الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

الرحلة الأممية - الجزء الرابع


الرحلة الأممية

الجزء الرابع


10- تسليم جائزة الأمير عبد القادر
لتعزيز العيش معا


    شُدت الأنظار يوم الأربعاء 21 سبتمبر 2016، إلى مدينة مستغانم، بجنة العارف تحديدا، أين جرت مراسم تسليم أول جائزة الأمير عبد القادر، لتعزيز العيش معا، و التعايش السلمي في البحر المتوسط و العالم. لقد كان اقتراح هذه الجائزة، من ضمن بنود، بيان وهران، الذي لخص توصيات، المؤتمر الدولي للأنوثة، الذي انعقد بمدينة وهران، أواخر شهر أكتوبر 2014.


    لتنفيذ الفكرة، قام الشيخ خالد بن تونس، بإشراك السيد محمد نذير عزيزة، رئيس "برنامج ميد 21"(1)، و قام بشكل ما، حسب قوله، بجره في هذه المغامرة، و تأسيس جائزة الأمير عبد القادر. جرت المراسم، على غير المألوف، و المعتاد في القاعات الفخمة، و أمام جمهور منتقى، بل إختار الشيخ خالد بن تونس، أن تكون أمام مرئ و مسمع، جمهور عريض، و تشهدها الطبقة الشعبية. مما دفع إلى شد الرحال إليها، و تزاحمت عليها الركبان، و اندفع إليها جمهور من أرجاء الجزائر و خارجها، بحيث سجلنا، من حطت بهم الطائرة في ذلك اليوم و غادروا على الفور، بعد انتهاء الحفل. إننا نتكلم عن البسطاء من محبي الطريقة العلاوية، الذين أعطوا للمناسبة طابعا فريدا و متميزا، حيث لبوا نداء الشيخ خالد بن تونس، الذي طلب أن يكونوا من الحاضرين. لم تدم مراسم تسليم الجائزة، سوى ساعتين، و لكنها جادت بلحظات ملؤها الغبطة و السرور، و الشعور بالإعتزاز و الفخر، و التنويه إلى أن الجزائر أصبحت محظوظة، لاحتظانها لمثل هذه المناسبات. و بدت تساؤلات، عما يمكن أن تمنحه هذه الطريقة للإنسانية.

           صورة للمشاركين على منصة تسليم جائزة الأمير عبد القادر.

    سُجل حضور غزيز للصحافة، الذين أبدوا إعجابهم، بالحدث وما عاينوه من كرم الضيافة، مع الإقرار الخفي، بكفاءة المنظمين، و أهليتهم و قدرتهم على تنظيم حفل، ذو بعد دولي، و جمع هذا الكم من الناس و ذوي المكانة، في مساحة صغيرة، في مدة زمنية، قدرت بالساعات. فأخذت تحدث عن ما عايشوه.

    "تحتضن مدينة مستغانم، ولأول مرة اليوم، حفل منح جائزة الأمير عبد القادر، للعيش معا و التعايش السلمي، في منطقة البحر الابيض المتوسط وفي العالم، التي تمنحها المؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة "جنة العارف"، حسبما علم لدى الرئيس الشرفي للجمعية".(2)

و تضيف  "وأبرز الشيخ بن تونس، لـ (وأج)، أن هذه الجائزة تم انشاؤها بالتنسيق، مع الجمعية العالمية غير الحكومية للطريقة العلاوية، وبرنامج المتوسط 21 (ميد 21)، من أجل تكريم الأمير عبد القادر الجزائري، الذي يعتبر أحد رجالات القرن الـ 19، ومؤسس الدولة الجزائرية، والمقاوم الوطني الانساني، والمدافع على الأقليات، ورائد التعايش السلمي، وللحفاظ على ذاكرته ونشر رسالته للأجيال القادمة."(2)

                  الشيخ خالد بن تونس برفقة الأخضر الإبراهيمي.

    من أجل تعزيز ثقافة السلام والعيش معا، قررت منظمة عيسى الدولية غير الحكومية، ومؤسسة البحر الأبيض المتوسط للتنمية المستدامة "جنة العارف" وبرنامج ميد 21، إنشاء جائزة الأمير عبد القادر. وتهدف هذه الجائزة إلى التمييز بين الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين، من الضفتين الجنوبية و الشمالية، للبحر المتوسط وبقية العالم، الذين قدموا إسهامات جلية، في ممارسة العيش معا وتعزيز التعايش السلمي، بين الشعوب والفئات الاجتماعية والأفراد. في هذه التجربة الأولى، قرر المكتب التنفيذي، لجائزة الأمير عبد القادر، المجتمع يوم 18 يوليو 2016، بباريس، تكريم ثلاث شخصيات. "ويتعلق الأمر بالنسبة للضفة الجنوبية، الأخضر الإبراهيمي، الدبلوماسي الجزائري البارز والوزير السابق للشؤون الخارجية، والسفير والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، والوسيط الدولي لذات المنظمة الأممية."(3)

                           جانب من الجمهور.
    "وقد اكتسب رئيس الدبلوماسية الجزائرية سابقا، ونائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة، عدة مرات خبرة كبيرة في حل الصراعات في العالم، خاصة العراق وأفغانستان وجنوب إفريقيا ولبنان، وآخرها في سوريا، حيث عمل وسيطا للأمم المتحدة."(3)  

    "أما الحائز على جائزة الضفة الشمالية فهو الاسباني (فيديريكو مايور)، الوزير السابق والمدير العام السابق لليونسكو، والذي ساهم في تأسيس، رابطة الحضارات، بالأمم المتحدة. كما يرأس مؤسسة من أجل ثقافة السلام. وقد تسلم الجائزة نيابة عنه، سفير إسبانيا بالجزائر (أليخاندرو بولانكو)."(3)

و كانت جائزة باقي العالم، من نصيب، "السيد (ريمون كريتيان)، إذ تحصل السفير الكندي السابق، هذا الأربعاء، على أول جائزة الأمير عبد القادر، للعيش معا و التعايش السلمي، في البحر المتوسط و العالم"(4). و تضيف "(ريمون كريتيان)، الذي عمل مدة طويلة، على الساحة الدولية، يرأس منذ سنة 2015، مرصد رؤساء البلديات للعيش معا."(4)

    ترأس حفل توزيع جائزة الأمير عبد القادر، كل من السيد إدريس الجزائري، السفير، والمبعوث الخاص لمجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، المدير التنفيذي لمركز جنيف، لتعزيز حقوق الإنسان والحوار العالمي،و السيدة فضيلة لعنان، سكرتيرة الدولة، و الوزيرة الرئيسة، لحكومة بروكسل الفرنكفونية. حضر المناسبة السيد عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة، و السيد محمد صالح صديقي، الأمين العام لوزارة التعليم العالي و البحث العلمي، و كذا وليي مستغانم ووهران، و سفراء كل من، بلجيكا و كندا و كرواتيا و إسبانيا و أندنوسيا و إيران، و القناصلة العامين لكل من، فرنسا و المغرب و بلجيكا، و رئيس بلدية القادر الأمريكية، و ممثل عن رئيس بلدية منتريال، و جمهور قدر بأكثر من 3000 مشارك.

                     حضور الخيالة.

    "فيما يتعلق بإنشاء هذه الجائزة المجزية، للشخصيات الأكثر تأثيرا، في مجال العيش معا والتعايش السلمي، اعتبر ادريس الجزائري أن 'هذا التمييز هو تحقيق رغبة المجتمع المدني الجزائري، في رؤية تكريس فكر الأمير عبد القادر، على أساس السلام والتفاهم مع الآخر والتسامح"(5). و يعتقد "أن تعزيز مبادئ السلام والتسامح والتعايش، التي يدعو إليها الإسلام، قادرة على مكافحة الفكر المتطرف والمعادي للإسلام، في جميع أنحاء العالم."(5)

    "بالنسبة إلى الأخضر الإبراهيمي، فإن عالم أفضل، يكمن في غرس ثقافة المقاسمة والعيش معا، للأجيال المقبلة، التي تعيش في عالم يسود فيه العنف والتعصب، داعيا إلى المزيد من العمل معا، للوصول إلى هذا الهدف.(5)

    و تضيف نفس النشرية "وقال الاسباني فيديريكو مايور، الوزير السابق والمدير العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة، الذي غاب عن المراسم لأسباب صحية، وفي رسالة بالفيديو، أشار إلى الحضور، أن المقاسمة هي مفتاح مستقبل أفضل، بالنسبة للأجيال المقبلة، و حسبه، ينبغي أن نستلهم من حياة وشخصية الأمير عبد القادر، لبناء مستقبل أفضل".(5)

    "ومن جهته، ألح الكندي (ريمون كريتيان)، على أهمية إستهداف أجيال المستقبل، بتلقينها مبادئ التعايش في المدارس والجامعات، وحتى خارج هذه المؤسسات، 'حتى يتسنى لأطفالنا إيجاد سبل فهم الآخر والتقاسم معه' على حد تعبيره، مضيفا أنه من الضروري 'التقارب أكثر والعمل معا لبلوغ هذا الهدف".(2)

    "ومن جهة أخرى تم منح ميزة خاصة، لكل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي والعميد السابق، لجامعة الجزائر1، الطاهر حجار، حيث تسلم التكريم، نيابة عنه، الأمين العام للوزارة، محمد صلاح الدين صديقي، فضلا عن تكريم مماثل... للعلم، فبمناسبة افتتاح يوم 15 يونيو 2016 بالجزائر العاصمة، منبر اليونسكو 'الأمير عبد القادر من أجل حقوق الانسان وثقافة السلام'، قرر منظمو الجائزة، منح ميزة خاصة لمديره(3)." و هو السيد عصام طوالبي.

    كما تم تقديم هدايا للسفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين في الجزائر، الذين حضروا المراسم، الى جانب شخصيات أخرى، منهم السيد (جوشوا روبرت بوب) رئيس بلدية "القادرالأمريكية، و السيد إدريس الجزائري، و السيدة فضيلة لعنان.

    وتجدر الإشارة إلى أن المنظمين، عقدوا بعد ظهر ذلك اليوم، مؤتمرا صحفيا، شرحوا خلاله أهداف إنشاء هذه الجائزة وفلسفتها. و "كما تم على هامش هذه التظاهرة، التي أقيمت بمقر مؤسسة جنة العارف، الكائن بوادي الحدائق ببلدية صيادة (مستغانم)، تدشين معرض خاص بالأمير عبد القادر، يشمل البعض من أغراضه الشخصية، على غرار برنوسه ونسخ من وثائق الدولة الجزائرية في عهده، وعرض فيلم بعنوان 'الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية'، للمخرج سالم ابراهيمي، وتقديم عروض للفنتازيا، ووصلات موسيقية، من أداء مجموعة 'الأمل' لنفس المؤسسة."(3) 

    و في نشرية عاجلة لوكالة الأنباء الجزائرية، بتاريخ 24 09 2016، ورد التقرير التالي:


"ضرورة ادراج ثقافة السلام في المناهج التعليمية والبيداغوجية

   أكد شيخ الطريقة العلاوية خالد بن تونس، اليوم الأربعاء، بمستغانم، على ضرورة إدراج ثقافة السلام، في مناهج الأطوار التعليمية الثلاثة، وفي الجامعات خدمة للأجيال القادمة.

    وأبرز الشيخ بن تونس في ندوة صحفية، على هامش حفل تسليم جائزة الأمير عبدالقادر، لتشجيع والترويج للعيش معا والتعايش السلمي، في منطقة البحر الأبيض المتوسط والعالم، ضرورة أن تفرض ثقافة السلام، على جميع الدول وادراجها، في المناهج التعليمية الثلاثة، من الابتدائي الى الثانوي، والمناهج البيداغوجية في الجامعات، خدمة للأجيال القادمة.

    وأوضح أن إنشاء هذه الجائزة، يأتي تكريما للشخصية الفذة، للأمير عبد القادر(1808-1883)، والذي كان سباقا في تكريس مفهوم العيش معا، المهم للتصدي ضد التمييز والعنف، وكان مقاوما وطنيا وإنسانيا، مدافعا عن الأقليات من مختلف المعتقدات، حاملا و ناشرا لإسلام التفتح والتسامح. كما تعد أيضا فرصة لتبليغ، هذه الرسالة للناشئة والأجيال القادمة.

    وأضاف أن هذه المبادرة ستصبح دورية، مع اختيار في كل مرة ثلاث شخصيات من الضفتين الشمالية والجنوبية ومن بقية العالم.

    وذكر الشيخ بن تونس، أن العالم الاسلامي يعرف حاليا، 'صراع دموي وفكري وعقائدي'، مبرزا أن 'العالم الاسلامي عليه، أن يدرك أن قوته في الاتحاد، وجمع الكلمة وقبول الفكر، والفكر الآخر'. وأشار أيضا، إلى أنه على المسلم أن يساهم في تبليغ 'رسالة الرحمة المحمدية."(3) 

    و في سؤال طرح عليه، عن جديد جائزة الأمير عبد القادر الثانية، أجاب الشيخ خالد بن تونس، "ستنعقد في تاريخها المحدد، في 21 سبتمبر 2018، بجنة العارف، بمدينة مستغانم، و تمنح الجائزة كل عامين، لأشخاص يسعون في السلم، و يعملون من أجل ذلك، سواء كانوا سياسيين أو مفكرين من النخبة، من فلاسفة و كتاب، لهم أعمال في مجال السلم و السلام"(6). و قد تم عمدا، اختيار في الطبعة الأولى، شخصيات مشهورة.

   و أوردت جريدة أخرى، أن "السيّد بن تونس، كشف خلال الندوة الصحفية، التي عقدها أمس، بمقر مؤسسة "جنّة العارف" على هامش الاحتفالية الخاصة، بتسليم جائزة الأمير عبد القادر، عن الزيارة التي سيقوم بها يوم 27 من شهر سبتمبر الجاري، وإلى غاية 7 أكتوبر المقبل، لمقر هيئة الأمم المتحدة بنيويورك، حيث سيلتقي بممثلين عنها، وعن هيئات أخرى، من أجل التعريف بالمؤسسة، وعرض ملف حول مجريات، حفل توزيع الجائزة، لدعم مشروع "تأسيس يوم عالمي للسّلم والعيش معا"، من قبل هيئة الأمم المتحدة،  وبذلك سوف تسجل الجزائر ـ حسب المتحدث ـ موقفا، سيشهد له التاريخ مستقبلا."(7
    و تضيف "وفي السياق نفسه، أعلن الشيخ بن تونس، بأن النّدوة العالمية للإنسانية التي انعقدت يوم 23 ماي الفارط، خرجت بالعديد من التوصيات، أهمها الاعتراف بالإنسانية كوجود قانوني وإنساني، بعيدا عن مفهومها الفلسفي، إلى جانب إقرار تدريس ثقافة السّلم، في البرامج التعليمية عبر العالم، حيث منحت الدول المنطوية تحت غطاء الأمم المتحدة، مهلة إلى غاية سنة 2030، لتحقيق هذا المسعى، مشيرا إلى الدور الفعّال، الذي لعبته الجزائر في هذا الخصوص".(7)



11- مستغانم العاصمة العالمية للسلام



الفائزون الثلاث بجائزة الأمير عبد القادر

    بعنوان عريض، وصفت بعض الصحف، مدينة مستغانم، بالعاصمة العالمية للسلام، و يوحي الإسم إلى العديد من المعاني، عاينها من حضر المناسبة. قال محرر المقالة "في هذا اليوم 21 من شهر سبتمبر 2016، و في غضون يوم واحد لا ينسى، تزينت مستغانم بأزياء، العاصمة العالمية للسلام، والعيش معا. في الواقع، إن مؤسسة جنة العارف، برئاسة الشيخ خالد بن تونس، شيخ الطريقة العلاوية، قد منحت في هذا 21 سبتمبر، أول 'جائزة الأمير عبد القادر للعيش معا والتعايش السلمي'، لثلاثة فائزين، الذين أجمعوا على التأكيد، على أهمية أن نغرس في الأجيال القادمة، قيم المقاسمة والعيش معا.(8)

    و ذكرت صحيفة أخرى "سمحت الجائزة الأولى، 'الأمير عبد القادر'، للعيش معا، لولاية مستغانم، بأن تجمع في نفس المكان الشخصيات، التي عملت وتعمل دائما من أجل السلام في العالم، من خلال سلسلة من الإجراءات الدبلوماسية والسياسية والاجتماعية، التي تهدف إلى الحفاظ على حياة الإنسان في العالم، وتعزيز رسالة العيش معا، بغض النظر عن الديانات وأصول الناس. وهكذا رحبت مستغانم بشخصيات، ذوي صيت وطني و دولي..."(9)

    أشاد الشيخ خالد بن تونس بهذا الإعتراف، و قال أنه "قول الصحافة، و ليس قولنا". و تضيف الصحيفة، مشيرة إلى الفائزين "إنها ثلاث شخصيات بارزة، كان لها الشرف استلام هذه الجائزة الأولى، التي تحمل الإسم المرموق، للأمير عبد القادر: و هم الجزائري الأخضر الإبراهيمي، وزير الخارجية السابق والممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، و فيديريكو مايور، المدير العام السابق لليونسكو  من 1987 إلى 1996، و ريمون كريستيان، السفير الكندي السابق، ورئيس مركز الدراسات والبحوث الدولي لجامعة مونتريال".(8)

الأمم المتحدة تعتمد أربعة إلتزامات للشيخ بن تونس
   "في هذا اليوم نفسه، من 21 سبتمبر 2016، نشرت الأمم المتحدة على موقعها، على الانترنت في تقرير الأمين العام، السيد بان كي مون، 'جدول الأعمال من أجل الإنسانية"،(8)، التي جرت أيام 23 و 24 و 25 مايو 2016، بمدينة إسطمبول، و"استنادا إلى نتائج مؤتمر القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني، الذي جمع العديد من رؤساء الحكومات ومنظمات غير حكومية، بما في ذلك، عيسى (الجمعية الدولية الصوفية العلاوية)، ممثلة في رئيسها الفخري الشيخ خالد بن تونس.

    ومن بين الإلتزامات المتبناة في القمة، أربعة أعلنتها جمعية عيسى، المنظمة الدولية غير الحكومية:
-         إنشاء أكاديمية السلام، لتطوير ونشر ثقافة السلام.
-         العمل من أجل أن يكون، يوم 21 سبتمبر، اليوم الدولي للسلام، محتفلا به في بلدان و مدن جميع أنحاء العالم، كيوم دولي للسلام والعيش معا، من أجل خلق حركة على مستوى عالمي.
-         إنشاء جائزة دولية، جائزة 'الأمير عبد القادر للعيش معا و التعايش السلمي، في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​والعالم'."
-        تعزيز ثقافة السلام، من خلال اتخاذ إجراءات في: المساواة بين الجنسين، و عدم التمييز، و مكافحة الفقر، و التقدم الإجتماعي و الثقافي." (8)

الهجوم الجهنمي
    في ظل هذه الأحداث، و الأجواء الملبدة لعالم اليوم، فإن الطريق لا يخلو من أمام، الشيخ خالد بن تونس، من عقبات صعاب، تفرض نفسها بقوة، و تبرز كعثرات تعيق المسار الإنساني، و تكبح حماسة الذين يعملون من أجل خير الإنسانية. جاءت أحداث مدينة "نيس"، بالجنوب الفرنسي، ليلة العيد الوطني الفرنسي، في 14 يوليو 2016، و أعطت ضربة قاسية، لكل من يأمل رؤية البشرية تعيش في وفاق، و أثارت مرة أخرى شكوكا، حول فاعلية مشروع الشيخ، و حقيقة إمكانية تنفيذه، أو أنها ليست سوى طوباوية خيالية، لا ارتباط لها بالواقع.

    و مثلها وقائع أحداث برلين، العاصمة الألمانية، في نهاية نفس العام، و تلتها أحداث برشلونة، المدينة السياحية الإسبانية، في شهر أغسطس 2017، كلها تتسم بنفس النسبة. طريقة تنفيذها، و مرتكبها، دائما  توجه أصابع الإتهام، لذلك الإسلامي، الذي يتعصب لدينه، حتى الموت. مثل هذه الأحداث، سببت و تسبب، شرخا هائلا بين الطبقات الإنسانية، خاصة في البلدان التي يمثل فيها المسلمين أقلية، ترافقها ترسانة إعلامية هائلة، تعمل ليل نهار، على نشر أخبار السوء و الدم و التهجير و التمزيق.

    في المقابل، في الجهة الأخرى من العالم، فككت عدة دول إسلامية، كالعراق و سوريا و اليمن و ليبيا، و الصومال، دمرت أنظمة تسييرها، و دول أخرى تقاوم بشدة، و صامدة من أجل البقاء. عالم يعاني فيه المسلمين الأمرّين، و ينعتون بأنهم غير قابلين للإنحلال و الإنسجام وسط البشرية. في هذا الهرج و المرج، يسعى الشيح خالد بن تونس، جهده، لنصرة مشروعه، و زرع بذور الأمل، و نفخ روح المسالمة و الإخاء، في القاصي و الداني. فهو لا تتسنى له إلا زاوية صغيرة، ينشر منها تعاليمه، مقارنة بما تحضى به، الحركة الإسلاموية المتطرفة. فالأخبار لا تترك، صغيرة و لا كبيرة عنها، إلا حركتها.



12- الزيارة الأممية

   

   
 قبل أن يتوجه الشيخ خالد بن تونس إلى نيويورك، من أجل لقاء مصيري، تعتمد عليه سيروة مسعى، تقرير اليوم الدولي للعيش معا، كتب على صفحته بشبكة التواصل الإجتماعي الفايسبوكية، رسالة حساسة، نشرها يوم أول أكتوبر 2016، نصها:

    "أصدقائي الأعزاء.

    لدينا موعد في نيويورك، مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة(10)، يوم الثلاثاء، 4 أكتوبر 2016، سعادة الرئيس، بيتر تومسون.

    هذا الاجتماع مهم جدا، لأن مصير اليوم العالمي للعيش معا، يتوقف عليه. وسنكون ممتنين، لو تفضلتم بتزويدنا، بدعمكم على الورق، على الترويسة، بإسم منظمتكم أو مؤسستكم.

    ونحن بحاجة إلى دعم جميع أصدقاء السلام والعيش معا، الذين يرغبون في توحيد و إصلاح الأسرة البشرية، في تنوعها، وتوسيع دائرة الأخوة، من أجل عالم، يسوده العدل والتضامن."

اللقاء المتعثر
    يوم 4 أكتوبر، كان للشيخ خالد بن تونس، موعد مع الممثل السامي، للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، السيد ناصر عبد العزيز الناصر، بمقر الأمم المتحدة، لاتماس دعمه في عريضة على الإنترنت، موجهة للأمم المتحدة، لإعلان يوم عالمي للعيش معا. و لكنها كانت المفاجأة. تعرض الشيخ خالد بن تونس، لرفض غير متوقع. لم يجده في مكتبه، وجد متحدثته الرسمية، التي نقلت إليه موقفه. احتج الممثل الأممي، بدعوى سخيفة، رفض ذلك، على أساس أن اللجنة "لا تدعم الحركات الصوفية". رفض يثير أكثر من دهشة، فالمنظمة غير الحكومية عيسى، لديها بالفعل "مركز استشاري خاص"، لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة. وشاركت المنظمة أيضا في مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني، الذي عقد في اسطنبول في شهر مايو 2016، والذي نظمته الأمم المتحدة أيضا.

الفكر الصوفي بعيد على أن يكون عائقا
    فوجئ الشيخ خالد بن تونس بهذا الرد، فبعث برسالة إلى الممثل السامي طالبا منه، أن يراجع موقفه. وقال في رسالته "ان التزاماتنا التي قطعناها في القمة الانسانية الاولى، في اسطنبول في مايو الماضي، تتماشى مع أعمال منظمتكم".

    و أشار الشيخ، إلى انجازات منظمته، و أظهر المحجة البيضاء التي تكتنف منهجه، فقال "إن عضويتنا في مدرسة الفكر الصوفي، التي أسسها الشيخ أحمد مصطفى العلاوي، في بداية القرن العشرين، والتي أطلعت عليها اليونسكو، من خلال الاعتراف به، كمفكر عظيم في القرن العشرين، بعيدة على أن تكون عائقا، في الوقت الذي يعيش فيه العالم الإسلامي لحظات خطيرة، وصورة الإسلام مستمرة في التدهور". و أضاف الشيخ خالد بن تونس، مذكرا الممثل الأممي المتحدة بأن ينظر في "الإجراءات التي نتخذها، فهي تصب في تعزيز إسلام الانفتاح".

    و ختم رسالته "إن من مسؤوليتكم وواجبكم كمنظمة دولية، التعاون والمساعدة، في المثل العليا، التي تساهم في إعطاء مكانة، لإسلام التسامح والأخوة، من أجل مصالحة الأسرة البشرية في تنوعها."

و من غرائب الصدف، صدور بيان صحفي، يوم 13 أكتوبر، للسيدة نهال سعد، المتحدثة الرسمية، و مواطنة، الممثل السامي للأمم المتحدة، لتحالف الحضارات، كشفت فيه، اجتماعها بالشيخ خالد بن تونس. وذكر البيان "أن الشيخ بن تونس، ناقش اقتراح منظمته غير الحكومية عيسى، تحديد اليوم الدولي للسلام، في 21 سبتمبر..."(11). و ذكرت رئيسة المكتب و المتحدثة الرسمية، في الإجتماع، أن مكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، يعزز الحوار، بين جميع الطوائف الدينية دون استبعاد، مشددة على أن التنوع والتسامح، هما قيمتان أساسيتان بالنسبة للجنة الأمم المتحدة. وأشارت إلى أنه ينبغي إحالة المقترحات من هذا النوع إلى عملية تقودها الدول الأعضاء. و ختم البيان "أنه عندما تتلقى رسالة رسمية من الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، تتضمن اقتراحها، فإن لجنة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، سترد وفقا لذلك."(11)



لقاءه برئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة
    

   في الصورة: الشيخ خالد بن تونس رفقة بيتر تومسون، و السيد صبري بوقادوم الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، على الشمال.

    استقبل الشيخ خالد بن تونس، الرئيس الفخري للجمعية الدولية الصوفية العلاوية (عيسى)، في يوم 4 أكتوبر 2016 بيويورك، من طرف بيتر تومسون، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكبر هيئة تابعة للأمم المتحدة. وحضر الحفل، صبري بوقادوم، الممثل الدائم للجزائر، لدى الأمم المتحدة.

    ووفقا للشيخ بن تونس، "تمّ، تلقي رسالة المنظمة الدولية غير الحكومية عيسى، تماما". ووفقا له أيضا، "استمع الرئيس بيتر تومسون باستفاضة، وفهم ضرورة وأهمية "عمل عيسى لصالح العيش معا. وشرح الشيخ بن تونس، في تقرير عن هذه الجلسة، "قدم لنا دعمه الكامل، وطلب منا رفع مستوى الوعي، و تحسيس أكثر، الرأي العام وممثلي الدول في الامم المتحدة". و من جانبه أصر الشيخ في تقريره، "على ضرورة الاستماع أكثر، لصوت المجتمع المدني الإسلامي، و للأسرة البشرية".(12)

    وبلّغ رئيس عيسى، مضيفه بأن "أكثر من 350 مليون مسلم، هم من الصوفية، ومن خلال خطابات دعم شيوخهم، فإنهم يشجعوننا في هذا العمل، في حين أن العديد من الزعماء الدينيين، من المعتقدات الأخرى، والشخصيات السياسية، والمثقفين والكتاب، والأساتذة، والصحفيين ... يوافقون على عملنا، لأن الجميع، يريدون أن يعيش العالم في المصالحة والسلام".(12)

    ويصر الشيخ خالد بن تونس، على الحاجة الملحة لمسعاه، ومن ثم "ضرورة قيام الهيئات الدولية، بالعمل من أجل التعليم، وإبراز ثقافة السلام، وخاصة تجاه الشباب، المدعوين لبناء مستقبل مشترك مع الآخر، و ليس ضد الآخر".(12)

    ومن جانبه، هنأ رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، محاوره على التزاماته، وقال أنه يتمنى، أنه في أقرب الآجال، يقدم بلد ما، تقريرا إلى مكتبه، لبدء الإجراءات، لجمع عدد مهم من الدول، التي تدعم مبادرة الشيخ خالد بن تونس، من أجل تأسيس اليوم الدولي للسلام والعيش معا.(12)

    بعد الجلسة التي منحها له، السيد بيتر تومسون، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعث إليه الشيخ خالد بن تونس، رسالة حدد فيها الخطوط العريضة لمشروع اليوم الدولي للسلام والعيش معا. وأوضح أن "المنهج الصوفي العلاوي، يعمل منذ أكثر من مائة عام، لتعزيز الحوار بين الأديان، وثقافة السلام والعيش معا، في المغرب العربي، وأوروبا، وأماكن أخرى من العالم"، مشيرا إلى أن هذا المنهج اعترف به "كمدرسة السلام والتعايش الديني من قبل اليونسكو، التي أشادت بمؤسسه الشيخ العلاوي".(12)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). برنامج ميد 21: عودوا إلى الشرح في الجزء الثاني، من الرحلة الأممية.
(2). وكالة الأنباء الجزائرية، في 22 09 2016.
(3). وكالة الأنباء الجزائرية، في 24 09 2016.
(4). Radio Canada، في 21 09 2016.
(5). نشرية Algerie1، في 22 09 2016.
(6). جريدة الخبر، في 31 08 2017.
(7). جريدة المساء في 22 09 2016.
(8). نشرية Algerie1.com، في 28 09 2016، في مقال عنونته "مستغانم العاصمة العالمية للسلام".

(9). جريدة Reflexion، في 21 09 2016، في مقال عنونته "مستغانم العاصمة العالمية للسلام".
(10).رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، هو شخص يتقلد هذا المنصب، عبر الانتخاب، من قبل ممثلي الجمعية العامة للأمم المتحدة، لمدة سنة واحدةرئيس الجمعية العامة، يقود نقاشات الدورة العادية، التي تبدأ في سبتمبر، وكذلك الدورات الخاصة والطارئة للسنة المقبلة. أما الأمين العام للأمم المتحدة، فيدوم في منصبه خمس سنين، عهدة قابلة للتجديد مرة واحدة.
(11). بيان صحفي، يوم 16 10 2016. الرابط: https://www.unaoc.org/2016/10/press-statement-on-the-meeting-with-sheikh-khaled-bentounes-president-of-aisa/
 (12). http://www.desireforpeace.org،  يوم 07 10 2016.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق