الشيخ خالد بن تونس: المبلغ


الشيخ خالد بن تونس: المُبلِغ


   الشيخ خالد بن تونس كاتب ومربي ومحاضر، يجوب العالم وخاصة إفريقيا وأوربا والشرق الأوسط، حيث ينشر التعليم التقليدي الصوفي .
  

المرشد الروحي   

     فالشيخ، أو المرشد هو رفيق الطريق بحكم معرفته لها ولأنه سبق أن سلكها. وهكذا يصير الملقَّن ملقّنا ويصبح مطالبا بتوصيل تعليما. و يتم ذلك  بشكل فردي في إطار اللقاءات الروحية، أو أثناء الدروس أو الملتقيات. 

    إن مسؤولية المرشد الروحي كبيرة جدا، فبالإضافة إلى الأنشطة ذات الصبغة الدنيوية، يبقى مطالبا بما هو أسمى من ذلك، ألا وهي وظيفته الروحية، ألتي تلزمه الإجابة على أسئلة الذين يستفسرونه. يصف الشيخ بن تونس المرشد الروحي بما يلي ''إن قلب الشيخ جد رحب بحيث يسعى لجميع المخلوقات بكل تناقضاتها وتنوع مسالكها، ذلك أن كل واحد منهم يتجه نحو الله بقدر استطاعته، وعزيمته وإرادته الخاصة. فالقائد الروحي يقدم، في آن واحد المعرفة والدعم لكل الذين اختاروا، عن طواعية، السير في طريق الإنفتاح، بحيث يساعدهم على التحقيق تدريجيا".

     و يقول أيضا "أن تكون شيخا ليس معناه أن تقود و أن تقرر – حتى و إن تطلب الأمر ذلك – أو أن تحكم، ما يعنيه بكل بساطة هو أن تكون همزة وصل، مركزا، حيث تتكامل الطاقات و تتناغم".



السياحة و السفر
    هو مسافر لا يكلّ، يدعو البشر من شتى المشارب كي يعوا بأنهم قادرون على أن يصبحوا أناسي عالميين، حاملين لتراث عجيب: تراث الحكمة و الإنسانية المستمد من الرحمة الإلهية في كل زمان و لدى كافة الشعوب. "جاء الإسلام ليفتح الإنسان على الرحمة المحمدية". كما يؤكد، و وهب نفسه ليكون شاهدا على ثقافة السلام و الأخوة، التواقة إلى الوحدة و إلى تضافر جهود الجميع من أجل قاسم مشترك، تغذّيه قيم عالمية متبادلة.
  
    قال "يأخذنا السفر بعيدا عن قواعدنا، فهو يتيح لنا أن نترك ما قد يكون أحيانا أصبح أثقل من اللازم، و يحبسنا كمعطف من الرصاص يمنعنا من التطور، يقودنا نحو إخواننا الذين يشكلون مرايا لواقع ذواتنا. جميع الأشياء، حتى تلك الأكثر تناقضا و الأكثر بعدا، تلتقي في نقطة واحدة، هذه النقطة هي المركز فينا. أن نسافر، يعني أن نرحل بناء على إدراك مفاده أن كل شيئ إلهي. و إذا كان هذا الوجود الإلهي في داخلي، فإني سأدخل مع الشجرة و الحجرة و مع الأناسي. العالم أجمع عبارة عن مرآة... الإختلافات رحمة. و من ثمّ التسامح الواسع الذي يطبع المتصوفة: فهم لا ينظرون إلى الآخر ككافر، بل كمخلوق من مخلوقات الله، أرسله إلينا كي يكون مرآة لنا. في أعقاب وفاة الرومي، بكى الجميع، يهودا و مسيحيين و مسلمين. نفس الشيئ حدث عند وفاة جدي، الشيخ عدة بن تونس. كان يرى في كل كائن مخلوقا من المخلوقات الإلهية، له واقعه الخاص و عطره الخاص و موجبه الخاص ".  و قال ايضا "لا يعلن الصوفيون أنفسهم صوفيين ، بل الآخرون هم الذين ينعتونهم كذلك ، لأن تربية اليقظة ليست خاصة بالصوفية، بل نجدها لدى جميع الباحثين عن الحقيقة. إن التصوف ليس مدرسة و لا فقها، بل سلوكا".

    من بين السياحات الأولى بعد الخلافة التي قام به الشيخ، سياحة القبائل (منطقة القبائل الجزائرية) سنة 1978، كانت سابقة لغيرها عبر العالم، سعيا وراء الإستمرار في نقل شيئ من تاريخهم و الإرث المشترك لثقافتهم للأجيال الحالية و اللاحقة. في هذه الجبال القبلية، ملاذ الهوية، عرف التقليد الصوفي كيف يحافظ على وجوده إلى يومنا هذا. و يمثل قوة معنوية و تجذرا في ثقافة أزلية، تكونان قاعدة الصرح الإجتماعي المقلص للتنافرات و المواجهات التي تهدد وحدة البلاد. حجّ الشيخ إلى البقاع المقدسة عام 1981، و رافقه العديد من الفقراء و الـتقى بإخوان هناك.
   
    "خلال إحدى الزيارات إلى الإخوان بهولندا، رأيت الرسول صلى الله عليه و سلم في منامي يقول لي  أريد أن أراك هذا الإثنين بمسجدي بالمدينة عند صلاة العصر ". كيف لي أن أصل إلى العربية السعودية داخل ثمانية و أربعين ساعة؟ إلا أن الفقير الحاج بن ثابت (الذي أصبح اليوم مقدم باريس) هاتفني يوم الأحد صباحا ليخبرني بأن شركة طيران وضعت رهن إشارتي تذكرة سفر لهذه الجهة. و بالمدينة، وصلت إلى مسجد الرسول عند الآذان، و يومين بعد ذلك، زرت المقدّم. و هو أحمد ناشر اليمني، يبلغ من العمر 114 سنة. خدم قبر الرسول صلى الله عليه و سلم لخمسين سنة، لكنه أقام بمستغانم سنتي 1931 و 1932. و كم كانت دهشتي كبيرة لما علمت أن أبي، المهدي الصغير، الذي كان أنذاك عمره أربع سنوات، قد تسلق كتفيه. عدت من المدينة ببركته، و بشال و خاتم من فضة كهدية منه.  و لكن أ ليس الأثمن هو هذا الرباط المتكتم و غير المرئي الذي يمنح الحاضر بعده اللامحدود؟ في منزله، رأيت قطة و فأرة تحتسيان اللبن في نفس الصحن... كيف تفسر هذه الظاهرة لمن لم يسبق له أن عاشها؟ لقد حدث، هذا كل ما في الأمر. و لقد وافته المنية بعد وقت قصير من هذا اللقاء".

    وصفه صحفي بجريدة (لوموند) الفرنسية "... دائم السفر، يعيش بين سياحتين (زيارات تكون أحيانا بعيدة إلى المؤمنين)، و بين خلوتي وعظ (خلوة روحية) وبين مسألتين يتعين حلهما. نجده يوما في باريس، يلقي محاضرة في جمع من القضاة، و في التالي نجده في جلسة حوار فوق منصة مع مدير المركز الوطني للبحث العلمي. قال محذرا: " التكنولوجية من دون روحانيات سوف تقضي على الإنسانية ". إلتقى أفرادا من الكشفية الإسلامية و شارك في حفل للأطفال بمناسبة المولد النبوي، و هو ما كان النظام السابق يسعى إلى منعه. خطابه تجاه الجميع هو نفسه، (تربية التيقظ) هذه عزيزة على المتصوفة، و المراد منها توجيه (مقدرات) المريد و (طاقاته)، شابا كان أم كهلا، نحو فيض من الوعي الكوني...".
     
  


     



الصورة الأولى: أندونيسيا .2006  
  الصورة الثانية: سوريا 2008.










 -------------------------------------------------------------

    حياة الشيخ خالد بن تونس حافلة بالمنجزات العظام لنصرة هذا الدين و تبيين صفاءه، فمنذ توليه الخلافة ما فتئ يعمل متنقلا في أركان الأرض لتقديم صفوة الإسلام (التصوف)، و دعوة إنسانية بحاجة إلى من ينهض بها. 

    نلخص أهم أعمال الشيخ خالد و نشاطاته الدعوية  و إسهاماته في نصرة الإسلام و خدمة الإنسان بتوجيهه نحو حقيقته و تنبيهه لما يحويه جوهره.



الشيخ خالد بن تونس و التنمية المستدامة



    أضحت المشاكل المناخية و الطاقوية العويصة التي تضرب كوكبنا في بداية هذا القرن الحادي و العشرين تفرض نفسها بوضوح. و هذا الوعي الحيوي بالنسبة للإنسانية يقود كل فرد منا إلى إعادة التفكير في علاقته بالأرض المعيلة، التي باتت مستغلة بشكل مفرط. لذا بات من الإستعجالي إعادة الآصرة القوية التي تربط الأنام بالطبيعة، و ذلك بهدف إعتماد سلوكات جديدة و العمل من أجل الحد بكيفية ملموسة من الخسائر التي نلحقها بكوكب الأرض، و هي أمارات الكوارث التي أكدتها المجموعة العلمية.

  
    "فما هي اليوم أسباب الأمل في عالم متصدع، عالم في نزاع؟ أميل إلى القول إنه يتعين إعطاء هذه التنمية المستدامة معنى. فإذا كان للتنمية المستدامة جسم، ينبغي تزويده بروح، وهذه الروح ينبغي أن تكون، في رأيي... و هذه مجرد خواطر و مجرد مقاربة و مجرد إشارة...، ينبغي أن تكون مبنية على ثقافة السلم..."
    
    سعيا وراء الحفاظ على الطبيعة و ضمن نشاطاته، شارك الشيخ خالد بن تونس في ملتقى رهانات التنمية المستدامة بمستغانم عام 2003.

    يقول الشيخ خالد بن تونس "في عالم اليوم المطبوع بقدر من العنف و انعدام العدل زائد عن الحد، و حيث الأجوبة المتعين إعطاؤها معقدة بسبب عولمة المشاكل المطروحة، تدعو الصوفية، كمدرسة للتسامح و الخشوع، كل إنسان كي يتوجه إلى الله، و كذلك إلى أناسي اليوم و الغد. لقد كان أب جدتي، الشيخ العلاوي، يقول ' كل من شاح عن وجهه عن العالم شاح عن الحقيقة، و كل من لم يشكر الناس لم يشكر الله '. هكذا تكون قيمة حضارة من الحضارات، هي نفسها الأكثر تقدما على المستوى التقني، لا يمكن قياسها بقوة الوسائل المادية التي تضعها في خدمة الإنسان، بل بمستوى سموها بروح الإنسان. هذا السمو بالروح يقاس بدوره بحالة ضميره و بالفضائل الإنسانية و الكونية التي تدافع عنها تلك الحضارة. و هي تتجسد عبر المساعدة و الإسهام في حسن حال الإنسان و مآله و عبر الحفاظ على النظام البيئي حيث يعيش...". هذا بعض مما قاله في محاضرة اليونسكو، ببرشلونة، شهر مارس 2007.
    
    شارك الشيخ خالد بن تونس في الملتقى الفكري العالمي حول الماء، بمدينة (كان)، و سنة 2004، ألقى  محاضرة تحت عنوان "الماء المدنس و الماء القدس" بمجلس الشيوخ الفرنسي.
   في كل جولاته كان يبرز علاقة الروحانية الصوفية بالتنمية المستدامة و النصح بالإنتقال من ثقافة الإنسان النهاب إلى ثقافة الإنسان المسؤول.
   من الإنجازات، إنشاء المؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة و تعرف بـ (جنة العارف)، مقرها مدينة مستغانم، تسهدف الإسهام في بناء الإنسان في ظل الكرامة، و من خلال الجمال و الحكمة. كانت أول أعمالها إعادة إدخال شجرة الأرقان إلى الجزائر، و تقوم  بتنظيم ملتقيات و أيام للأطفال  )جنة نادي الربيع).

    زار الشيخ خالد بن تونس اليابان عام 2005، يقول عن هذه الزيارة "من المفارقات أن اليابان بلد فقير من حيث الموارد الطاقية و المعدنية التي يضطر إلى إستيرادها من الخارج. إلا أن هذا البلد عرف، بفضل عزيمته و إرادته الوطيدة، كيف يكوّن لنفسه صورة و يفرض منتجاته على باقي العالم. فما فتئنا نقف عند المفكرين و الجامعيين اليابانيين، و كذا لدى كهنة الزين، على إهتمام و فضول تجاه الموروث الإسلامي. فالعديد من المختصين المستعربين يترجمون بعض الأعمال لمشاهير الأقطاب الإسلاميين كالغزالي و ابن عربي... فهل هذا ثمرة الصدفة أن تقوم الجامعات اليوم بدعوة الشخصيات الإسلامية و تنظم ملتقيات و معارض كالتي نظمتها جامعة تسوبوكا، شعبة رابطة البحث حول شمال إفريقيا، حيث قمت أنا شخصيا بإلقاء مداخلة يوم 10 مارس في لقاء مع الأساتذة و الطلبة كي أقدم من جهة هدف و فلسفة (جنة العارف)، و من جهة أخرى كي أبيّن العلاقة بين البيئة و تربية التيقظ التي تتبناها الصوفية".
    
خلال المؤتمر الدولي لمائوية الطريقة العلاوية الذي أقيم في الأسبوع الأخير من شهر يوليو 2009 بمدينة مستغانم، خص محور اليوم الأول للأرض، فقد نوقشت فيه مواضيع متعلقة بها و بالبيئة و التغيرات المناخية من طرف اختصاصين في مجال الطبيعة و البحث العلمي.



 الصورة الأولى: مختبر المعهد الزراعي بمستغانم 1984.
الصورة الثانية: محاضرة الماء الحسي و الماء المعنوي بمجلس الشيوخ الفرنسي.
الصورة الثالثة: حديقة مؤسسة جنة العارف.


-------------------------------------------------------------

التربية و التعليم
إنشاء معهد ألف:

    في سنة 1984 أنشا الشيخ خالد بن تونس معهد ألف الموجود بكل من فرنسا و المغرب العربي من أجل تعليم الثقافة الإسلامية بالحاسوب. كان هدفه هو الحفاظ على الذاكرة الإسلامية (نصوص مقدسة و قانون و تاريخ) و إعادة توطيدها على شكل برمجيات و قواعد بيانات و تطبيقات تقنية عن بعد و معلوماتية كي تستخدم من قبل جمهور عريض.
   يقول الشيخ خالد بن تونس " في سنة 1978، جعلتني سفرة إلى كاليفورنيا أعي أهمية المعلوماتيات بالنسبة للمستقبل. و عند عودتي إلى فرنسا، قمت بتأسيس معهد ألف بهدف مزدوج هو تكوين الشباب و إدخال هذه التكنولوجية إلى بلدان العالم الثالث. فنظمت عدة ورشات في كل من الجزائر و طنجة و باريس. ألف هو أول معهد، قام بوضع القرآن الكريم على الحاسوب (برمجية الفرقان). كما تم إنشاء برنامج آخر (إسمه المواقيت) بالتعاون مع المعهد الفلكي لبيزنسون، مما أتاح معرفة مواقيت شهر رمضان إلى غاية 2020، و كذلك إتجاه القبلة و مواقيت الصلاة في أي مكان في العالم. و سوف تتلو ذلك برماجيات أخرى، منها (تقية) الذي يعلم الأركان الإسلام الخمسة. و امتداد لمعهد ألف ظهرت فكرة خلق مخيمات للشباب على الطريقة التي عرفتها أنا بنفسي في طفولتي بالزاوية. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " لاعبوهم في سبع و علموهم في سبع و صادقوهم في سبع ". فكيف نضع هذه النظرة التربوية موضع التنفيذ؟ لقد تبين أن المخيمات الأولى عرفت نجاحا، سواء لدى الشباب أو لدى آبائهم. و قريبا عندما يأتي زوار لزيارتنا، سوف يلحظون الحماسة و النشاط لدى الشباب. كل واحد منهم يعود مزودا و قويا من لحظة الأمل المتبادلة تلك، لدرجة أننا نفكر في خلق شعبة للكشفية الإسلامية في فرنسا ".
   كانت هذه بعض منجزات  معهد ألف في الثمانينات من القرن الماضي.







  
إنشاء معهد - ألف - مدينة درانسي، 1984.  




ميلاد الكشافة الإسلامية الفرنسية:

   عام 1991، أسس الشيخ خالد بن تونس الكشافة الإسلامية الفرنسية و تتمثل مهمتها في الإسهام في تربية البنات و الأولاد و في بناء عالم أكثر أخوة و أكثر تسامحا و أكثر إنسانية. من خلال مقترحاتهم التربوية، تقوم الكشافة بمرافقة الشباب في تشييد نظام للقيم مبني على مبادئ روحية و إجتماعية و شخصية معبّر عنها في القانون الأساسي للكشفية و تعهدها.
   "... في سنة 1991، تم توقيع بروتوكول، و هكذا دخلنا في اتحاد الكشافة الفرنسيين إلى جانب البروتيستانت و اليهود و الكاثوليك و العلمانيين، و أصبحنا بذلك خامس جمعية معترف بها كجمعية ذات النفع العام و مدرسة للمواطنة معتمدة من أجل التكوين. إنها إلتفاتة منقذة في فترة القلائل هذه، و التي تتميز بحساسية خاصة بالنسبة للشباب المسلم. إذ في تلك الفترة اندلعت حرب الخليج الأولى".
    الجمعية معتمدة من طرف وزارة الشبيبة و الرياضة الفرنسية باعتبارها جمعية للتربية الشعبية، و فرع من الكشفية الفرنسية و منظمّة إلى المنظمة العالمية لحركة الكشاف. تواجدها الأكبر بالضواحي الفرنسية، و تعرض على الشباب وخاصة أبناء الجالية، نظام الكشفية وفق منهاج مبتكر. يرجع الفضل لهذه الجمعية في تنظيم عدة تظاهرات، ولاسيما (خيمة إبراهيم)، التي تقام في ربيع كل سنة، بحيث يتم اللقاء وتبادل الرأي. ساهمت في نشر برنامج ( تقية )، الذي يعتبر أول قرص يعمل بالوسائط المتعددة (سمعي ـ بصري) حول أركان الإسلام الخمسة.

     الصورة: مسيرة للكشافة الإسلامية الفرنسية.


شعلة الأمل:
"بمناسبة مائوية المؤسسة الكشفية، قام كشافة فرنسا، في إطار إتحاد كشافة المسلمين، بتقديم شعلة الأمل، و هو حدث تمثل قي حافلة جابت الربوع الفرنسية ما بين 13 مايو و 1 يوليو 2007. و قد اقترنت هذه الحافلة بالشعلة الأولمبية التي سلمتها اليونان لفرنسا عند افتتاح ألعاب 1996، و التي أعارتها لنا مشكورة اللجنة الوطنية الأولمبية الرياضية الفرنسية.
   و توقفت هذه الحافلة في كبريات المدن، حيث شكلت بذلك الحدث و أشاعت من خلال تظاهراته خطابا للأمل مبني على القيم النبيلة التي يتضمنها نشاط الكشفية. و قامت بعبور المدينة و مرافقة الشعلة في تنقلاتها. هكذا، كان جميع الشباب، حتى أولئك الذين لم يسعفهم الحظ لكي يعيشوا هذه القيم، شاهدين على أن أماكن نقلنا الحضري يمكنها أن تكون فضاءات للتلاقي و التناظر و التآخي".
   تّم تأليف ميثاق، و كانت المرحلة النهائية باريس، عاصمة فرنسا و عاصمة عالم الشباب حملة الأمل لذلك اليوم القوي المزود برمز قوي: شعلة الأمل المتقدة و الأمل المستجد. ثم انخرط شباب فرنسا في قراءة الميثاق و العمل من أجل عالم أخوي. في ذلك اليوم دخل أفراد الكشافة الإسلامية الفرنسية بقيادة الشيخ خالد بن تونس دار بلدية باريس، وهي أول جمعية إسلامية تدخل هذه الدار. رُفق الحدث بوسائل الإعلام و بُث عالميا.
   بعد النجاح الذي حققته قافلة شعلة الأمل التي جابت الربوع الفرنسية، زارت فيها عدة مدن وإلتحقت بها مختلف الجمعيات الكشفية الفرنسية، طالبت دول أخرى مرور هذه القافلة ، مما دفع بالشيخ خالد بن تونس إلى دعم مشروع إنشاء الكشافة الإسلامية الأروبية.














وصول شعلة الأمل إلى مقر بلدية باريس-2007.















الشيخ خالد بن تونس الرئيس المؤسس للكشافة الإسلامية الفرنسية و الكاتب العام للإتحاد العالمي للكشاف المسلم الدكتور زهير غنيم يوقعان معاهدة باريس ألتي تعلن رسميا عن ميلاد الإتحاد الأروبي للكشاف المسلم.


تربية الإيقاظ: 
    من ضمن ما يؤكد عليه الشيخ خالد بن تونس في تبليغ رسالته، تربية الإيقاظ التي لدى الصوفية، فقد قال في محاضرة له مع مؤسسة بودوان، عام 2000 "... إن الهدف الأساسي للتربية الصوفية هو الوصول إلى تناغم و توازن ما بين الطبيعة الأصلية و العقل الذي يغذيها و يسمو بها نحو الحقيقة الكونية. و تنبني تربية التيقظ هذه على ثلاثة مبادئ أساسية و مقدسة و هي: قدسية الحياة و تفتح العقل...- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد" – و التربية الروحية التي تستهدف مصالحة الجسد مع العقل و إيقاظ الإنسان ليرى الوقائع الدقيقة و ينفتح على العالمية من خلال تحقيق الوحدة، حتى يتسنى له بلوغ التوازن في كينونته.
... كلما نما وعينا، كلما ازداد تهذيب الكائن الساكن فينا، و ازدادت حساسيته و ابتكاريته، فيصبح العمل من أجل خير المجتمع و وسط الإنسانية ضرورة و مستلزم، و ليس واجبا أخلاقيا أو فلسفيا أو دينيا... إلخ ". ألّف الشيخ خالد بن تونس كتاب بعنوان " علاج النفس "، فبمطالعته يمكن فهم (تربية الإيقاظ).

طريقة ميطا:
   ابتكرت طريقة ميطا إنطلاقا من التأمل التالي: يمكن للمادي و الروحي أن يتزاوجا لتحسين وضعية المجتمع و العالم، و ذلك بواسطة إحداث أدوات التدبير المكيفة مع عمل الدائرة. في هذه الدائرة، تكون المزايا و الفضائل مجتمعة أساسا للتقليد العالمي. و هي طريقة تدرس أخلاقيات الإدارة التقليدية و البديلة.

 
   "... إذا كنت قد تعبت من المثلثات أو من الهرم لتمثل المجتمع، جرّب إذن الدائرة. لأن المثلث و الهرم مليئان بالمشاكل. الذين يتواجدون في قمة المثلث يودون أن يظلوا هناك، و نفس الشيئ بالنسبة لمن هم أسفل الهرم، فهم يرغبون في التسلق؛ و هذا يؤدي إلى نزاع حتمي، و بإمكانك تصور التبعات اللامنتهية لذلك. أما مع الدائرة، فالأمر يختلف. كل واحد يكون في نفس الوقت أولا و آخرا، على مسافة متساوية من المركز، و المركز لا يحتله أحد. إنه شاغر و ليس في ملكية أحد، و يتيح إلتقاء الجميع. و لا يمكن للعجلة أن تعمل إلا بواسطة شعاعات. لذا يمكننا التبادل عبر المركز، حتى لّما نكون في الجهة المقابلة و لما نكون في المتناقضات أو التناقض. الشرط الوحيد بطبيعة الحال هو أن نضع أنفسنا في المركز... كل واحد يضطلع بمسؤوليته في الحرية، و هو يعلم أنه من دون الآخر فهو لا شيئ؛ على الجميع أن ينتج معنى و أخوة و عدلا و مساواة. هذا ما تدعو إليه دائرة الفضائل و المزايا". محاضرة و مناقشة (السياسة بثمن الروحاني) للشيخ خالد بن تونس.

    يعود الفضل في ظهور هذه الطريقة للتسيير للشيخ خالد بن تونس، و في مؤتمر مائوية الطريقة العلاوية الذي دام سبعة أيام، طبقت هذه الطريقة في التنظيم 
    
  
  الصورة: طريقة التسيير على شكل الدائرة META: دائرة الجود و الفضائل- إدارة الوقت- ملتقى تكويني بالدبدابة ،مستغانم 2007.         





-------------------------------------------------------------

أعماله
 
       لابد من التخلص من الأحكام المسبقة حتى نتمكن من معرفة بعضنا البعض و الحصول على المعلومات و إيصالها للآخرين بصفة أفضل. يقدم الإسلام نفسه كطريق وسط، و وفقا لهذا المبدأ، فهو يجعل من كل الأعمال التي تنفع الناس نوعا من العبادة، وعلى مر العصور اعتبر شيوخ الصوفية عمل الفرد في المجتمع صدى لما في نفسه، وكما أشار إلى ذلك الشيخ خالد بن تونس في مقال تحت عنوان (طريق الوسط)، و نشرته مجلة  Panoramique الفصلية سنة 2003 عدد 64 جاء فيه مايلي'' إذا كانت السياسة تعني إدارة شؤون دنيا الناس (في الخارج)، فالروحانية تهتم بإرادتها في الباطن. فهي تدفعنا لاختيار مسلك الخير، والوحدة، والأخوة. وليس غرضها إقصاء السياسة، بل  تسعى إلى إعطائها معنى، وأن تخلع عليها صفة الإنسانية". و وفاء منه لهذه التعاليم، اتجه الشيخ خالد بن تونس إلى العالم الجمعوي لوضع مشاريع دينية، وثقافية، و إجتماعية، وعلمية وما إلى ذلك. و كان السبب في إنشاء عدة جمعيات بالجزائر، وفرنسا، وبلجيكا، وسويسرا.  ..فقد أسس جمعية الشيخ العلاوي للتربية و الثقافة الصوفية بالجزائر، مقرها مدينة مستغانم، و منذ تأسييها سنة 1991 دأبت على إحياء الثرات العلاوي و نشر مآثر مشايخ الطريقة العلاوية.
    
    في  شهر أكتوبر عام 2001، نظمت الجمعية ملتقى دولي حول أعمال الشيخ العلاوي مؤسس الطريقة (التربية والمعرفة من خلال أعمال الشيخ العلاوي)، بحيث تواجدت جميع الأسر السياسية والدينية الجزائرية، قصد تبادل وجهات النظر حول هذه الشخصية العظيمة التي تنتمي لتصوف القرن العشرين.
    
    سنة من بعد، و بمناسبة الذكرى الخمسين لوفاة الشيخ عدة بن تونس، نظمت ملتقى حول أعماله الشخصية، تحت عنوان (رجل الإصلاح و مربي الأرواح). ففي نوفمبر 2005 و بعد مرور ثلاثين سنة على وفاة الإمام المهدي بن تونس، نظم ملتقى دولي بعنوان (شاهد و شهيد). شارك الشيخ خالد بن تونس في كل هذه الملتقيات و قدم مداخلات و استقبل ضيوفه.  
 
                                                     الفوق: محاضرة (معنى الصلاة في الإسلام)، سنة 2008 .                                                                                       
                                    
 التحت: جامعة السوربون ( التصوف و روحانيات الحي )  يناير2003.  

                                          
    بالمغرب أسس ، جمعية الشيخ العلاوي لإحياء الثرات الروحي سنة 1998، مقرها مدينة طنجة. تنشط في عدة ميادين، و قد نظمت مؤخرا (الملتقى التكويني الأول للسماع الصوفي)، هذه السنة 2010. شارك الشيخ خالد بن تونس فيه بمحاضرة.
    
    في سنة 1999، أنشأ الشيخ خالد بن تونس جمعية (أرض أروبا) التي تنشر خطابا للسلام من خلال المنتديات و المؤتمرات و الندوات و التكوينات و المهرجانات، و ذلك بغية الإسهام في تيقظ الضمائر. أي خلق روح متيقظة و استقبالية من أجل معرفة أفضل بالموروثات الثقافية و الروحية و العلمية و الفنية للعالم الإسلامي في حواره مع الثقافات الأخرى، مع التشديد على تكاملاتها المثمرة الناتجة عن غنى اختلاف الحضارات. شاركت جمعية (أرض أروبا) و نظمت عدة ملتقيات بيدينية، منها على الخصوص واحدة باليونسكو سنة 2001 و حافلة الصداقة اليهودية الإسلامية في يونيو 2005. و كل سنة، تنظم جمعية (أرض أروبا) بشراكة مع كشافة فرنسا المسلمين و خيمة إبراهيم، و هي لحظة للتبادل مع شخصيات دينية و علمانية. للجمعية فروع في عدة دول أروبية.
    
    إرادة منه إلى جمع الجمعيات العلاوية تحت تنظيم واحد، أسس الشيخ خالد بن تونس الجمعية الدولية الصوفية العلاوية (ج.د.ص.ع)، جمعية محررة من أي إرتباط إيديولوجي أو سياسي أو نقابي، تهدف في المقام الأول إلى التمكين من معرفة أفضل للتصوف كقلب للوحي المحمدي، موجه لروحية السلام الداخلي و الخارجي على السواء و تقوم على أعمال تربوية ترمي إلى نقل المعرفة، و القيم و المعارف الكونية. للجمعية نشاطات عديدة عبر العالم فقد شاركت في جمع التبرعات لفائدة ضحايا قرية (بيبيكان) بأندونيسيا و ساهمت مع الجمعيتين الجزائرية و المغربية للشيخ العلاوين إضافة إلى مؤسسة جنة العارف في تنظيم مؤتمر مائوية الطريقة العلاوية عام 2009.
  
    تقوم الجمعية الصوفية الدولية ببحث تاريخي في القرآن الكريم، و قد شرعت في العمل سنة 2007.
 
                                             ملتقى خمسينية الشيخ عدة بن تونس - 2002.                                       
   

                                               الملتقى الدولي الأول للسماع الصوفي –فاس –2010.
  
    و بمناسبة الذكرى المائتين لولادة الأمير عبد القادر الجزائري التي صادفت تكريس دمشق (عاصمة الثقافة العربية  لسنة 2008)، نطمت بالتعاون مع المندوبية العامة لهذا الحدث، ندوة بجامعة دمشق تحت عنوان (الجزائري بدمشق)- الأمير عبد القادر-، شهر  أكتوبر سنة 2008، و قد شارك الشيخ خالد بن تونس بمحاضرة.
  
    لربط الصلة و مد الجسر بين الإسلام و الغرب، ينشط الشيخ خالد بن تونس كثيرا و يمضي أوقاته في بث رسالة الإسلام و مبادئه السمحاء.
     
    في سنة 2001، بدأت حلقة ملتقيات المعنونة (علاج النفس)، ينشطها الشيخ و موجهة إلى مختصين: أطباء، علماء النفس و  أخصائيين في العلاج النفسي. في كل سنة تحتفل هذه الجمعية في باريس بتوجيه منه، بمهرجان المولد النبوي، بألحان موسيقية وأمداح دينية. إستجابة للدعوى التي وجهها إليه المركز الإستشفائي الجامعي لمدينة (رُوُون) الفرنسية، شارك الشيخ خالد بن تونس، ولفترة ، بتقديم تعليما لفائدة مستخدمي وطلبة كلية الطب. له مداخلات بالمدرسة الوطنية للقضاء في إطار التكوين المتواصل للقضاة. يساهم الشيخ خالد بن تونس بإرشاداته أيضا في عدد من الجامعات، سواء بفرنسا (نيس، تولون، ...) أو بالخارج، لإبداء رأيه في قضايا المجتمع. عام 2001 ، وبمعية السيد (ميشال دو هارد)، مساعد عمدة الشباب والرياضة لمدينة (شيربيك) البلجيكية، ساهم الشيخ خالد بن تونس بمحاضرة تحت عنوان (اليقظة، التربية، الهوية، المواطنة). وبمبادرة من سفير فرنسا لدى الكرسي البابوي، شارك في ندوة (أي علمانية بأوربا ؟).    
 
                       الفوق: ملتقى الزوايا، مستغانم 2004. 
  التحت:رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة أثناء الملتقى-2004.   
 

     في ماي  سنة 2001، شارك مع مجموعة من العلميين، من ضمنهم الأستاذ (ريمي ليستيان) في محاضرة تحت عنوان (العلوم والروحانية). وفي السنة الموالية  و بمعية (جان ماري بالت) ألقى محاضرة  بمجلس الشيوخ بعنوان (علم البيئة و سريرة الكائن). في غضون سنة 2003، في إطار سنة الجزائر بفرنسا، شارك الشيخ بن تونس في ندوات و معارض حول حياة و أعمال الأمير عبدالقادر بالمركز التاريخي للأرشيفات الوطنية و معهد العالم العربي.

     

ايريك جوفروا، الشيخ خالد بن تونس و الصحفي السيد عبد الرحيم الحافظي في مهرجان فاس للثقافة الصوفية 2008.

 
                                            مع بعثة من الأئمة من روسيا و القدس – اشبيلية 2006.   


  لقاء مع الأخوة الأردنيين عن يسار الشيخ السيد أحمد حسن شحادة و عن يمينه شحادة الطبيري مقدم مدينة معاد بزاوية إربيد. 2008.      
 
                                             إجتماع  روحي بزاوية الشيخ ابو غزالة بالأردن سنة 2008.
 


   في ربيع 2003 ، دعي الشيخ خالد بن تونس للمشاركة في الندوة الدولية المعنونة (مدرسة روحية في العالم: الطريقة الصوفية الشاذلية). قد تم هذا اللقاء في المكتبة الرائعة لمدينة الإسكندرية بمصر، و جمع هذا اللقاء أخصائيين في الإسلام والتصوف.  
        

 لقاء كل المشاركين في الملتقى في منزل السيد علي السمام بالقاهرة و بجانبه شيخ مشايخ الصوفية الشناوي بالأزهر – مصر.      
 
    









بمناسبة المئوية الثانية لميلاد الأمير عبد القادر،حضرالشيخ إلى سوريا، وفي الصورة ينشط حضرة ( عمارة ) مع مريدين حضروا من أروبا و المغرب العربي للقاء إخوانهم السوريين بمسجد التوبة. و هو أول مسجد زاره الشيخ العلاوي أثناء زيارته للشام سنة 1930. 

     اللقاء مع إخوة من غزة بالمدينة المنورة، عن يسار الشيخ المقدم البركة سيدي مصطفى السعافين و عن يمينه مقدم مصر سيدي سلمان عرادة.  
 
ولادة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية:
     وبمبادرة من وزير الداخلية الفرنسي السيد (جان بيار شيفنمون)، شُرع في  مشاورات منتظمة ابتداء من سنة 2000 قصد إنشاء بنية ملائمة وكفيلة للتعبيرعن الإسلام بفرنسا. ونظرا للمقام الذي يحتله الشيخ خالد بن تونس في هذا المجال، دعي للمساهمة في هذا الورش. استأنفت المبادرة من جديد من طرف السيد (ميشال فييون)، و وصلت أخيرا بعد عملية طويلة  من النضج مع السيد (نيكولا ساركوزي) إلى إحداث (المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية) في 3 ماي 2003. و هو مجلس على قدر كبير من التجديد ليس ثمة نظير له في أي بلد إسلامي أو حتى أروبا.


مع الوزير الأول السيد جان بيير رافاران و وزير الداخلية آنذاك نيكولا ساركوزي أثناء الإستشارة من أجل تنظيم الديانة الإسلامية بفرنسا 2002.

مهرجان المولد:
   أدخل الشيخ خالد بن تونس مهرجان المولد النبوي إلى أروبا. لقد كان ذلك بباريس، حيث استقطبت أول تظاهرة جمهورا واسعا حضر لإكتشاف الأغاني و الرقصات الصوفية. و اليوم أصبح عدد المدن الفرنسية التي تحتفل بميلاد الرسول صلى الله عليه  و سلم في تزايد مستمر.


   في الجزائر و المغرب و البلدان الإسلامية تقام الإحتفالات بمولد خير البرية منذ قرون.
 
                                             الإحتفال بالمولد النبوي بالجزائر سنة 2001.
  

                    المولد النبوي بسان فلوران –لو فياي –                                 
                                     
إحداث جمعية علاج النفس:
   جميع التقاليد تدعونا إلى الإعتناء بروحنا، و بالموازاة تجديد نظرتنا للعالم و بالتالي تجديد العالم كذلك ...و هكذا نجد التقليد الصوفي، على غرار غيره، ينقل علما بكامله يرافق الإنسان في حياته يوما بعد يوم... فما هي المساعدة و ما هو التنوير و أي إضافة إلى الروح قد تلهمنا بها؟ هذه هي الأسئلة التي تأسست حولها جمعية (علاج النفس)، المحدثة في يونيو 2006 تحت تحفيز الشيخ خالد بن تونس، رئيسها المؤسس.
   
    من هذه اللقاءات و الندوات و الخطوات التي تم جني معدن ثمين منها، قدم لنا اليوم في صيغة كتاب -هو كتاب التصوف الإرث المشترك- كان ثمرة مبادرة و انشغال يرمي إلى الحفاظ و تحيين الدلالات الروحية لألف سنة. و لقد ساعد فيما مضى عددا من النساء و الرجال من بين الباحثين على وسائل كفيلة بتهدئة و شفاء الآلام التي تكدر و تفسد الروح البشرية و يذكر ببعض المفاهيم الأساسية للسيرة القرآنية عبر نظرة صوفية تكشف لنا عن كل ما قد تحمله لنا هذه الدلالات الكونية، علاقة بعلاج النفس.

    و بفضل هذه اللقاءات و هذه الندوات التي أقيمت على امتداد عدة سنوات، تم تجميع معدن ثمين و إبرازه لأجل مساعدة كل من كان يتمنى العثور على علامات و بيانات قصد إثراء النقاش الحالي حول المقاربات الشفائية البديلة و إيجاد معنى للأسئلة التي تمس أعماق الكائن البشري، و تكمن هذه الدلائل الروحية في تجاوز الطابوهات ، ومبدأ مقاومة التجديد و في فتح أفاق جديدة للبحث، تبدو للبعض بدعية و لكن حاسمة بالنسبة للبعض الآخر، ممن يوجد بصدد البحث عن أفاق مجهولة و عن أجوبة خصبة أمام الوضعية غير المسبوقة التي تجتازها البشرية اليوم.

    إن الطريقة الصوفية تدعونا إلى التذلل وإلى عدم ادعاء حيازة الحقيقة، بل و على العكس من ذلك إلى البحث عليها في أعماق أعماقنا على الرغم من كثافة الأقنعة التي تجمعت منذ قرون على هذا التقليد. إن اتخاذ المبادرة و تملك الجرأة على كتابة حقائق مزعجة، و ذلك لأغراض إعادة تشكيل الموروث المشترك و الكوني للبشرية و إسداء الخدمة للإنسانية، يعتبر مطلبا و مسؤولية يندرجان في إطار تخليد هذه الطريقة، و هو ما قام به أسلافنا، ليجد فيه كل واحد ضالته لأجل تنوير أقاربه بدوره و مساعدتهم.

    نتيجة عمل هذه الجمعية و بعد جمع محاضر الملتقيات و الإجتماعات و اللقاءات أصبح لديها منتوج غني، أمكن الشيخ خالد بن تونس من إخراج كتابه (علاج النفس) الصادر عام 2009، و يعتبر من أهم كتبه.


 
رحلته إلى أندونيسيا:
      بمناسبة صدور ترجمة كتاب (التصوف قلب الإسلام) باللغة الأندونيسية، توجه الشيخ خالد بن تونس إلى أندونيسيا في شهر أكتوبر 2006. و على إثر الزلزال الذي ضرب الجزء الجنوبي من إقليم يوجياكارطا في ماي 2006، اتخذت الصحفية إليزابيت د. إينا ندياك مبادرة فريدة لرعاية إحدى القرى التي لحقتها أضرار جسيمة خلال الكارثة. لقد اختارت قرية  بيبيكان، و لقد انضم الشيخ خالد بن تونس و كذا (الجمعية الدولية الصوفية العلاوية) التي يعتبر رئيسها الشرفي، إلى هذه المبادرة، يجمع الهبات بهدف دعم إعادة بناء القرية. 
    
    قام الشيخ خالد بن تونس بعدة نشاطات و حاضَر في جامعتين و أحد المساجد، ونقل إلينا في رحلته التجربة الأندونيسة. زيادة على أعماله الكثيرة لم يدخر الشيخ جهدا في أن يكون منشط شريط وثائقي أنتج عن أندونيسيا يعرفنا بهذا البلد. لمدة ساعتين صُوّرت مختلف تحركات  الشيخ معرفا بمكنونات أكبر بلد إسلامي، المجهولة لدى بقية المسلمين.



                                                                                     بقرية بيبيكان بأندونيسيا 2006.
                                                                         أكبر مصحف للقرآن الكريم. معرض القرآن الكريم بجكرتا بأندونيسا.

                   
             

رحلته إلى جزيرة لارونيون:
    ردا على دعوة السيد إدريس إسوب بنيان، رئيس مجموعة الحوار ما بين الديانات للارونيون، توجّه الشيخ خالد بن تونس إلى جزيرة لارونيون ما بين 28 أبريل و 10 ماي 2008، و شارك في عدة لقاءات و ندوات حول موضوع الحياة الروحية في خدمة الأمة و السلام. قال الشيخ خالد بن تونس لأهل لارونيون ناصحا إياهم "عمل سكان لارونيون هنا على تنمية تعايش بين الثقافات و الحضارات لا نظير له. جاء الجميع من  جهات أخرى (طريق الوسط). يتم الشعور بذلك عند الإلتقاء بمنتخبيكم، و رجالات الإدارة و الإدارة، و المدرسين... و تم الشعور بذلك بالشارع حيث الوجوه متنوعة. إنه أمر ثمين. أخشى أن تتمكن الدودة من ولوج الثمرة و يِؤدي ذلك يوما إلى زعزعة هذا التوازن. خطابي موجه بصفة خاصة إلى الجماعة الإسلامية، أنتم هنا منذ بداية القرن التاسع عشر. إن إسلام المحيط الهندي إسلام متفتح. إحذروا ضياع هذا الإحترام المتبادل. لقد شكلت العولمة الإسلام المعياري. يعرض علينا نموذجا فريدا و يفرض علينا إسلام موحد النمط، أخشى أن يقع الشباب و جميع أولئك الذين يقومون بقراءة سطحية للقرآن في هذا الفخ. لا بد للتعلم في سياق الإنفتاح، ولابد للوعي بذلك".
 
                                     في لقاءه هع الجالية الإسلامية بجزيرة لارينيون.
 
                                            الفوق: مسجد القديس سان بول بجزيرة لا رينيون – 2008.

 التحت: إلقاء محاضرة.



القمة الروحية – إفريقيا – أسيا- طايبي من 26 إلى 29 أكتوبر2007:
     أقيمت أول قمة روحية أسيا-إفريقيا بجنسهان، منطقة طايبي بجزيرة تايوان، مابين 26 و 29 أكتوبر 2007. ولقد جمع هذا الحدث الذي احتضنته المؤسسة البوذية لدهارما دروم مونتين عدة رؤساء روحيين و دينيين و كذا خبراء من مختلف الميادين لأجل التفكير في وسائل دعم الرأفة و التعاون الكوني عن طريق تشييد علاقات بين مختلف الديانات لهاتين القارتين. و ألقى الشيخ خالد بن تونس كلمة نوجزها فيما يلي:
"... إلا أنه، أيها الصناع النشيطين و الشهود الموثوقين بين ضفتي البحر المتوسط، لا يسعني لسوء الطالع إلا أن أسجل الحقيقة المرة لتدهور العلاقات بين الغرب و العالم العربي الإسلامي. هو من شأنه أن يصعد النزاعات في عالم معولم، تحكمه القوانين المتوحشة للسوق الحرة و العولمة الخالية من أي روح و رأفة، مزجة بذلك بآلاف الأشخاص في الفاقة و الفقر المدقعين. عالم بدون شفقة، يجعل من العنف و الإرهاب الدولي و التسلط أمرا تافها، و باختصار قانون الأقوى و الأعنف... ويتجلى التحدي في إيجاد أخلاقيات تمكن من طرق جديدة للتفكير و من أنظمة تدبير جديدة بهدف الحفاظ على الحياة. و ذلك بعد الأخذ بعين الإعتبار و إحياء القيم و الفضائل الثابتة الموروثة عن حلم و روحانيات الماضي. أيّا كانت خلافاتنا و نقط تبايننا، فإن الحوار يظل أساسيا لأجل انصهار و توحد البشرية و للمصير الذي ينتظرها... و لكني أنهي كلامي، أود أن أشدد على أن الإسلام، بالنظر إلى عدد معتنقيه، قد أصبح ينتشر أكثر بقارة آسيا، و يكمن المستقبل في اتحاد المجموعات البشرية المنتمية لمختلف الحضارات المدعوة لإعداد إتفاق يمكنها في مجال عمل جماعي لخدمة أهداف سامية و تحقيق الطموحات البشرية، و ذلك بتوطيد السلام و الإستقرار و الإنسجام. إن رجل الغد مدعو لتأسيس حضارة جديدة، تربط بين جميع الحضارات و جميع الثقافات، مع احترام الفرق الناجم عن النظام الطبيعي و الثراء الناجم عن تنوعهم. كما أن تحقيق هذا المشروع الحضاري يتطلب عدة مجهودات و صبر على طريق العمل المشترك. ذلك أن أقوياء العالم لا يتقاسمون هذه النظرة، بل و يحولون دون تحقيقها بجميع الوسائل.
   إلا أنني أتمنى أن لا يؤثر ذلك في شيئ على إرادة الحكماء من بين ورثة التقليد الكوني الذين سيبذلون المجهودات اللازمة لأجل بشرية اليوم و الغد. و معا الواحد مع الآخر، و ليس الواحد ضد الآخر، سوف يشيدون عالم الغد. و من هنا، سوف ينشأ نمطان آخران لمعرفة السلوك و لمعرفة الحياة يربطان السماء بالأرض، و العمودي بالأفقي، محققين مصالحة الإنسان مع الإنسان، و الرجال مع محيطهم، و هو ما أتمناه على الأقل. كما أرجو أن تكون هذه الندوة أول لبنة يتم وضعها لأجل بناء هذه المعلمة ".
 
           مع منظم الملتقى، الشخصية الوقورة لمؤسسة دارما دروم مونتان- تايبي.     



معرض الأمير عبد القادر حول العالم:
   أحدث بمناسبة سنة الجزائر المنظمة بفرنسا عام 2003، ومنها أقيم المعرض المتنقل (الأمير عبد القادر، الرجل و القدر و الرسالة) بأكثر من 30 مدينة فرنسية و عبر العالم منها اليابان. 
    
                                   الفوق:معرض الأمير عبد القادر بطوكيو- 2005.
 
  التحت: معهد العلم العربي بباريس، محاضرة حول الأمير عبد القادر- 2002.    

المرأة و المستقبل:   
   الشيخ خالد بن تونس هو أيضا أحد أبرز المدافعين عن المرأة. فهو من خلال مبادراته و مقترحاته يمنحها أو يعيد لها مكانها التي تستحقها، و التي سبق أن وضعها فيها النبي صلى الله عليه و سلم في عصره. حياة الشيخ خالد بن تونس، ببساطتها و خروجها عن المألوف، هجرة متواصلة عبر العالم، ما بين محاضرات في الزاوية و تظاهرات في خلوات و جلسات سماع للكالمات. لقد ولج هذه الألفية كأمل بالنسبة لأولئك منا الذين كانوا يتوقون إلى ظهور جديد للإسلام الحي المتسامح و المنفتح، كما علّمنا إياه النبي صلى الله عليه و سلم بحب و ذكاء و دعابة... يقول خالد بن تونس "أن تكون شيخا ليس معناه أن تقود و أن تقرر – حتى و إن تطلب الأمر ذلك – أو أن تحكم، ما يعنيه بكل بساطة هو أن تكون همزة وصل، مركزا حيث تتكامل الطاقات و تتناغم".

    " لنعد إلى حياة الرسول صلى الله عليه و سلم، الذي كان أكثر الرجال بشاشة و لطفا و ظرافة مع النساء. الحديث: " حبب إلي من دنياكم ثلاث: الطيب و النساء و جعلت قرة عيني في الصلاة". تأملو ا المقام الذي خص به المرأة... من بين المباهج المثارة بواسطة كنه العطر، و السمو الذي توفره حالة التضرع. و في زمن سابق جدا لليوم، كان المجتمع التقليدي الإسلامي معترفا بحقوق المرأة و عمل على تقنينها، و كانت تمثل الدعامة التي يرتكز عليها المجتمع، و عبرها يخلد النقل منذ الصبي. كما كانت تجسم التوازن العائلي و يتم اللجوء إليها في أوقات الشدة. و بفضل حسها، و رشاقاتها و بل و مكرها  أحيانا كانت تحل العديد من المشاكل و تسوي العديد من النزاعات.
   إن مستقبل الإسلام يوجد بين يدي المرأة المسلمة، لأن المرأة هي التي تطور المجتمع أو تتسبب في انحطاطه، وإني لأدعوها أن تطالب بالحقوق التي خصها  بها الله و رسوله، و التي سلبها إياها المجتمع الذكوري المتخلف. كما أني أشجعها بأن تطلع بنفسها على تاريخ وضع المرأة عبر المؤلفات المخطوطة للإسلام، و أن لا تنتظر، كعادتها، أن يتطوع الرجل ليلقنه لها.
  

    لقد ولى زمن إعتبار المرأة ككائن أدنى، في الوقت الذي نطالبها فيه بتحمل أثقل عبئ داخل المجتمع".
 

 في مسجد (الإستقلال) بجكرتا بأندونيسيا يصلي النساء و الرجال جنبا إلى جنب في صف واحد لا يفصلهما سوى ممر طول المسجد.

جنة العارف:
     عبر كل حقب التاريخ، تعد الحدائق رمزا للجنان حيث السلام و السرور.                                             
"و من يطع الله ورسوله ندخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ". (النساء الآية 13). إن الشيئ الذي دفع بنا إلى التفكير و العمل على إنشاء – من خلال جنة العارف – جنة على  شكل حلزوني و التي تنطلق من النقطة إلى اللامتناهي، ندعو المتنزه عبر الروائح المختلفة إلى اكتشاف نباتات زكية عطرة، و أعشاب طبية و غيرها... ليتبدبر و ليتفكر في الجمال و التنوع الذي تمنحه له الطبيعة و الذي يهبه له الخالق ليتعرف للمعنى الخفي لحدائق اللطائف. كما تعتبر وسيلة بيداغوجية للجميع، حتى نعرف حق المعرفة طبيعة النظام البيئي الضروري لحياة لإنسان، و التي يجب عليه أن يعمل بكل مجهوداته للحفاظ عليها.

    جنة العارف هي الؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة مقرها بمدينة مستغانم بجنان دبدابة، هدفها جمع الكفاءات، و القيام بالأبحاث و الشرو ع في تبادل الخبرات، وهو مكان اللقاءات الأخوية بين الرجال و النساء الراغبين في خلق أمل، للعلم كما قال أبن عطاء الله السكندري قي القرن الرابع عشر "الأمل بدون عمل باطل".
     
    سيكون العمل على جعل هذا المركز مكانا مفتوحا للعلم و التكنولوجية وهمزة وصل بين من لهم العلم و بين من لهم القدرة و بين من لهم الرغبة في ترويج مشروع لخلق ديناميكية حية تمكن من اقتراح مناهج أخرى للحياة و المحافظة على البيئة. ستصبح المدينة الجزائرية مستغانم المرجع الأساسي للتكنولوجية و للتنمية المستدامة.


               الصورة: تصميم إعادة بناء حدائق جنة العارف.

   







                                                      الحج- 1981.  
 


                       الذكرى الخمسون لوفاة الشيخ العلاوي – حفل الإفتتاح – شيسي بفرنسا 1984.
 




  الفوق: الملتقى الروحي السنوي لمولاي عبد السلام ابن مشيش بالمغرب - 2003.

التحت: جمع أسبوع المولد النبوي بمستغانم بالجزائر سنة 2008.  







-------------------------------------------------------------

حواره


''    إذ ما أصغي إلي كل من المسلمين والنصارى لوضعت حدا لاختلافاتهم ولأصبحوا إخوانا في ظاهرهم وباطنهم''. هكذا عبّر الأمير عبد القادر الجزائري، وهو بسجنه في (أمبوا) عن هذا حلم الأخوة بين الإسلام والغرب. وفي سنة 1948، أسس الشيخ الحاج عدة بن تونس، جد الشيخ خالد بن تونس، جمعية ''أحبـاب الإسلام''، وقد كانت أنذاك الجمعية الوحيدة التي تعمل في إطــار التوافق، مقدمة بذلك إطارا للحوار واللقاء الودي بين الديانات ومختلف التيارات الفكرية.    إيمانا منه بروح التلاقي والأخوة، سلك الشيخ خالد بن تونس مبكرا نهج اللقاء و الحوار. في سنة 1981، أعاد في أروبا (باريس، بروكسل) تأسيس تلك  الجمعية الدولية (أحباب الإسلام)، هدفها الحوار الأصيل حول واقع الإسلام و الحوار بين الأديان و العمل الإنساني. و تعمد الجمعية إلى إعادة إدماج الإسلام في الحداثة، و تنظم عدة مناظرات و ندوات و مؤتمرات، كما أصدرت مابين 1981 و 1984 مجلة فصلية كان الشيخ خالد بن تونس يضمنها عدة مداخلات رئيسها.


   في سنة 1982، قال عنه أسقف مدينة وهران، سيادة (كلافوري) ''لهذا الزعيم الروحي عمق خارق للعادة، فهو في نفس الوقت منفتح على كل ما لدى التيارات الدينية الأخرى من شيئ جيد. إن أساس طريقته الحب الكوني. مسلم الروح، هو نموذج للحوار والأخوة...''. و في سنة 1977، قام بمعية إخوان المدية بالجزائر بتنظيم ملتقيات التبادل و التفكر في مواضيع أساسية مع رهبان تيبحرين الذين اغتيلوا سنة 1996. وخـلال السنـوات الممتـدة ما بين 1980 و 1990 تضاعفت اللقـاءات المسكونية والثقـافية والروحية وخصوصا في الدول الأوربية فرنسا، و بلجيكـا، و سويسرا. 


     توجّه سنة 1998 إلى مالطا ، ليساهم ضمن هيئة اليونسكو في إقامة حوارات بين مختلف الثقافات والديانات. و في سنة 1989 توجه الشيخ خالد بن تونس نحو الفاتيكان حيث استقبل من طرف البابــا بولس يوحنا الثاني، وبهذه المناسبة سلمه الشيخ أول برنامج أعـده للبحث في القرآن الكريم قام بتطويره ( معهد ألف ) الذي يرأسه هو بنفسه  .في نفس السنة وتحديدا بـ (فرسوفيـا)، أين تم الإحتفال بالذكرى الخمسين لمرور الحرب العالمية الثـانية، شـارك في اللقاءات الدولية من أجل السلام، بعنوان (رجال الصلاة يبحثون عن السلام) .        
    تلبية لنداء البابا جان بول الثاني الذي دعا لاجتماع الزعماء الدينين للعالم أجمع، أقيمت ملتقيات مؤتمر إيطاليا. و ملتقى المؤتمرهذا كان واحد من أبرز الأعمال خلال البابوية للبابا جان بول الثاني. فقد فاجأت الكثير من الملاحظين و أعطت نفسا جديدا للحوار بين الأديان و لتلاقي المسيحيين مع المؤمنين من الديانات الأخرى عبر العالم.

    وفي سبتمبر سنة 2000، و في إطار برنامج ''مسالك الإيمان''، دعي رسميا لحضور أعظم لقاء يقام في ''أوزبكستان". كما يشارك في ملتقيات الدولية للأئمة و الخاخامات الذي يقام دوريا.

    في يناير من سنة 2000، كان هو الباعث الأول إلى إقامة المؤتمر الدولي (من أجل إسلام للسلام) الذي احتضنته هيئة اليونسكو، وقد جلب هذا اللقاء الكبير الذي شارك فيه، شخصيات من كل الأفاق قصد تبادل وجهات النظر حول القيم الأساسية والعالمية للإسلام. في ماي سنة 2001، شارك بإسبانيا بمدينة برشلونة، في لقاء نظمته اليونسكو، بالمحاضرة (التقليد الباطني وحوار الديانات).
     
   وبعد مأساة سبتمبر 2001، و ما أدت إليه من مضاعفات خطيرة، وضع الشيخ خالد بن تونس مقابل مفهوم (صدام الحضارات) مفهوما آخر، أكثر ملاءمة وهو (صدمة الجهل) .و من تم أصبح يرى أنه من الأمر الملح الشروع في فتح حوار صادق مع الآخر وليس ضده، من أجل بناء مستقبل مشترك في إطار ثقافة السلم.

    في أكتوبر من سنة 2002، و على إثر قصيدة حول السلم نشرها في " الكتاب الدولي للسلم'' استدعي الشيخ رسميا لحضور الحفل الرسمي الافتتاحي الذي أقيم بمناسبة المهرجان التذكاري لمدينة (كان) الفرنسية. وقد حضر إلى جانب الشيخ شخصيات من العالم السياسي والديني والثقافي. و فضلا عن ذلك، ففي كل ربيع، يشارك في اللقاءات، ذات الصبغة التراثية، التي تقام بـ (ماغدلا) بمنطقة (لو شار)، من تنظيم جمعية (أخوة إبراهيم). هذا، و في كل صيف، يشارك في لقاءات أخرى بدير القديس (سان ميشال)، وهو دير أرثودوكسي في (لورغ)، بمنطقة (لو فار). كما يدعى بانتطام من طرف  حوار ما بين الديانات الرهباني بفرنسا و سويسرا و بلجيكا لتنشيط ملتقيات حول الإسلام و التصوف. و في صيف 2003، شارك الشيخ  بن تونس في (مارتينيي) بسويسرا في منتدي أقيم لصالح ثقافة السلم في إطار مهرجان (أيام القارات الخمس). في نفس الفترة، وفي إطار معهد  (كارما لينغ)، دعي الشيخ لحضور لقاء إسلام دارما الذي ينظم على مرتفعات (شمبيري). في هذا اللقاء الكبير لكل من البوذية والإسلام، تلقى عدة محاضرات، و هو مناسبة للحظات روحية، كما تعرض أثناء ذلك أفلام فيديو وثائقية عن المأثور الحضاري لكلتا الديانتين العظيمتين.
    
    يقول الشيخ خالد بن تونس " هذا عن ملتقيات (كارما لينغ) المنظمة بمبادرة من اللاما دينس تيوندور في دير الشرتريين التي استضافها و سهر على إدارتها. و في سنة 1988، بمناسبة مجيئ الدلاي لاما إلى سافوا، ولدت فكرة لقاء وتبادل بين البوذية التيبتية و التقليد الصوفي. هذه اللقاءات التي كان يبدو الجميع ضدها في الظاهر أظهرت بأن لها العديد من النقط المشتركة. و هكذا، ومنذ أكثر من عشر سنوات، نلتقي كل سنة للتطرق إلى مواضيع محددة نفكر فيها بشكل مشترك في نهاية الزمان، الفتوة، مبدأ الوحدانية؛ كلها مواضيع نكتشف من خلالها الآخر و تقليده".

      
الصورة الأولى: لقاء البابا يوحنا بولس الثاني-1989.
الصورة الثانية: لاقاة مع الأب إيميل شوفاني، نتيجة الرحلة اليهودية العربية باوشويتز مع جمعية ذاكرة السلام –مايو 2003.   الصورة الثالثة: هوتفيل- ملاقاة مع الأديان مع القس ستان روجي في أشرم ارنوديجاردان – يونيو 2000.    
   

الفوق: إسلام دارما- ملاقاة بين الديانات بصافوا ( معهد كارمالينغ ): الفتوة الروحانية للشرق و الغرب – نضال اللاعنف- إلهام من أجل رفع التحدي في وقتنا الحاضر- ماهي مسؤوليات و حريات نساء و رجال القرن الواحد و العشرين؟ 1999.  

                                                               التحت: لقاء حوار الديانات  
 

                                           الملتقى الثاني للأئمة و الخاخامات-اشبيلية 2006.
 
        أول مؤتمر للأئمة و الخاخامات من أجل السلام. على يمين الشيخ، الخاخام الأكبر ريني سامويل سيرات- بروكسيل 2005.
 
                الخاخام بولين بيب، ريمي شفارتس، الشيخ خالد بن تونس و سيادة الراهب كابانيس- باكو- 2008.
 
 الفوق: ملاقاة مع الزعماء الروحيين الأفارقة بجوهانسبورغ منظمة من طرف IFAPA رابطة الإتفاق من أجل السلام بأفريقيا- جنوب أفريقيا – 2005.
 
التحت: أول حفل للأخوة – خيمة إبراهيم- قصر فيزفيل مع كشافة  فرنسا  الإسلامية- 2002.
 
    
-------------------------------------------------------------
مئوية الطريقة العلاوية   
          
    تمر سنة 2009، مائة سنة على تأسيس الشيخ أحمد ابن مصطفى العلاوي للطريقة العلاوية، فبهذه المناسبة قرر الشيخ خالد بن تونس إقامة إحتفالية طوال السنة بكل من الجزائر و المغرب و أروبا لتخليد المآثر العلاوية و تقديم رسالة إنسانية سمحة.
    " في عالم يشهد تحولات كثيرة حيث الأزمات متعددة (طاقوية، بيئية، مالية، غذائية، روحية...) ولّدت ‏قلقا واضطرابا؛ بين حاضر صاخب ومستقبل غامض، أي طريق نختار و بأي وسائل نتحرك؟ إنه ‏التساؤل الذي ندعو كل واحد إلى المشاركة في الإجابة عنه بمناسبة مئوية الطريقة الصوفية العلاوية ‏الدرقاوية الشاذلية التي سوف نحتفل بها على مدار العام 2009. في مواجهة المشاكل التي تواجهها الكرة الأرضية، يجب علينا التفكير في مشروع إنساني جديد يتسم ‏بتضامن حقيقي. لا يمكن لكل واحد منا أن يُعرف إلا من خلال علاقته بالمجتمع الإنساني عبْر التفتّح ‏وقبول الآخَر. للوصول إلى هذا الهدف يجب الرجوع إلى روح الوحدة وإلى التناغم بين الروح والعقل؛ ‏وإلى الانتقال من ثقافة (الأنا)، ثقافة الفردانية والأنانية، إلى ثقافة (نحن) التي توحِّد وتجمع كلّ بني ‏الإنسان.‏ سنة التفكير والأعمال و الإحتفالات هاته ستشهد أحداثا كبرى ولحظات مؤثِّرة ولقاءات فريدة من ‏نوعها. غير أنّ رهاننا لا يتوقف عند أفعالنا في الحاضر بل يتعداه لتكون أعمالنا أبدية ومصيرية في الغد. ‏يجب أن يستشعر كل واحد وكل واحدة منا بقوة الفعل، وبالتزاماته العميقة وكذا بمسؤولياته. بتأكيدنا ‏على هذه القيم التي بنَت ماضينا يمكن لنا إدراك المستقبل ضمن إرادة صلبة في صنع السلام بين الأمم و بين ‏الأفراد، و قبل كلّ شيء في أنفسنا ". بهذه المقدمة بدأ سيدنا الشيخ خالد عدلان بن تونس انطلاقة إحتفال المئوية الأولى لتأسيس الطريقة العلاوية. احتفل بمرور مئة سنة على تأسيس الطريقة العلاوية بكل من الجزائر و المغرب و فرنسا. تقوم الجمعيات العلاوية على مدار السنة بنشاطات، و تنظم لقاءات و محاضرات، بحيث انطلقت قافلة الأمل بالتراب الجزائري فزارت أكثر من 50 مدينة حاملة معها رسالة محبة و سلام، و جابت مؤخرا قافلة أخرى هي قافلة شعلة الأمل المتوسطية عدة بلدان مغاربية لتحط بمستغانم في أواخر يوليو الماضي و تلتقي بقافلة الأمل. بدأ بعدها مباشرة مؤتمر دولي كبير حضرته شخصيات دينية و علمية من كل قارات العالم.

                              

                                        
  قافلة الأمل:  

   انطلقت يوم 30 01 2009 قافلة الأمل في حافلة حاملة بها أفراد أعضاء بالطريقة العلاوية، و ستجوب بفضل الله أغلب ولايات القطر الجزائري. إلتقى يوم الخميس 29 يناير 2009 بقصر الثقافة بمدينة الجزائر أفراد الطريقة العلاوية و عدد من المدعويين لحضور موعد هام نظمته جمعية الشيخ العلاوي للتربية و الثقافة الصوفية لإعطاء إشارة انطلاق قافلة الأمل التي ستجوب 26 ولاية و 50 مدينة من التراب الجزائري مسافة 8000 كم.
   
 " ويقول حاج مراد بن تونس، عضو الجمعية الثقافية للطريقة 'عندما أصاب الإسلام الجمود، توجهنا إلى الغرب و لم نبحث في تراثنا عن الحلول لمشاكلنا الداخلية. هذا ما نحاول نشره عبر قافلة الأمل، نريد الاجتهاد في البحث عن الحلول'. ومع ذلك لن تكون حلولا، حسب منشط اللقاء الصحفي ' لقضايا الانتحار والحرقة والأحزمة الناسفة'. وينتظر أن تقطع قافلة الأمل العلاوية، طيلة السنة الجارية ما يربو عن 8000 كلم، في مبادرة برعاية رئيس الجمهورية، لتكون حسب الشيخ خالد بن تونس، في كلمته المكتوبة ' في مواجهة المشاكل التي تواجهها الكرة الأرضية، يجب علينا التفكير في مشروع إنساني جديد يتسم بتضامن حقيقي.. ستشهد سنة 2009 أحداثا كبرى ولحظات مؤثرة ولقاءات فريدة من نوعها...' إلا أن الطريقة العلاوية، لا تريد أن تؤّول مبادرتها هذه سياسيا ' لأننا أحرار عن كل الهيئات والمؤسسات.. الطريقة لا يمكنها أن تتدخل في السياسة' ". جريدة الخبر.

  
    " يقول خالد بن تونس، الزعيم الروحي للجماعة الصوفية (الطريقة العلاوية) و مؤسس الكشفية الفرنسية الإسلامية، بصوت مفعم بالحيوية ' المئوية، انه حدث لا يعيشه المرء سوى مرة واحدة في حياته '. على طول السنة، ستشهد مائوية هذه الطريقة الروحية، التي ظهرت سنة 1909 بمستغانم في الجزائر، العديد من التظاهرات. و لإعطاء الانطلاقة لهذه السنة التخليدية الكبرى، سوف تجوب (قافلة للأمل) البلاد و تقابل سكانها و تكشف ثرواتها التراثية العريقة، و تنصت الى الإشكاليات التي يمر بها المجتمع الذي لم يكد يمض عليه نصف قرن. في شهر ديسمبر الماضي، صرخ خالد بن تونس قائلا ' يظل الهدف مع ذلك هو تجديد الأمل، لا سيما في أوساط شبابنا. الهدف هو أن نقول للناس بأنه توجد لدينا قوة روحية و عقلية و نزعة إنسانوية، ثقافة حياة و ليس ثقافة لليأس و الموت '.
     
    في أعقاب حفل نُظّم بمسجد سيدي عبد الرحمن، فوق مرتفعات الجزائر العاصمة، سيغادر طاقم الانطلاق المكون من 70 فردا العاصمة صبيحة يوم الجمعة على متن الحافلة....
   
    و يردف السيد مراد بالقول ' تعتبر هذه المئوية فرصة لمحاولة القيام بشيئ ما من الحكمة بشكل مشترك. للإنتقال من ثقافة (الأنا) إلى ثقافة (النحن). أن نكون مع بعضنا البعض و أن نقبل بعضنا البعض. ينبغي زرع بذور الأمل و التوفر على القدرة على التحدث الى الناس حول مشاكل العصر'. الهجرة السرية و الانتحار وهجر الزوجات: كلها مواضيع شائكة سوف تتم مناقشتها خلال البرامج المختلفة. و يضيف المنسق قائلا ' إن المشاكل المطروحة تعنينا جميعا. و لسنا ندعي إيجاد حلول لها، و لكن من الممكن الوصول إلى مثل هذه الحلول بشكل مشترك إذا توفر لدينا القبول. إنها مغامرة كبيرة و تحد كبير يتعين رفعه '. و من المنتظر أن تنهي (قافلة الأمل) رحلتها في فصل الصيف و تعود إلى مستغانم يوم 25 يوليو، حيث ستحتضن هده المدينة، مسقط الشيخ العلاوي، و إلى غاية 31 يوليو، ملتقى دوليا يدوم سبعة أيام. و ينوه الشيخ خالد بن تونس في الموقع الإلكتروني الخاص بالحدث إلى أنه ' و من خلال إعادة توطيد هذه القيم، التي مكنتنا من بناء ماضينا سوف يكون بوسعنا فهم مستقبلنا و تجسيد إرادتنا القوية في بناء السلم ما بين الشعوب و الكائنات، و في داخل ذواتنا '. و من المنتظر أن يعرف هذا الملتقى الذي ينظم تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية الجزائرية، حضور قصاصين و مفكرين و شخصيات سياسية و مسؤولين دينين و فاعلين جمعويين من أربعين بلدا، من أوروبا و المغرب العربي، و كذلك من بلدان أخرى نذكر من بينها البرازيل و اليابان و تايوان و أندونيسيا و ماليزيا. في مقابلة مع القناة الجزائرية بثّت يوم 13 ديسمبر 2008 ضمن برنامج (صباح الخير يا جزائر)، عبّر ممثل الطريقة عن أمله في ' أن يجعل من هذه التظاهرة حدثا بارزا (في جزائر) منفتحة و قادرة على مواجهة المشاكل و مناقشتها. و فوق هذا و ذاك، أن نثير في أوساط شبابنا الغيرة على بلادهم و حبها '. كما من المزمع كذلك تنظيم تظاهرات أخرى، سواء داخل المغرب العربي أو في أوروبا، في إطار تخليد هذه الذكرى المائوية ".  المصدر:  www. saphirnews.fr
   
    هدف القافلة هو "زرع الأمل" في أوساط الشعب و خاصة الشباب منهم، وسيقيم المنظمين تظاهرات ثقافية و فنية و معارض في كل موقف، وتلقى محاضرات و تقدم كل منطقة موروثها الثقافي. رسالة القافلة هي (رسالة سلام و أخوة) و ستسير في عدة مراحل و 14 محطة رئيسية. تكون البداية مدينة بوسعادة و تختم بولاية وهران و تدخل مدينة مستغانم لينطلق مباشرة المؤتمر العظيم.

       الصورة: إطلاق حمامة السلام بالجزائر العاصمة-2009.
 
                                          
                                                قافلة الأمل بمدينة بوسعادة- 2009.   

شعلة الأمل المتوسطية:
    انطلقت يوم 07/07/2009 شعلة الأمل المتوسطية من فرنسا، و هي قافلة للكشافة الإسلامية الفرنسية، في إتجاه ليبيا أين أدركتها الكشافة الليبية و عند مرورها بتونس لحقت بهم الكشافة التونسية. ولما بلغت الجزائر رافقتهم الكشافة الجزائرية و المغربية. رافق قدوم شعلة الأمل المتوسطية إلى الجزائر 43 شابا من مختلف الجنسيات الأوربية والعربية.
   كان في استقبال القافلة عند وصولها الجزائر الشيخ خالد بن تونس و السيد بن براهم القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية.
  
    "كما نريد من هذه التظاهرة -قال السيد بن براهم، القائد العام للكشافة الإسلامية الجزلئرية - أن تكون بمثابة (جسر للتعايش و الحوار) وأن ننشأ من خلالها فرصا جديدة للإبتعاد عن التطرف والعنف وكل أشكال الاقصاء و التهميش." من جهته عبر القائد العام للكشافة الاسلامية الفرنسية السيد ألان بيرني عن سعادته وفخره بتواجده بالجزائر مشيرا إلى أن شعلة الأمل المتوسطية تعتبر "رمزا للسلام و الأخوة وربطا لضفتي المتوسط". و يأمل في أن تساهم التظاهرة في "ربط علاقات أخوة وتضامن بين شباب البلدان التي مرت بها الشعلة". بدوره ثمن شيخ الطريقة العلوية السيد خالد بن تونس أن اللقاء الشبابي الكشفي في الجزائر كما أشاد بدور كل الذين ساهموا في التأسيس لهذه المبادرة التي ترمي إلى تعميق الأخوة والتقارب بين شعوب ضفتي البحر المتوسط الشمالية والجنوبية.
   
    وصلت قافلة شعلة الأمل المتوسطية المتكونة من الكشافة الإسلامية الفرنسية و الكشافات الليبية و المغربية و التونسية و الجزائرية إلى مدينة مستغانم و شارك أعضاءها في فعاليات المؤتمر الدولي.
  
المؤتمر الدولي:  
    
  تمّ في الفترة الممتدة من 02 الى 09 شعبان 1430 للهجرة الموافق لـ 24 إلى 31 يوليو 2009 إجراء فعاليات المؤتمر الدولي، بجامعة خروبة بمدينة مستغانم، بحضور أزيد من 6500 شخص من بينهم 2200 قدموا من خارج الجزائر من قارات آسيا، أوروبا، أمريكا و أفريقيا.
     
   أقيم هذا المؤتمر برعاية فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد العزيز بوتفليقة و إدارة الشيخ خالد عدلان بن تونس شيخ الطريقة العلاوية، تحت شعار (زرع الأمل) و أيضا بشعار (روحانية حية من أجل مشروع إنساني تضامني أمام الرهانات المستقبلية). شارك في الاحتفالية شخصيات دينية و علمية و إعلاميين كبار قدموا من مختلف نواحي العال و اجتهدوا من أجل تغيير الذهنيات تجاه الإسلام الذي يتعرض لعداء و فهم خاطئ. و أن هذه التظاهرة أعطت للجزائر ولأهل التصوف و العلم والمعرفة صوتا و مكانة. هذا مشاهد عبر وسائل الإعلام الجزائرية التي نفضت الغبار عن وثائق تاريخية قديمة و حقائق منسية و أعادت الجدل حول التصوف وتاريخه و مواقفه من أحداث كثيرة
  
    ويشارك في هذا المجمع باحثين من اليابان، من جامعة طوكيو  و ممثلين عن جامع الأزهر الشريف (مصر) و جامع القرويين (المغرب) و جامع الزيتونة (تونس) و جامعيين من سوريا و الأردن و العراق و ليبيا و فلسطين و الإمارات العربية و بنين و السنيغال و توغو و الكونغو و تركيا و إيران  و سنغافورة و كندا و الولايات المتحدة الامريكية و الأرجنتين و  أندونيسيا و سبع دول أروبية.
    
    تميزالإحتفال بالذكرى المائوية للطريقة العلاوية بحضور أكثر من 6500 مشاركا من بينهم  2200 قدموا من 38 بلدا و بمؤتمر دولي دام سبعة أيام تحت شعار (زرع الأمل) خصص لمحاور تتناول (الأرض) و (تربية الإيقاظ) و (الإتصال و الإعلام) و (العولمة) و (الوحي) و (الروحية و الصوفية) و (المستقبل). كل يوم خصص لدراسة محور من المحاور تحت رئاسة شخصية من الشخصيات المدعوة، و اليوم السابع و الأخير ترأسه برلمانا للأطفال و قدم كل رئيس جلسة ملخص عن كل محور 
.
    كانت تقام في كل مساء سهرات روحية بملعب 05 جويلية بالمدينة، و أقيم يوم الخميس إلى ليلة الجمعة جمع روحي حضره المشايخ و العلماء و الفقراء و الضيوف. و تليت توصيات المؤتمر في مسجد الشيخ العلاوي بعد إنتهاء صلاة الجمعة يوم 31 08 2009.

الصورة الأولى: الشيخ عند خروجه من مقر بلدية مستغانم بعد إعلانه الرسمي عن إفتتاح المؤتمر-2009. 
 الصورة الثانية: قاعة المحاضرات. 
الصورة الثالثة: الجمع الروحي.    
 
--------------

 مؤتمر جونيف: 

    سيقام سنة 2010 مؤتمرا دوليا بمدينة جونيف السويسرية من تنظيم الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، فرع سويسرا يومي 09 و 10 أكتوبر القادمين تحت شعار (جني الأمل) و بعنوان (إسلام روحي حر و مسؤول). تناقش فيه ثلاثة محاور من المحاور السبعة التي نوقشت بمؤتمر مستغانم سنة 2009، و هي الأرض، تربية التيقظ و العولمة. يخصص لكل محور محاضرات من إلقاء أساتذة عالميين و تقام ورشات و معارض.
   
    الرسالة الأساسية للمؤتمر هي: جني الأمل، و السلام و الأخوة بالتصرف كمواطنين أحرار و مستقلين. لدينا جكمة للشيخ العلاوي، يقول فيها "يبنى عالم الغد بالواحد مع الآخر و ليس الواحد ضد الآخر". و قال الشيخ خالد بن تونس "هكذا تكون قيمة حضارة من الحضارات، هي نفسها الأكثر تقدما على المستوى التقني، لا يمكن قياسها بقوة الوسائل المادية التي تضعها في خدمة الإنسان، بل بمستوى سموها بروح الإنسان. إن العمل من أجل خير المجتمع في حضن الإنسانية يصبح إقتضاء و ضرورة وليس واجب أخلاقي أو ديني".
  
    لمعرفة المزيد عن هذا المؤتمر يجب العودة إلى الموقع الإلكتروني المخصص لذلك.
 -------------------------------------------------------------

الكاتب         
    يكتب الشيخ خالد بن تونس  في عدة مجلات و جرائد منها:
 (Temoignage chretien), (Actualité des réligions), (Panoramique), (Islam de France).

    و يكتب مقالات مختلفة تخص الإسلام و التصوف و الروحانية و كذلك البيئة و دور المرأة و عدة مواضيع تعني المجتمع. كانت أول كتاباته في مجلة أحباب الإسلام التي أنشأها سنة 1982 بباريس، و أسس جريدة فصلية هي (ألف المعهد)، كان يخصها بمواضيع هامة. كما نشرت له جريدة الشروق اليومي الجزائرية في رمضان 1428، الموافق لسبتمبر 2007، عمودا، دوريا يخص مواضيع هامة حول الإسلام و  قضايا المجتمع.
  
    ألّف الشيخ خالد بن تونس أول كتاب سنة 1996 و هو (التصوف قلب الإسلام) الذي ترجم إلى عدة لغات ( الإنجليزية، الإسبانية، العربية، اليابانية، الأندونيسية و الهولندية). ثم تلاه سنة 1998 بكتاب (الإنسان الباطني على ضوء القرآن)، و جمعت عدة مقالات له في كتاب (أسباب عيش الإسلام). سنة 2009، و بمناسبة مرور مائة سنة على تأسيس الطريقة العلاوية من طرف الشيخ العلاوي أخرج الشيخ خالد بن تونس ثلاثة كتب و هي (الأخوة في الميراث)، و أغلب ما نقل في هذه الدراسة عن حياة الشيخ من هذا الكتاب، و كتاب (علاج النفس)، يقول عنه الشيخ خالد بن تونس أنه واحد من أفضل كتبه، وأخيرا الكتاب الذي أحدث ضجة عند صدوره (التصوف الإرث المشترك).
  
     كتب مقدمتي كتابي الشيخ عدة بن تونس بالفرنسية (جوق الأنبياء) و (أخوة القلوب). تابع الشيخ خالد بن تونس ترجمة كتب الشيخ العلاوي إلى الفرنسية و خاصة كتابه (المنح القدوسية).
   
    كتب الشيخ خالد بن تونس مساعدا في العديد من الكتب مشاركا مع عدة كتاّب في إنتاجها.  
                                                                         
      الصورة: مجلة أحباب الإسلام.


مؤلفاته:

  
  نورد مؤلفات الكاتب و الداعي إلى الله الشيخ خالد بن تونس.

كاتبا  
- Le soufisme Cœur de l'Islam, 1ère édition, La Table Ronde, 1996, seconde édition, Pocket 1999.
- L'homme Intérieur à la Lumière du Coran, Albin Michel, 1998.
- Vivre l'Islam, Le Relié, 2003.
- La fraternite en heritage, Albin Michei, 2009.
- Therapie de L’ame, Koutoubia, 2009.
- Le soufisme, l’heritage commun, Zaki bouzid editions, 2009.

كاتب مشارك  
- Le Coran, Jésus et le judaïsme, Cheikh Bentounès, A. Houziaux ,G. Israël, Desclée de Brouwer, 2004.
- Lettres à Dieu, Calmann-Lévy, Paris, 2004.
- La Fraternité des Cœurs, Cheikh Adda Bentounès, Le Relié, 2003.
- Le Chœur des Prophètes, Cheikh Adda Bentounès, Albin Michel, 1999.
- La Transmission spirituelle, A. Desjardins, P. Haddad, P. Fenner, Cheikh Bentounès, Le Relié, 2003.
- Cet Autre mon Frère, Trabucaire, 2002.
- Dieu, voici comment les Français te prient, Fayard, Paris, 2002.
- Pour un Islam de Paix, Albin Michel, Paris, 2001.
- La Réincarnation, Albin Michel, Paris, 2001.
- Le Sens du Sacré, Albin Michel, 2000.
- La Quête du Sens, Albin Michel, 2000.
- Le Cercle des Anciens, Albin Michel, Paris 1998.
- Sagesses pour aujourd'hui, Calmann-Lévy, Paris, 1999.
- L’islam dans la cite, Albin Michel.