الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

الوقفة الختامية

الإسلام الروحي و التحديات المعاصرة
الندوة الدولية بدار اليونسكو، يومي 28 و 29 سبتمبر 2015

الوقفة الختامية

    صعد المنصة فرق الكشافة الإسلامية الأوروبية، بفروعها الفرنسية و الألمانية و غيرها، و اصطفوا حاملين لافتة العيش معا، و عندها ألقى الشيخ خالد بن تونس كلمته الختامية، بنبرة صوت، انفلقت لها القلوب، و اتسعت لها الصدور، بالتوصيات و الإرشادات، التي ذكرها:

    رمزيا يُختتم هذا اللقاء بالشبيبة و الأمل. يعني أن نترك لهم إرثا، رغم كل الشكوك، التي تحوم حول عالم الغد. نترك لهم مخرجا أو طريقا أو إشارة. هل سينجحون، فيما لم ننجح فيه نحن، في بناء عالم العيش معا؟
    لأن بدون هذا... إن شبيبتنا فقدت الأمل، و لم تعد تؤمن بالدعوات السياسية و لا الإجتماعية. أصبح البعض منها فريسة تجار الجنة. لم يعودوا يؤمنون بالمجتمع الذي يعيشون فيه، و لا ينتظرون منه العدالة التي يمثلها، و لا الحرية...، و خاصة الأخوة المندرجة في كل النظم العامة...  

    علينا أن نَجعل من المدارس أماكن، يُلقن فيها أبناءنا العيش معا، و نعلمهم بأن يكونوا أحرارا، و كذلك يحترمون حرية الآخر. نُعلم أبناءنا النقاش و ليس الصراع، نُعلم أبناؤنا أن الإنسانية هي جسم، و كل واحد فيها هو عضو، حرّي بالثقة.. و تُقذف غدا الثقة في قلوب أبناءنا. لا يقبلون أبدا اليوم الكذب. لا يقبلون أبدا التلاعب، فهم أقوى منا في هذا، و قادرين على القيام بشكل أفضل، في هذا المجال، مجال التلاعب و الخدع. إن هذا سيقود إلى عالم مليئ بالرعب.

    أعهد إلى الإعلام القيام بدوره الحقيقي، و يؤدي مهمة الإفادة و التبليغ، و ليس نشر الأخبار، و لكن الإفادة. الإعلام هو شيئ أكثر عدلا، و أكثر عمقا، و أكثر صدقا. و أقول لكل المجتمع، و لكل تركيبات المجتمع، فكلنا سننجح في هذا التآزر، لو جمعنا علومنا و معارفنا، و مهاراتنا و معتقداتنا، فبأنانية سنربح أكثر.  و إلى تجار البؤس البشري، و تجار الحرب و النزاعات، الذين يعيشون عالة على ظهور الإنسانية، قد حان ربما الوقت، كي يفكروا، فهم جزء من هذه الإنسانية، و إننا نسكن نفس الكوكب، و نفس المركب، و نفس الواحة. إذا لم نراعي أنفسنا، و نحن سبعة ملايير و 300 مليون نسمة، و غدا سنكون تسعة ملايير نسمة، فإن كل العالم سيخسر، كما كل العالم سيربح.

    شكرا لكم جميعا.

    قدم تشكراته للجميع، و خص بالذكر، وزير الشؤون الدينية الجزائري، و السفير الجزائري و المشائخ الذين قدِموا من بعيد، من الباكستان و قبرص، و الإخوة و الأخوات، الذين جاءوا من المغرب و الجزائر و السنيغال و أندونيسيا، و صديقه مفتي البوسنة و الهرسك، و تشرف بقدوم حفيد الأمير عبد القادر، عمر السعيد.
    بعدها غادرت شبيبة الكشافة الإسلامية الأوروبية المنصة بقصيد، الذي ينشدونه بعدة لغات:

الله محبة الله سلام        انشروا السلام يا أهل السلام
طريق الحقيقة طريق السلام     من أحب السلام نشر السلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق