الاثنين، 12 نوفمبر 2018

الشيخ خالد بن تونس يرافع عن العيش معا

الشيخ خالد بن تونس يرافع عن العيش معا


    رافع شيخ الطريقة العلاوية، الشيخ خالد بن تونس، يوم الجمعة الماضي في الجزائر العاصمة، من جديد من أجل العيش معاً، على أساس المواطنة، وقبول الآخر، والتنوع، والقيم الراسية للمصالحة بين الإنسانية، وتعزيز عالم يفشى فيه السلام(1). فقد عرض الشيخ كتابه بالمعرض الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة، بعد العرض الأول بمدينة بجاية، وألقى بالمناسبة محاضرة تلتها مناقشات مع الجمهور الحاضر، لينتقل بعدها إلى جناح دار النشر القصبة بالمعرض، ويوقع على كتابه للمقتنيين.
    أصدر مؤخرا الشيخ خالد بن تونس، آخر كتبه، وهو دعوة ومناصرة ودفاع ومرافعة عن العيش معا. إنه طلب الإستجابة لدعوة العيش معا، ومناصرة هذا الإختيار، والدفاع عن مبادئه، ومرافعة عن هذه القضية، في كل شأن، وشحذ الهمم نحو مزاياها، والتحسيس بضرورة إرساء قواعد العيش معا بشكل أفضل. أصدر الكتاب في الجزائر، دار القصبة للنشر، بعد النسخة التي أصدرتها بأوروبا، دار "Mouvence"، في شهر ماي الفائت، الكائن مقرها بسويسرا.

     "إنه كتاب غير مكتمل. يدعو كل واحد منا إلى كتابة صفحة فيه، كل واحد منا مدعو للمساهمة فيه، بقصص جديدة، عن هذا العيش معا في سلام". بهذه العبارة، وصف الشيخ خالد بن تونس كتابه "الإسلام والغرب، رافعوا عن العيش معاً".

    كتب هذا الكتاب على عجل، فأوضح في كلمته "عندما أعيد قراءته، أجد أني نسيت العديد من الأشياء. لأول مرة، يقع عندنا اتفاق بين المجتمع المدني والدولة، وتتمكن رسالة، من أن تُحمل من قبل الجميع، على مستوى الأمم المتحدة، ويتقبلها مجموع الدول المشكلة للأمم المتحدة، وهذا شرف كبير لنا، وأيضا مسؤولية كبيرة". وذكّر الشيخ بالسنوات العصيبة التي عاشتها الجزائر، المعروفة بالعشرية السوداء، وفترات الشك والحيرة، التي طالت جميع البيوت، وأثقلت كاهل الأمة الجزائرية، أنها درس وتنبيه قوي، من أجل اختيار العيش معا. وشدد في نهاية اللقاء، على إعادة النظر في التاريخ الإسلامي، جراء سؤال طرحه أحد الشباب، عن القداسة، التي تبجل تاريخ الفتوحات، المروي بمنظور واحد، يوصف أحيانا بالدموي، تم بسط نفوذه بحد السيف، فأكد الشيخ أنها مغالطات، وأن الحقوق التي جاء بها، هي التي جلبت إليه الناس، "فقوله صلى الله عليه وسلم، لا أفضلية لعربي على أعجمي، فهذه خدمت. وقوله الناس كأسنان المشط، هذه خدمت". "والحرية التي جاء بها وتحرير الإنسان من عبادة الإنسان وتقديس الإسنان"، وأضاف "قدسناه ومجدنا، حتى تم الإيقاع بنا، ولم نستطع البحث، وكل من يحاول التنقيب فيه، تلقى عليه التهم، وتحوم حوله الشكوك، فقد حان الوقت، لجميع المسلمين والمسلمات، أن يحققوا في تاريخهم، ويقدموه بأسلوب جديد، والله أعلم".

    فيما يلي، بعض المقالات، رصد أصحابها، أحاديث الشيخ خالد بن تونس، في بجاية والعاصمة، عند تقديمه كتابه "الإسلام والغرب، رافعوا عن العيش معا".
(2).
ـــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ خالد بن تونس في سيلا : إن تاريخ
 الفتوحات في الإسلام بحاجة إلى مراجعة

أسماء برسالي. جريدة El watan، في 05 11 2018
    تم العرض، في اجتماع ونقاش، حول قضية السلام، عقد هذا الجمعة، في قاعة الجزائر، بقصر المعارض بالصنوبر البحري، بمناسبة الطبعة 23 للصالون الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة (سيلا 2018).

    أصرّ المرشد الروحي للطريقة الصوفية العلاوية، على الحاجة إلى مراجعة تاريخ الفتوحات في الإسلام، المبجل، الذي ينشر العنف. قال "إن القول بأن هذا الدين، الذي أصل تسميته هو السلام، قد انتشر بحد السيف، هو انتهاك كبير لتاريخ هذا الدين".

    وقال الشيخ خالد بن تونس"من غير المعقول، أن الفتوحات الإسلامية كانت حروب دموية. لم يطأ الإسلام كل هذه الأراضي، سوى لأنه أعطى حقوقًا للشعوب المظلومة، بمفهوم المساواة، وتحرير الإنسان من عبادة الإنسان، إلى عبادة الله عز وجل. شئنا أم أبينا، يجب أن نراجع قراءتنا للتاريخ الإسلامي"؛ قبل أن يعود إلى أمر الله، الذي يردده الأئمة كل جمعة "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربة وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تتذكرون". سورة النحل، الآية 90. فهو يدعو إلى العدل والإحسان. بالنسبة إليه، يتواجد عمل حقيقي، يمارس على الذات، بدئا باجتناب أخذ حقوق الغير، وتبني مبدأ التضحية، للحفاظ على وحدة القلوب.
    إن هذا القانون الأساسي للإيمان، هو علاج للنفس البشرية. حسب المرشد الصوفي، فإن الدين، ببوانيه التي تنشرح لها البشرية، قد حُرف وحُول، إلى كتالوج من الوصفات، وحتى دليل إرشادي. وعاد أيضا إلى القضايا الأساسية، المتعلقة بمفاهيم السلام والحرب في العالم.

    وأكد المتحدث، الباعث لليوم الدولي للعيش معا في سلام، "إذا كنا نعلم أنه وفقًا للإحصاءات العالمية، فقد أُنفقت أكثر من 14 بليار دولار في العنف، في جميع أنحاء العالم، في عام 2015، فكم يكلف السلام؟ لدى الحرب مؤسسات الدولة، وميزانيتها ومدارسها التدريبية، ولكن ليس السلام. على الرغم من أنه يعتبر ازدهار للأمم، إلا أنه يظل الحلقة الضعيفة للدول".

    على عكس الأفكار الظلامية المتلقاة، فإن أصل تسمية الإسلام هي السلام. والأمر سيان، بالنسبة لخلاص المسلمين، الذي ليس هو، سوى رسالة سلام. إن المشكلة، حسب قوله، هي ثقافة الأنانية، التي تحوم حول "الأنا" وليس "النحن".

    ومن ثم، فإن انتقال أو تحول الإنسان، هو أمر ضروري، حجر زاويته، احترام وحتى تقديس الحياة، بتنوعها، بغض النظر عن القائم بها، كان إنسانا أو نباتا أوغير ذلك. يرى الشيخ خالد بن تونس، أن السلام ليس له دين، في حين أنه هو الجذر اللغوي للإسلام. لا يوجد مستقبل، ما لم يصبح الدينيون واللادينيون، المؤمنون وغير المؤمنين، شهودًا وحاملي السلام.
    إن النهج الذي يتعين اتباعه اليوم، حسب ملاحظاته، هو العمل على الضمائر، وإيجاد وسائل لتربيتها، وإخراجها من نظام الإنعزال والإنغلاق الأيديولوجي، وتفتح لها أبواب الشمولية. يستعرض كتاب الشيخ خالد بن تونس، كل هذه الجوانب، وبؤر النزاع، بما في ذلك مكانة المرأة، والتيارات الوهابية والسلفية، والقرآن الكريم، والتسامح، والتعليم، والإيمان. تم تنظيم بيع، مع توقيع الكتاب، في نهاية هذا المؤتمر، في جناح دار القصبة للنشر، ناشرة الكتاب.
ـــــــــــــــــــــ
    وكتب موسى أويوقوت، بجريدة Liberte، بعد رصده لمحاورة الشيخ خالد بن تونس، بتاريخ 25 10 2018.
    تسمح هذه المرافعة عن العيش معا، ببناء العالم، مع بعضنا البعض، وليس ضد بعضنا البعض. ورافع المرشد الروحي "يجب أن يكون العيش معا خيارا. ويجب علينا تثقيف أطفالنا على هذا المفهوم". لكن ينبغي الحصول على بيداغوجية لثقافة السلام.

    وفي جملة أمور، دعا المتحدث مستمعيه للتأمل معه: هل يسمح الإسلام للناس بالعيش في سلام؟ أو ربما نحتاج إلى العودة إلى الأساسيات لهذا الدين. أو ربما قد انحرفنا؟

    هي أسئلة يطرحها، ليدفع الجميع إلى أن يفكروا معه. وذكّر بأن الرسالة المحمَدية ترتكز، حسب رأيه، على التوحيد. وعلاوة على ذلك، أشار شيخ الطريقة العلاوية، إلى أن الرسالة الدينية والروحية الأولى، تستند على الإيمان بوحدانية الله، التي تربط بشكل وثيق، الإنسان بربه.

    إنه يدعو إلى السلام والتسامح، وينقل أنسية، ذات ثراء استثنائي، لا يعلم العديد من معاصرينا بوجودها.
    تترك الرؤية القرآنية الإنسان حر في اختيار معتقده، دونما إكراه أو إرغام. وذكر الآية الكريمة "لا إكراه في الدين". سورة البقرة، الآية 256. 
    ولتجنيب بلدنا الفتنة، ذكّر الشيخ خالد بن تونس بشدة، بأن الجزائر كانت أول مختبر، شهد هذا العنف. "بحمد الله ومنته، استطعنا أن نخرج من هذه الأزمة، وأن نتواجد هنا، ونتحدث أمامكم، دون أن يقطع رأسي. والحمد الله، لأننا لا نتعرض لمثل ما تتعرض له بلدان، مثل العراق وسوريا وليبيا، وغيرها. ودعا في الأخير، إلى فتح النقاش، في احترام وهدوء وتضمين الذكاء.  
ـــــــــــــــــــــــــــ

    وجاء في نشرية، وكالة الأنباء الجزائرية، بتاريخ 03 11 2018.


    بن تونس: المواطنة وقبول الآخر أساس العيش المشترك


    أكد شيخ الطريقة العلاوية خالد بن تونس، أمس الجمعة بالجزائر العاصمة، أن تحقيق العيش المشترك في العالم، يبدأ بتربية الأطفال، على ثقافة المواطنة والتعددية وقبول الآخر

    وقال الشيخ بن تونس - وهو أيضا رئيس الجمعية الدولية الصوفية العلاوية - في محاضرة، في إطار فعاليات صالون الجزائر الدولي الـ 23 للكتاب (سيلا)، أن التربية على ثقافة السلام والعيش معا، أصبحت "ضرورة ملحة"، خصوصا وأن "العالم الذي نعيش فيه، صار قرية صغيرة وكثيرة التصادم."

وثمّن المتحدث المبادرة الجزائرية المتعلقة بإقرار الأمم المتحدة الاحتفال السنوي بـ "اليوم الدولي للعيش معا في سلام"، معتبرا أن "العالم بأسره وبالإجماع، أقر هذه الفكرة التي جمعت الإنسانية"، ومضيفا أنها "شرف" للجزائر و"مسؤولية" في نفس الوقت

    وكانت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، قد أقرت تاريخ 16 مايو من كل عام، للاحتفال باليوم الدولي للعيش معا في سلام، الذي بادرت به "الجمعية الدولية الصوفية العلاوية" في ديسمبر 2017، وبرعاية من الدولة الجزائرية، وهذا بهدف نشر قيم السلام والتسامح في العالم أجمع.

    وذكر المتحدث ببعض الدول التي بدأت العمل بهذا المشروع، على غرار أثيوبيا التي استحدثت الشهر الماضي "وزارة خاصة بالسلام"، وكذا رواندا التي اعتبرت المشروع بمثابة "آلة سياسية لدعم سياسة المصالحة الوطنية فيها"، بالإضافة إلى كندا التي "اعتمدت هذا المفهوم في دبلوماسيتها"، حسب خالد بن تونس

    وتأسف المتحدث من جهة أخرى، لحال الدول العربية التي تعيش اليوم في ظل الفتن والحروب، بسبب "الصراع على السلطة" -كما قال- معتبرا أن "نشر ثقافة العيش المشترك والمواطنة والتعددية بإمكانها إرجاع الأمور لمجراها".
    وقدم الشيخ بن تونس، في إطار محاضرته آخر إصداراته "الإسلام والغرب: دعوة للعيش معا"، الصادر بالجزائر العاصمة عن دار "القصبة"، والذي قال أنه يعالج موضوع "العيش معا في سلام"، باعتباره "أساس بناء المجتمعات المعاصرة".
ك ب. وأج، في 03 11 2018.
ــــــــــــــــــــــ
(1). جريدة El MODJAHID، في 04 11 2018.
(2). كتاب الشيخ خالد بن تونس "الإسلام والغرب، رافعوا من أجل العيش معا". عودوا إلى الموضوع التالي،  الإسلام والغرب دعوة للعيش معا، فقد تم تم تزويده بموضوعين آخرين، وحسب الأخبار، فإن الترجمة العربية للكتاب، في طور متقدم من الإعداد، وتنشر مدونتنا، ما تم إعداده من قبل، خدمة للمطلوب.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق