الجمعة، 10 أكتوبر 2014

كفى بأن يتحدث الهمجيون باسم الإسلام


كفى بأن يتحدث الهمجيون باسم الإسلام


خصت مجلة Jeune Afrique لقاءا مع الشيخ خالد بن تونس، بعد الوقفة التضامنية، التي شارك فيها، و خرج فيها مئات من المسلمين بباريس، بجامعها الأكبر، للتعبير عن سخطهم، على ما يقترفه المتطرفون باسم الإسلام، و ينددون بممارساتهم الهمجية، حتى يلفتون الناس إليهم و يبينون لهم وجود إسلام أنسي ينادي بالرحمة و الإسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشيخ خالد بن تونس، مؤسس الكشافة الإسلامية بفرنسا و الزعيم الروحي للطريقة العلاوية، لم يجد كلمات قوية بما يكفي، لإدانة فضائع الجهاديين.

    الشيخ خالد بن تونس مدافع لا يكل عن إسلام الأنوار. بين مستغانم بالجزائر، مقر طريقته، و فرنسا هذا الزعيم الروحي، ألف عدة كتب حول الإسلام و حول التقارب البيديني. إنه يرد على صعود التطرف الإسلامي.

السؤال: لماذا انضممت إلى تجمع مسلمي فرنسا يوم 26 سبتمبر؟

الشيخ خالد بن تونس: لأن بعد إعدام إيرفي غوردان (1)، إرتأينا أن نعبر عن تضامننا، و عن إرادتنا لوضع حد للكراهية و الوحشية. هذه المأساة تخزي المسلمين و الجزائريين، و لكن أيضا البشرية جمعاء. لن نتنازل أبدا.

السؤال: بسبب معاداة الإسلام المكتنِفة، غالبا ما يكون المسلمين غير مرتاحين عندما تدعوهم المؤسسات التمثيلية إلى اتخاذ موقف ضد داعش.

الشيخ خالد بن تونس: هناك بالتأكيد إسلاموفوبيا في فرنسا، و إنما في المقام الأول فالمتطرفون، هم الذين يغذونها. يجب على المسلمين أن يقولوا: كفى، يكفي أن يتحدث و يتصرف الهمجيون باسمهم، و يشوهون الإسلام. و يدوسون على شرف و كرامة 1.8 مليار مسلم. إنهم لا يمثلون حتى 0.01 % من مجموع المسلمين، و لكن بهمجيتهم يجلبون انتباه الجميع. المشكلة هي أن الصلحاء و القتلة يلهمون من نفس الكتاب (2)، البعض يدرسونه، و البعض الآخر يستغلونه.

السؤال: فيماذا يتعارض الفكر الجهادي مع الإسلام؟

الشيخ خالد بن تونس: إن الهمجيون الذين أعلنوا "الدولة الإسلامية"، لا يرجعون إلى القرآن كي يلهموا أنفسهم. فهم بعيدون عن كل نهج شرعي. يريدون إقامة هيمنتهم. يعلمنا القرآن أن "لا إكراه في الدين". سورة البقرة، الآية 256. هؤلاء الناس يفعلون العكس. أفرغوا الإسلام من روحانيته، و حولوه إلى قائمة من المتطلبات. إنه ليس إسلام الكينونة، و إنما يشيعون المظهر. و لا مشروع حياة، و لكن مشروع موت.

السؤال: هل نستطيع ذبح إنسان باسم الله؟

الشيخ خالد بن تونس: يٌحرم مطلقا قتل إنسان، يفكر بطريقة مختلفة. يقول القرآن أن "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا". سورة المائدة، الآية 32. هؤلاء الناس يقودون حملة صليبية ضد الإنسانية، بدءا بالمسلمين. يدمرون حياة الناس و تراث مقدس، بمالي و ليبيا و العراق و سوريا. هم بأنفسهم يقولون أن أمنيتهم الكبيرة هي أن يدخلوا يوما، المدينة المنورة، و يدمرون قبر النبي صلى الله عليه و سلم، و أيضا إزالة الحجر الأسود من الكعبة الشريفة في مكة المكرمة، رمز، حسبهم، من وثنية المسلمين. هذا انعكاس لرسالة الإسلام.

السؤال: كيف يمكن ردع الشباب من الانضمام للجهاد؟

الشيخ خالد بن تونس: إنه يعتقد أنه ذاهب للجهاد باسم الحقيقة، من أجل الإسلام، و امتثالا للأوامر التي تصدر من علماء مماليك النفط. بل يجب أن يوجه إلى قراءة و تعلم دينه. أن يَعلم أن المفتاح هو الاعتقاد في وحدانية الله، و في قداسة الحياة و في العمل على الذات. الآخر، أيّا كان هو إرادة إلهية. كيف تحكم على الآخر إذا لم تكن أنت ليست لديك أدنى فكرة عن مجيئك للعالم؟ و لكن يجب علينا أيضا أن نعمل. مع الكشافة، نحن نقوم على المعنى، و على المسؤولية و نعمل على المواطنة و خدمة الآخر. عندما يأخذون معاقين للعمرة بمكة (3)، فهذا نوع من الجهاد الباطني. بعكس من يذهب يقاتل مع (الدولة الإسلامية)، ليدمر الإسلام من الداخل.

تمت المقابلة بواسطة جوان تيلوين. Jeune Afrique  في 08 10 2014.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). الرعية الفرنسية التي اغتيلت بالجزائر شهر سبتمبر الماضي.
(2). و هو القرآن الكريم.
(3). إشارة إلى الدور الذي يقوم به نشطاء الكشافة الإسلامية الفرنسية، بالتكفل و مرافقة الفئات العاجزة حركيا إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة، و تقوم به الكشافة دوريا منذ سنة 2009.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق