الأربعاء، 19 مايو 2021

في أي عالم نريد أن نعيش؟

في أي عالم نريد أن نعيش؟

 

    "أصدقائي الأعزاء، بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للعيش معًا في سلام (JIVEP)، الذي يتم الاحتفال به في 16 مايو من كل عام، وفي إطار الكيرتشنتاغ المسكوني في ألمانيا، ناقشنا موضوع (في أي عالم نريد أن نعيش)؟"(1)


    وكيرتشنتاغ هو موعد، تدعو إليه بانتظام الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا منذ عام 1949 البروتستانت الألمان والأوروبيين، والغرض منه هو التفكير في مشاكل الحاضر وتحدياتهم وفي آمالهم. يتم الإجتماع إليه كل عامين، بمناسبة عيد الفصح.

    "كان معي السيدة القس أستريد ستيفان، راعية الشباب وعضوة لجنة رئاسة مجلس الكيرتشنتاغ المسكوني والكرشنتاغ البروتستانتي، وكذلك السيد توفيق حرتيت، المسؤول عن مشروع (16 مايو) داخل جمعية الكشافة الإسلامية الألمانية، الذين طوروا رؤيتهم عن عالم الغد"(1).

 

قال قدس الله سره:

    صباح الخير جميع المشاركين وأحباب كيرتشنتاغ المسكوني. إن الأزمة الصحية المرتبطة بكوفيد 19 التي تهز حاليا مجمع دول العالم هي استثنائية، لأنها أثارها تمس أكثر من صعيد.

    إنها تستفسرنا عن مصيرنا ومعنى حيواتنا، وعلى الخصوص في أي عالم سنعيش غدا؟ وتستفسرنا عن خواصنا. تضايقنا لكي نخرج من ثقافة الأنانية والنزعة الفردية، جاعلين من معاناتنا التي نتعرض لها منذ فترة طويلة، بسبب إهمال مجتمعاتنا، ومعاناة لم يكن أحد يتصور أنها ستصيب بشدة كل واحد وواحدة منا، غني وفقير، في نطاق راحته. تكشف هذه الأزمة للعيان الهشاشة المميتة لأنماطنا الإجتماعية الإقتصادية.  تصبح على الأقل فرصة غير مسبوقة للإغتنام لدفع وبناء، معا، الواحد مع الآخر، عالم الغد، على قواعد أكثر أخوية وأكثر احتراما للحي. تدعونا إلى تطوير على المدى الطويل تضامنيات جديدة، بالإنتقال من ثقافة أنا إلى ثقافة نحن، والإجتماع حول قيم شاملة متقاسمة، ضمن احترام وحدة الإنسانية وتنوعها الثري.

    خاضت الإنسانية في تاريخها العديد من الإمتحانات، حروب ومجاعات وأمراض، وتنبؤات أنذرت بنهاية العالم، ولكن في كل مرة، في ردة فعل من أجل النجاة، عرفت كيف تواجه وتتجاوز التحديات، وإن الصدامات تكون أحيانا مسالمة، وكل شيء يدفعنا إلى توحيد جهودنا، واتخاذ الطريق الذي يصالح أرضنا الجميلة، بين الطبيعة وسكانها.

    إنه واجب مقدس علينا جميعا، ولا نستطيع الهروب من هذه المسؤولية. لنضع معارفنا وأصولنا وعلومنا وتكنولوجياتنا في تآزر في خدمة الصالح العام، وقيمنا النبيلة الكلية. لنبلغ ميراث الحِكم الروحية للإنسانية، كي يتسنى سرد روايات موحدة عن تاريخنا، ومصالحة العائلة الإنسانية. والعمل معا من أجل السلام والعيش معا والعدالة والكرامة، فكل واحد منا هو خلية لنفس الجسد، يسمى الإنسانية.  

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)   صفحة الشيخ خالد بن تونس الرسمية بالفايسبوك، في 17 05 2021. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق