الكشافة الإسلامية الفرنسية - الجزء الأول

الكشافة الإسلامية الفرنسية
الجزء الأول

    في عام 1991، أسس الشيخ خالد بن تونس، الكشافة الإسلامية الفرنسية، و تتمثل مهمتها في الإسهام في تربية البنات و الأولاد، و في بناء عالم أكثر أخوة و أكثر تسامحا و أكثر إنسانية. فمن خلال مقترحاتهم التربوية، تقوم الكشافة بمرافقة الشباب، في تشييد نظام للقيم، مبني على مبادئ روحية و إجتماعية و شخصية، معبّر عنها في القانون الأساسي للكشفية و تعهدها.

    قال الشيخ خالد بن تونس"... في سنة 1991، تم توقيع بروتوكول، و هكذا دخلنا في اتحاد الكشافة الفرنسية، إلى جانب البروتيستانت و اليهود و الكاثوليك و العلمانيين، و أصبحنا بذلك خامس جمعية معترف بها، كجمعية ذات النفع العام، و مدرسة للمواطنة، معتمدة من أجل التكوين. إنها إلتفاتة منقذة في فترة القلائل هذه، و التي تتميز بحساسية خاصة بالنسبة للشباب المسلم. إذ في تلك الفترة اندلعت حرب الخليج الأولى".(1)

    و يضيف الشيخ قائلا "عندما نتوجه إلى كشافة فرنسا، نجد أن لنا مكتسبا أساسيا هو القس بيير(2)، الذي لحسن الطالع، قبل دونما تردد أن يرعانا، و هي رعاية مُرحب بها، إذا علمنا التردد الأولي، الذي أبداه كشافة فرنسا، حيال تأسيس شعبة مسلمة. و هو تردد تتقاسمه معها، بعض المساجد، التي كانت بوضوح ضد المشروع. إن الضمانة الأدبية التي يوفرها لنا، القس بيير، تلعب بطبيعة الحال لصالحنا، و هي ضمانة أدبية مكنتنا، من قضاء سنتين، أبلى خلالهما كشافة فرنسا، بلاءا حسنا، في استضافتنا و إيوائنا و تكويننا".(1)

    خلال ندوة نظمت، بمناسبة مرور 25 سنة على تأسيسها، انفرد موقع LaToileScoute بالرئيس الجديد، للكشافة الإسلامية الفرنسية، السيد عبد الحق سهلي، و تحصل منه على محاورة صغيرة، جاء فيها "في سنة 1990، اجتمع رجال و نساء، للتفكير معا، من أجل تأسيس حركة شبانية، تعتني بالشباب المسلم". و أثناء المناقشات، يضيف محاورنا "جاء اقتراح الكشفية، من طرف المدعو مُنيب، و هي البيداغوجية البديلة، التي تلقت قبولا، و في سنة 1991، تم إيداع اعتماداتهم، و كانت تلك سنة تأسيس، جمعية الكشافة الإسلامية الفرنسية، و خلال العام نفسه، تم إقامة أول مخيم صيفي، الذي لم يخلو من صعوبات، و لكن في نهاية المطاف، بكى الجميع لحظة الفراق".(3)

    سنة 1992 اعتمدت الجمعية، من طرف وزارة الشبيبة و الرياضة الفرنسية، باعتبارها جمعية للتربية الشعبية، و أصبحت أيضا فرع من الكشفية الفرنسية، و في سنة 1994 انظمت  إلى المنظمة العالمية لحركة الكشاف، و إلى الرابطة العالمية للمرشدات و فتيات الكشافة، و كذا إلى الإتحاد الدولي للكشاف المسلم. سنة 2012 أصبحت طرفا، لدى اللجنة الوطنية للكشفية البحرية، إذ تملك وحدتين بحريتين بمدينتي نانت و فان.

    شاركت سنة 1994 في أول معسكر كشفي بـ (أوفرني)، وهو تجمع لمّ الفئة الراشدة للكشافة. و في سنة 1996، كان لها حضور، في أول ملتقى روحي بمغدالا بإقليم (لوار و شار)، تحت مظلة (أخوة ابراهيم).(4)

    سنة 2000 شاركت في مهرجان الأخوة الأول، بـ (شلون أون شونباني) بإقليم لومارن، و هذا الحدث هو مناسبة يتجمع فيها الألوف من الناس، يهدف منظموه إلى تعزيز التبادل و التضامن، و إبراز الفضال كالمسامحة، وإرساء مبادئ الأخوة، و هو أيضا فرصة للتعارف، و ربط صلات، و ذلك من خلال برنامج ترفيهي، تقام  خلاله نشاطات بيداغوجية، و فنية ينشطها فنانين، و تقام معارض و تنشر صور، و يتم إعداد مسابقات رياضية و غير ذلك. و في سنة 2002، كان لها مشاركة أخرى، في مهرجان الأخوة، و هذه المرة بقصر فيزيل، بالقرب من مدينة غرونوبل.

    تواجدها الأكبر بالضواحي الفرنسية، و تعرض على الشباب وخاصة أبناء الجالية، نظام الكشفية وفق منهاج مبتكر. يرجع الفضل لهذه الجمعية في تنظيم عدة تظاهرات، ولاسيما "خيمة إبراهيم"، التي تقام في ربيع كل سنة، بحيث يتم اللقاء وتبادل الرأي. ساهمت في نشر برنامجية "تقية"(5)، الذي يعتبر أول قرص يعمل بالوسائط المتعددة سمعي ـ بصري، حول أركان الإسلام الخمسة.
 
    خيمة إبراهيم
    نظمت الكشافة الإسلامية الفرنسية، لأول مرة خيمة إبراهيم سنة 1997، و جرى اللقاء بـ (تونون لي بان) بإقليم (أوت سافوا).

    في إرسالية بعث بها جان بيريلون، لنشرية La Croix يوم 23 04 1997، عنونها "خيمة ابراهيم تفتح أبوابها للمؤمنين"، جاء فيها "بـ (بوناتري)، على الجانب الفرنسي من بحيرة (ليمان)، على حافة الطريق بين أنيماس إلى تونون، تم تحويل الفندق السابق، و هذه ثلاثين عاما إلى منزل عائلي". كان يملك البيت الزوجان ميلر، و لثقل المسؤولية، كما تتضمن الإرسالية "أرادا العثور على مشترين لضمان روح الترحيب و الإنفتاح على الفقراء. بعد التفكير العميق، اختارا التوجه إلى الأب كريستيان ديلورم، و اقترحا عليه، بكل بساطة، مفاتيح المنزل. القس المسؤول عن العلاقات مع الإسلام، لدى أبرشية ليون، شكّل على الفور مع مجموعة من الأصدقاء جمعية، أعطوا لها إسم "ضيافة إبراهيم"، جمعية تتكفل، بجعل المنزل مكانا للإخاء و اللقاءات بين مختلف الديانات".(6)

    للعلم يعتبر الأب كريستيان ديلورم، أحد المقربين من الشيخ خالد بن تونس، و قد خصه الشيخ، بكتابة مقدمة كتابه الأول، "التصوف قلب الإسلام"، الصادر سنة 1996.

    و يضيف كاتبنا "... تواجد أصحاب المنزل القدماء و الجدد، و كان عددهم مائة نفس، في حديقة المنزل، حيث اشتركوا في اللحم المشوي، أيام العيد الكبير، و تمت مناقشة مبادرة الكشافة الإسلامية، حول الميراث الإبراهيمي. يريد مجلس إدارة ضيافة إبراهيم، تمثيل مختلف المعتقدات و الديانات، التي تتبنى إرث أب المؤمنين، من الكاثوليك و البروتستانت و المسلمين و اليهود. لدى الجمعية بالفعل، المئات من الأعضاء، منتشرين في جميع أنحاء فرنسا، و العديد من المناضلين من أجل الحوار بين الثقافات و الديانات".(6)


   و استمرت الكشافة، على نفس الوتيرة من العمل، فكانت في ربيع كل سنة، تدعو عدة شخصيات، من مشارب شتى، للنقاش حول مواضيع حساسة، و كانت المناسبة فرصة أيضا للتبادل و التعارف، و إقامة معارض و نشر صور.

    رصدت لنا الصحيفة الإلكترونية سفير نيوز، حيثيات لقاء جرى سنة 2006، حيث كتبت نادية سويني(7)، في مقال عنونته "تحت خيمة إبراهيم"، " اجتمع أعضاء الكشافة الاسلامية الفرنسية، يوم السبت 13 مايو، بمناسبة موعدهم التقليدي لنصب خيمة إبراهيم. إبراهيم عليه السلام، هو الإنسان الكامل، وأب شعوب كثيرة، و إنه يجسد الأخوة الإنسانية والتضامن والسلام بين الشعوب. هذا السبت، في دار المناجم بباريس، و بناء على دعوة الكشافة، تنقلت العديد من الشخصيات، من العالم البيديني و جمعيات ممثلي الدولة و العالم الإقتصادي". و تضيف الصحافية " تحت رعاية الشيخ خالد بن تونس، الرئيس الفخري للكشافة الإسلامية الفرنسية، والمرشد الروحي للطريقة الصوفية العلاوية، فتحت الخيمة إبراهيم العاشرة. وَسمَت بذلك، الذكرى الخامسة عشر لتأسيس الكشفية المسلمة، و أرادت الندوة إعطاء موجة جديدة من الأمل، بمعالجة موضوعات صعبة، مثل الشعور بالضيق لدى الشباب، و التدهور البيئي".

    و بنفس النشرة، صدر مقال، بقلم بولين كومبان(8)، سنة 2011، عنوانه "خيمة إبراهيم، تحت شعار النساء"، غطت فيه فعاليات، ندوة أعطيت فيها الكلمة للنساء، ليعبرن عن انشغالاتهن، و تتكلمن بكل حرية في النقاشات. نظمت هذه الندوة بمعهد العالم العربي بباريس يوم 12 مايو. قالت كميليا غالي، رئيسة الندوة، واصفة اللقاء بجملة، "الإسلام و العيش معا: نظرة للنساء"، و أضافت كاشفة أن "المرأة حرة في الإسلام".

    كتبت الصحافية في رصدها "أوضح الشيخ خالد بن تونس، الرئيس الشرفي و مؤسس الكشافة الإسلامية، لسفير نيوز، 'كان الهدف هذه السنة، هو إعطاء الكلمة لنساء لديهن مسؤوليات'. و يضيف الشيخ بن تونس، 'في العالم الإسلامي، إن أحداث الربيع العربي، لم تهبط من السماء، فهي نتيجة عمل في العمق، و تغيّر جيل، تلعب فيه المرأة دور أساسيا. في 2025، في العالم العربي الإسلامي، ستكون النساء الأكثر حيازة على الشهادات، و ستأخذن على عاتقهن مستقبل البلد. هي مرحلة هامة، أتطلع إليها، بفراغ صبر".

    و تستطرد الكاتبة "بإمكان النساء المسلمات، لعب دورا أساسيا لفهم دينهن، في حين تؤجج معاداة الإسلام النقاشات. يؤكد الشيخ بن تونس 'ينبغي أن نتخلى عن القضايا الهامشية، المسلط عليها الضوء، من طرف وسائل الإعلام'. إرادة ينطوي عليها أيضا التعليم، و هو رأس حربة، الكشافة الإسلامية الفرنسية، منذ نشأتها. و خلص الشيخ 'يجب أن نستعيد الثقة في الآخر، لأن الآخر، هو من شأنه، يسمح بمعرفة، من أنا".

الشعار
يتكون الشعار الذي يمثل الحركة، من زهرة الزئبق، ذات اللون الأحمر، رمز الانتماء إلى الحركة الكشفية، موضوع على ورقة البرسيم الأخضر، علامة على الانتماء إلى حركة المرشدين. و الهلال الأخضر، و كذا النجمة الخماسية الحمراء في وسط الشارة، يذكران أن الجمعية مسلمة.


شعلة الأمل
    "بمناسبة مائوية المؤسسة الكشفية، قام كشافة فرنسا المسلمون، في إطار إتحاد كشافة الفرنسيين، بتقديم شعلة الأمل، و هو حدث تمثل قي حافلة جابت الربوع الفرنسية، ما بين 13 مايو و 1 يوليو 2007. و قد اقترنت هذه الحافلة، بالشعلة الأولمبية التي سلمتها اليونان، لفرنسا عند افتتاح ألعاب 1996، و التي أعارتها لنا مشكورة، اللجنة الوطنية الأولمبية الرياضية الفرنسية.

     و توقفت هذه الحافلة في كبريات المدن، حيث شكلت بذلك الحدث. و أشاعت من خلال تظاهراتها خطابا للأمل، مبني على القيم النبيلة، التي يتضمنها نشاط الكشفية. و قامت بعبور المدينة و مرافقة الشعلة في تنقلاتها. و هكذا، كان جميع الشباب، حتى أولئك الذين لم يسعفهم الحظ، لكي يعيشوا هذه القيم، شاهدين على أن أماكن نقلنا الحضري، يمكنها أن تكون فضاءات للتلاقي و التناظر و التآخي.

    هذه الشعلة تحمل الحياة، من أجل غد أفضل، و عالم أفضل، أكثر إنسانية، يستطيع كل فرد، أن يجد فيه مكانه.الجميع معني، لأنه شيئا فشيئا، مع صدور القرارات، سوف تتم بلورة ميثاق، من قبل الشباب. و ستتم قراءة صيغة تأليفية لهذا الميثاق عند الوصول. ستكون المرحلة النهائية، هي باريس، عاصمة فرنسا و عاصمة الشباب، حملة الأمل لهذا اليوم، و المزود برمز قوي: شعلة الأمل المتقدة و الأمل المستجد. فشباب فرنسا ينخرط في قراءة الميثاق، و العمل من أجل عالم أخوي".  التصوف الإرث المشترك.(1)

     تعقيبا على التكريم الذي حظيت به الكشافة الإسلامية، بإعارتها الشعلة الأولمبية، ذكرت سفير نيوز "هذا المشعل، اعتبر كونه هو الأمل، فقد كتب سمير شيخي، رئيس الكشافة الإسلامية الفرنسية 'إن الأمل هو تغيير الصورة. صورة الشباب، و صورة العنف، و التمثّل(9) السريع جدا، القائم بينهما".

و تضيف الصفحة. بمناسبة مرور مائة على وجود الكشفية الفرنسية، اختارت الكشافة الإسلامية الفرنسية، أن تجوب أنحاء فرنسا، على متن حافلة. من 13 مايو إلى 1 يوليو 2007، ستتمكن اثني عشر مدينة فرنسية، من رؤية مرور حافلة الأمل، المرفقة بالشعلة الاولمبية. كتب المنظمون "هذه الشعلة، هي حاملة حياة، من أجل مستقبل أفضل، عالم أكثر إنسانية، حيث يمكن لأي شخص أن يجد مكانه". و أوضحوا "عند كل موقف، سيتم صياغة ميثاق، من طرف الشباب، و حصيلة هذا الميثاق، سوف تقرأ عند الوصول، بحظيرة (لافيات) بباريس".
                                                               
    و تردف نفس الصفحة. في كل مرحلة، سيتم تنظيم، شكل من الأبواب المفتوحة، مع توفير وسائل الترفيه، وإقامة ورش العمل، وعرض أشرطة الفيديو، و تقام حفلات أخرى، و هذا كما يؤكد المنظمون "دون إغفال الموضوع العام للكشافة، قيم و أمل. و حفل استقبال في دور البلديات، يسبق الحدث". وفي كل مدينة من المدن الاثني عشر، و أثناء حفل الإستقبال، كما صرح المنظمون " سيتم تسليم المشعل، من طرف المدينة المرحبة، إلى المدينة التالية".(10)
                           
    و عنونت L’express "الكشافة الإسلامية الفرنسية: آخر الصغار"، فقد جاء في مقالها "تحتفل الكشفية هذا العام بمئويتها. من ضمن آخر المولودين، نجد الكشافة الإسلامية الفرنسية، الموجودة منذ سنة 1991. تستقبل الحركة جمهور منحدر من الهجرة، و من الأوساط الشعبية، و لها تواجد في المدن الكبيرة للشمال، و في شرق و جنوب البلاد".

    و تضيف الجريدة "حافلة فرنسا: بغض النظر عن الخلافات الدينية، فإنه توجد العديد من التبادلات، بين مختلف فروع الكشافة الفرنسية. شعلة الأمل، هي العملية التي نظمتها الكشافة الإسلامية الفرنسية، و إنها مفتوحة على الكشافة اليهودية لفرنسا، كما على مرشدين و مرشدات فرنسا (العلمانيين). جابت حافلتهم العديد من المدن الفرنسية، لمدة ثلاثة أشهر، من بوردو الى باريس، حيث وصلوا، يوم 1 يوليو، من أجل تجمع كبير، يقام بحديقة (شو دو مارس) و حضيرة  (لافيليت)".(11)

                         الصورة: مدينة بوردو – ماي 2007.
   
    ثم انخرط شباب فرنسا في قراءة الميثاق، و العمل من أجل عالم أخوي. في ذلك اليوم، دخل أفراد الكشافة الإسلامية الفرنسية، بقيادة الشيخ خالد بن تونس، دار بلدية باريس، وهي أول جمعية إسلامية تدخل هذه الدار. دخلت مجموعة متكونة من رجال و نساء، و أطفال متزينين بألوان شعلة الأمل، إلى دار بلدية باريس العريقة. ولجت الوفود المبنى، تحت أنغام يتردد صداها، و كان في استقبالها رئيس البلدية، السيد برتران ديلانوي، و تليت الخطب الرسمية، و كذا "ميثاق الحركة الكشفية، صاغه من شاركوا في رحلة شعلة الأمل، ميثاق يطالب بإزالة الحواجز بين الفرنسيين، و إقامة جسور التواصل"(12). رُفق الحدث بوسائل الإعلام و بُث عالميا.

    قال الشيخ خالد بن تونس، عقب النجاح الذي أحرزته التظاهرة، "أحمد الله و أشكره. قطعت شعلة الأمل 11000 كيلومترا، و مست 20000 شخصا، و استقبلت في كل مكان، في كل المدن الكبرى لفرنسا...  رُحب بها من طرف المسلمين، و أيضا من طرف الآخرين، لأنه يوجد مسيحيين استقبلونا في كنائسهم، و يهود رحبوا بنا في دور عبادتهم (الكنيس). كل دور بلديات فرنسا، فتحت أبوابها. أما بالنسبة للأخيرة، دار بلدية باريس، لأول مرة تفتح يوم الأحد، للكشافة الإسلامية الفرنسية. هو موعد مع التاريخ. إذا لم نستيقظ، لا أدري ما الذي يجب القيام به. ليس الإسلام جدارا بيننا و بين الآخرين، إنه همزة وصل، بيننا و بين الإنسانية جمعاء".(13)

     و عن سؤال، هل كانت الصحافة حاضرة، في هذا الموعد الختامي بباريس، أجاب الشيخ "نعم. بالطبع. أولا الصحافة الوطنية، التي قامت بدور جيد للغاية. أما بالنسبة للصحافة الدولية، تنقلت عدة تليفزيونات أجنبية، المغربية و الجزائرية، و قناة الجزيرة،.. وُجدت تغطية واسعة، و لكنني أتأسف، و علي قول ذلك، القناتين TF1 و France 2 (14)، كانتا مبرمجتين، و في آخر لحظة، تم إلغاءهما. لا أفهم لماذا. أقول ربما، أنه ليس لدينا الرغبة، في إعطاء صورة أخرى للإسلام، غير الإسلام المتطرف".(13)


                                  الصورة: مدينة بوردو – ماي 2007.

    بعد النجاح الذي حققته قافلة شعلة الأمل، التي جابت الربوع الفرنسية، زارت فيها عدة مدن، و التحقت بها مختلف الجمعيات الكشفية الفرنسية، طالبت دول أخرى مرور هذه القافلة، مما دفع بالشيخ خالد بن تونس إلى دعم، مشروع إنشاء الكشافة الإسلامية الأوروبية.

شعلة الأمل الأوروبية
    شعلة الأمل الأوروبية، هو حدث، تمثل في إقامة مخيم صيفي، يجمع مختلف تشكيلات الكشافات الأوروبية. جاءت الفكرة، بعد نجاح رحلة شعلة الأمل الأولى، التي نظمت عام من قبل. جرى تنظيم مخيم الكشافة الإسلامي الأوروبي، في الجنوب الفرنسي، بـ (سان أوبان)، في الفترة الممتدة بين 23 و 30 أغسطس 2008.

    جاء في نشرية SaphirNews تحت عنوان "الكشافة الإسلامية الفرنسية تبث شعلة الأمل في أوروبا"، "أوفياء لروح الإنفتاح و التسامح، الكشافة الإسلامية الفرنسية توسع منهجها. من 23 إلى 30 أغسطس، سيلتقي العديد من الشباب الفرنسي و الأوروبي، في جنوب البلاد، من أجل إعطاء بعدا أوروبيا للمنظمة".(15)

     و تضيف النشرية. "الشعلة الأوروبية للأمل، هي حدث ابتدرته الكشافة الإسلامية الفرنسية... المئات من أعضاء الكشافة، قدموا من المناطق الفرنسية الخمسة، سيتقاسمون مع ثماني وفود، قدمت، من المملكة المتحدة و السويد و الدانمارك و هولندا و ألمانيا و بلجيكا و إيطاليا و إسبانيا، القيم التي تبث منذ 18 سنة، من قبل الكشفية الإسلامية لفرنسا. ذكر الشيخ خالد بن تونس: عندما نؤكد مجتمعين الأخوة الأدمية، يُبنى مستقبل أحسن للجميع"(15)
    و المناسبة هي فرصة للقاءات و تبادل الخبرات، و فترة يحظى فيها المشاركين بتكوين، مدته ثمانية أيام. طوّرت الكشافة الإسلامية الفرنسية، أساليب نابعة من التقليد العربي الإسلامي، و تبقى غير معروفة تماما من طرف المجتمع، فتسييرها يعتمد على الإدارة بواسطة الدائرة، مما سمح بالإنتقال من التراتبية الهرمية، إلى علاقة دائرية بين الأشخاص، فيها "لا يوجد رئيس، و إنما مهام و مسؤوليات، و الجميع يتمتع بكفاءة". ما يلاحظ لدى الحركة، أن الشباب أكثر استقلالية، و أبواب المستقبل مفتوحة أمامهم، لخلق مشاريعهم الخاصة، و هذا ما يفسر "قوة و عظمة العصر الذهبي للإسلام". أداة أخرى تستخدم في التكوين، لدى الكشافة الإسلامية الفرنسية، و هي البيداغوجية المعتمِدة على رسالات الأنبياء عليهم السلام، كتجربة سيدنا عيسى عليه السلام، في الصحة، و تربية سيدنا سليمان عليه السلام، من خلال المحيط و البيئة.

شعلة الأمل المتوسطية
  
    بمناسبة إقامة مؤتمر مئوية الطريقة العلاوية، بمدينة مستغانم، في أواخر جويلية سنة 2009، ابتدرت الكشافة الإسلامية الفرنسية، بإطلاق طبعة ثالثة من شعلة الأمل، و أرادوها في تلك المرة، أن تكون متوسطية، "بعد أحداث حملة  شعلة الأمل 2007 التاريخية، والتي حملت رمزية عميقة، إحتفالا بمرور قرن، على تأسيس حركة الكشافة العالمية، و بإقامة أول معسكر، لحركة شعلة الأمل الأوروبية 2008".(16)

    تم يوم 07 07 2009 انطلاق شعلة الأمل المتوسطية، و هي عبارة عن حافلة، على متنها أعضاءا من الكشفية الإسلامية الفرنسية، يحملون معهم شعلة الأمل. حطت القافلة بليبيا، و بها انضم إليها وفد من الكشفية الليبية، حيث سلمت لها الكشافة الفرنسية المشعل، ثم غادروا جميعا نحو تونس، حيث وجدوا في استقبالهم نظرائهم التونسيين، الذين تناوبوا على المشعل. من جهة انتقلت الكشافة المغربية إلى الجزائر، لتشارك نظرائها الحدث، أين كانوا على موعد بالعاصمة الجزائرية.

               تجمع الوفود الكشفية بالجزائر العاصمة، سنة 2009.(22)

    جاء في برقية وكالة الأنباء الجزائرية "نظمت الكشافة الاسلامية الجزائرية يوم الاثنين، بساحة الشهداء (الجزائر العاصمة)، تجمعا شبانيا حضره نحو 500، شخص تم خلاله، إيقاد شعلة الأمل المتوسطية، و تسليمها للجزائر.

    و رافق قدوم شعلة الأمل المتوسطية، الى الجزائر 43 شابا، من مختلف الجنسيات الأوروبية والعربية، بعد أن كانت الانطلاقة يوم 7 جويلية المنصرم، من باريس مرورا بطرابلس ثم تونس.

    و في كلمة ترحيبية، بمناسبة هذا اللقاء الاحتفالي، أكد القائد العام للكشافة الاسلامية الجزائرية، السيد نور الدين بن براهم، أن هذا النشاط الكشفي من شأنه، خلق فضاء للتعايش بين ضفتي البحر المتوسط الشمالية و الجنوبية، كما نريد من هذه التظاهرة، جسر للتعايش و الحوار، وأن ننشأ من خلالها فرصا جديدة، للابتعاد عن التطرف والعنف، وكل أشكال الاقصاء و التهميش".(17)

    و يضيف البيان "من جهته، عبر القائد العام للكشافة الاسلامية الفرنسية، السيد ألان بيرني، عن سعادته وفخره، بتواجده بالجزائر، مشيرا الى أن شعلة الامل المتوسطية، تعتبر، رمزا للسلام و الاخوة، وربطا لضفتي المتوسط".(17).

    كانت القافلة الكشفية المتوسطية، بعدها، على موعد مع مدينة مستغانم، حيث كانت الأنظار متوجهة، و كان المؤتمر العظيم، على وشك أن يعلن بدايته. 

    "قبل غروب شمس يوم 20 جويلية 2009، أشرقت و جوه شباب و منظمي، الذكرى المئوية للطريقة العلاوية، بحلول شعلة الأمل المتوسطية، حيث وصلت حافلة تحمل معها، شباب و شابات الكشافة الإسلامية الفرنسية، و الكشافة الليبية، و الكشافة التونسية و الكشافة المغربية.

    شباب الكشافة الإسلامية الجزائرية، كان في الموعد، و كان حفل الإستقبال مشهدا رائعا، و لوحة فنية مرسومة، بمختلف ألوان الأخوة و المحبة و السلام.

    و تنافس شباب مختلف الوفود، في تقديم الأحسن و الأجمل من نشاطات كشفية، بعثت روح الشباب في عروق الأكبر سنا."(18).

    بدوره، ثمّن شيخ الطريقة العلاوية، السيد خالد بن تونس، اللقاء الشبابي الكشفي في الجزائر، كما أشاد بدور كل الذين ساهموا، في التأسيس لهذه المبادرة، التي ترمي الى تعميق الاخوة و التقارب، بين شعوب ضفتي البحر المتوسط ،الشمالية و الجنوبية.

شعلة الأمل جنيف- كومبوستيلا قرطبة
    أقيم سنة 2009، بمدينة مستغانم بالجزائر، مؤتمرا فريدا من نوعه و متميز، شارك في تنظيمه عدة جمعيات، من تأسيس الشيخ خالد بن تونس، ثم جاء في السنة الموالية، دور سويسرا، لتنظيم ملتقى دولي آخر، سهر عليه، الفرع السويسري، للجمعية الدولية الصوفية العلاوية، و عُنوِن بـ "من أجل إسلام حر و مسئول".


  الصورة: لحظة تسليم الكشافة الإسلامية الفرنسية المشعل للكشافة الإسبانية.

    جاء المؤتمر، بعد فترة وجيزة، من إجراء البلد، لاستفتاء وطني، يستقصي أهله، حول قرار بناء الصوامع على المساجد. جاء الرفض صريح من طرف السويسريين، و كان الجو حينها مشحونا بمعاداة صارخة للإسلام، و توتر لكل ما يوحي إلى هذه الديانة. في تلك الأجواء، جاء تنظيم مؤتمر، "من أجل إسلام حر و مسؤول"، و ألقى خلاله الشيخ خالد بن تونس، محاضرته الرائدة، "من أجل إسلام السلام". كعادتها لم تفوت الكشافة الإسلامية الفرنسية الفرصة، و انظمت إلى الحدث، حاملة معها مشعل الأمل.

    في ختام الندوة، و على المنصة الشرفية، و بحضور الشيخ خالد بن تونس، قام عضو من الكشافة الإسلامية الفرنسية، بتسليم المشعل، للكشافة الإسبانية، و هو دلالة على ربط شعلة الأمل المواطِنة، ربطت مؤتمر "جنيف 2010"، بندوة "كومبوستيلا – قرطبة"، المنعقدة يومي 25 و 26 نوفمبر 2010، بقصر المؤتمرات بمدينة قرطبة، تحت عنوان "الطريق إلى التفاهم و الحوار".

    صاحب المبادرة هو  جمعية "كومبوستيلا – قرطبة" (19)، و شاركتها الجمعية الدولية الصوفية العلاوية "عيسى". سبق الندوة، إجراء مسيرة على مدار عشرة أيام، إنطلاقا من كومبوستيلا، و وصولا إلى قرطبة، مسافة ألف كيلومتر، أعطوا لها إسم "أحرار معا". انطلق المشاة سعيا، و انظم إليهم في إحدى المراحل أعضاءا من الكشافة الإسلامية الفرنسية، و أفراد من فرنسا و سويسرا، و لحق بالقافلة الكشافة المغربية.

    بقرطبة، جرى استقبال الوفود عند سفح برج كلاهورا، من طرف المسؤولين، و بحضور الصحافة، تحت أهازيج الزغاريد المغربية، و ألقيت عندها الخطب، و ما ميز الحدث، هو الدهشة و الإنفعال الواضحين لدى الجمهور الحاضر.

الصورة: استقبال الشيخ خالد بن تونس للمشاة عند وصولهم إلى قرطبة.

أرض الأمل 2010
  
    ما ميز سنة 2010 هو إقامة تظاهرتين لشعلة الأمل، فالحدث الآخر تمثل، في إقامة مخيم صيفي، يجمع شباب كشفي، جُمع قصد التعارف و تلقي تكوينا، منحدر من ضفتي البحر الأبيض المتوسط .

    فمواجهة للتحديات البيئية غير المسبوقة للبشرية، كان من الضرورة بمكان، التدخل في شروط العمل والوقاية والتعليم. في هذا الإطار، نظمت الكشافة الإسلامية الفرنسية، الذي يحتفل بذكراها الـ 20، القرية الدولية، المكرسة بالكامل، لتحقيق التنمية المستدامة.

   "سيكون الكشافة الصغار على موعد في فورباش، يوم الثلاثاء 20 يوليو، لحضور حفل الافتتاح، تحت شعار الأخوة والأمل. فإنهم قدموا من الجزائر، و ألمانيا، و بلجيكا، و اسبانيا، و فرنسا، و ليبيا، و المغرب، و سويسرا، و تونس، و تركيا، و سوريا على وجه الخصوص، بعد نجاح الشعلة المتوسطية للأمل، التي جابت المغرب الكبير، خلال صيف عام 2009".(20)

    من 20 إلى 29 يوليو 2010، في قلب غابة (فال كونسولاسيون)، بإقليم (فرونش كومبتي)، قام مائتي شاب، ذوي الأعمار، من 14 إلى 25 عام، و يوميا، بشكل ملموس، بتجربة العديد من التقنيات، الصديقة للبيئة، كتقنيات إدارة النفايات، و علم النباتات، و إدارة الوقت، و حفظ الأغذية و غيرها.

    بعد اندلاع أحداث الربيع العربي، سنة 2011، عاد الشيخ خالد بن تونس، بالأحداث، حسبما أوردته صحيفة (Le Midi Libre)، أثناء المخيم الدولي للكشافة الإسلامية الفرنسية، الذي جمع وفود عربية و أوروبية إسلامية، كاشفا عن تصرفات بعض الكشافة العرب "إن الأطفال و المراهقين، المنحدرين من البلدان الإسلامية، كانوا محرجين في التحدث في الأماكن العامة. كل الشباب كان متعطشا للكلام، و لكن على انفراد. كنا نشعر أنهم لا يثقون في بعضهم البعض، و عندما أردنا معرفة أسباب عدم الكلام علنا، كانوا يجمحون عن الرد". ساق الشيخ خالد بن تونس هذا الكلام، كما كشف قائلا "وضعت الحركة الكشفية في الدول الإسلامية، من طرف السلطات، و أصبحت الكشافة وسيلة لمراقبة الشبيبة، و في الأصل، ينبغي لها، أن تحررهم و تساعدهم على الإنفتاح".(21)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). كتاب "التصوف الإرث المشترك"، للشيخ خالد بن تونس، طبع سنة 2009، من طرف إصدارات زكي بوزيد.
(2). هو هنري غرويس، و ينادى بالأب بيار (19122007). هو قس كاثوليكي، وعضو مؤسس    لرابطة إيمايوس الدولية للعمل الإنساني، و يتميز بجرأة و إقبال كبيرين في وقوفه إلى جانب المعوزين و المتشردين. عرف بشعبيته الكبيرة، نتيجة مواقفه الشجاعة، كمقاومته النازية، إبان الحرب العالمية الثانية، و وقوفه في وجه الحكومة أو حتى في وجه اللوبي الصهيوبي، الذي تلقى منه الويلات، أدى به في آخر حياته إلى الإنعزال. له مؤسسة خيرية، تحمل إسمه "الأب بيير" لإسكان الفقراء. مما يشكر عليه، الرعاية التي خص بها الكشافة الإسلامية الفرنسية في مهدها، مما أوجب لها القبول لدى الآخر، بصفتها الفئة المسلمة.
(3). LaToileScoute، في 16 01 2016.
(4). أخوة إبراهيم، هي غير خيمة إبراهيم، فالأولى هي جمعية بيدينية، تأسست سنة 1967 بباريس، و الخيمة، هي من إنشاء الكشافة الإسلامية الفرنسية.
(5). في ثمانينات القرن الماضي، أنشأ الشيخ خالد بن تونس "معهد ألف"، الذي اختص في مجال المعلوماتية، الذي كان حينها في طور التحديث. أبدع "معهد ألف" في صناعة الحواسيب، و إصدار برنامجيات (Logiciels)، تصبو إلى الحفاظ على الموروث الإسلامي. فقد أصدر في الأول، برنامجية الفرقان (Al Furqan)، كما يدل إسمه، فقد ضم المصحف الشريف، ثم تلته المواقيت (Al Mawaqit)، فبها تعرف مواقيت الصلاة من أي مكان في العالم، و نستطيع تحديد التواريخ، كبداية و نهاية شهر رمضان، ثم جاء أخيرا تقية (Takya)، و هي برنامجية، تُعلم أركان الإسلام الخمسة، و خصت باعتراف الخبراء و العلماء المسلمين. هذه البرنامجية الأخيرة، هي التي روّج لها، أعضاء الكشفية المسلمة الفرنسية، كثيرا، في أوساط المسلمين، حتى يتعرفوا إلى دينهم. تقية، هو إسم إحدى مريدات الشيخ خالد بن تونس، من أصل أوروبي، إلتحقت بربها سنة 1988، في حادث مروري، و كانت هي رئيسة تحرير، نشرية (ALIF INFO)، و بوافاتها توقفت عن الإصدار.   
(6). La Croix، في 23 04 1997.
(7). SaphirNews، في 16 05 2006.
(8). SaphirNews، في 18 05 2011.
 (9). التمثّل، هو تكيف سلوك الفرد، وفقا لحياة الجماعة، عن طريق اقتباس المواقف، و العادات الشائعة.
(10). SaphirNews، في 04 07 2007.
(11). L’express، في 27 07 2007.
(12). تعليق صحفي قناة الجزيرة، الذي رافق الحدث يومها، و بث في النشرة الإخبارية.
(13). SaphirNews، في 02 07 2007.
(14). القناتان TF1 و France 2، هما أكبر و أقدم قناتين تليفزيونيتن فرنسيتين.
(15). SaphirNews، في 21 08 2008.
(16). منتدى "شباب و بنات أجدابيا" الليبي. نشر يوم 21 01 2010.
(17). الجزائر21 جويلية 2009 (واج/مجمع-مغاربي). مجمع وكالات أنباء دول إتحاد المغرب العربي للأنباء © 2004.
(18). منقول من "منتدى روض الرياحين". نشر يوم 23 07 2009.
(19). جمعية "كومبوستيلا قرطبة"، كانت مقترحا سنة 2009، و تجسدت على أرض الواقع، مع تنظيم ندوة قرطبة سنة 2010. كمبوستيلا أو سانتياغو كومبوستيلا، هي مدينة مقدسة لدى المسيحيين، و تعتبر ثالث مكان يحج إليه، بعد مدينتي القدس و روما. و قرطبة، هي مدينة التعايش و العيش معا، إبان الحكم الإسلامي الأندلسي. هدف الجمعية، هو إقامة جسر بين مختلف الثقافات، بروح كومبوستيلا، الرامي إلى تعزيز احترام الإنسان، و الإخلاص للمسار الذي اخترته في الحياة، و بروح قرطبة، الهادف إلى تعزيز لقاء ديناميكي، بين التقاليد، التي تسمح للفرد، بأن يفكر بنفسه، و  يكون منفتحا على الآخر. و خاصة الجمعية هي المشي، إذ أنها تنظم مسيرات طويلة لعدة أيام، على غرار الحجاج الأوائل، الذين حجوا إلى القدس الشريف و مكة المكرمة، و من خلال السير، فإنها تصبو إلى الحوار ثم التفاهم.
    جاء في ميثاق الجمعية: الإنسان هو حاج على وجه الأرض، و وظيفته هي الوقوف والمشي، تلك هي روح كومبوستيلا. أما روح قرطبة، فهي تعبر، أن الإنسان هو كائن علائقي، مصيره إلى "العيش معا"، مع أقرانه من الثقافات المختلفة.
(20) الموقع الرسمي للجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية، aisa-net، في 17 07 2010.
(21) صحيفة Le Midi Libre، في 28 08 2011.
(22). الصورة مأخوذة من منتدى "الساحة الكشفية" الليبي، يحمل المشعل كشاف تونسي، و لكن المؤثر، هو ذلك الشاب الليبي الأسمر، على يمين الصورة، قتل أثناء الحرب الليبية، مما أغرق الذين عرفوه في حزن، و حتى الشيخ خالد بن تونس، ذكر سيرته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق