الاثنين، 2 مايو 2022

في رحاب اليوم الدولي للعيش معا

في رحاب اليوم الدولي

 للعيش معا في سلام

 

     يقام منذ 14 أبريل الماضي معرض البستنة الدولي المسمى فلورياد 2022، بمدينة ألمير الهولندية، وتستمر فعالياته إلى يوم 9 أكتوبر القادم، واختير لهذه الطبعة موضوع "تنمية المدن الخضراء"، وسيركز على الحاجة إلى الجمع بين الطبيعة والمدن.

     حضر الشيخ خالد بن تونس موعد الإفتتاح، فللجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية موقعا بالفضاء البستاني، جعلت فيه "جنة السلام"، يتخلله معارض. وبمناسبة اليوم الدولي للعيش معا  في سلام، في طبعته الخامسة، الموافق لـ 16 مايو 2022، قدّم الشيخ مجموعة من رسائل سمعية بصرية، ألقاها في فيديوهات، معدل مدتها ثلاث دقائق.

     في هذا الجزء الأول، تنشر المدونة مواضيع ثلاثة، توجّه فيها الشيخ خالد بن تونس للأمة بتوجيهات وتوصيات ونصائح وتحذيرات، عساها تنهض الضمائر وتستقيم أعمال البشرية.



 

طريق العيش معا

      نهاركم سعيد.

     ماهي نظرة المجتمع إزاء مفهوم العيش معا في سلام؟

     نرى اليوم أن مجتمعنا يتفكك، وأن انقسام العالم بات محسوسا أكثر فأكثر، ومرة أخرى لدينا انطباع، أننا نتخلف إلى الماضي، وأن هذه المعارضة ستقودنا إلى كارثة تصيب الجميع. النزاع المندلع في أيامنا هذه يدفعنا إلى القيام باختيار، إما اختيار عالم سلام والعيش معا، أو تفقيم حدة الإنقسام بين الأوطان والشعوب.

     أكثر من أي وقت مضى، ينبغي علينا، بمناسبة الطبعة الخامسة لليوم الدولي للعيش معا في سلام، إثبات إرادتنا واختيارنا، واختيار السبيل، سبيل الوحدة وسبيل السلام هذا، وتجميع كل معرفتنا وإرادتنا لبناء طريق السلام، طريق العيش معا. وأدعو كل واحد منا، نساءا ورجالا، لحمل رسالة الأمل هذه، حتى تتمكن الأجيال المقبلة، التي ستخلفنا، من تأسيس حياتها، الواحد مع الآخر وليس الواحد ضد الآخر. من واجب كلِّ منا اليوم، أن يقوم بكل ما في وسعه، لتخفيف حدة التوترات وتمتين الروابط بين الجميع، حتى لا نقع في دوامة، وعاصفة، التي قد تكون لنا جميعا شرا عظيما.


نحن جميعا


     نحن محظوظون أننا بمناسبة الطبعة الخامسة لليوم الدولي للعيش معا في سلام نملك إمكانية مشاهدة بث فيلم يحمل عنوان "نحن جميعا"، من إخراج بيار بيرار(
1)، وهو هدية بشكل ما لهذا اليوم. ستتم مشاهدته في أجزاء عدة من العالم، في مدن ودول وضمن فعاليات جمعيات، ونتمنى أن الرسالة التي يحملها، ورسالة تبدو لي، تُذكّر أنه في كل نزاع، يتدخل العيش معا، وتُذكّرنا أن به يجد المجتمع القابع في نزاع الوسيلة لإصلاح ذات البين وتمتين الروابط، من أجل انطلاقة جديدة.

     سترون أماكن وأشخاص سلكوا هذا الطريق، بكل ما أتوا من قوة وإرادة، للتوجه للغير، جلاد وضحية الأمس يلتقيان لأخذ وتمكين المجتمع في حركية، في تناغم ووحدة، بعيدا عن الإنقسام والعدوانية، مع تبني النقاش بلا صراع، وبناء ضمير جديد في عالم مضطرب وغير مضمون.

    هذا ما نراهن عليه، حتى تتكمن هذه الرسالة من بلوغ، على الخصوص الشباب، حتى يتفكرون ويجتنبون الوقوع مرة أخرى في فخ الإنقسام والكراهية والحرب والقتل وسفك الدماء.

أعمال أرماندو ميلاني

     بمناسبة معرض فلورياد 2022، سيقام معرض لصديقي أرماندو ميلاني، مصمم معروف عالميا(2)، سيساهم في هذا العمل في مختلف الأحداث التي ستجرى مع معرض دار السلام وجنة السلام، بملصقات تنقل رسالة، وهذه الرسالة ترونها أمامكم - وأشار الشيخ خالد بن تونس إلى لوحة كان يحملها بكلتا يديه (الصورة رقم 1)-، إنه التلوث الذي يخنق اليوم العالم، ويُدمر مستقبل أولادنا، وستتاح لكم فرصة مشاهدته كاملا. أقدم لكم بعض الملصقات – وكان الشيخ يحمل مجموعة منها بيديه – لأعطيكم فكرة عن هذه الرسالة، التي نود تبليغها للجميع، لهز الضمائر. لديكم هنا ملصقة (الصورة تحمل إسم Ephemeral) وتشير إلى مأساة حياتنا، فحياتنا مآلها الزوال، كعود ثقاب حالما يشتعل، يُستهلك في دقائق معدودة.


الصورة رقم 1

      لنحاول العمل، حتى نجعل من أعمارنا أعمارا مفيدة، لنا وللغير. لديكم ملصقة أخرى ترمز هنا للقيم والقيم المضادة، حتى يتمكن كل واحد منكم في هذه المتاهة وهذا الخلط أن يجد المعنى ويستعيد القيم الحقيقية، التي هي رمز هذه الإستقامة الكامنة فينا، وخير ما يكتنزه المرء في نفسه. وملصلقات أخرى حول الحقيقة. فأي حقيقة نريد أن ندافع عنها؟ هل هي الحقيقة التي نمتلكها نحن أم حقيقة الغير؟ لكل منا إلا جزء من الحقيقة، وإن الطريق الوسط، ففيه تلتقي جميع الحقائق وجميع القيم التي يتقاسمها أكبر عدد من الناس على الأرض (الصورة رقم 2). وأختم بهذه الملصقة، التي يبدو لي أنها ترشدكم وتحدثكم عن تلك السلطة، التي يضعها عالمنا دائما موضع التساؤل، والتي تبقى تحديا لنا جميعا، سلطة تحدد بالنسبة للبعض مسعاهم في هذا العالم.


الصورة رقم 2

     أما بالنسبة لنا، فنحن سنختار سلطة المحبة بدل محبة السلطة المدمرة، التي تفرض على الغير نظرتها، في حين أن سلطة المحبة تسمو بكل واحد منا وتجعله يتصرف ويمنح أفضل ما يملك للأخرين. شكرا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1). بيار بيرار المخرج البلجيكي صاحب الفيلم الوثائقي "نحن جميعا"، في الرابط التالي يكشف بعض الجوانب من عمله الفني.

(50) Présentation du film "Nous Tous" // Pierre Pirard // AR - YouTube

(2). أرماندو ميلاني، مصمم جرافيك إيطالي معروف عالميا، منذ مدة ظهرت له أعمال يركز فيها أكثر على مواضيع ذات الإهتمام بالتواصل الاجتماعي، حيث كرس نفسه لتوضيح الملصقات التي تهدف إلى توجيه انتباه الجمهور إلى الموضوعات الاجتماعية ذات التأثير الدولي. في عام 2002 خصص للأمم المتحدة ملصقًا للسلام العالمي (الصورة )، والذي أصبح بالفعل من الكلاسيكيات العالمية، وهو الذي كان معروضا في بهو مركز المؤتمرات بمدينة وهران، أثناء إقامة مؤتمر الأنوثة، الذي نظمته الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية في شهر أكتوبر 2014.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق