الفقراء مقابل الأغنياء، وأزمة الأغنياء مقابل الفقراء.


-        يبدو وكأنها ازدواجية، يتم تشكيل قمة الهرم، من قبل النخبة، وقاعدة تهيمن عليها القمة. هذه رؤية ازدواجية مقابل الرؤية الوحدوية. ماهي أهمية هذه الرؤية الوحدوية، وما الذي ستجلبه لنا؟
    أعتقد أنه علينا أن نبحث عن الجواب في الطبيعة نفسها. لنأخذ بدن الإنسان، مثلا. لنبدأ بالإنسان نفسه. يعكس بدنه هذه الوحدة الأساسية، حيث تعمل جميع الأجهزة وجميع الأعضاء، من أجل هدف واحد، مصلحة البدن. في مثل هذا الترتيب، الذي يستلم كل طرف وعضو، حصته في المقابل. بدن الإنسان نفسه يستوجب علينا التأمل، فلكي نبقى بصحة جيدة، ينبغي على جميع الأجهزة، وجميع أعضاء البدن، العمل سويًا والتوحد، من أجل الرفاهية العامة، من أجل أن يكون كل جزء من البدن، في حالة صحية. إن جرح أصبع، أو أصيب قدم، يتداعى له سائر البدن بالحمى. مما يعني أنه في السراء والضراء، إن عانى أقل عضو في الإنسانية أو أقل بلد، سوف تبلغ المعاناة عاجلا أم آجلا جميع الإنسانية. إن ما يحدث في أفريقيا أو في الشرق الأوسط أو في آسيا أو في أمريكا الجنوبية أو في أي مكان آخر، سوف يؤثر تلقائيًا على السلوك العام للإنسانية. لذلك، لدينا مصلحة، في العمل معا في وحدة، حتى يتسنى للجميع تقاسم السلام والعيش معا، والعدالة والتضامن والكرامة، والعلم والمعرفة، خاصة مع التكنولوجيات التي نمتلكها، الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. حاليا، العالم نقول عنه في الغالب، أنه قرية. في القرية، من الممكن التحدث بشكل أفضل، والتعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل، واحترام بعضنا البعض بشكل أفضل. حتى تبقى هذه القرية صالحة للعيش للجميع. إذا كان في هذه القرية يوجد من لديهم أكثر مما ينبغي، وأولئك الذين ليس لديهم ما يكفي، سوف تنقسم هذه القرية، وتتقاتل، ويتم إشعال النار فيها، وتزول.


-        الوقت ضيق لحل هذه المشكلة، نحن بحاجة إلى الأجيال القادمة. إنك تعمل بنسبة 80 ٪ مع الشباب. لماذا الشباب؟
     فلأنهم المستقبل. إنهم مستقبلنا ورأسمالنا، فمن الضروري، بل من الواجب أن نترك لهم عالم صالح لهم، ونترك لهم عالم تظل فيه الحياة ممكنة، وأقل تلوثا، وعلى الأقل نمنحهم مؤشرات ومسارات وأساليب، وننقل إليهم القيم. كما واصلنا إنتاج سوى التقنيات أكثر وأكثر تطوراً، في الأفاق، واستمرينا في هذا التطور الأفقي، بسيارات أكثر فأكثر سرعة، وطائرات أكبر حجما وسرعة، وتكنولوجيا الاتصالات فائقة التطور، وبرامج معالجة البيانات، والالكترونيات، وغيرها، والتي سوف تسرع وتحفز المعرفة الفكرية والكتابية والعلوم، وننسى أن الإنسانية هي أيضا العمودية. وهو ما يعني القيم. ماذا لو فقدنا قيمنا؟ إن الثروة الحقيقية للإنسان، بأي حال، هي القيم. هذه القيم التي شكلت الإنسانية، وقيم مثل الطيبة والإخاء والتضامن والكرم، وقيم السلام والمحبة. إذا نسينا هذا، ووضعناه جانبا، ستبتر من الإنسان إنسانيته، ويكون من الأسهل تعويضها، بتحقيق رفاه فقط مادي، ويتناسى أنه قبل كل شيئ ضمير، وليس جنسية أو أيديولوجية أو دين، والإنسان قبل كل شيئ ضمير. كيف نغذي ضميرنا بالقيم؟ والتكنولوجيا يمكن أن توفر الأدوات اللازمة لإدامة هذه القيم، وتنتقل من جيل إلى جيل.


-        نلاحظ أنه يوجد أشخاص يريدون حقًا تغيير العالم. يرون أننا بحاجة إلى اقتصاد أخضر أو أزرق، وأننا في حاجة إلى العدالة وتوزيع عادل للثروة. ولكن ما الذي يمكن القيام به، حتى يتفاهم أصحاب المال والإقتصاديون والنشطاء، ويتم التوصل إلى حل مستدام؟
    بطبيعة الحال، سيكلف وقتا. أعتقد أن هذا لن يحل على الفور. ولكن أتمنى أن يحدث ذلك من خلال النقاش. وهو ما يعني، الحوار وليس الصراع. وإن تموضعت عقبة على هذا المستوى، سينتهي المطاف بالناس إلى التقاتل، لا يوجد بديل آخر. وستنزل مصيبة على الجميع، والبيت الذي نسميه الأرض، ستبرم فيه النار. نعلم جميعا أن الإنسانية تنمو في أعداد. أصبحنا أكثر من 7 مليارات ونصف المليار شخص حاليا. بأفريقيا مليار شخص، وفي عام 2050 سيكون بها ملياري شخص. إنها قارة بها الكثير من الثروات، والمواد الخام ومصادر الطاقة والشباب والفضاء الإقليمي. لكنهم يفتقدون إلى المعرفة والدراية الفنية تمكنهم من إثراء ثراتهم. إذا كانت بقية البشرية تحاول الاستفادة من ثروات هذه البلدان، لإثراء أنفسهم، بدون إشراك سكان هذه القارة، حسناً، عاجلاً أم آجلاً، وهو ما سنشهده، ظهور جماعات إرهابية، وتوجد بلدان مزعزَعة الاستقرار، وشباب يرفضون أي حوار، ويحملون السلاح، ورهائن، وتسجل هجمات عنيفة كل يوم تقريبًا في العالم، مما سيحفز هذه الظواهر. لدينا خيار، إما الحوار، ويمكن لكلّ أن يأخذ ويعطي ما هو من حقه، وإما يصبح عالم خارج عن السيطرة. ليس الأمن ولا الأسلحة التي ستوصلنا إلى السلام، ولكن عن طريق تحكيم العقل والمعرفة والحكمة، وعلى الخصوص الرجوع إلى القيم الإنسانية. ومجتمع يستهلك القيم الإنسانية ولا ينتجها، هو مجتمع محكوم عليه بالهلاك. بالنسبة لي، عاجلا أم آجلا، سيقضى عليه. إذن لنعود إلى هذه القيم، وبها، لنحاول تربية الأجيال القادمة، حتى يتمكنوا هم من فعل، ما عجزنا عنه نحن.


-        شكرا جزيلا.
    لدعوتكم. b andحتى يتمكنوا من فعل ما  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق