الأحد، 10 سبتمبر 2017

الرحلة الأممية - الجزء الأول

الرحلة الأممية
الجزء الأول


1- بداية الرحلة

بسم الله الرحمن الرحيم
   عند نهاية فعاليات مؤتمر الأنوثة الدولي بمدينة وهران، الذي جرى نهاية شهر أكتوبر 2014، أطلق الشيخ خالد بن تونس، بواسطة الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية، عيسى، مبادرة جريئة و مثيرة. أقرّ فكرة الطلب من الأمم المتحدة، تقرير يوما دوليا للعيش معا، على غرار تلك الأيام التي تحتفل بها الدول في مجتمعاتها، و تعطيها صدى وطني، و اهتمام دولي.

إطلاق المبادرة
     في خطبته بمؤتمر الأنوثة، كشف أن "إنشاء أكاديمية السلام، باستطاعتها تشريع و تعليم بيداغوجيا، و طرق بديلة، من أجل تطوير ثقافة السلام، داخل جميع أطياف المجتمع. و باسطاعتها أيضا، توحيد المبادرات التي تعمل في هذا الإتجاه، و تمنح كل عام، جائزة دولية، لعمل أفضل تربية، تصبو إلى العيش معا و ثقافة السلام". و أيضا في خطبته، طالب الأمهات "أن يرضعن أولادهن حليبا ممزوجا بثقافة السلام. و يقولن لهم، أن مستقبل الإنسانية لا يمكن تصوره، إذا لم نترابط ببعضنا البعض".

                   الشيخ خالد بن تونس، عند نهاية خطبته، في مؤتمر الأنوثة.

    مباشرة بعد نهاية خطبته، بدأ جمع أولى التوقيعات، ببهو مركز المؤتمرات و الإتفاقيات بوهران، الذي شهد فعاليات مؤتمر الأنوثة. أطلق بالموازاة صفحة رسمية على الأنترنيت، تجمع توقيعات المهتمين و أتباع السلام، و الراغبين في رؤية عالم تعيش فيه، الإنسانية في سلام و تآزر.


    في بداية الأمر، خرج إعلان وهران، الذي ختم به مؤتمر الأنوثة، والذي رسم الطريق لهذه المهمة العظيمة، وافتخر به الشيخ خالد بن تونس، قائلا "لا ننسى أنها صدرت من بلد عربي و أفريقي و مسلم"، و بدأت مهمة جمع المليون توقيع، الذي يفرضه إنشاء يوم عالمي للعيش معا، إضافة إلى الحصول على تصريح كتابي من 22 حكومة بالعالم. كانت المهمة في غاية الصعوبة، عندما يتعلق الأمر بإقناع حكومات و إدراجها في المهمة.

    ذكرت إحدى النشريات "دعت الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية الدولية المعززة لثقافة السلام، الأمم المتحدة، الى إعلان اليوم العالمي للعيش معا. لقد فعلها الزعيم الروحي للطريقة الصوفية العلاوية، الشيخ خالد بن تونس، الخميس 30 أكتوبر، خلال المؤتمر الدولي للأنوثة،  من أجل ثقافة السلام، في وهران، الجزائر. تم إطلاق عريضة على شبكة الإنترنت لهذا الغرض."(1)

    وتضيف "دعا الشيخ خالد بن تونس، في خطبته الإرتجالية المشاركين، إلى العمل من أجل التوقيع على هذه العريضة، عرفانا بأن مشاركتهم، هي حجر الأساس في بناء ثقافة السلام." (1)

    وتسترسل، موردة قوله "'لذلك، قررنا، أن نطلب منكم أن تتصدقوا علينا بإسم وتوقيع، كي نقترح على الأمم المتحدة، في جمعيتها العامة، أن توضَع اللبنة الأولى، وقبول و إنشاء اليوم العالمي للعيش معا، الذي سيكون أول عمل فعلي وإجتماعي وسياسي وإنساني، بكل بساطة، من أجل تطبيع، هذه اللحظة المهيبة التي نعيشها هنا "(1)
لتفاصيل أكثر، عودوا إلى الصفحة التالية:


    قال الشيخ خالد بن تونس "أنا لا أعرف، إذا ما كنت سأرى بأم عيني، هذا المشروع يتحقق. أعهده إليكم، بمثابة بذرة أمل، أنقلوها و أنبتوها في عقول البشر."

المهمة
   
إن الرغبة في السلام لم تكن أبدا، ملحة مثلما هي عليه اليوم. فكل يوم نتعرض لوابل من القصف، من قبل الأخبار و الصور والعنف والفقر، وعواقب سلوك أحمق جناه البشر. إن الصعوبات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، تهدد المستقبل. عدد كبير من الناس، على نحو متزايد، وخاصة الشباب، يدعون إلى تغيير النماذج. إنسانيتنا يجب أن تتفاعل وتتحرك، نحو هذا البديل المتاح لها كفرصة: "مجتمع العيش معا، بشكل أفضل"، مع جميع القيم التي يحملها هذا المفهوم. هذه قضية يتعدى نطاقها، إلى ما وراء الحدود الجغرافية والثقافية والاجتماعية والدينية، و الذي يمر حتما بثقافة السلام. بموجب هذا التفكير من أجل المستقبل، ظهرت فكرة اليوم الدولي للعيش معا.

    يسعى الشيخ خالد بن تونس لهذا الأمر، غاية الجهد، فقد قال "إني أشعر، كما لم يسبق من قبل، أنّ علي أن أستمر. لم نقم سوى بخطوة، لم نضع سوى لبنة،. جميع الصُرح، تبقى قيد البناء".  ووضح أن هذه " ليست مهمة رجل أو شعب أو ثقافة، بل هي مهمة الجميع".

    يقوم الشيخ خالد بن تونس بعمل جبار و خارق للعادة، لإيصال رسالته هذه، و توفير شروط تقرير اليوم الدولي للعيش معا، فهو ما فتئ ينتقل من بلد إلى آخر، و من قارة لأخرى، للمّ شمل المهتمين، و المؤمنين بامكانية وحدة الإنسانية، ونشر السلام على سطح الكوكب، فقال موضحا "لقد أظهرت لنا الأحداث الأخيرة، أننا بحاجة لخلق ثقافة السلام هذه. يجب أن نتعلم أن نعيش معا بشكل أفضل. إن يوما للعيش معا، لا يمكنه تسوية كل شيئ، بل هو حسب إعتقادنا معلم ضروري، و مهم، من أجل أن نكتشف أنفسنا، و نعترف ببعضنا البعض، داخل دائرة الأخوة الإنسانية، متآزرين، الواحد منا مع الآخر، و ليس ضد الآخر."

    قال قدس الله سره "لا أنت و لا أنا، يعرف كم من الوقت تبقى لنا، أن نعيش، على هذه الأرض الجميلة، الكوكب، واحة حياة، السفينة الصغيرة، في الفضاء الرحب."

    في تنقلاته و لقاءاته، لا يترك فرصة و يشرح أهداف مشروعه، و ما سيجلبه من خير للإنسانية، سواء مع الصحافة، أو مع المواطنين و خصوصا الشباب، و المهتمين العاديين، الذين يمثلون الغالبية، و لتوقيعاتهم وزن، أو مع أصحاب المكانة من سياسيين و إداريين دوليين، فنبه أن "بداية المغامرة الإنسانية، و على سبيل المثال، الزوجان، لا يمكنهما أن يمثلا واقعا، لما نسميه العائلة، إن لم تكن هناك حياة معا، و رغبة ملحة للمشاطرة، و بناء أسرة. و كذا بالنسبة لشركاء، يجتمعون لبدء نشاط تجاري... إنه العيش معا، الذي سمح للإنسانية بأن تتبادل و تتطور و تنقل الحياة... العيش معا هو حالة كينونة."

    يملك الشيخ خالد بن تونس في يده، أداة واحدة، هي الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، المنظمة غير الحكومية، عيسى، التي تحصلت يوم 19 يناير 2014، على صفة الإستشارة الخاصة، و أصبحت بذلك شريكا معتمدا رسميا مع الأمم المتحدة، ومجلسها الاقتصادي والاجتماعي (ECOSOC)، و لها إختصاص في المجالات التالية: ثقافة السلام والمساواة بين الجنسين والتنمية الاجتماعية والبيئة والحوكمة العالمية والأخلاق والروحانية. بطبيعة الحال ارتقت يومها من جمعية دولية، إلى منظمة غير حكومية دولية، مما سمح للشيخ خالد بن تونس، شق طرق جديدة، و ريّ حقول عطشانة.

العقبات
    لا يخلو مسار الشيخ خالد بن تونس، من وجود عقبات عويصة و شديدة الإذاية، تدفعه إلى التريث و التراجع، فهو يروج و يسعى لإرساء ثقافة العيش معا، من بلد أوروبي، فرنسا، مركز نشاطه، و بها تتواجد تركيبة إسلامية، أقلية، يعمل على تثبيتها في المواطنة و تشجيعها على المساهمة الوطنية الفعالة. و لكن لا يخلو طريقه من هجمات موجعة، تثير الشكوك حول أهدافه، و تجعل منها طوباوية، مستحيلة التطبيق، عديمة الفائدة، و يوضع دائما في قفص الإتهام، الإسلام و المسلمين. في بداية سنة 2015، تعرضت الصحيفة الفرنسية الساخرة (شارلي إيبدو)، لاعتداء إجرامي، قتل إثره عدد من صحفيي الجريدة، و اتهم جزائريين إثنين، و تم تصفيتهما على الفور. تنشر الصحيفة رسوما كاريكاتورية، و مست رسومها الدين الإسلامي، و رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم، مما عرضها لانتقادات شديدة من طرف بعض المسلمين و حتى لتهديدات. و جاءت هذه الجريمة، التي جعلت الإسلام في قفص الإتهام، و أظهرت، أن المسلمين لا يقبلون الإنتقاد، فكيف بالإشتراك معهم. كانت هذه الحادثة حجر عثرة، في مسيرة الشيخ خالد بن تونس، فخرج بنفسه مع جماعة من أتباعه، و وقفوا وقفة تضامن، و أعلنوا براءة الإسلام من مثل هذه الأعمال، براءة الذئب من دم يوسف، و قال "لا ندع الجهل يبرر، ما لا يطاق، لا شيء يمكن أن يبرر الجريمة البغيضة التي ارتكبت ضد صحفيي (شارلي ايبدو) اليوم في باريس".

    الإسلام هو دين السلام وليس دين العنف. لا ندع الجهل يبرر ما لا يطاق. نحن لا نقبل أبدا، أن ترتكب أعمالا وحشية باسمه. إن الإسلام الذي يعيشه الغالبية العظمى من المسلمين في العالم، لا علاقة له مع هذه الأعمال، التي تتنافى مع القيم الأساسية لهذا الدين.



2- الشيخ خالد بن تونس بالأمم المتحدة
 لتقديم اليوم العالمي للعيش معا


    تنقلّ الشيخ خالد بن تونس، ووفد عيسى إلى نيويورك، لحضور الدورة الـ59 للجنة حول "وضع المرأة"، لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (ECOSOC)، في الفترة الممتدة من 9 إلى 20 مارس 2015، و خلالها قدم مشروع اليوم العالمي للعيش معا.

    جاء في ديباجة نشرية عيسى، "إن الوضع المثير للقلق الذي يمر به العالم اليوم، وخاصة العالم الإسلامي، يقودنا إلى العمل معا، شعوبا وأمما، من أجل تعزيز ثقافة السلام والعيش معا. و إنه أكثر من أي وقت مضى، ينبغي محاربة العنف، وانتهاك الكرامة والإقصاء و العنصرية.."

                 الشيخ خالد بن تونس بمقر الأمم المتحدة- مارس 2015.

    وقال الشيخ بن تونس في خطابه "ليس هناك شك، في أن المرأة تلعب دورا أساسيا، في تطوير وتوازن المجتمع. بتربيتها و نقلها للقيم، و تجربتها آلام الولادة، و التضحيات الجسام التي قدمتها، على الرغم من الظلم التي تعرضت له، إلا أنها تبقى رحم و ضامن استقرار البلاد".

    أكدت الإتصالات التي جرت، مع العديد من الوفود والبعثات الدائمة، للعديد من البلدان في الأمم المتحدة، على أهمية هذا المشروع، وأن هذه المبادرة تستحق أكثر من مجرد، يوم عالمي لأهمية رسالتها، والوضع المقلق الذي يواجه العالم اليوم. لم يدخر الشيخ خالد بن تونس أي جهد في هذا اللقاء الأممي، حيث جمعته محادثات بالعديد من الشخصيات السياسية، و سلم لبعض سفراء الدول المنتدبين لدى الأمم المتحدة، ملف المشروع بأيديهم الذين أبدوا سرورا و ارتياحا، لوجود من يفكر في مثل هذه الأهداف و يسعى إليها، و أيضا  قام بتفصيل أهداف المشروع و إبداء مغازيه. فهذا اليوم يقترح ديناميكية للسلام، و يطلق رسالته لمواطني العالم، بهدف بناء مجتمع قائم على احترام الذات، و احترام الآخر، و احترام مجمل الأحياء. و هو يمثل إلتزاما قويا داخل الأسرة البشرية، يربط مفاهيم المواطنة والتعددية والإنسانية والروحانية.

    سيكون اليوم العالمي للعيش معا، فرصة لتنظيم فعاليات في جميع أنحاء العالم، للاحتفال بثقافة السلام، مع تطوير قدرتنا على العيش معا.

    بعد عودته من الولايات المتحدة، نشر الشيخ خالد بن تونس تقريرا، بصفحته بالفايسبوك، بتاريخ 26 مارس 2015، فيه مايلي:

    "خلال إقامتنا في الولايات المتحدة من 09 إلى 20 مارس، قام وفد عيسى و أنا، كما قلنا سابقا، بتسليم مشروعنا اليوم العالمي للعيش معا (JMVE)، ووضع المرأة و مكانها في المجتمع، كما تم تعريفه، في أعمال مؤتمر الأنوثة، لهيئات الأمم المتحدة.

    و إذا ما تم استيفاء جميع الشروط، سيقدم ملف (JMVE)، إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر 2016.

    خلال الفترة الانتقالية، يجب علينا الحصول، على ما لا يقل، على 22 موافقة خطية، من الحكومات في جميع أنحاء العالم. هذا الاتفاق هو شرط أساسي، لدفع عجلة مشروعنا، وإدراجها في جدول أعمال، الجمعية العامة للمنظمة الدولية.

وهناك حاجة، إلى عمل ضغط، لإنجاح مشروعنا. وهذا هو السبب في أننا بدأنا في إجراء اتصالات، مع عدد من ممثلي البلدان".(2)

  في نفس التقرير، وصف الشيخ خالد بن تونس، لقاءاته مع الشخصيات الأممية، و ما جرى من حوار، و الوعود التي تحصل عليها، لدعم المشروع و إدخاله في الجمعية العامة للأمم المتحدة. لتفاصيل أكثر، 



3- قمة الضمائر من أجل المناخ

    إن الإهتمام بالمناخ من أولى أوليات الشيخ خالد بن تونس، و وسمت البيئة و التنمية المستدامة، إحدى البنود الثمانية لإجراءات اليوم العالمي للعيش معا، لكون التنمية المستدامة تشجع السلام و الحوار. لقي الشيخ خالد بن تونس في رحلته، خلال هذه الفترة، ما يمتن دعواه، و يفتح الباب على نطاق أوسع للانخراط في مسعاه، ذوي النوايا الحسنة، و محبي السلام، و الباحثين عن مخرج آمن للإنسانية.

    شهد الشيخ خالد بن تونس، يوم 21 يوليو 2015، انعقاد "قمة الضمائر" بباريس، وقد جاءت بمبادرة (نيكولا إيلو)، مبعوث الرئيس الفرنسي (فرانسوا هولاند)، و دُعي إليها أكثر من أربعين شخصية عالمية، دينية و أخلاقية، اجتمعت من أجل إطلاق دعوة للمناخ. وكان من بين المشاركين، (فرانسوا هولاند)، رئيس الجمهورية الفرنسية، الأمير ألبرت الثاني من موناكو، كوفي عنان، إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، نيكولا إيلو، محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام، بيار رابحي، و ممثلين عن المجلس البابوي، و غيرهم.

        الشيخ خالد بن تونس، في قمة الضمائر، 
        برفقة -في الصورة في الأعلى، على اليمين- نيكولا إيلو.

    كانت هذه الدعوة سابقة، في فرنسا العلمانية، أن يدعى رجال الإيمان، وتطلب مشورتهم، من طرف رئيس الجمهورية. دعا المشاركون في ختام لقائهم، في ندائهم، السياسيين و أيضا مواطنين العالم أجمع، إلى التساؤل في أنفسهم و ضمائرهم، عن تورطهم في الإحتباس الحراري. وكان التحدي، هو البحث في منابع المشاعر الروحية، التي يمكن أن تلهم البشر، للانخراط في الصراعات، التي تبدو، بعيدة عن متناولهم. و بعث النداء الذي وقعه الحاضرين، إلى كل رؤساء الدول. سبقت هذه المبادرة، محاضرة باريس حول المناخ، المعروفة باسم COP21 (3 التي انعقدت في شهر ديسمبر من نفس السنة.

هيا الجميع إلى العمل فلوحدي لن أنجح.
    فبالنسبة للشيخ خالد بن تونس، الذي يعمل من أجل الحفاظ على كوكب الأرض، فإن رفع التحديات البيئية و المناخية، و المظالم الإجتماعية الناجمة عنها، يعود بالعمل، من أجل السلام، ووداد العيش معا. والذي قال "فمن صالحتا اليوم، بعث الضمير فيما بيننا".

    وفي مؤتمر القمة، ذكّر بأنه "لا يمكننا تقسيم العالم إلى روحاني وزماني ومادي و بيئي، أو أي فئة أخرى. في الواقع، كل شيء بيئي، كل شيء حي، والأرض تتحدث إلينا، و تسألنا. إنه هذيان المجتمع التكنولوجي التقدمي، الذي يقوم بتضليلنا، ويوهمنا برفاهية اصطناعية، نسعى ورائها، بدون تفكير. نسينا أن السعادة موجودة بيننا: خدمة الآخر، هو إيجاده."

    وقال ان مبادرة، لصالح المناخ، تدعو إلى استعادة القمة: قمة أنفسنا والإنسانية، شريطة أن يجري توافق: لا أحد يمكن أن يفعل ذلك وحده، ولكن كفريق واحد. "فريقٌ، حيث الإنسانية جمعاء حاضرة، و جميع الأديان لها تمثيل، دون استثناء. القمة هي انتصار أنفسنا على أنفسنا، انتصار العقل على الغطرسة."
    بالنسبة للزعيم الروحي لعيسى، المنظمة الدولية غير الحكومية "إنها قطيعة. يجب المرور من هنا. وكلما طال انتظارنا، كلما كان الأمر أصعب. لكنه أيضا تجديد، الذي يأتي من حقيقة، أننا في تفكيرنا ورؤيتنا، نقوم بترك النظام الهرمي، نحو النظام المتناغم للدائرة، نحو التآزر، حيث كل نقطة، ما يعني، البشر، يكونون على مسافة متساوية من المركز، في الكرامة. وينبغي أن يكون هذا المركز، هو الإنسان والمصلحة العامة، وليس العجل الذهبي، الذي يقودنا، ويغذي أوهامنا."

رسالة نيكولا ايلو
    تلقى بعدها الشيخ خالد بن تونس، شيخ الطريقة العلاوية، رسالة شكر، من منظم الدورة، و المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية الفرنسية، من أجل حماية الكوكب، السيد (نيكولا إيلو)، جاء فيها.

    "حُظيت قمة الضمائر من أجل المناخ، بالإجماع باعتبارها، حدثا استثنائيا، نظرا لكثافة التبادلات التي أثارتها، والروح التي حركتها.

    أردت أن أشكركم شخصيا، على استجابتكم لدعوتنا. وأود أن أعرب لكم عن امتناني وإعجابي، بتمكني من جعلك تمتثل لهذا الطلب، الذي يتمثل في قول الشيء الأساسي، بالكاد في بضع كلمات، و مما منحتنا إياه، من لحظات، من العاطفة الخالصة.

    إن تواجد كل واحد منكم، هو الذي جعل هذا اليوم، لحظة فريدة من التعبئة، حول مصيرنا المشترك.
    أتمنى من أعماق قلبي، أن يدعو نداء الضمائر من أجل المناخ، الجميع إلى الطرح بأنفسهم، السؤال "لماذا أهتم؟ "، الذي بدأناه نحن معا، و سيتم تناوله الآن، من قبل الجمهور العريض."

    لمزيد من التفاصيل، عن هذا اليوم، تابعوا الموضوع التالي:



4- ندوة اليونسكو إحتفاءا بالمنهج الصوفي العلاوي

الشيخ العلاوي (1869- 1934).

   جاءت ندوة اليونسكو الدولية، و هي محطة أخرى، في رحلة الشيخ خالد بن تونس الأممية، و هي ندوة طالبتها اليونسكو، لم تكن مبادرة الشيخ أو (عيسى)، حسبما ذكره هو بنفسه. حيث قررت منظمة اليونسكو، في ندوتها الـ37  المنعقدة في شهر نوفمبر 2013، المشاركة خلال السنتين2014  و 2015، في الذكرى الـ 100، لتأسيس الطريقة الصوفية العلاوية، مدرسة التسامح و التعايش الديني، و بذلك فإنها تشجع، المنظمة غير الحكومية للجمعية الصوفية الدولية العلاوية، و عللت اليونسكو مساهمتها، بإصدار القرار رقم 191 EX/32، 17 أبريل 2013، ص 2.

    فبمناسبة هذا الإعتراف من طرف اليونسكو، و اعتبارا لذكرى الشيخ العلاوي، فإن المنظمة غير الحكومية "عيسى"، نظمت ملتقى دوليا، تحت عنوان "الإسلام الروحي و التحديات المعاصرة". جرت فعالياته، بدار اليونسكو، يومي 28 و 29 سبتمبر 2015، وجمع أربعين متدخلا، من خلفيات متعددة (كتاب و صحفيين و جامعيين وشخصيات دينية و سياسيين، إلخ..).


                                منصة قاعة اليونسكو بباريس

    جاء في صفحة الشيخ خالد بن تونس، الرسمية "أصدقائي الأعزاء. هذا الصباح في الساعة التاسعة، كما كان مقررا، افتتح رسميا، تكريم اليونسكو للشيخ العلاوي، في مقرها بباريس، بحضور وزير الشؤون الدينية الجزائري، السيد محمد عيسى الذي جاء  لحضور هذه المناسبة، قادما من مكة المكرمة.

    افتتحت هذه الندوة، التي تشارك في تنظيمها عيسى، بمداخلة الوزير محمد عيسى، ثم جاء دور، السيدة (آن-بليندا برايس)، رئيسة قسم الحوار بين الثقافات التابع لليونسكو. ثم رحبتُ بضيوفنا البالغ عددهم 1600 شخص، قبل أن أُعطي الكلمة لمختلف المتحدثين (دينيس غريل، عالم الإسلاميات، الأخصائي في التصوف، و طيب شويرف، المتخصص في الدراسات الإسلامية، وأخصائي في التصوف، ياسين بن عبيد، أستاذ الآداب واللغات، بجامعة سطيف)، تحت رئاسة صديقتنا بريزة خياري، عضو مجلس الشيوخ في باريس، الذين تحدثوا، مبرزين البعد الروحي والطابع العالمي، لتعاليم الشيخ العلاوي.    وتبعه نقاش غني، بعد هذه الجلسة الأولى، الذي ركز، على التوجه الروحي للمريد، ودور التصوف في المجتمع الحالي، والنشاط الصحفي للشيخ العلاوي، وكتاباته في البعد الكوني، وكتاباته الفلسفية."(4)

على نفس المنوال، استمر النقاش المثمر، و الحوار الغني بالأفكار و تقديم الحلول، و إلقاء المحاضرات بندوة اليونسكو، كان الشيخ خالد بن تونس المنشط و الجامع، والبصمة البارزة، وقد ترك أثره الفكري، نشير إليه بالرواط التالية:

خطبة الشيخ خالد بن تونس في ندوة اليونسكو:
                                   خطبة الشيخ خالد بن تونس في ندوة اليونسكو

مداخلة الشيخ خالد بن تونس في المائدة المستديرة:

الوقفة الختامية:
                       كلمته في الوقفة الختامية


                   صورة جماعية، مع حمل لافتة اليوم العالمي للعيش معا.


مذاكرة الشيخ خالد بن تونس في الجمع الروحي:
                                         مذاكرة الشيخ خالد بن تونس في الجمع الروحي


                 الجمع الروحي بقاعة اليونسكو.



5- مصممون أكثر من أي وقت
 مضى على المضي قدما

    أسابيع قليلة، بعد ندوة اليونسكو، و تتعرض مدينة باريس لاعتداء شيطاني بغيض، هزت المدينة جريمة، ذهب ضحيتها 130 قتيل و أكثر من 400 جريح. نسبت العملية للتنظيم الإرهابي داعش، و أعلنت الحكومة الفرنسية، على إثرها حالة الطوارئ، لم تعلنها منذ الثورة الجزائرية. سارعت عيسى إلى إعلان بيان، و أدانت فيه بشدة العمل الإرهابي، مقدمة التعازي لعائلات الضحايا، قائلة "في مواجهة هذا الرعب، فإن تفكيرنا و دعمنا يتوجهان في المقام، الأول لعائلات وأصدقاء الضحايا، ونحن نؤكد لهم تعاطفنا العميق والصادق". ثم أخذ البيان في إظهار دوافع الجريمة و أثرها السيئ على المجتمع "وتستهدف هذه الأعمال، القيم العالمية التي تجمع بين جميع البشر في تنوعهم، بهدف خلق مناخ من الرعب بيننا، من أجل إرساء حكم الفوضى والوحشية. إن جوهر مجتمعاتنا، هو الذي استهدف. ونحن جميعا مدعوون للعمل معا، للدفاع عن قيم الأخوة والتضامن، التي تجمعنا معا، من أجل العيش معا."

    من جهته، كان الشيخ خالد بن تونس، يومها بمدينة ليون، أين شارك في انطلاقة قناة تليفزيونية جديدة، سميت "Les deux rives tv"، أملا أن تساهم كما يدل إسمها "الضفتان"، في جمع شعوب ضفتي البحر الأبيض المتوسط. لما بلغه نبأ الحادثة قال "كل ما نقول عنه، أنه عمل شيطاني، لأنه لا يقوم بأي تفريق، و ليس له هدف، إلا ما ينجر معه، من موت و جريمة، و نشر الشر على أوسع نطاق، و إصابة الأبرياء"، و أضاف "الحادث الذي أصاب بالأمس باريس، شوّشنا، و كأنه كابوس"، و صرح متحسرا "تدفعنا هذه الأحداث إلى التساؤل عن مصداقية أعمالنا، و طريقة رؤيتنا للعالم، و طريقة بناءه، و إننا سنترك شهادة لأنفسنا، و للأجيال المقبلة، بأننا قمنا بما في وسعنا لجمع أفراد هذه الإنسانية، هذه الكتلة المتشتتة، التي تجهل بعضها البعض، و تتقاتل فيما بينها، و إننا نعمل من أجل أن يتواجد العقل و الحس، و لا يوجد أي بديل، و جاءت هذه الحادثة، لتؤكد مرة أخرى، أن بدون العيش معا، و بدون العمل معا، و بدون التوحد و التعارف، سنتوجه كلنا نحو الفوضى."

    يقوم الإعلام بتضخيم الأحداث، و يخلق ضغطا هائلا، و إن هذه الأعمال يتصبب منها المسلمين، الأقلية الموجودة بأروربا، العرق البارد، مما تخلقه من تفكيك الروابط، و دفعهم إلى التهميش، رغم الجهود التي تقام لدمجهم. دائما ترافق هذه الأعمال، رسالة خلفية تدين الدين الإسلامي، و تصفه بأبشع الأوصاف، و تحط من قدر أتباعه، و تلصق بهم التهمة، رغم برائتهم من هذه الشرذمة المهينة، التي تأتي على الأخضر و اليابس.

    سببت هذه الأحداث، و الطوق الأمني الذي تبعها في فرنسا و بلجيكا، إلى إلغاء لقاء آخر السنة، الذي كان مقررا ببروكسيل العاصمة البلجيكية، الذي دأب على تنظيمه الشيخ خالد بن تونس، شيخ الطريقة العلاوية، منذ عقود. حيث تعرضت هذه الأخيرة، يوم 22 مارس 2016، لسلسلة من الهجمات الإنتحارية بالقنابل، خلفت حصيلة نهائية قدرت بـ 32 قتيل، و أكثر من 300 جريح. تبناها كما هو مندرج، التنظيم الإرهابي، الذي ينسب نفسه للإسلام.

    ليس الشيخ خالد بن تونس، بالذي تثنيه هذه الأحداث، بل أنها تقوم بتعزيز مسعاه، و تؤكد، أنه لا يوجد بديل عن العيش معا و العمل معا، و تصره على الإقدام و المضي قدما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). Radio Okapi، في 31 10 2014.
(2). صفحة الشيخ خالد بن تونس الرسمية بالفايسبوك، بتاريخ 26 03 2015.
(3).COP21:
(4). صفحة الشيخ خالد بن تونس بالفايسبوك، يوم 28 09 2015.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق