الأربعاء، 7 يوليو 2010

الإمام الجليل الشيخ سيدنا الحاج محمد المهدي بن تونس

 الإمام الجليل الشيخ سيدنا الحاج محمد المهدي بن تونس 
قدس الله روحه و نفعنا ببركاته

 
   إن ما حفلت به حياة الأستاذ السيد الحاج محمد المهدي بن عدة بن تونس من شدائد و أهوال يشيب لها الولدان، لم يعان منها إلا الرجال الأفذاذ الذين جذبهم نور الحق و استهواهم روض الرضى و عبير الرضوان.
   فمنذ أن انتهت إليه مشيخة الطريقة العلاوية بتاريخ 12 يوليو 1952 و هو يشيد المعلمات الكبرى على طريق الهداية و الإلتفاف بالقلوب حول لا إله إلإ الله محمد رسول الله باخلاص لا غبار عليه و بمصداقية تنبو عن كل تداخل و إنشغال بغير المولى الوحيد ولي الملك و الملكوت ألذي له العبودية و التسبيح و الإجلال و التهليل بكل تكبير و حمد.
   استهل تربية الفقراء على الحضور مع الله سبحانه في كل ذكر و تذكر، و مع كل فكر و تفكر، و عند كل تأمل و تدبر، لأن الفقير الى الله ، يعني المتذلل له سبحانه تذللا قلبيا و المستسلم له في عمل دؤوب متواصل لا يعرف الانقطاع و لا يميل إلى الإرتخاء، المحراب مقام أمامه للصلة و الصلاة، و للإسهام بكل عمل نافع يحقق المصلحة الفردية و العامة، لعموم البشرية جمعاء في إخاء و حب و مودة و سلام.
   و عند استهلاله هذا العمل التربوي الرفيع، اندلعت الثورة الوطنية لتحرير البلاد، فهب مع الحاملين لاذكاء أوارها و الحث على تدعيمها، فرصد لها كل جهد، و وجه الفئات و الجموع الى الجهاد في سبيل الله سعيا وراء تحرير الوطن المنكوب بالاستعمار و قضى في هذا المسعى مدة الكفاح على طولها، الى أن حقق الله النصر و التحرير، و توج هذا الكفاح بنشاطاته المختلفة الدينية و الدنيوية إلى أن لقي مولاه ( و إن إلى ربك المنتهى ).

نشأته:
   لما كانت والدته الولية الصالحة الشريفة لالة خيرة رضي الله عنها حاملة به وقبل الوضع بمدة يسيرة صادف أن كان الشيخ المربي الكبير السيد أحمد بن مصطفى العلوي رحمه الله في سياحة فأوصى الامام الهمام الشيخ السيد الحاج عدة بن تونس أن يخبره بما يزدان به فراشه السعيد إن كان المولود ذكرا ليسميه بنفسه، و ما أن وضعت والدته المصونة المولود ذكر، حتى أنهى النبأ الميمون الى الأستاذ العلاوي بتاريخ 1928، فسماه محمد المهدي و قام الشيخ العلاوي بتربيته و رعايته الى أن فارق الدنيا.
   و كان الشيخ العلاوي في مجالس الذكر و غيرها يولي السيد محمد المهدي من البرور و الحدب فيجلسه في حجره محل الرعاية و الحنان، طالبا من الفقراء تركه القيام بما يروق له لمنزلته الكبرى عنده قائلا: ( دعوا ولدي هذا فإن له شأنا عظيما عند الله ).
   و قد تميز عن جميع أفراد أسرته و ما حوته الزاوية من المتجردين بفطنة مبكرة و طبع لين، و تحفز ملحوظ، و قدمه المدرر بالزاوية لقراءة القرآن الكريم و تعلم مبادئ الدين الإسلامي الحنيف.
   و قبل أن ينتقل الشيخ العلاوي الى الرفيق الأعلى أوصى السيد محمد المهدي بالخلافة بعد أبيه السيد الحاج عدة مشافهة أمام أعلام الطريقة العلاوية، و دعم هاته الوصية بوصية مكتوبة لم يقصرها على السيد الحاج عدة بل شملها أصلح أبنائه، و يمتد هذا الشمول فيشمل الشيخ عدلان خالد الذي أنزله الشيخ السيد الحاج عدة بمنزلة إبنه ( يرجع الى مضمون وصية الشيخ العلاوي ).
   و بعد وفاة الشيخ العلاوي انتقلت تربيته الى الشيخ السيد الحاج عدة و هو ينظره بنفس النظرة و يرعاه بنفس الرعاية التي كان الشيخ العلاوي يحيطه بها، و تم له حفظ القرآن الكريم و هو دون البلوغ، مع تمكنه من الشريعة و الحقيقة. و صاحبه معه الى الديار المقدسة سنة 1939.
   و لما بلغ مبلغ الرجال، زوجه والده الشيخ عدة من الولية الصالحة الشريفة لالة أمينة التفريستية المغربية ألتي أكرمها الله بالسيد عدلان خالد و إخوته الأشقاء السادة مراد و أمين و زين العابدين و نصر الدين و الأخوات الشقيقات لالة راضية و لالة نجاة، كما تزوج من الشريفة التقية لالة باية المستغانمية التي ازدان فراشها معه بالسادة فتحي و عزيز و لالة مغنية و لالة زينب و لالة نفيسة.
   وقد عهد إليه والده السيد الحاج عدة بسدانة الزاوية الكبرى بمستغانم و ما يتعلق بمستلزماتها، فأبدى في ذلك نشاطا ملحوظا، و ان مواردها كانت مؤسسة على الفلاحة و الكسب و التجارة.
   و خلال الحرب العالمية الثانية و ما رافقها من الأزمات، حدث أن كان السيد الحاج محمد المهدي يجلب القمح من قرية تيغنيف بناحية وهران خلال سنة 1945 ليبيعه و يوجه بعضه الى الزاوية الأم ليعول به من فيها، و صادف أن رآه ذات يوم أحد الدركيين وقت جلب القمح من الجهة المذكورة، فاضطر الى الإختفاء عن نظره مما حدا بالدرك إبلاغ هاته الواقعة الى حاكم مستغانم لإقامته بها، فاستنطق السيد الحاج محمد المهدي عن هاته الواقعة و طلب منه أن يذكر الحقيقة، فطالب الحاكم بأن يصدقه القول هو أيضا، فواعده الحاكم بذلك، فسأله السيد الحاج محمد المهدي إن كان يقتات مما في السوق السوداء فأجاب الحاكم بنعم، فقال له السيد محمد المهدي إني أزود فقراء الزاوية و مساكينها و اللاجئين إليها الذين يرقون الى ما يزيد عن مائة نفر بجلب القمح إليهم بالطريقة المذكورة أعلاه ليقتاتوا منه، و طلب من الحاكم أن يتأكد من ذلك بايفاد أحد أعوانه للوقوف على جلية الأمر، و فعلا أوفد الحاكم أحد أعوانه فعاين حقيقة ما ذكره، فأعطاه رخصة الإتجار في هذه المادة لحاجة الزاوية الى المردود المتحصل من ذلك، و أبدى الحاكم استعداده لتقديم إعانة مادية فرفض السيد محمد المهدي ذلك و أوقف الأمر على قبول الرخصة فقط كما هي عادة الطريقة العلاوية بامتناعها عن قبول أية معونة من غريب مهما كان نوعها و حجمها.
   و من النوادر التي واجهت السيد محمد المهدي في حياته المبكرة، صادف أن شاهد ضيعة كبيرة ناحية مدينة الجزائر العاصمة، فأعجب بها ليستغلها لفائدة الطريقة فأخبر والده بذلك لتعمل الزاوية على إقتنائها، فصاحبه الشيخ الحاج عدة لمشاهدتها و ما أن رآها و رأى سعتها و ما تحوي عليه من آلات و ماشية و مباني و أشجار و عمال، حتى بادر ولده السيد محمد المهدي قائلا: إن أدخلنا هذه الضيعة بمحتواياتها في قلوبنا، فهل سيبقى مكان لربنا؟ و لما سمع منه السيد محمد المهدي هذه الموعظة ، ارتعش من رأسه الى أخمص قدميه، و استسمح والده في هذا التطلع الذي تطلع إليه، و ما جره عليه من مشقة الإنتقال.

مشيخته:
   بعد أن توفى والده الشيخ السيد عدة بن تونس يوم 12 يوليو 1952 انتقلت المشيخة إلى الأستاذ الأمجد الورع الصبور الشيخ سيدي الحاج محمد المهدي بن تونس ( يختص برحمته من يشاء و الله ذو الفضل العظيم ).
            و بعد وفاة الشيخ يظهر كمثله     فهذي سنة الله جـرت فلا بدلا
   و أقره على ذلك جميع  فقراء النسبة العلاوية في جميع أرجاء المعمورة، بتجديد العهد على يده الشريفة.
   و ساعة توليه المشيخة خاطب الفقراء بأن يلتزموا جانب السلوك الحميد، و أن يتسموا بصفة الجد و الحيوية و الإستقامة، و أنهى إليهم أن الخلوة المعهودة في الطريق على الشكل المألوف، قد أوقفت ليحل محلها العمل الصالح، و هذا العمل يقوم مقام الذكر في الخلوة، و بالفعل فقد فتح الله على كثير من الفقراء بسبب عملهم الحيوي في الطريق ( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المومنون ).
   و أنشأ عدة زوايا في الداخل و الخارج، و جدد بناء الزاوية الكبرى بمستغانم على نمط معاصر، و اشترى عدة أراضي فلاحية جعل جميع ذلك وقفا على الطريقة ضمن الأحباس العلاوية.
   و نظم عدة حفلات لم يسبق لها مثيل في تاريخ الطريق، كان يبتدئ الحفل بالزاوية الكبرى و يخرج الفقراء العلاويون بمشاركة الفقراء العيساويين و المحبين في حشد كبير لغاية ضريح سيدي سعيد بمستغانم رافعين أصواتهم بالذكر و التهليل و الصلاة على مولانا رسول الله صلى الله عليه و سلم حاملين الأعلام مطلقين المفرقعات في أجواء السماء إعلانا للبهجة و السرور بذكرى المولد النبوي الشريف.
   و اشترى آلتين كبيرتين للحصاد و الدرس أرصدهما لاستعمالهما في الحصد و الدرس لفائدة الفلاحين الضعفاء في مستغانم و النواحي المجاورة لها.
   و كانت الزاوية الكبرى تأوي إليها العديد من الطلبة الذين يقصدونها لدراسة الشريعة و القرآن الكريم، و يقيمون بها على نفقتها، كما تحوي على متجردين مقيمين بالزاوية يرقى عددهم من الذكور الى خمسة و ثلاثين نفرا و من الإناث الى إثنتي عشرة متجردة، من بينهم ثلاثة من جنسية فرنسية و هم سيدي المهدي و سيدي عبد الله رضا و سيدي عبد الله فائض.
   و إبان اندلاع نار الثورة الوطنية قصد تحرير البلاد، تمادت أيادي جنود المستعمر الغاشم لتبحث عن الأسلحة في الزاوية الكبرى بمستغانم، و زاوية أخرى على شاطئ البحر، و جنان الطريقة العلاوية بالدبدابة ناحية مستغانم، و استصحبتهم الكلاب البوليسية في عمليات التفتيش هاته، و أسروا سيدي البوزيدي بن عدة بن تونس و سيدي الحاج لخضر و سيدي الحاج البشير و أودعوهم السجن و حكم عليهم بالإعدام و ظلوا في انتظار التنفيذ، و كان الشيخ الحاج محمد المهدي في زيارة للعاصمة الجزائر غائبا عن مستغانم، و لما علم بهذه الأحداث المفجعة أعلم السلطة الفرنسية بأنه هو المسؤول وحده عن أعمال الفداء، فأطلقت السلطات الفرنسية سراح المحكوم عليهم بالإعدام، للإلقاء القبض على الشيخ غداة ذلك اليوم و تنفيذ حكم الإعدام عليه، غير أن حاكم وهران ارتأى تأجيل الحكم بالإعدام للزيادة في البحث و التحقيق من طرفه ليستجلي ما قد يكون هناك من خلفيات، و شرع في البحث بنفسه مع أحد المجردين الفرنسي سيدي عبد الله رضا و بعد أسئلة و أجوبة قال له المجرد المذكور إن عمل الشيخ سيدي الحاج محمد المهدي هو عين العمل الذي كان يقوم به سيدنا عيسى الرسول صلى الله على نبينا و عليه السلام، فتأثر الحاكم الفرنسي بذلك الكلام، و أسلم على يده و انخرط في سلك الطريقة العلاوية، و لما رجع الحاكم الى قومه قال لهم: " إن الشيخ السيد محمد المهدي رجل عظيم يدعو الى الحق بالحق، لا يكره أحدا و جاء رحمة للخلق أجمعين ". فعفوا عن الشيخ، أما المجرد الفرنسي سيدي عبد الله رضا المذكور فقتل بعد ذلك شهيدا عند خروجه من الزاوية الكبرى في اتجاهه الى وسط المدينة.
   و بعد إحراز الجزائر على إستقلالها عرضت أول حكومة مستقلة على الشيخ السيد الحاج محمد المهدي بن تونس اختيار أية مسؤولية في البلاد مكافأة له على إسهامه البارز في مقاومة الإستعمار، فكان جوابه إن ما بذله هو و أتباعه من الفقراء لم يقصدوا به إلا وجه الله سبحانه.
   ومن هنا تتجلى صور الشدائد التي تعاقبت على مرآة هذه الشخصية الفذة المشرقة بالأنوار الربانية، و الفيض الإلاهي، فما لان و لا استكان، و كان الى ربه بالرجوع في كل نفس من أنفاسه بالصبر و التجلد و الحمد و الإستسلام لله الواحد الأحد، هكذا توالت عليه المحن بعد الإستقلال، فأحاطت أعين بعض المغرضين من معاصريه و معاصري أجداده المنعمين، فحاكوا أباطيل و ادعاءات مختلفة نسجوها زعما و عرضوها إفكا للزج به في السجن و الإجهاز عليه، و تم لهم ذلك بإلقاء القبض عليه و وضعه رهن السجن و نفيه الى الحدود الجزائرية التونسية بعد إجراء تحقيقات معه لم تسفر على طائل، ابتغاء إلى الوصول الى نسف الزاوية الكبرى و من فيها و جل أتباعها المهتدين و لما انجلت الشمس و ضحاها و القمر إذا تلاها و النهار اذا جلاها، خرج الشيخ المغوار ظافرا كعادته مبرءا محفوظا و مكرما و عزيزا.
   و رغم ما كان يحاك ضده من كيد و مكر و خداع و افتئات، فإن مواجهة الشيخ قدس الله روحه لهم تخرج أبدا عن المحبة و الإحسان، عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أحسن لمن أساء إليك ) و كان يقول بأن الطريقة العلاوية مبنية على الإحسان و المحبة والسلام و الهداية للجميع.
   و كان اهتمامه الأكبر منصبا على دعوة الخلق الى الله سبحانه بما يقدمه في مجالس التذكير من وعظ و إرشاد و توجيه استغرق الجزء الأكبر من حياته، و ما زالت تلك الدروس محفوظة في أشرطة التسجيل سيتم نشرها ان شاء الله في القريب العاجل، و كثيرا ما كان يركز في وعظه على أن يكون العبد في حضور قلبي مع المعبود، و يختلي في خلوة كلية مع نفسه، كما قال الغوث الأعظم الشيخ سيدي أحمد ابن مصطفى العلاوي رضي الله عنه في ديوانه:
    دور في ذاتـك و افهــم صفاتــك      روحـك دعاتك فيـك فيها سـر عجيـب
   لأن سعادة المرء و شقاوته موقوفة على معرفته و جهله لحقيقة نفسه و معناه، قال تعالى في كتابه العزيز ( فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه و من ضل فإنما يضل عليها ).
   و هذا هو الداعي الذي كان يدعوه إلى التردد بين زوايا الطريقة العلاوية في الداخل و الخارج لتنبيه الفقراء و المحبين  ليجمعوا باطنهم على مولاهم و تبليغ الدعوة الإسلامية لغير المسلمين، و قد أسلم على يده الشريفة كثير من الأروبيين و غيرهم.
   و قد حج الى بيت الله الحرام مع عديد من الفقراء عدة مرات و كان آخرها سنة 1972 إذ رافقه كثير من المنتسبين للطريقة العلاوية من الجزائر و المغرب و غيرهما. و قد انفردت هذه الزيارة بورود الفقراء و المحبين على المسجد النبوي الشريف بالجهر بالذكر و إقامة العمارة ( الحضرة ) بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم، و قد شمل الإهتزاز الكثير ممن كان بالمسجد فرحا بالله و رسوله.
   قبل وفاة الشيخ السيد الحاج محمد المهدي بأيام قلائل، أمر صفوة من المتجردين و هم: سيدي عمر الصوفي، و سيدي عبد الله السباع، و سيدي عبد القادر تمزيدة، و سيدي عمر لبيك، و سيدي أبو زيد، للدخول للخلوة لذكر إسم الله الأعظم مبتدئين باسمه اللطيف لابن حجر قصد استدرار الحظوة برؤى صالحة في أمر يكنه في نفسه الطاهرة، و بعد خمسة أيام من الخلوة رأى كل واحد منهم ما رأى، أما رؤيا سيدي عمر الصوفي المذكور فتضمنت مشاهدته للزاوية الكبرى و قد اتسعت لخلق كثير على مد البصر، و هي مفروشة و عامرة بالطلبة و الذاكرين الله و غيرهم، فقام واحدا منهم قائلا: ها هو الشيخ العلاوي قد أهل على الحاضرين، فأسرع سيدي عمر الصوفي إليه، فلما قبل يده الشريفة، ألفى أنه يواجه الشيخ عدلان خالد و ليس الشيخ العلاوي، ثم قص هذه الرؤيا على الشيخ السيد الحاج محمد المهدي، فأقره على ما رأى موضحا بأنه هو الشيخ السيد عدلان خالد حقيقة، قالها ثلاث مرات.
   و الغاية من هذا التوجه لذكر الإسم الأعظم بالخلوة، هو إشعار الفقراء بقرب انتقاله إلى عفو الله، و إعلان من سيكون الخليفة من بعده، علاوة على وصية الجد به.
   و قد توفي الشيخ الحاج محمد المهدي بقرية تونين البعيدة عن مستغانم بنحو إثنى عشر كيلو مترا يوم 24 أبريل 1975، تغمده الله برحمته الواسعة، و متعنا برضوانه و رضوان أجداده الميامين آمين.
      إنتهى ما كتبه الأخوان الفاضلان السيد الحاج أحمد الحضري و السيد الحاج محمد بن عبد الله المريني العروسي.
    

  
  


 
    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق