الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

خفايا الأنوثة

خفايا الأنوثة
   
    واصل الشيخ خالد بن تونس مسيرته و لقاءاته من أجل التعريف بالمؤتمر الموعود، الذي يُعد سابقة عالمية، مؤتمر يركز على طاقة الأنوثة، و سيرسم لها الطريق، كي تشقه وسط إنسانية تائهة، فقدت معالمها و توازنها. عقد الشيخ خالد بن تونس، هذه الأيام عدة ندوات، سجلها معه صحفيين و إعلاميين، الذين نشروا هذه المقاطع و الحوارات.

    سيعقد مؤتمر الأنوثة الدولي بمدينة وهران من 27 أكتوبر إلى 02 نوفمبر 2014 تحت شعار "الكلمة للنساء". تقترح هذه التظاهرة، إخراج المرأة من قبر النسيان الذي وضعت فيه عمدا، من قبل أنصار الإسلام الراديكالي. في هذه المقابلة، يوضح الشيخ خالد بن تونس نهجه، و يرسم الخطوط العريضة، لما ينبغي أن يكون عليه مسلم القرن الواحد و العشرين. (1).

    قال الشيخ خالد بن تونس: نتوقع وصول 3000 مشارك من 25 بلد، من البلدان الإسلامية، مثل مصر، مع علماء من الأزهر، و الزيتونة، و من المغرب، و مشاركين من أفريقيا السوداء و أوروبيين، من فرنسا و بلجيكا و هولندا و انجلترا (مع أستاذ من جامعة أوكسفورد، جمع ذاكرة أكثر من 1000 إمرأة، ممن شهدن تاريخ الإسلام). و الرئيس بوتفليقة، وافق بدون تردد - و هذا فاجأني-، على رعاية هذا المؤتمر، أعتقد أن الموضوع يهمه بجد، بالنسبة له، فالأنوثة، لها مكان بارز في بلدنا. (2). اطمئنوا فنحن لم نتلقى أي مساعدة. نريد فقط، أن كل هؤلاء الناس يأتون إلينا، و يرحلون بصورة مختلفة عن الجزائر.(1).

    و يضيف الشيخ: إن الغرض من المؤتمر هو إرساء دعائم ثقافة السلم، من خلال الخلية الأسرية، و إظهار أن منذ قرون، صلّتِ المرأة بالناس، و كان هناك محدثات، و هذا هو هدفنا. 

    كان هناك نساء مسلمات، عظيمات، أشرقن خلال مختلف العصور. للأسف تعتبر اليوم المرأة عورة، كائن مسيطر عليه، قاصر. حتى في سن الشيخوخة تظل المرأة طفيفة. و كل هذا باسم الإسلام. يرجع أصحاب هذا الرأي، زعما، إلى شريعة النبي صلى الله عليه و سلم. أقواله صلى الله عليه و سلم. لقد أجرينا تحقيقا في التاريخ، منذ فجر الإنسانية، منذ العصور الأكثر نائية، و أمكننا أن نلاحظ، كيف تناولت مختلف الحضارات قضية المرأة.

    فرض الأشوريون على المرأة، ارتداء الخمار (الحجاب). و هو تقليد قديم، و قد زرنا حضارة حوض البحر الأبيض المتوسط، فعرفنا أن الإغريق و الرومان، فرضوا الحجاب على النساء. اليهودية و المسيحية، أيضا شرعتا ارتداء الحجاب. جاء النبي  صلى الله عليه و سلم، و أعطى لهن حريتهن.

    نحن نقول إرتدي الحجاب، و لكن على الرأس، و ليس داخل الرأس.(2).

    و في رده على سؤال لصحفي جريدة الوطن، هل مفهوم العلمانية، قابل للذوبان في الإسلام، كما يعتقد البعض، قال: أعتقد أننا لا ينبغي أن نقلد تجارب الدول الأخرى، مثل فرنسا، التي لديها تاريخ مختلف عن بلدنا. إذا بدأنا نتبع أنماط الآخرين، فهذا لن يعمل. لماذا لا نخلق شيئا لنا، لباس يناسبنا. لماذا علينا دائما، تتبع دائما ما للآخرين؟ هلا بحثنا في ميراث أجدادنا؟(1).

    و في سؤال آخر، قال الصحفي: يتركز الإنعكاس العام لندوتكم، حول المرأة و الأنوثة في الإسلام. هل تعتقد أن الإسلام هو واضح، بشكل كاف في هذه المسألة؟ 

    فكان جواب الشيخ كما يلي: ليس أنه أسيئ فهمه، و لكن تمّ حجب ذلك. إسلام اليوم، يحجب الكثير من ذاكرته. على سبيل المثال، دمرت آثار بيت الرسول  صلى الله عليه و سلم، و بني فوق أطلاله مرحاض... علاوة على ذلك إختفت 9000 إمرأة من الذاكرة الجماعية للمسلمين. لا أحد يتحدث عنهن، و قد كن محدثات و عالمات و مفتيات، و حتى إمامات، صلين بالناس. و حتى سيدنا عمر، أسند حماية المدينة المنورة لإمرأة أيضا. في غزوة أحد حمت رسول الله صلى الله عليه و سلم، إمرأة، من موت حتمي، و قفت بينه و بين الرجل الذي أراد قتله. في الآخير، يجب التذكير أن أول من إعتنق الإسلام إمرأة، هي خديجة. أين كل هؤلاء، اللواتي أنرن الإسلام. و لكشف ما تم حجبه، نحن ننظم هذه الندوة حول المرأة.(1).

    إن النفسَ مؤنثةُ(3)، لا يجب نسيان ذلك. في الكتاب المقدس، مذكور أن حواء خلقت من ضلع آدم، في حين أن القرآن، لا يقول بذلك. يضع الإسلام المرأة في المساواة. يقول الرسول صلى الله عليه و سلم "النساء شقائق الرجال"، و الشقيق هو الأخ أو الأخت الذي، ولد من بطن واحدة. إذن نحن في المساواة. يقول القرآن الكريم "المؤمنين و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر". سورة التوبة، الآية 71. إذن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر للرجل و المرأة. و نذكر بالخصوص حديثه صلى الله عليه و سلم "الجنة تحت أقدام الأمهات". و ليس الرجل.(4).

    يقال أن الوحي لا ينزل إلا على الرجل، و لكن السيدة مريم تلقت الروح الأمين جبريل عليهما السلام، و لدينا أم موسى. " و أوحينا إلى أم موسى". سورة القصص، الآية 7. إن الوحي يعني الرجل كما المرأة.(4).

      إبتداءا من القرن الحادي عشر الميلادي، كان هناك سوء استخدام الشريعة، من خلال الفقه، لصالح الرجل على حساب المرأة. تغلبت التقاليد و العادات القديمة و الجاهلية في الجزيرة العربية و المغرب العربي، و جعلت المرأة، ماهي عليه. و هذا يعني، أنه شخص يُنجب، و عليه إلتزام الصمت و الطاعة.(1).

    الأنوثة شيئ يزعج الأمة، رجل و إمرأة. لأن الأنوثة تذكرنا بأساسيات الحياة، محبة الحياة، و محبة تمريرها إلى الأجيال المقبلة. متطلبات الأنوثة هو الشعور، بالمحبة للنفس و المحبة للآخرين و خلق روابط، و من جيل إلى آخر. مع هذا الوعد و هذا الأمل، فإن هذا الحي دوما شيئ مدهش. في الثقافات و الديانات، في أي مكان ما، فإن الأنوثة إما أخفيت أو نسيت أو زيفت، إنه هذا التلبيس (الحَجْب) و الكشف، هذه اللعبة التي فيها الكذب باق متخفي وراء حقائق أبدية، حقائق تحمل و تلد سجل الأنوثة.(5).

    يوجد ميول في الإسلام إلى الإخفاء، لهذا قلنا تلبيس (حجب) و كشف.(4).

    إنه لقاء نرجو منه أن يعطي ميلاد لحركية، و لا نصبوا فقط للمناقشة، و لكن أن يؤدي نقاشنا إلى إجراءات ملموسة، و إحدى أمنياتنا أن يولد مجتمع العيش معا، بشكل أفضل، مؤسَسا على ثقافة السلام.(5).

   توجهي هو أن أحاول، أن أكون صادقا مع نفسي. صحيح أنه لا يمكن السكوت على رؤية الإسلام ينهش هكذا مع هذه البهيمية. كل ما أفعله، هو جزء من التقليد، و لكن بالطبع، التقليد الحي، و ليس ذلك التقليد المتحجر و المتصلب.(1).ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)  جريدة . El Watan  
(2)   جريدة LIBERTE.
(3)  إشارة إلى قوله تعالى "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها". سورة النساء، الآية 1.
(4)  ذكره في لقاء تليفزيوني مع قناة Canal Algerie .
(5)  ذكره على هامش لقاء، نظم بفرنسا، للتحضير للمؤتمر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق