الخميس، 5 مايو 2022

في رحاب اليوم الدولي للعيش معا 3

    في رحاب اليوم الدولي

 للعيش معا في سلام 3

 

     بمناسبة اليوم الدولي للعيش معا في سلام، الموافق لـ 16 مايو 2022، توجّه الشيخ خالد بن تونس إلى الناس، بسلسلة من التوجيهات والرسائل من خلال فيديوهات مسجلة، بثها عبر الشبكة العنكبوتية، يحث فيها على الإخاء والعيش جنبا إلى جنب وإحلال السلام ونصائح أخرى، عساها تنهض الضمائر وتستقيم أعمال البشرية.

    تقرر انعقاد تظاهرات احتفالية اليوم الدولي للعيش معا بمعرض فلورياد اكسبو 2022 في مدينة ألمير الهولندية، أيام 14 و 15 و 16 مايو 2022 في جنة السلام، و ينظمها بطبيعة الحال كل من الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة الدولية غير الحكومية  AISA ONG internationale ودار السلام الهولندية.

     حسب البرنامج المنشور، سيفتتح يوم 14 من مايو معرض المصمم الإيطالي الشهير أرماندو ميلاني، الذي هو شريك في التظاهرة، وسيكون يوم 15 مايو يوما احتفاليا بعقر جنة السلام وقرية العالم المحاذية، تعزف فيه الموسيقى وتقام ورش تربوية تعني الأطفال وغير ذلك، وفي يوم 16، يجرى الإفتتاح الرسمي لجنة السلام، بحضور الشيخ خالد بن تونس، ويبث فيلم "نحن جميعا" للمخرج بيار بيرار.

     ختاما لهذه الدروس، تنشر المدونة المواضيع الثلاثة المتبقية، التي توجّه بها الشيخ خالد بن تونس للأمة.

     

 

الإسلام والغرب

الدعوة للعيش معا

 


كتابه "الإسلام والغرب، الدعوة للعيش معا"، بنسختيه الأصلية وترجمته العربية.

 

     للواتي والذين يودّون معرفة المزيد عن أفكارنا، والمعنى الذي نعطيه  للعيش معا في سلام، أدعوهم إلى قراءة كتاب كتبته في هذا المجال، عنوانه "الإسلام والغرب، الدعوة للعيش معا"(1)، إذ سيتعرفون على تاريخ هذا اليوم الدولي للعيش معا في سلام، الذي هو قرار تم ترسيمه في 8 ديسمبر 2017، من طرف مجموع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بالإجماع.

    أتمنى أن يتمكن كل فرد مرة أخرى من أن يقدم مساهمته المتواضعة، كرسول للسلام، حتى يزرع في أكبر عدد ممكن هذه البذرة، وأرجو أن تنمو وتكبر في ضمير أهل اليوم والغد.

    شكرا جزيلا.

 

دار السلام

 

     نهاركم سعيد جميعا.

     أنا سعيد اليوم، لأقدم لكم مُجسّم لدار السلام المستقبلية. بمناسبة فلورياد 2022، هذا المعرض الدولي الذي سيفتح أبوابه يوم 14 أبريل 2022 بألمير- أمستردام، حيث ستشارك أكثر من 70 دولة، سنعرض في جنة السلام مجسم دار السلام. إن الذي ترونه أمامكم، قد يتجسد، بمساعدة ومساندة كل واحد منكم، يُقدم مساهمته، حتى يمنح كل التوفيق للسلام، وإنه بيت، مقر، يمكننا أن نلتقي فيه ونتعارف ونتبادل، ونمنح للفكر، فكرنا، كلمة مشتركة، كلمة ديمقراطية، ونوحّد جهودنا ونضعها في تآزر، حتى نجعل من هذه الصلة حاضنة للتربية بنهج العيش معا والسلام.

                                    مجسم دار السلام المستقبلية

 

     أدعوكم جميعا ابتداءا من 14 أبريل إلى غاية شهر أكتوبر، مدة ستة شهور، للمجيئ لزيارة هذا المعرض، في هذه الجنة التي ترمز إلى القارات الخمس، وستزينها مختلف النباتات المجلبة من الزوايا الأربع للعالم، وفيها ستجدون هذا المجسم. في هذه الجنة تقوم النباتات بالإثبات لنا وجود تنوع وجمال الطبيعة، وتنوّع العالم النباتي، الذي في نظرنا يمثل تنوع ثقافاتنا وتقاليدنا، ويوجه تنبيهنا لكي نحتفظ ونذكّي الوعي في أعمال جهدنا المشترك، وأن نجعل من إنسانيتنا إنسانية حوار، وإنسانية نقاش بدون صراع، والحوار بدون الصراع، حتى يتمكن أطفالنا من إيجاد رابطة تعليم، حتى يتمكن هذا المصير المشترك للإنسانية من إنشاء، حول قواعد جديدة وتفكير جديد، ينشئ سرد جديد لمصيرنا المشترك.

     هذا هو. هذا المجسم دُبر وتُفكر فيه حسب الرقم الذهبي(2)، ونوعا ما تم إنجاز مشروع، يجمع في الآن نفسه، بين الأصالة والحداثة.

 

 

الإعلان العالمي للعيش معا في سلام

 

     يرفق هذا الفيلم بالإعلان العالمي للعيش معا في سلام. لماذا هذا الإعلان؟ إن اليوم أكثر من أي وقت مضى، تُظهر لنا الأحداث، أنه يمكننا في أي لحظة أن نتأرجح نحو عالم مرعب ومواجهةٍ، واليوم ينبغي  على كل واحد أن يحدد موقفه، ويوقّع على هذا الإعلان، الذي يرفق بهذا الفيلم "نحن جميعا"، ويجلب لبنته لبناء دار السلام هذه، هذه الدار التي تشمل جميع الأرض، وليكون السلام مع الذات، ومع الغير، ومع البيئة.. الطبيعة. نحن بحاجة إلى طاقة السلام هذه، نحن بحاجة إلى العيش معا في سلام، لنصلح الأضرار التي تسببنا فيها لأنفسنا، وأيضا لجميع المخلوقات، فالمعدنية والنباتية والحيوانية، ولكل العوالم التي تديم الحي.

     كيف ننشئ بعيش معا في سلام، بإشراك أنفسنا ومحيط الأرض الجميلة، هذه الأم التي غذتنا، ننشئ مفاهيم جديدة وعلاقات جديدة ومهن جديدة، تسمح بمكافحة دمار النفايات وهلاك التسمم، التي تقوم بتشويه وتقويض الحي في الأرض، وتسخير جميع جهودنا لفتح وكتابة صفحة جديدة في تاريخ الإنسانية، وإن الإحتباس الحراري وتلوث البحار والهواء والأرض يدفعوننا إلى القيام بوثبة نحو هذا الوعي العالمي، الذي يدعونا ويطرح علينا تحديا، من خلال الحكمة العريقة الموجودة في جميع التقاليد، للعمل معا من أجل الأفضل، ومكافحة الأسوأ.

     يرجى التوقيع على الإعلان العالمي للعيش معا في سلام عبر الرابط التالي:

https://16mai.org/?fbclid=IwAR3OgtO5-XQa03KkCvhv_KLSkADOofunGJp-pBgeWG1Ewr6LhlN0GWxs0BA

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1). عملت المدونة عند صدور الكتاب "الإسلام والغرب، الدعوة للعيش معا"، في نسخته الفرنسية إلى جعل ترجمة عربية، وهذا نهجها، وهي محاولة متواضعة، ترجمت فيها الفصول الثلاثة الأولى، تجدونها في صفحة الرابط التالي. وفي نفس الصفحة، يمكنكم إيجاد أيقونة رابط ترشدكم إلى صفحة، تمكنكم من قراءة مقتطف من الكتاب باللغة الفرنسية، وتجدون الرابط أعلى صورة الكتاب.

https://cheikh-bentounes.blogspot.com/2018/10/blog-post_2.html

 

(2). في الرياضيات عندما يكون (أ)  أكبر من (ب)،  ويحقق مجموع هذين العددين (ا+ب) مقسوم على أكبرهما (أ)، تساوي قسمة أكبر العددين (أ) على الأصغر (ب)، فعندها تحقق نسبة، عرفت بالنسبة الذهبية، ورمز لها بالحرف الأغريقي فاي (φ) أو (ϕ)، وحددت قيمته بثابت رياضي يبلغ    1.6180339887، وهذا هو الرقم الذهبي.


     لو نظرنا إلى مستطيلات مختلفة، لوجدنا أن بعضها أجمل من الآخر.  إذا أعطى قسمة نسبة طول مستطيل على نسبة عرضه قيمة الرقم الذهبي، فيسمى هذا المستطيل ذهبيا.

     إذا نظرنا إلى العدد الذهبي لوجدناه عادي جدا، ولكنه رقم مثير للجدل منذ القدم، فهذا الرقم يمثل نسبة إذا استخدمناها في كل عمل ومجال من مجالات الحياة، تعطي جمالا وإتقانا، وهذه النسبة أو هذا الرقم هو أحد أسرار الجمال في الكون.

     منذ اكتشاف النسبة الذهبية لاحظ العلماء والمختصين أن هذه النسبة متواجدة أمامنا في الطبيعة بشكل مدهش، ومتحققة في جميع المخلوقات، من نباتات وحيوانا وجميع الكائنات الحية، وفي مقدمتها الإنسان، بتناسق تباعد أعضاء الجسم وملامح الوجه، على سبيل المثال، فالمسافة بين أعلى رأس الإنسان إلى أخمص قدميه مقسومة على المسافة من السرة إلى الأرض تعطي النسبة الذهبية، ومن الخصر للأرض مقسومًا على الركبة للأرض يُحقق النسبة الذهبية.

     ونرى أيضًا تلك النسبة في جسم الحيوان، فلقد اكتشف علماء البيولوجية خاصية غريبة تتعلق بمجتمعات النحل، هي أن عدد الإناث في أي خلية يفوق عدد الذكور بنسبة ثابتة، وهذه النسبة هي 1,618، ونجد هذه النسبة المتناسقة أيضًا عند الحلزون وعند كثير من الحيوانات كالدولفين والفراشات وأيضًا في النباتات. أصبحت النسبة الذهبية معيارا لكل جذاب ومريح للعين، لاحِظوا الطبيعة، وزهرة عباد الشمس والحلزون. خضع بناء الأهرامات أيضا لهذه النسبة، ووجدت أيضا في المشيدات الرومانية، وفي الرسم ينتج سحر مثل لوحة موناليزا، لاحترام راسمها قواعد النسبة الذهبية احتراما دقيقا، وفي التصوير الفوتوغرافي إذا طبقت هذه النسبة، ستكون الصورة ذات أحاسيس معبرة.

     وفي العمارة الحديثة تضفي النسبة الذهبية التوازن والراحة البصرية للتصميم، وهذا ما يجعل العديد من المباني والتصاميم المختلفة في الشكل والحجم والطراز متشابهة في المضمون. جامع القيروان الكبير تم تقسيم مساحاته تبعًا للنسبة الذهبية، وبرج إيفل تدرج في إعلاء هياكلها حول هذه النسبة. النسبة الذهبية تشكل أعلي معايير الجمال وهي مريحة للعين وتعطي جذبا وسرورا، وبائنة أمامكم بتحديد أبعاد الشاشات.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق